-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 17 - الخميس 26/9/2024

    

قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السابع عشر

تم النشر يوم الخميس

 26/9/2024

❈-❈-❈

عقاب الفصل ال٥٣   



إنتشر الخبر فى القبيلة سريعاً ووصل لمسامع خوله، فقامت ترقص وتغني قبل ان تعرف هوية العريس، ولما سمعت الإسم توقفت عن الرقص ويديها معلقتين في الهواء وهمست بعدم تصديق:

- سعود الشحاذ؟! سعود الأسود فحام الطناجر! سعود اللي مايستحم وريحته قالبه كل القبيلة والناس تحيد من غير طريق إذا جالس بمكان؟ 

حييييه عليا وعلى حظي الأغبر.. اي انا اعرف إن عقاب مستحيل، بس يعني ماأنزل بأحلامي من عقاب يحوم بالسما لفار يتخبى بشوق الأرض! 

صالحه:

- صكري فمك انت ماشفتي ايش سوت الشيخة حتى تقنعه هو وامه بيك، وإذا علي غنماتك حطت فوقهم ٤ حتي رضيوا بيك. 

- إيش تقولين؟ انااا خوله زينة بنات القبيلة مايرضى بي سعود الخايس؟ والله عقلي يقول اروح ادجه بحجر افتح راسه واسحبه للبير واسبحه قدام كل اهل القبيلة الأجرب واخليه يشوف الوصخ الينزل منه حتي يعرف قيمته ومقامه. 

- شوفي بلا كتر وجيج راس، هو سعود الموجود رضيتي به ولا امشي للشيخة اقولها خوله ماوافقت شوفيله عروس غيرها. 


ترددت لحظات قبل أن ترد:

- بس طولي بالك شوي انا ايش قولت يعني، خلص سعود سعود.. بس والله عقاب اللي كان بنفسي. 


- قطع انفاسك.. والله ماادري انت ايش شايفه بروحك وتنظرين للعالي؟ 


- ولا عالي ولا واطي.. إنقطع حبل الأحلام وطاحت كلها عالأرض ومابقالي إلا سعود الأجرب. 


انهت جملتها وعادت للرقص مرة أخري بنفس الحماس، ثم توقفت على صوت ينادي خارج الخيمة:

- ياخولة، ياعروس ولدي افتحي ابواب الخيمة جاتك ام سعود طوافه. 

- إرتبكت خوله وأمسكت أمها من تلابيبها وهمست وهي تقفز امامها مثل قردة صغيره:

- ام الأجرب جات، أاقصد أم رجلي جات، ايش اسوي، وين اروح، ايش البس، إيش اقول، قولي قوام انا ماعارفه شي ماعارفه شي.. كانت تتحدث وهي تهز أمها بعنف حتى شعرت أمها بأنها ستقع من هز خوله فيها، حاولت دفعها عنها مراراً ولكن دون فائدة، فرفعت يدها في محاولة اخيرة ونزلت بها على وجه خوله بكف ثلاثي الأبعاد جعلها تترك ملابس أمها في الحال وتهرول للصندوق لتخرج منه ثياب وتبدل في سرعة وعجلة وبحركات متوترة كمن أصابها مس! 

دلفت ام سعود للخيمة وبحوزتها كيس بلاستيكي ابيض كبير يشف مابداخله، وكان عبارة عن ثوب زفاف بدوي، فجلست في المكان الذي دعتها إليه صالحه ونظرت لخوله الواقفة في إحدي زوايا الخيمة تمثل الخجل وآشارت لها كي تقترب وهي تقول:

- إقتربي ياخوله، تعي اجلسي جواري اريد افرجك شي. 

هرولت خوله وقفزت لتجلس بجانبها وتتربع وتعود لخجلها الكاذب مما جعل أم سعود تتفاجأ من حركتها وتشعر بخوف سرعان ماإختفى، ثم ربتت على ظهر خوله  وقالت لها:

- ياخوله جيتك اليوم خطابه واريدك لولدي سعود بالمحبه.. وسعود اختارك من بين كل بنيات القبيلة لجل عيونك السود ويريدك تعمري بيته وتجيبيله وليداته. 

- ولجل غنماتي وعنزاتي. 

صمتت ام سعود وردت عليها صالحه سريعاً:

-تمزح.. تمزح خوله ياام سعود، هي تحب المزح متل عيونها. 

-آ.. أي الله يديم روحها الحلوة ومزحها. 

أقول ياخوله خذي هالثوب وقيسيه، هاد ثوب عرسي وجبته لك تتباركي به وتلبسيه بعرسك والله يبعتلك على وجهه ايام حلوه. 

- اتبارك بثوب عرسك؟ انت تدركين من متى وانت معرسه؟ تريدين تعطيني حظك الاغبر وزوجي تاكله الضباع ويطلع مايرد واجيب وليد متل سعود ولدك ويطلع مامنه نفع؟ 


- ولك الله يبعتلك وبا ياخوله على كلامك الحنظل.. 

صالحة:

- الله يسود وجهك ياكلبة البوادي ياعديمة الحيا.. السماح منك ياام سعود هي ماتعرف ايش تقول وماتقصد. 

- لا أقصد.. جايه ومتعنيه وجايبه ثوب قديم وفاله شوم وتريدني البسه واصكر خشمي؟ والله اذا ماجاني ثوب جديد ومغزول ومشغول باليد وبسلوك الذهب ماألبس ولا اتزوج. 

-انشالله مالبستي ولا تزوجتي، هاد العندي وهاد اللي يقدر وليدي عليه، ولو ماعجبك بلاها البيعه. 

- اي بلاها.. انتي وولدك قبل ماتيجو ماسألتم لمين جايين خطابه؟ ماتعرفون خوله ايش تكون وايش وضعها بالقبيلة ووضع اهلها؟ خوله اللي عندها غنم وعنزات، وأمي عندها قروش ملو صندوق كل ليله تعد وتنام قبل ماتخلصهم عد من كثرهن، ولا خواتي اللي كل واحد فيهم عنده صندوق معبى قروش وكلهم بالصندوق الكبير الأسود. 


تلفتت ام سعود حولها حتى لمعت عيناها حين وقعتا على صندوق اسود اللون ضخم في زاوية الخيمة. 


كانت صالحه تسمع وهي مذهولة من كذبات ابنتها المتواصله، ولا تعرف كيف لها ان تسترسل هكذا، فهمست لها:

-من وين امك عندها قروش وتعد كل  ليله الله ياخذك؟ 

- لا تخافي خالتي ام سعود ماتحسد، وإذا كان تم الزواج كانت بتصير أمي الثانيه وقروشك قروشها، بس يلا مافي نصيب، وقف الزواجه ثوب العرس. 

قامت ام سعود بإعادة الثوب لمكانه مرة اخري وهي تقول:

- لا ياخوله الزواجه ماوقفت ولا شيي، اجمل ثوب عرس مشغول بالخيوط الذهبيه يحضر لجل عيونك وتلبسيه وتكوني احلا عروس بالقبيلة، والسماح منك ياام صياح، انا جايه وقاصده خير والثوب ماجبته إلا للمباركه وماكنت ادري خوله تضوج مني وتزعل.

 

تبسمت خوله واخذت تلاعب حاجبيها لأمها كلما نظرت أم سعود بعيداً، وردت صالحه عليها:

-ادري بك طيبة القلب وماتقصدين إلا الخير ياام سعود، وماتآخذي خوله علي كلامها، هي هيك من صغرها تدج كلامها دج. 

- بعدها صغيره وتتعلم مع ليام ياصالحه، انت بس اتركيها لي وانا بعلمهالك الادب. 

تمتمت صالحه لنفسها:

-والله لتعلمك انت وولدك وسلف سلفك الأدب وتمشيكم عالسراط مثل عنزاتها. 


غادرت ام سعود وجلست خوله مع امها يتباحثن في امر العرس والتجهيزات، بدأت صالحه توصي خوله بالوصايا التي توصي بها كل أم إبنتها المقبلة على الزواج علي الرغم من انها تعلم أنها حين تنتهي لن تتذكر خوله حرفاً واحداً مما قالته لها. 


أما عند قياتي وقصير، فبدأ المجلس ينعقد، وحضره الجميع، وإستهل الكلام قصير قائلاً:

- ياإخوان، يااهل القبيلة تعرفون إن اليتغرب عنا اصولنا واعرافنا تضل عايشه بعقله وقلبه وروحه لجل انها معجونه فيه وماتفارقه لو راح اخر الدنيا، 

ولهيك اليوم قياتي يسأل خوانه من يريد منكم بت من بناته يتفظل يقول..وانا بفتح اول باب الرهن واقوله اريد عفراء لولدي هلال. 

هم قياتي ان ينطق ولكن قاطعه هلال قائلاً:

- من بعد إذنك يابوي انا اريد نوف مااريد عفراء. 

- هي اخت هي ياهلال، ومادامك قنصت نوف خلص ياقياتي هلال يريد يرهن نوف. 

بالتاكيد بعد أن طلب هلال رهن نوف لم يجرؤ احد على طلب رهنها من بعده، فكان الطلب على العنود وتقدم اكثر من عشرة لخطبتها من زينة شباب القبيلة، ومن ضمنهم طلب لشاب يدرس بالحضر وقرر ابوه خطبتها له، اما عفراء فلم يتقدم لرهنها احد بالمره!

 إنتهي المجلس وبعث قياتي بمرسال لبناته وزوجته أن يجتمعوا في خيمة عوالي، وذلك كي تقوم عوالي بالتعريف عن كل خاطب من المتقدمين وتذكر كل المعلومات عنه امامهم جميعاً، وبعدها يترك للعنود القرار.. 


أما في خيمة معزوزه:

- يارجوه امشي للشيخه عوالي وقوليلها معزوزه تريد اعشاب حرقة المعده ماقادره اكل شي والنار قايده بجوفي ماتنطفي. 

-تم الحين بمشيلها واجيبلك اعشاب واغليها لك، كله لجل أسد الصحاري الجاي. 

هرولت نحوا خيمة عوالي تجلب الاعشاب، وفي هذا الوقت 

حضروا بنات قياتي ودخلوا الخيمة والخوف يسيطر على خطواتهم، وجلسوا ثلاثتهم وأمهم معهم، وجلس قياتي أمامهم وبدأ يعطي لعوالي الأسماء وهي تُعرف.. ولما انتهت الاختيارات صمتت العنود فقال لها ابيها:

- هيا يالعنود وازي بينهم وشوفي الانسب لك وبلغيني بقرارك. 

-اصلي وأشور ربي ويصير خير يابوي.

نظر بعدها قياتي لنوف وقال:

- وانت يانوف امرك يسير، ماتقدملك غير ابن عمك قصير.. هلال. 

بلعت نوف لعابها بصعوبة، فإبن شيخ القبيلة يعني أن قبرها في القبيلة قد حُفر وستدفن للأبد، فدفنت رأسها فى حضن أمها وأجهشت بالبكاء.. 

قياتي:

- ايش فيك يانوف، ليش تبكين ياحبيبة ابوك، الزواج ماراح يتم الحين، مازال الوقت طويل وهو بس رهن. 

- والرهن ايش آخره يابوي، اخره  زواج وانت تدري اني مااحب القبيلة ولا حياتها. 

عوالي:

- والقبيلة بعد ماتحبك، بس مو كل شي يصير بالمحبه، فيه شي يصير بدش الراس. 

- لا ياعمتي مافي دش روس ولاشي، هادول بنياتي وماعاش اليجبرهم على شي وانا عايش واتنفس، احنا نقبلوا النهوه الحين وقدام يحلها الحلال.


صمت قياتي وصمته طال وعفراء صبرها نفذ، فتنحنحت وقالت:

- وانا يابوي الدور علي. 

- انت ياعفراء مافي حد جا صوبك ولا نطق اسمك. 

- ولا حتى جمل من جمال عمي قصير قال اريد عفراء؟ 

- ولا كلب من كلاب القبيلة؟ 

- ليش يابوي، انكسر خاطري والله. 

وهنا ردت عليها عوالي بغضب:


-. ماتعرفي ليش يافانص؟ من الرفس اللي شافوك ترفسيه لبت قصير برجليك، من ياخدله وحده رفاسه إذا تزاعل معها ترفع ثيابها وتشغل رجولها رفس، لا ويقولون رجولك توصل لفوق راسك وتقفزي متل لقرود والكل ماله سيره غير رفسك. 


- هاد كراتيه اسمو كراتيه ياعمتي. 

- كرت عليك وبا وخذك، خلي الرفس ينفعك يافانص والله لتبورين وتجلسي بزور ابوك. 

صمت قياتي، فبالفعل لم يكن يجدر بإبنته ممارسة رياضة الدفاع عن النفس في القبيلة، فعندهم لا ترفع الفتيات ارجلها ولا تفعل مثل هذه الحركات ابداً، وكل غريب عندهم عار. 

واكملت حديثها مع العنود:

- وانت يازينة الصبايا، صلي ووازي وردي علي قبل لا تردي علي ابوك وانا بقولك الزبد بعدين. 

- أمرك ياعمتي. 

- مايؤمر عليك ظالم ياعيون عمتك

في هذه الأثناء كانت رجوه وصلت امام الخيمة وسمعت حديثهم، فأقتحمت الخيمة مما جعل الجميع يقفزون من المفاجأة، ونظرت لعوالي بشر وهدرت بها:

-ياااخ ماادري من وين جات اللطافه هي كلها، لا وتقولها وازي وقوليلي قبل ماتردي خبر لابوك، ووحده غيرها تترهن ومالها رأي واذا اعترضت تصير فانص وتنكوي بالنار، وين ياعمتي سكينك الحامي ولا بس لرجوه يطلع؟ 

طلع الكل مخبي مكيال ويكيل بيه وقت يختلي بروحه، بس تعرفي انت ماعليك لوم، اللوم على قصير اللي ماضمني وقال لا تخافي اللي تريديه يصير وماحد يقدر يجبرك وانا عايش واتنفس،

بس هو كل اللي قاله لي واللي يقوله انه يريد يموتني بس سالم مانعه..


 كل يوم يمر اتأكد إن عزة البنيه من عند ابوها وامها تبدا.. قومي يامايزه جيبي اعشاب حرقة معده لمعزوزه وإذا حداك اعشاب لحرقة الدم جيبيلي معاك. 


قامت مايزه واحضرت لها الاعشاب واخذتهم رجوه وانصرفت والدمعة علي اهدابها تصارع للنزول.. أما قياتي فنظر لعوالي وسألها:

- إيش بيها هي لبنيه ياعمتي، وليش تحكي معك هيك؟. 

- هي موالها موال ياقياتي، مسكينه أمها مكاسب وقصير خلوها تطلع شوفة عينك لسانها مافي اطول منه وعقلها ما في اصغر منه.

 وبدأت تقص عليهم قصتها، لتلمع عينا العنود مع كل كلمة تقولها عوالي حتى انتهت، فكانت عيناها متقدتين بالحماس، واردفت بسعادة:

- والله وجيتي للقبيلة مابتروح هدر، واخيرا لقيتها، هي الحالة الكنت ادور عليها، شخصية معبايه عُقد وراح تكون مادة دسمه لرسالة الدكتوراه اللي راح انحضرها.. ابوي بعد اذنك انا باقية بالقبيلة شوي، ماراح ارد ليبيا الحين. 

قياتي

- اذا الامر يتعلق بدراستك وبه منفعه  لك ابقي كيف ماتريدي. 




..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة