-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 18 - 2 - السبت 14/9/2024

  قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل الثامن عشر

2

تم النشر يوم السبت

14/9/2024




_ماذا يجري، اين روزاليندا؟ 


اجابه كاسياس بهدوء

_بالاسفل. 


رفع ريكاردو حاجبه باستنكار

_كيف، نحن بالاسفل من الاساس. 


هز رأسه بالنفي 

_بالاسفل حيث الزنزانات. 


شعر ريكاردو بالغضب الشديد ف امسك كاسياس من ياقته بعنف

_ماذا تقول، هل اسرتها ايها ال.. 


ابعد كاسياس يديه عنه بهدوء و هو يجلس مجددًا 

_عزيزتك جاسوسة بيننا. 


اسقط ريكاردو مزهرية من الزجاج على الارض لتتهشم و تنتثر فتاتها بكل مكان

_هذا هراء، كيف تتفوه بشئ كهذا! 

هل يعلم لوسيفر هذا الحديث الفارغ؟؟ 


و على ذكر اسم لوسيفر دلف الى الغرفة 

_اعلم بأنك لا تستطيع ان تصدق شئ كهذا، و لكن تلك الحقيقة. 


_انا لا افهم اي شئ. 


_في الليل وجدتها تخرج من المكتب الخاص بلوسيفر، حينها علمت بأنها دثرت شئ ما بالداخل، و عندما رأيت آلات المراقبة علمت حينها بهذا الهاتف. 

تمتم بكلماته و هو يخرج هاتفها الذي كان يسجل كل شئ. 


_هل تعلم من المتسبب في نشب الهجوم علينا منذ ايام قليلة!


شعر ريكاردو بأن كل شئ يدور حوله لذا جلس على الاريكة على الفور و هو يمسك رأسه بألم

_لم تكن سواها يا ريكاردو. 


صاح بهما بعنف

_كفى توقفوا عن الكذب و اللعنة!!! 


_هل احببتها حقًا؟ 

تسائل لوسيفر باهتمام

لكن ريكاردو هز رأسه عدة مرات ينفي هذا

_بالتأكيد لا. 


❈-❈-❈


امتلئ القصر بأكمله اناس من الطبقة المخملية الراقية

النساء ترتدي فساتين و الرجال حُلة و الاثنان باهظات الثمن

المشروبات الكحولية الفاخرة موضوعة بعناية على كل طاولة و توزع كأنه عصير او ما شابه


اما بالاعلى ف كان كل اخ في غرفته يتجهز عدا ريكاردو الذي كان يجلس حانق الوجه يشعر بنار في قلبه

و ما قطع شروده هو دلوف كاسياس إليه ثم جلس بجانبه 

_اعلم بأنك كذبت عندما قلت انك لا تحبها، 

لكنها لا تستحق ان تعطيها قلبك هذا، 

انها مجرد حمقاء و من الجيد انك علمت حقيقتها الآن.


نظر إليه ريكاردو بشرود فأكمل كاسياس مشجعًا اياه على النهوض

_هيا هيا، تجهز و كُن ملك الحفل فالناس ينتظرونك بالاسفل.


❈-❈-❈


كان لورينسو يقف امام باب غرفتها و كأنه طفل ما زال في الروضة ينتظر قدوم والدته بفارغ صبر

و ما ان فتحت الباب حتى التمعت عيناه بالحماس

ف خرجت من الغرفة جينيفر و هى ترتدي فستان باللون الازرق يصل الى اسفل ركبتيها، كانت تشبه الحورية التي تتلألأ بين المحيط، و تركت شعرها ينسدل على ظهرها و لم تضع زينة سوا لمسات بسيطة فوق وجهها و وضعت حلق في اذنيها


كان لورينسو يتأملها و قلبه ينبض بعنف و يكاد يقتلع من محجره من شدة جمالها 

اما هى ف كانت تتأمله ايضًا ف لم تراه بحُلة من قبل، 

كان يرتدي حُلة باللون الكحلي ايضًا لتتطابق مع لون فستان جينيفر ليصبحا الاثنان زوج مثالي. 

_ماذا، هل ستظل تنظر إليّ هكذا للأبد؟ 


هز رأسه بتأكيد و هو يشبك يده في يديها و ينزلوا استعدادًا للحفل. 


❈-❈-❈


اما الينا فارتدت فستان من اللون البني القاتم، كان يضيق عند الخصر و ينزل باحترافية حتى قدمها، كان كتفها الايمن عاري و الآخر ب كُم، 

و اكتفت بأن ترفع شعرها و مشطته بعناية و تركت خصلتان ينسدلان على جبهتها ليزيدها جمالًا فوق جمالها. 


و بعد ان وضعت لمساتها الاخيره تفاجأت بطرقات متعددة عند الباب، شعرت بالقلق ف جينيفر نزلت للحفل مع لورينسو و بالتأكيد لن تعود مجددًا.. 


و ما ان فتحت الباب حتى وجدت كاسياس امام الباب ينتظرها بوجه مكفهر

رفعت حاجبها باستنكار 

_ماذا تفعل هنا؟، يتوجب عليك ان تكون بالاسفل.


_هل ينبغي عليّ ان اتبع اوامرك؟ 


هزت رأسها بتأكيد و هى تسحب حقيبتها الصغيرة و تنزل

_توقفي انا لم انهي حديثي بعد. 


تأففت و هى تعود ادراجها

_ماذا؟ 


_في الواقع ستنزلين معي للحفل و نحن متشابكا الايدي، و كأننا زوج مثالي. 


شعرت الينا بالحيرة من حديثه هذا 

_هذا هراء، انا لن افعل شئ كهذا. 


_عزيزتي، ينبغي عليكِ فعل هذا لأنني اريد ذلك، 

سننزل للاسفل و سترانا الصحافة و ستلتقط لنا الصور و ستصل الى ابيكي الحبيب. 


_في الواقع انا لن انزل الحفل من الاساس. 


قهقه بسخرية و هو يمسك معصمها بشدة 

_حسنًا افعلي ما تريدين و ستجدي رأس البيرتينو موضوعة على فراشك بعناية. 


❈-❈-❈


_مرحبًا سيد لوسيفر، انا اشكرك على ما فعلته معنا انا و ابنتي. 


_سيد جاريسون، هذا عملي، تلك الفتاة التي ذهبت بدلًا من ابنتك ستعمل لدينا لذا لا تقلق. 


ابتسم جاريسون بامتنان ف اكمل لوسيفر حديثه و هو ينهض

_يتوجب علينا الذهاب حتى لا نتأخر عن الحفل اكثر من ذلك. 


❈-❈-❈


اتى السبعه الى الحفل و كل واحد منهما لديه وسامة و فخامة لا تنافس احد، 

و ما ان اتوا حتى تمحورت عليهم العيون و الصحافة، 

الجميع كان يلتقط الصور لهم و كأنهم لوحة نادرة لا تتكرر مرتان، 

الجميع يعلم قصة آل فرانشيسكو، 

حسنًا في الواقع التفاصيل الخارجية فقط، 

ف هم كانوا يمتلكون شركات و عقارات و اموال طائلة، 

و فاجأة افتعل حادث ذهب خلاله الكثير من الضحايا، 

و الاموال الطائلة ذهبت هباء، حتى اتى لوسيفر و صنع مجد العائلة مجددًا،

و بعد سنوات ها هم يجتمعون مجددًا، السبعه الناجون من هذا الحادث. 


وقف لوسيفر ليقول كلمته التقديمية للحفل

_مرحبًا للجميع، 

في الحقيقة هذا الحفل كان ينبغي ان افعله منذ سنوات طوال، 

لكن لم شملنا لم يكن بتلك البساطة، 

اليوم دعوت الجميع ليشاهدوا اجتماع الاخوة السبعه مجددًا، و تلك الحلقة ستكون الاكثر قوة من بين كل سلسلة آل فرانشيسكو. 

صفق الجميع تصفيق حار له و لكن بالحقيقة لم يقل هذا الحديث لينال إعجابهم بل.. 

نظر لوسيفر نحو نِلسُن بنظرات كارهة متوعدة بالعذاب ثم ابتسم ب شر.. 


و في تلك الاثناء فتحت ابواب القصر بعنف و دلفت الكثير من رجال الحراسة 

و بالمنتصف كان اليساندرو الذي تحدث بتذمر

_يا لهذا الحظ، هل اتيت متأخرًا مجددًا؟ 


❈-❈-❈


استغل هذه الفوضى و تسلل نحو القبو حيث مكان روزاليندا بعدما سرق مفتاح زنزانتها


_سأقوم بتهريبك. 


بكت روزاليندا و هى تجده يفتح باب الزنزانة و يلتفت حوله حتى لا يراه احد

ثم اشار لها باتباعه دون ان ينظر لها

و هذا اكثر ما يسحق قلبها


اما هو 

ف كان لا يستطيع ان يتجرأ و ينظر داخل عيناها الخادعة


اثناء سيرهما في الممر الذي يؤدي الى الخارج امسكت يده ليتسمر بمكانه دون ان ينظر خلفه

_ريكاردو.. 


نفض يدها بعيدا عنه بحنق

_لا تقومي بلمس يدي مجددًا. 


بكت اكثر بحرقة و هى تجد كرهه الواضح لها

انهارت حصونها و جلست بانهيار على احد الدرج و هى تضع يدها على وجهها تخفي به ملامحها الحزينة 


كان ريكاردو يشعر بطعنة قوية تمزق فؤاده كلما رآها تبكي، خدعته، يعلم ذلك، 

لكنه احبها، 

هذا صحيح، احبب تلك الخائنة، عيونها و شعرها و ابتسامتها، احبب كل شئ بها، احبب حياته معها، ذكرياته معها ثمينة للغاية لا تقدر بثمن، ف هى ملئت وحدته بعدما تخلى عنه الجميع. 


جلس بجانبها مع الحفاظ ببعض المسافة بينهما

زفر بحنق ثم تحدث بهدوء ينافي عاصفته

_يجب علينا.. 


نظر للأسفل و هو يكمل 

_يجب علينا ان نكمل سيرنا حتى لا يلحق بنا الحراس. 


صمت دام للحظات حتى رفع ريكاردو رأسه و نظر لها اخيرا

ليجد وجنتيها اصطبغا باللون الاحمر اثر البكاء، و عيونها اللاتي انتفخا، و وجهها الذي اشبح شاحبًا. 

_منذ ان ولدت الى هذه الدنيا و انا لم اشعر بالسعادة ابدًا.. 

الحزن كان رفيق دربي و الوحدة كانت عائلتي، 

حتى القاني القدر امام السيد هيل. 


قهقهت بسخرية و هى تزيل دموعها

_عملت معه لسنوات، كنت اسرق و احتل على اموال الناس، كم انا سيئة اليس كذلك. 


ثم اكملت حديثها

_و في يوم قال لي بأنني سأفعل مهمة واحدة في مقابلها ساحظى بنقود هائلة تجعلني اغادر البلاد و احظى بحياة اخرى كما التي رسمتها في احلامي.. 


تنهدت و الدموع تنسال من عيونها بلا وعي

_على الاغلب الحظ لن يحالفني ابدًا، هل اخبرتك من قبل كم انا سيئة الحظ؟ 


هز رأسه بتأكيد و هو يميل رأسه على الحائط الذي يجاوره

_لم استطيع ان ارفض تلك الفرصة، 

ف وافقت على الفور و المهمة لم تكن إلا أن ادخل بينكم. 


اغلق عيونه بشدة و هو يشعر بغضب شديد 

_بالتأكيد كنت انا الطريق للوصول، اليس كذلك؟ 


ابتلعت غصة تشكلت في حلقها بصعوبة و هى تجيبه بتأكيد

_اجل.. 

السيد هيل هو من رسم تلك الخطة منذ البداية، 

منذ ان سرقت احد المارة، 

من قبل كنا نتتبع جميع خطواتك حتى استطيع الدلوف لمنزلك، 

و من بعدها السيد لوسيفر امر بقدومك للقصر، 

الذي كان وجهتي منذ البداية. 


قهقه بألم و هو ينظر الى الفراغ

_كيف لم انتبه! 

كنت غارم بملامحكِ الملاكية و نسيت ان البشر لم و لن يصبحوا ملائكة ابدًا، 

و لكني بالنهاية ادركت ان ملامحكِ الملاكية خلفها شيطانة مخادعة. 


تغيرت نبرة صوته الى نبرة حادة

_ماذا تريدين؟ 

اعتقد بأنكِ لا تهتمي سوا بالهروب من هنا،

و ها انا احقق مبتغاكِ و اساعدكِ. 


لم تُعقب على حديثه السام و اكملت حديثها

_كلما بقيت في القصر كلما شعرت بالندم، 

عندما انظر نحوك اشعر كم انا بتلك الحماقة، 

ظننت بأن الحب شئ وهمي الى ان احببتك ريكاردو. 


سخر بشدة من حديثها 

_حقًا، كم سررت لسماع تلك الكلمات منكِ، 

هل تعتقدينني سأثق بحديثك مجددًا روز! 

انا لست هذا الريكاردو الذي التقيتي به منذ اسابيع قليلة، 

سأقوم بتهريبك فقط لأنني اصبحت لا اطيق العيش في مكان اعلم بوجودك به! 

تفوه بتلك الكلمات ثم نهض و اكمل سيره 


تنهدت روزاليندا بحزن شديد وهى تشعر بشئ يسحق فؤادها

_ليتنا تقابلنا في زمن مختلف. 

تمتمت حديثها ثم تتبعت خطواته و هى ما زالت تتحدث بقهر

_الا تعتقد بأنك اناني! 


لم يجيبها و فقط اكمل سيره 

_هل تخيلت للحظات ماذا حدث لي قبل ان التقيك، 

هل تعلم اين منزلي، 

ريكاردو، انا لم امتلك منزل في حياتي سوا عندما التقيت ب هيل، 

منزل يحتوي على غرفة واحده و اكثر من عشرون فتاة، 

انا كنت لا اعلم شئ سوا التشرد بالطرقات، 

في بعض الايام اجد طعام و بقية الاسبوع انام و انا جائعة، 

كنت لا امتلك معطف يحميني من برودة الجو في الليل حتى، 

اهرب من الشرطة كل ليلة حتى لا يتم القبض عليّ بتهمة التسول، 

كنت اصارع لأجل ان اعيش فقط. 


صاح ريكاردو بها و قد طفح الكيل

_هل تظني بأنك وحدكِ من رأيتي ايام اشبه بالكوابيس! 

هل حُرقتي من قبل بسبب خطأ صغير؟؟ 


لم تجيبه ف كانت خائفة منه بشدة ف هذه المرة الاولى التي ترى فيها غضبه بتلك الشدة

_انا حُرقت لأكثر من مرة في العمل لأنني لم افعلها بشكل صحيح، كنت طفل صغير لا اعي لماذا اعاقب!!،


ثم صاح بها اكثر 

_هل تعرضتي للقتل من قبل؟؟

اراها جرح في عنقه و هو يكمل بعنف

_انا تعرضت!، 

لا تتحدثي و كأنكِ وحدك من رأيتي الظلم بالحياة، لأن هذا هراء، جميعنا نمتلك ذكريات سوداوية روز. 


_حسنًا انا آسفة، انا حقًا نادمة و استحق الموت لكنني، 

لكنني احبك حقًا ريكاردو. 


_قلت لكِ لا تتفوهي بتلك الكلمة مجددًا و إلا قضيت عليكِ انا. 


قطع شجارهما صوت احد الحراس

_الفتاة التي تدعى روزاليندا هربت، 

ابحثوا عنها بكل مكان! 


جحظت روزاليندا عيناها برعب لتجد ريكاردو يمسك يدها و يركضان سويًا.. 


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سلمى شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة