-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 10 الثلاثاء 17/9/2024

  

قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل العاشر


تم النشر يوم الثلاثاء

 17/9/2024

عقاب ٤٦

❈-❈-❈


نهض صياح بعد أن شكر آدم وغادر وهو غارق في التفكير،

 أما آدم فشعر بعدم الراحة لصياح منذ أن رأى لمعة الطمع في عينيه، ولمس عدم رضاه بالقليل، وانه يود ان يقفز مرة واحدة بدلاً من اخذ السلم درجة درجه، وهذا اول خطأ يقع فيه التاجر، والذي نبهه له عمه قصير وحتي الشيخ منصور شدد عليه في هذا الأمر وعلمه عدم الإستعجال ابداً في أي شيء؛ وأن في التأني السلامة. 


فقرر أن يبعده عن صفقات الأسلحة وألا يجعله يحضر إستلام أو تسليم شيء من الآن وصاعداً طالما ينظر للبضاعة بعين الحقد. 


وصل صياح عند مجمع النساء، وكانت رجوه بينهم، نظر لها وإبتسم إبتسامة عريضة وغمز لها في محاولة منه لمناغشتها، ولم يكن يتوقع منها ردة الفعل التي رآها منها، ولا تخيل أنها ستمسك حجراً وتضربه به في رأسه ليسيل دمه كالنافورة وتجعله أضحوكة وسط النساء!

غادر صياح وهو يستشيط غضباً وذهب رأساً للشيخ قصير، فوقف أمامه وهو يضع يده علي رأسه كي يمنع الدم وتحدث بقهر:

- ياشيخ شوف بتك ايش سوت فيا، دجتني بالحجر بدون مااسويلها شي، وضحكت علي نساء القبيلة كلهن. 


-نظر له قصير بسخط ولم يرد عليه ولكنه ارسل في طلب رجوه على الفور.. وما ان حضرت حتى هدر بها قصير:

-ايش سويتي بوليد عمك الله يكسر يدك. 

-ماسويت شي. 

- ودمه اللي سال بوي اللي دجه

 بالحجر ورمح نام بقبره مره ثانيه؟

 

- يستاهل الذبح مو بس ضربة حجر

- والله ماحد يستاهل الذبح غيرك، ايش سوي لك الرجال يافانص؟ 

- غمزني قدام كل نساء القبيلة وسوالي حركات.. حركات أستحى حتى احكيها لك ياشيخ. 

صرخ صياح بفزع:

- حركات ايش الله ياخدك، والله ماسويت حركات انا، هى بس الغمزه وياريتني ماسويتها ودجتني بعدها رأساً. 

-لا سويت حركات ياصياح واذا كنت رجال ماتكذب الكذب مو للرجال. 

- لا يبه الكذب للحريمات، والله الكذب انخلق بس ليكم. 

صمت قصير قليلاً وهو ينظر لهما وأغمض عينيه وزفر بديق، فلا تناسب بين صياح ورجوه من اي زاويه؛ 

هي قوية وتنظر له مثل نمرة شرسة نريد ان تجهز عليه، وهو يتفادي نظراتها وينظر لها بخوف، وفي المستقبل ستجعل منه رجوه اضحوكة القبيلة كلها. 

فتح عينيه ونظر لصياح وقال له بأمر:

- صياح، الحين تاخد حقك منها أمامي؛ لأن الحرمه ماتمد يدها على زوجها لو ايش ماسوى، تقدم وخذ حقك حتى لا تعيدها بت مكاسب وتتطاول عليك.. أمسك حجر ودجها بنص راسها وخلي دمها يسيل متل ماسال دمك. 

صُدم صياح من طلب قصير ونظر لرجوه التي نظرت لأبيها بتحدي وقالت بنبرة جادة لا تقبل جدال:


- ورب الكون إذا سواها ومد يده علي لأفوت على خيمته وهو نايم واذبحه من الأذن للأذن، 

واهروب من القبيلة ماتعرفون لي طريق. وإذا مستغني عن عمره ولد صالحه يمد يده علي.. ورجوه ماتهدد ولا تقول حرف هي مو قده. 


نظر قصير لصياح يحثه علي التقدم من رجوه وعدم المبالاة لكلامها وأخذ ثأره منها، ولكنه صُدم وهو يستمع لكلمات صياح :

- أ أقول ياشيخ المسامح كريم، وهي أول غلطه لمرتي وانا سامحتها واعرفها ماتعيدها.. واعترف إني غلطت وقت غمزتها امام النساء وما حسبت حساب لحيائها وخجلها وانها مامعتاده على هي الحركات. 

-سمعت.. سمعته بأذنك يقول حركات، عرفت اني مااكذب. 


ضرب قصير كف بكف وقال:

- روح الله لا يعطيك العافية.. وابشرك ياصياح من الحين دمك راح يعبي القبيلة كلها وتشرب منه الرمال حتى ترتوي. 

اغروب، اغروب عن وجهي سود الله وجهك. 

غادر صياح في عجلة من أمره، ونظر قصير لرجوه بغضب وقال لها:

وانتِ يافانص ياعاااار، تمدين يدك على راجلك وتسيحي دمه؟ والله ماواقف بينك وبين الموت علي يدي غير بس سالم.. سالم اللي لولاه كنتي اليوم تحت الرمال منسيه. 


-اذا تريد تسويها سويها الحين وماتخليها بنفسك ياشيخ. 

- قلتلك السبب اللي مانعني عنك.. سالم اللي ماتسوي التراب اللي يدعس عليه بأقدامه. 

- والله إذا سويلم حاكم عليك وحكمه ماشي انا مالي ذنب وماتحملني مَنيه ولا تشيلني جميلته، انا ماطلبت منه حمايه، وإذا هو يحمي ويدافع من روحه ويرد أذى اهلي عني فهاد من طيب اصله وكرم اخلاقه.. والكريم يجود دون ماينتظر جزاء ولا شكورا. 

- رجوه اغررربي عن وجهي الحين لان إذا ضليتي اكثر ماتلومي إلا حالك، اغررربي يافانص يابت الفانص ياطويلة اللسان ياعديمة الحيا ياغراب البين. 


أسرعت رجوه بالإبتعاد من أمامه، فهي تعلم أنها رمت حجراً كبيراً في فوهة البركان والآن بدأ الفوران. 


مرت على خيمة عوالي فلم تنظر وتخطتها، ووقفت تزفر بضيق حين سمعت صوت عوالي ينادي عليها:

- يافانص تعي.. انت يابلوه ردي اريدك. 

دخلت الخيمة على مهل، فهي تعلم أن وصلة توبيخ أخرى قادمة ولا مفر من الإستماع، وقفت امام عوالي وقالت:

- كيفك ياعمتي نهارك باهي. 

- نهار زفت ع راسك وراس أمك ياعمتي. 

- اهووووو بدينا 

-ها اقوم اخلي مايزه تكتفك واجيب السكين واكويك؟ وهالمرة اكوي لسانك اللي مايلوقله إلا القطع؟ 

- ايش سويتلك انا ياشيخه؟ 

- سوايتك سواية الشوم.. تضربي زوجك يافانص وتسيلي دمه وتضحكي عليه نساء القبيلة كلهن وتخلي أمه تفترش الارض وتشيل وتحط الرمال على راسها من قهرتها على وليدها؟ 

- اي هو يستاهل غمزني وسوالي حركات وقحه. 

- الله لا يوفقك يافانص ياكذابه، حركات ايش اللي سواها؟ 

- استحي اقول. 

مايزه:

- كذابه انت ماتستحين وهو ولا سوى حركات ولا شي، وليداتنا ماتسوي هيك شي، هو بس حظه العاثر اللي وقعه بين اديكي ياغراب الشوم. 

- اي حظه.. يروح يلوم حظه انا ماعلي لوم.. والحين أريد امشي ارد لخيمتي اندفس وانام تعبت اليوم واااجد. 


- اي روحي اندفسي دفسه بلا قومه انشالله. 

غادرت رجوه وهي لا تهتم بكل ماسمعته، فاليوم هو يوم سعادتها ولن تسمح لأحد بتعكيره. 


وصلت خيمتها فوجدت أمامها تجمهر غريب، وحين اقتربت فهمت سببه، كانت صالحه أم صياح وابنتها خوله، صالحه جالسة على الأرض تأخذ من الرمال وتضع فوق رأسها وتنعي حظ إبنها، وصالحه واقفة وتنوح علي أخيها ودماءه التي سالت..

ومعزوزه ومكاسب وسدينه وشقيقاتها  حاضرون جميعاً يحاولن تهدئة الوضع. 

وبمجرد رؤية صالحه لها زادت في النحيب وهي تقول:

-جات الفانص، جات بتك يامكاسب.. اليوم اشوف مين اللي يخلصها من يدي على سوايتها بوليدي. 

وقفت رجوه وتلفتت حولها وبدات بجمع الأحجار والضرب عليهم عشوائياً، فتفرق الجمع سريعاً، وقامت صالحه وجرت مبتعدة ولم يتبقى في المكان إلا رجوه وخوله، والتي بدأت هي الأخرى بجمع الاحجار والتصويب على رجوه، وأصبحت حرباً بالأحجار بينهم انتهت بسيلان دم خوله.. فمن هي لتتغلب على رجوه في التصويب؟! 


 فأخذت صالحه إبنتها الغارقة في دمائها وعادوا لخيمتهم وهم يموتون قهراً، فقد اتوا يطالبون بالقصاص العادل وعادوا بضحية أخرى وبقناعة أن لا قصاص من رجوه ولا حق يؤخذ منها حتى لو خلفه ألف مُطالب. 


مر باقي اليوم بسلام، سالم سمع بما فعلته رجوه حاله حال جميع القبيلة، ولكنه صمت حين علم ان لا أحد تعرض لها بمكروه، فهو في إنتظار أن يرى حماية آدم لها، وهل سيستحق أن يحمل عنه لواء حمايتها كاملاً، أم يستمر سالم في حمايتها خفية، فمهما حدث هي إبنته التي ربى، حتي وإن تقطعت جميع الصلات الأخرى وتلاشت العلاقات،ولن يسمح لأحد بإذاءها. 


جلس سالم مع رابح، وتحدث معه في ماقاله آدم، وعرف منه ان الشيخ منصور شخصياً تدخل في الأمر وطلب من قصير أن يعطي رجوه لآدم متجاهلاً جميع الأعراف، 

وأن آدم ينتظر فقط الوقت المناسب ليفعل ذلك ريثما يبعد صياح عن طريق رجوه أو تبعده هي، وهاهي بدأت الحرب. 

فصمت سالم وقد أيقن بان الأمر بات حقيقياً، وآخر ذرة شك داخله بأن آدم غير صادق قُضي عليها..وزواج آدم برجوه أصبح واقعاً يلزمه فقط بعض الوقت ليتم وعليه التقبل الكامل. 

خيم الليل وخرجت رجوه من خيمتها بعد يومها العصيب، اخذت تبحث عنه فوجدته يقف بعيداً بجوار السيارات التي تاتي كل فترة في موعد إستلام شحنة الأسلحة، لا احد من أهل القبيلة يعلم سبب مجيئ السيارات سواها هي بحكم ملازمتها لهم والرجال الذين ينقلون السلاح فقط. 


إنتظرت حتى إبتعد آدم عنهم وبدأ يتحدث في هاتفه.. إقتربت منه بعد ان خلعت خُفيها حتي لا تُصدر صوتاً فيراها آتية ويبتعد، ولما إقتربت سمعت منه ما مزق قلبها:

- اي يانبض القلب ياحبيبة الروح، إشتقتلك واااجد واتمنى ارجع لحضنك ودفو انفاسك.. هانت يالغاليه كلها يومين واجيك واكحل عيني بشوفتك.. ههههه فدوه للي يغار. 

ضربت خُفيها علي الارض وبدأت تلبسهم بغضب فانتبه لها وانهي المكالمة، ونظر لها بحاجب مرفوع وقال:

- تتنصتين علي؟ 

- ولا اتنصت ولا اتزفت، ردت افاجئك بحضوري فاجأتني أنت بوصلة الشوق والمحبه. 

- اي وانت إيش خصك؟ 

-ايش تقول إنت ياعقاب مو ع أساس... 

- أساس ايش يارجوه؟ انا كلامي كان واضح.. قولتلك بعطيكي فرصه إذا قدرت اتقبلك كان بها ماقدرت مابالقلب حيلة، وهاد كلو إذا مانفع اني اتزوج حياة، أما إذا قدرت وتزوجتها اعذريني ماتت كل الفرص لك بعيوني وقلبي. 

- اي بس هاد مو اتفاقنا؟ 

- مااتفقنا على شي، طلبتي فرصه وانا عطيتك، وماتظني اني غافل عنك، انا اراقبك واراقب كل شي يخصك، وقولتلك صيري آدميه شو سويتي بالآدميه.. بطحتي صياح، وبطحتي اخته وخليتي امهم تشيل رمال الصحرا فوق راسها، جلطتي ابوك والشيخه عوالي بعد. 

- بس هو اللي غمزني و... 

- هو مازال قدام الكل راهنك وبحكم زوجك وهي مو غلطه يستحق عليها اللي سويتيه يارجوه. 

- اقول الحق انا اريد ابعده عني باسرع وقت. 

- بس مو بهي الطريقة.. تعرفي إن القبيلة كلها مالها سيره غير سوايتك وعملتك اليوم؟ طيب إذا جيت انا ارتبط فيكِ ايش راح تحكي الناس عني، يقولون عقاب خد الفانص اللي مارضي بيها صياح؟ 

- وانا ايش أسوي يعني، مو انت حكيت أن صياح من ضمن العقبات؟ 

- انا اللي بشيله من طريقك مو انت. 

- زين وحياة؟ 

-ايش بيها؟ 

-هي مو عقبه ولزوم تنزاح، اتركها علي وانا ازيحها. 

- والله ازيح راسك من فوق جسمك وتضلي بلا راس، إلا حياة مالك دخل فيها. 

-واذا صار وتزوجتها ياعقاب، وانا عملت كل اللي أمرتني بيه وطعتك.. بالاخير مااتحصل شي؟ 

- وقتها أشوف، بس يعني لا حياة بتقبل المشاركة ولا اظن انت تقبلينها.

صمتت رجوه؛ فهي بالفعل لن تتحمل ان تشاركها فيه أخرى، ولذلك ستفعل أكثر من المستحيل حتى تفوز هي به أولاً، وستبدأها من النقطة التي ستعزز فرصتها مع آدم اكثرررر. 


غادرت وتركته، فعاود هو الإتصال بأمه وأكمل معها حديثه، فقد رأي رجوه من بعيد وهي تراقبه، ولمحها وهي تتسحب نحوه، وشعر بها حين وقفت خلفه ولذلك غير مجرى الحديث ليوهمها بما أراد. 


فسمع صوت الشيخ من خلفه:

- ياعقاب ليش شيعت على السيارات بكير؟ 

- لان الشحنه بتوصل الليلة ياعمي. 

- بس انت قلت.. 

- من الحين مافي موعد ينعرف بالتحديد، ولزوم ندير بالنا أكثر، الاطماع بدت تزور النفوس ياعمي والنفس أماره بالسوء. 

- ايش تقصد ياعقاب؟ 

- اقصد صياح.. اليوم حكالي يريد يسوي تجاره لنفسه ويستورد بروحه سلاح، وإذا سواها وداق المكاسب راح يزيد طمعه ومو بعيد يوصل لأنه  يسوي اي شي يعطل بيه اشغالنا ويكبر هو.. وإذا صياح سواها الكل بيتبعه وتصير حرب ومنافسات يجوز تضيع بيها القبيلة كلها. 


- صياح مايحضر إستلام ولا شحنه من الحين. 

- غلط ياشيخ ومو الشيخ قصير اللي يغلط.. علمتني نخلي العدو اقرب من الحبيب وعيوننا ترافقه، ليش الحين تنسى تعاليمك؟ 

 صمت قصير واخذ يفكر ثم أردف:

- وانا اقول ليش نهى على رجوه وهي اللي ماحد ينظر صوبها.

- وغير هيك ماعمل حساب لزعل سالم وهو رفيقه، واللي يخون صاحبه ويتجاهل علاقة لجل مصلحته يتجاهل جميع العلاقات ويدعس عليها برجوله. 

- اريد افض نهوته على بتي. 

- مو الحين، بعد الشحنه تلبسه غلطه وعلى أساسها ينفض الرهن. 

- اي اي... يصير خير... عقاب لا تتركني أنا الظاهر كبرت وخرفت  وماعدت اقدر احكم على الناس ياوليدي. 

- لا ياشيخ، حاشاك.. انت بس بالك مشغول بألف شي وألا مايسقط شي من فكرك.. طمن حالك انا مااتركك إلا على الموت. 

- الله يطول بعمرك ياعزيز العين والقلب، ياولدي اللي ماخلفته. 


غادر قصير لخيمة عوالي التي ارسلت في طلبه وعاد آدم للجلوس وحيداً، وشرد في تلك التي لا يعلم عن حالها شيء، يريد الإطمئنان عليها ولكن يخشى ضعفه حين يستمع لصوتها، يخشى زلزلة قلبه وهياجه على الوضع، وإعتراضه التام والمطالبة بها مهما كانت الظروف. 


- بيش الجميل سارح؟ فدوه لابو البال مشغول. 

- اشوفك تغازل وانا مااقبل الغزل إلا من شويقي..

رد عليه بضحكة وهو يجلس بجواره:

-يعني مايصير تخون شويقك شوي؟ 

- ولا على قص الرقبه اخون. 

- احكي الصدق بيش سارح وعقلك مفارق؟ 

- والله يارابح افكر بأني على اخر الزمان صرت اسوي الاعيب وليدات صغار وافكر كيف اساسيس ام عقل خربان، عقاب بات يخطط خطط مايحطونها غير بمسلسلات الهنود. 

- ههههاي صرت سيندورا ياخوي؟

-اي بالضبط. 

- اقول ياعقاب، تخيل إذا رجوه عرفت إنك تخدعها والكل متفق معك إيش راح تسوي؟ 

- أبسط شي بتجيب نفط  وتدخل علينا وإحنا نيام وتصب وتحرقنا كلنا، ونفيق نلاقي روحنا بقلب الجحيم نذوب. 

- يايبه والله ترا اني خفت.. لا ورجوه تسويها وربي ومايرفلها جفن..اقول ياعويقب انا اقترح تاخذني انا ومرتي نبيت معك بغرفتك،ووعد مانزعجك ولا تحس بوجودنا. 


- فكرك إن الحيطان تمنعها يعني؟ والله تفجر الغرفه باللي فيها. 


ضحك رابح وضحك آدم أيضاً وصمت آدم وهو يري سالم آت من بعيد، فنظر له رابح وأردف:

- ياحيف قلبي على الابطال اللي بهدلهم العشق. 

- بس ماتقول ابطال.. مافي بطل يضعفوا شي ولا يأثر عليه حتي قلبه. 


إقترب سالم وجلس بجوارهم فغمز له رابح وضحك فأمسك الآخر حجراً وقال ساخراً:

- وإذا دجيتك بنص راسك وسيحت دمك تروح تشكي لامك؟ 

 ضحكوا جميعاً ورحب رابح وآدم بعودة ضلع المثلث الغائب من جديد، وعادوا يتحدثون في أمور القبيلة والتجارة، الصيد والإستثمار، وكل هذا لم يمنع سالم من التفكير في ان هذا المجلس ينقصه شيء؛ 

فلو كانوا في الماضي ماتركتهم يجلسون بمفردهم ولشاركتهم المجلس ولم تكف عن مداعبتها له وضربه وعض يديه والبحث في جيوبه وأخذ النقود التي نسي أن يخبئهم منها وخرج بهم من خيمته..


 نعم هو اقسم على التخطي، ولكن الحنين يراود وما ألعن مراودته؛ وكم كانت مشاغبتها جميله. 


مر بعض الوقت وانضم إليهم هلال وإنتقلت دفة الحديث على شحنة الأسلحة،، ويبدوا أن هلال بدأ يتحضر لقيادة السفينة وحفظ الخرائط حتى إن حان الوقت وأبحر بمفرده لا يُخطئ الطريق ويرسي على الميناء الصحيح.


حانت الساعة، وأعطى آدم إشارة للشباب فقاموا بنصب خيمة فوق مدخل الممر، وحين سمعوا إشارة الوصول أعطوا الإشارة للسيارات ان تتقدم،

 وفتحوا الممر وبدأ الرجال في إخراج الصناديق، وكل هذا في حضور صياح الذي كانت عيناه تلمع إكثر مع كل صندوق يخرج من الممر؛ وكأن الصناديق ومافيها ملك له، ولأول مره قصير ينتبه له ولحركاته ونظرة الطمع التي إحتلت عينيه! 


وقرر أخذ كل الحيطة والحذر من ناحيتة، ولام نفسه لإنه لم يكتشف هذا الطبع فيه سابقاً، وهو الذي يقرأ البشر وكأنهم كتاب مفتوح! 


تم إستلام الشحنة بنجاح، وأُغلق الممر وأُزيلت الخيمة وأعاد الشباب الرمال فوق فتحة الممر كما كانت، وبدأت السيارات في التحرك، وكذلك السيارتين المتوجهتين للمخزن الخاص بقصير، فصعد صياح في إحداهن، فساله قصير:

- لوين ياصياح؟ 

- اروح مع السيارات للمخزن ياعمي واطمن بروحي إن السلاح بأمان. 

فرد عليه قصير:

- لا انزل من السيارة وتعال، انت لك عندي مهمة اكبر وأهم.. اترك الشباب يهتمون بالأمر وانت اتبعني. 


نزل صياح من السيارة وتبع قصير، فأوكل إليه مهمة جمع النقود من التجار وإحضارها له، وبهذا أبعده عن السلاح حتي لا يتعرف على موقع المخزن الجديد، فخطة الحرص بدأت منذ اليوم، وذهب هلال فقط مع السيارات وبعض الشباب الأمناء جداً والذين يكتمون الاسرار في اجواف أبار الروح للموت. 



..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة