رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 15 - الثلاثاء 24/9/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الخامس عشر
تم النشر يوم الثلاثاء
24/9/2024
❈-❈-❈
عقاب ٥١
العنود:
- ياامي انا مااريد اي نهوة علي الحين، انا مازال قدامي عام بجامعتي ومن بعدها اريد آخذ الدكتوراه واشتغل بشهادتي، هي أحلامي منذ الطفولة وانت تعرفين إن الزواج مقبرة الأحلام، زين ليش ابوي يعلمني إذا بالنهاية يقبر أحلامي ويقبرني بالقبيلة؟
نوف:
-. والله والله إذا تحكمون علي اتزوج بالقبيلة لأصعد فوق أعلى بناية بليبيا وارمي حالي وأموت أهون لي ولا اعيش كل عمري بين الهوايش والبهايم وأموت مسموطة بنار جهنم اللي هين أو أتحنط من برد الشتا اللي مايحول بينه وبين الناس غير قطعة قماشة ماتحوش صقيع،
وأصلاً انا مااحب القبيلة ولا عيشتها ولا ناسها ولا اليسوونه ولا اللي يقولونه.
ردت عليها أمها بقلة حيلة:
- يانوف ابوك علمك الاعراف ومايصير تـ....
- الله يلعن أبو الاعراف على اللي سوى الاعراف، ياااخ انا اكره الأعراف.
- ششش اصمتي يانوف مااريد حد يسمعك، مااريد أهل القبيلة يقولون مرت قياتي وقت سكنت الحضر ماعاد تعرف الأصول ولا علمتها لبناتها، مااريد تنزلون راسي وراس بوكم.
العنود:
- زين ياأمي اقول.. مايصير تأجلون قرار الدفن هاد، يعني اعطونا وقت نستعد، ندري اننا مانملك حق الاختيار، بس عالأقل نملك حق التأجيل.
-. ماادري ياعنود، اشوف ابوك وارد عليك، وإلا نوجدوا حل.
نظرت الأم لعفراء التي كانت جالسة تأكل في خبزة ساخنة أحضرتها من النساء وهي آتية للخيمة وسألتها بإستغراب:
- اقول ياعفراء، ماسمعت رايك بالموضوع يعني؟
- ليش هو الموضوع به رأي.. اللي يحكم به الحجي قياتي يصير، ثم انكم تعرفون اني أموووت علي حياة القبيلة واحبها واااجد، يعني ماعندي مشكلة إذا عشت فيها.
نوف:
- يارب ياعفراء يرهنك ابشع شاب بالقبيلة كلها وتعيشين هين عيشة الكلاب، وتتصلي تلطبي الغوث وماتلاقية، وتبلعك رمال الصحرا المتحركة..
ولك ياغبية أنت هي حياة بدائية، تخيلي معي وانت تتحممي بخيمتك والهوا طير الخيمة إيش وقتها تسووين بروحك وانت ماتشوفين روحك إلا جالسة بمجلس الرجال من دون ملابس متل ماولدتك أمك والقبيلة كلها تنظر لك ؟
سرحت عفراء في الموقف ولم ترد عليه سوى بضحكة مجلجلة عقبتها ضحكة من أمها واختها العنود، وانقلبت المناقشة الجدية لنوبة من الضحك لم تشارك بها نوف ولا حتى بإبتسامة صغيرة؛
فهي تتحدث في أمر هام من وجهة نظرها ولا تعرف هؤلاء المعاتيه علامَ يضحكون؟!
اما في خيمة الشيخة عوالي:
قياتي:
- يابوي من رخصتك انا فتحت باب الرهن على بنياتي، تعرف إني ماأجي للقبيلة إلا كل حين، وما أملك الوقت والبنيات كبرن وصارن بسن زواج، وانا مااريد انساهم بزحمة أشغالي.
- خير مانويت ياوليدي، ستر البنية حمل ولزوم ينزاح من فوق كتافك، بس ياقياتي ماتعطيهم إلا لليشبههم، بناتك مايوالمهم أي رجال.
- اعرف ياشيخ، والحين انا قررت اخلى الأختيار بيدهم هم؛ لأني مااريد أشيل وذرهم ولا اشوف اللوم بعيون وحدة منهم بيوم من الايام،
بمعنى ان هم يعرفون إن مايصير يتزوجون إلا من القبيلة، بس يعني مو أي شخص بالقبيلة يقول رهنت اعطيه، ولا انا غالط ياشيخ؟
- لا ياوليدي ماغالط ولا شي، بس أنت لو عملت هيك بتفتح عيون بنيات القبيلة على الاختيار وتعطيهم حق ومثال للرفض، ونحن ماعندنا رأي لبنية بأمر زواجها وانت تعرف هالشي زين.
- ادري ياشيخ بس هاد لا بشرع ولا دين، الزواج عرض و قبول ورأي لبنية من قواعدة وشروطة، ولزوم تشوف راهنها وهو يشوفها وتوافق عليه قبل مانحكي تم.
- تدري ياقياتي.. احمد الله إنك ماصرت شيخ للقبيلة من بعدي، كنت خليت الفنص فيها يوصل لعنان السما، وضحكت كل القبايل عليك وع القبيلة.
- ليش أنا حكيت شي غلط يابوي؟
- من شرع الله مو غلط، بس بشرع القبايل أبو الغلط..
طيب احكيلي ياقياتي، إذا أنت ماناوي تعمل بأعرافنا وتمشي عليها، ليش جايب بنياتك يتزوجون من القبيلة؟
- لن مايصير يابوي يتزوجون إلا من ولاد عمومتهم.
- زين..مين اللي قال يصير ومايصير، الشرع والدين قالها ياقياتي ولا اعرافنا؟
- لا يابوي اعرافنا.
-ودامك تعرف لا ليش ماخالفتها وزوجتهم من غير البدو؟
- لأن مايصير ياشيخ ولا أخلي دم احفادي ينخلط بدم اغراب وماينتمون لينا.
- أشوفك تاخد من الاعراف اللي على هواك ياقياتي وترمي الباقي!
ياولدي هي الاعراف انوجدت للحفاظ على قبيلتنا، على دمنا وأصولنا وعلى نسلنا.. ومايصير ناخد منها شي ونرمي شي.
- يعني يابوي مااخيرهم بمسألة زواجهم؟
- ماحكيت هيك.. بس فيك تتحايل حتى ماتخرب وتضرب حجر بالمي الراكد تعكر صفوه ومن عندك تبدأ شرارة التمرد.
شورهم بس بينك وبينهم وخلى الأمر وكأنك انت صاحب القرار والراي والكلمة العُليا.
هز قياتي راسه بموافقة على كلام أبيه، وأبيه بحكمته المعتادة أكمل:
- رماتنسى ياقياتي تعلم بناتك إن مشاركتهم بقرار زواجهم إستثناء حتي يحسون بتميزهم وعلو شأنهم عندك.
ولجل مايطمعون بحرية اكثر بباقي أمور حياتهم مع ازواج تربوا علي الاعراف ومايملكوا عقلية متل عقليتك، ولا تفكيرهم متل تفكير بناتك الفوانص.
رد عليه قياتي بضحكة:
- هههه يابوي وين فوانص بنياتي؟
- فوانص واااجد ياقياتي،وأنت بعد صرت فنص من بعد غربتك عن القبيلة.
أمال قياتي على أبيه وقبل رأسه ويده وهو يضحك علي مزحته الجميلة والتي تخفي خلفها لفت نظر بأن أفعاله باتت لا تُعجب ابيه.
اما عوالي فكانت في هذا الوقت تستعد لمغادرة القبيلة وشراء إحتياجات النساء الشهرية، فبرغم مرض منصور إلا أنها لا تنسى واجباتها، واليوم سيأخذها سالم بسيارته؛
فرابح خرج للصيد وآدم أخبرها بأن هناك أشغال تراكمت عليه يجب أن يُنهيها اليوم.
مرت عوالي من أمام خيمة مزيونه فدخلت عليها تسألها عن احوالها وإن كانت تريد شيء:
- يامزيونه.
- هلا هلا بعمتي تعالي يالغاية فوتي وباركي خيمتنا بخطاويكي الطاهرة، قالتها وأسرعت تقبل يد عوالي بمحبة فربتت عوالي على ضهرها وهي تقول:
- يازين حسنك وزين أخلاقك وزين رباية أمك فيك يازينة بنيات القبيلة.. قوليلي يامزيونه بنفسك شي اجيبه لك من الحضر؟
- لا والله ياعمتي ولا اي شي اريد بعد مااخذت اللي بنفسي وحمدت ربي عليه.
-مرتاحه يامزيونه؟
- واااجد مرتاحة ياعمتي وكل ماقلبي يفكر انه يعترض ويثور اضربه بعصى الرضى واقولة نص العما يانكار النعم ولا ظلام الحرمان.
- الله يكملك بعقلك ويديم عليك نعمة الرضى يازينة الصبايا.. زين قوليلي اللي تشتهي تاكليه أو ثياب تشتهي تلبسيها لسلومه، ولا اجيبلك انا على عجب عيني؟
- والله ياعمتي كل شي مااريد.. ولا اقولك.. جيبيلي سفرجل روحي رايحاله.
- قولتيلي سفرجل! بس السفرجل ماتروحله إلا النفس الوحمانه يامزيونه.. لتكوني سويتيها؟
تبسمت مزيونه ونظرت للارض بخجل وأماءت برأسها تؤكد شكوك عوالي، فصاحت بها عوالي:
- ياااكلبه من متى تعرفين وماقولتي لي لا انت ولا سويلم الردي اللي كل الوقت بخيمتي ماجابلي سيرة؟
- لا ماتظلميه ياعمتي والله بعده مادري ولا قولتله شي، انا من يومين تأكدت من عمتي جنديه ونبهت عليها ماتقول شي، وكل مااجي ابشر سالم اشوف الوضع مو تمام، وما اريد ازفله الخبر إلا بالوقت اللي احس أنه راح يفرق معه ويعطي الخبر حقه من الفرحة.
- زين.. الله يتم حبالك علي خير يابنيتي وتجيبي اللي ياكل عقل سويلم وعلى وجهه يشوف كل الخير،
بس إذا وليد ماتعطيه عيونك الناعسات ماناقصنا فنص من بنيات القبيلة وهم يتعاركون عليه.
ضحكت مزيونه وضحكت معها عوالي وهمت تغادر الخيمة فقالت لها مزيونه:
- ماتنسي السفرجل ياعمتي.. سمعت أنه يزيد جمال المولود وإذا بنية اريدها تكون أجمل بنيات القبيلة.
- اعرف إن السفرجل يزيد جمال الوليدات، وما هنسى اجيبلك وبس يعرف سالم راح يعبيلك الخيمة سفرجل.. أبشري.
ذهبت عوالي للسيارة وركبت في المقدمة وكانت مايزه تجلس بالخلف، وانطلق بهم سالم، وكان طوال الطريق متعجباً من نظرات عوالي له وإبتسامتها التي لم تختفى!
وصلا المكان وبعد أن إشترت عوالي كل الازم وقفت أمام ملابس الأطفال ونادت لسالم وقالت له:
- سويلم تعال نقي معي ملابس لوليد صغير.
- انا ياعمتي؟ ومن وين انا اعرف بملابس الصغار؟
- ياولد جرب ايش بتخسر، وبعدين من يدري يجوز فال زين والله يرزقك عن قريب بوليد، ووقت تيجي تختار ملابسه تكون عارف إيش تختار.
- لا ياعمتي إذا عالوليد ماراح تختار ملابسه غير أمه، هي ابسط حقوقها وفرحتها وانا عاهدت نفسي إني مااحرمها من شي طول ما انا قادر اسويه.
- والله إذا هيك ياسويلم، حتى اللي كنت اريد اختارلها ملابس وليدها ماراح اختارهم، وتبقى تيجي بروحها للسوق تختار وتفرح.
- زين ماتسوي ياعمتي، والحين بالأذن بمشي لدكان الحلويات اريد اجيب شي حلو لمزيونه.
- اقول ياسويلم هاتلها سفرجل، هي وصتني على سفرجل واخاف انسى.
- عيوني لها، اطيب سفرجل بالسوق يجيها..قوليلي انت نفسك بشي اجيبه لك؟ خاله مايزه نفسك بشي حلو اجيبه لك؟
اجابته عوالي:
- من وين لنا سنون للحلو ياوليدي، جيب الحلو للحلو وتوصى.. قالتها وتبعتها بغمزة من عينها، فضحك سالم عليها و غادر المكان وترك عوالي تنظر إليه بمحبة وهي حائرة في أمره!
فحين يتعلق الامر بمزيونه يبدو عاشقاً حتى النخاع، وحين تُدار الدفة على رجوه لا يخفى على الناظر أنه يذوب عشقاً،
فعلى أية قبلة نوى قلبه الإستقامة، أم انه سيظل يتخبط بين القبلتين لا توبة له ولا إستقامة؟
انتهوا من كل شيء وعادوا للقبيلة، وصُدمت عوالي بتعب منصور المفاجئ وتدهور احواله وهي من تركته يتحدث ويجادل قياتي ويعطيه دروس في الاعراف والعادات والتقاليد.
ومن ساعتها وانقطع منصور عن الحديث وتدهورت أحواله وتأجلت كل خطط أهل القبيلة، وحتي آدم أبى الرجوع للقاهرة في ظل هذه الظروف، وارسل لوالديه أحضرهم للقبيلة تحت حراسة مشددة حتي يودعوا الشيخ منصور.. ولم يبرحوا القبيلة إلا بعد أسبوع كامل من وفاته.
(عودة للوقت الحاضر)..
- ياصالحة، خذي الحليب ولا تعطي خوله منه شي.
اخذت + صالحه سطل الحليب من ولدها ونظرت فيه ثم نظرت لبرق وصاحت به:
- وهو وين الحليب من الأساس اللي اعطي منه لخوله إذا مايكفون حتى اتسمم انا؟
- يما والله حلبت ثلاث معزات بالسطل، ايش فيك تريدين برميل حليب؟
ردت عليه خوله بضحكة:
- اي أمك ماتشبع، اصلاً دورت بطنها كله على ظرف قولت اكيد إلا مالاقي بطنها مظروف وينزل منه الوكل بس مالقيت..
اسمع يابرق وقت تروح تجيبلها حليب إنتبه لأي معزه تبول وخد بولها بالسطل يزود الحليب وأمك تشبع، انا دوم اسويها.
سمعت صالحة كلمات خولة وجحظت عيناها وصاحت بصوتها العالي:
- حيييه عليكي وعلى ابوك وعلى اليوم اللي بشرتني القابلة بيك وقالت جبتي رزيه.. جد تسويها ولا تمزحين؟ انطوقي الحين ياخوله.
- وربي ماامزح، لكن من وين املالك السطل اللي يكفي كل القبيلة حليب انا كل يوم؟
وانا اللي لو حلبت كل معز القبيلة بأغنامها بنسوانها المرضعات ماأملاه! .
- ملاكي الجرب اللي يخليك تتمرضغين بالرمل متل الثعبان المطشوش راسه يامعدومة الضمير ياللي ماتخافي الله،
وانا اقول ليش اشرب الحليب وانكفى على بوزي مااشوف من الدنيا شي لن يطلع النهار؟!
والله اليوم ياأنا ياأنت، امسكها لي يابرق، امسك واذا فلتت منك ادج راسك بحجر اشقو نصفين وتاخذ انت العقاب بدالها..امسك الفانص اللي ذبحها اليوم على يدي.
هجم برق على خوله فأخذت تراوغ داخل الخيمة وهي تقول لأمها:
- ياصالحة ايش مشكلتك اذا تاكلين وتشبعين، وبعدين ماهي غريبة يعني شرب البول مانحن نشرب بول الأبل والناس تجي لقبيلتنا مخصوص تاخذه للعلاج وتشربه هو وحليب الإبل ويخلطونه، إيش فرق بول الإبل عن بول الغنم والماعز؟
- صكري خشمك ولا كلمة اريد اسمع، تعي اقتربي ومن دون نفس تتحملي اللي يقدر ذراعي عليه من ضرب.. وبالاخير اذبحك ومااريدك ترفعي يد ولا رجل ولا حتي يرفلك جفن.
- والله؟ ليش يعني مفكره روحك تذبحين دجاجه ميته انت؟
وربي ولا اتحمل ذراعك ولا رجولك، وفايتالك الخيمة وهاجه وماارد إلا وقت تهدي وعيونك الحُمر اللي صايره عيون غوله يردلها اللون الأبيض.
قالتها ثم انطلقت للخارج، ولم يجد برق بُداً من أن يغادر الخيمة مسرعاً هو الآخر خلفها خوفاً من أن ينال العقاب بدلاً عن خوله،ولم يكف عن اللحاق بها ومحاولة إمساكها حتى وهي تقع وتنهض إلى أن وصلت خيمة الشيخة عوالي فوضعت أصبعها أمام وجهها وقالت له محذرة:
- والله إذا اقتربت اشكيك للشيخة واخليها تقتص لي منك..هيا غادر هي منطقة خيام لبنيات ومايحقلك تكون فيها بهالوقت من الليل.
تلفت برق حوله وخاف ان تنفذ تلك المجنونة تهديدها فغادر وتركها، وهو لن يعود لخيمة أمه إلا في الصباح على اية حال.
اما خوله فوقفت امام خيمة عوالي وطلبت الإذن بالدخول..
ولما أُذن لها دخلت، وبخطوتين كانت فوق رأس الشيخة عوالي المتكئة على الفراش وتحدثت بإندفاع:
- ياشيخة زوجيني اريد اتزوج الحين.
إعتدلت الشيخة عوالي في جلستها ونظرت لخوله بإستغراب ولاحظت انفاسها العالية وحبيبات العرق المتجمعة على جبينها وثيابها المتربة وقالت:
- يامنجي نجي، إيش جاك بهالليل يابت صالحة ووين كنتِ ومع من وايش قاطع انفاسك؟
مايزه قومي الظاهر قيامة القبيلة بتقوم الليلة.. قومي وشوفي اللي عيني تشوفا!
- إعتدلت مايزه وهي تفرك عينيها لتتضح الرؤية ثم نظرت لخولة وسألتها:
- إيش فيك ياخوله وايش جايبك بهالوقت
- قوليلها يابت صالحة ايش جابك وعيدي عليها اللي قولتيه لي.
- انا قولت للشيخة اريد اتزوج.
عوالي:
- وقولتي الحين.
- اي اذا امكن الحين.
وهنا همست مايزه بصوت خائف:
- ياااأرض انشقي وابلعي الفوانص.. وليش هبت عليك الهبه ياخوله.. إيش جرالك ومن ايش ثيابك معفرات؟
- تيابي معفرات من طيحتي عالرمال وانا ارمح من اخوي برق وهو يريد يمسكني لامي لجل تذبحني.
وهنا صرخت عوالي:
- وااااااك عليكي يابت صالحة..وصلت للذبح.. هاد يعني إن اللي خطر ببالي هو الصواب،
قومي يامايزه جيبي الخنجر المسنون وامسكيلي هي الفانص اللي هاربه من الذبح لخيمتي مفكرة إني استر عليها ومااذبحها انا بيدي.. قومي يامايزه قومي.. قومي كتفيها وانا اجيب الخنجر.
حكت خوله في رأسها بعدم فهم، ونهضت مايزه وعوالي معاً وأمسكتها مايزه بإحكام،
أما عوالي فآحضرت الخنجر ووقفت أمام خوله وأمسكتها من تلابيبها وسألتها وهي تجز على اسنانها:
- انطوقي من اللي سواها وتريدي تتزوجيه الحين، قري واعترفي يافانص.
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية