-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 12- السبت 21/9/2024

  

قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثاتي عشر

تم النشر يوم السبت

 21/9/2024



عقاب الفصل ال٤٨


عوالي تقدمت الجميع وأصبحت في صدارة الجمع؛ لتحظى بالضمة الأولي لشقيقها ورفيقها الأكبر أخيها منصور، وحين فُتحت أبواب السيارة نزل منها قياتي أولاً ثم أمال بجزعه وحمل أبيه على يديه، ورأت حالته وعينيه المغمضة بتعب هنا ادركت عوالي أن لا ضمات ولا أحضان أخري، وأن السلام والوداع باللسان والعين، 

ومن صوت أنينه المتواصل تأكدت ان النهاية إقتربت جداً.

طلبت عوالي من قياتي أخذ منصور لخيمتها؛ حتى يكون تحت رعايتها المتواصلة، أما خيمته فهي الآن من حق قياتي وأسرته.


تقدم قياتي بين أهل القبيلة والكل يعرض عليه أن يحمل الشيخ عنه، ولكنه أبى وواصل السير حتى خيمة عمته ووضع ابيه في الفراش، وحينها تلفت لعوالي وألقي عليها السلام واحتضنها وبادلته الحضن بشوق كل السنوات الماضية التي لم يروا بعضهم فيها. 

ثوانٍ معدودة وكانت الأصوات تتعالي خارج الخيمة مطالبة بالدخول للشيخ، ففتح الشيخ منصور عينيه ببطئ وهمس لقياتي:

- طلعني خارج الخيمة ياقياتي، الخيمه ماراح تكفي الناس والكل مشتاق ويريد يطمن، وانا بعد ماجاي اقعد داخل خيام.. طلعني في الهوا ياوليدي. 


غادرت عوالي الخيمة واخذت معها مايزه وفراش وثير وبدأت تصنع لمنصور متكأ أمام الخيمة وفي ظلها، وفور إنتهائها حمل قياتي أبيه واخرجه وأجلسه فيه، وأجتمعت القبيلة كلها أمامه، مواسين ومودعين ، يخيم عليهم الحزن وهم ينظرون لحال شيخهم الذي يفصله عن الموت خطوات قليلة. 


فتح منصور عينيه بعد أن حمله قياتي وأخرجه، ورأى القبيلة كلها تقريباً أمامه، جالسون على الرمال وقد فاض الدمع من أعينهم على حاله، فتبسم لهم مُطَمئناً وهمس:

- يايباااه لو تعرفون قديش اشتقتلكم ياهلي وناسي وربوع قلبي..عساكم دوم مجتمعين في الخير وع الخير وقبيلتنا تضل لآخر العمر مخيم عليها الفخر والعزه بشبابها وشيابها ووليداتنا ضي العيون. 

بدأ الجميع في الدعاء له والإعراب عن فرحتهم برجوعه، وبث الأمل الكذاب في نفسه بأنه سيتحسن وسيسترد صحته، فما كان منه إلا أن بدأ يومئ لهم برأسه وكأنه يصدق كذباتهم الحنونه. 

أما في ناحية أخرى، وتحديداً عند السيارات.. 

نزل الشباب من السيارات وتقدم رابح وآدم نحو سيارة آدم رباعية الدفع التي استقلها قياتي وبناته وزوجته والشيخ، ونظر للعنود التى نزلت هي الأخرى من مقعد السائق ووقفت تمسح المكان بعينيها قال لها بغضب وهو يمد لها يده:

اعطيني المفتاح حق سيارتي من رخصتج ولا لك به شغل ثاني؟


مدت له يدها بالمفتاح وهي مستغربة هجومه الغير مبرر عليها ولم تتحدث، وتحركت مبتعدة عن عبوث الوجه هذا؛ 

الذي منذ الوهلة الأولي التي رأته فيها وتشعر وكأنه يريد الإقتصاص منها، لماذا وعلى ماذا لا تعلم!

وبينما هي واقفة أشار رابح لمعزوزه التي أتت مهرولة وتحمدت لهم علي سلامتهم وأشار لها علي العنود وقال:

- ياأم غُنيم، هي العنود بت عمك، خديها للخيام وماتتركينها، ومااوصيكي ياأم الكرم والجود. 

- ماتشغل بالك يارابح، في عيوني الزوز انشيلها ونشيل الكل وبرمش العين نخدم. 

-أصيله يابت العم وأصلك غلاب. 

فإقتربت معزوزه من العنود وأمسكت يدها وأخذتها معها، وعفراء ونوف سبقوهم بعدة خطوات. 


أما آدم فوقف مع سالم ورابح وهلال معهم يراقبون تقدم الفتيات من الخيام، فنظر رابح لآدم وسأله:

- ايش فيك ياعقاب الموقف كله مايستحق كل ردة الفعل هي؟ 

- أنت تشوفه مايستحق بس انا اشوف حُرمه مشت كلمتها علي وحكمت ونفذت. 

- كل هاد لجل سواقة السيارة؟ 

- لا كل هاد لجل اني قولت لها انا اللي راح اسوق وهي قالت ماحدا راح يسوق غيري، وبثانيه خطفت المفتاح ونطت جوا السيارة متل السعدان وتحركت، ولا ردت علي وتركتني واقف متل عمود النور.. واليجلط انها سيارتي، سيااارتي. 


- خلص انسى وفوت نروحوا للشيخ نقعدو معاه شوي،مااشتقت لشيخنا ولا ايش انت؟ 

-  لا كيف مااشتقت، وربي اشتقت له واااجد، بس والله مشكت كلمتها علي يارابح ياخوي! 

ليرد عليه سالم:

-بسيطه ردها لها وماتخليها تحط رجولها بسيارتك مرة ثانيه، ركب الكل وهي قولها اركبيلك جمل وحصلينا، وهيك تكون حرقت دمها. 


ليصرخ بهم رابح بصوت عالي:

- يامشالله عليكم وحولكم، هيا نجلسوا نتناقشوا وندبروا كيف نحرقوا دم البنيات ونكايدوهم، ونهملوا شيخنا واشغالنا ونقعدوا للهيافات،يلا سير امامي أنت وياه. 

-قهرتني قهر والله يارابح. 


ضربه رابح علي مؤخرة رأسه ودفعه ليتحرك، فتحرك امام رابح وتبعهم  هلال الذي كان في عالم آخر وهو يراقب بنات عمه قياتى ودخولهم للقبيلة.. 

 (نوف) الصغيرة وهي تمشي على أطراف اصابعها وتتلفت حولها بضيق وكأنها تبغض المكان أو لها به ذكريات سيئة ولم تكن ترغب في زيارته مرة اخرى! 

على عكس اختها (عفراء) التي بدأت  تتنقل بين الخيام بفرحة وكأنها فراشة أُطلق سراحها للتوا، وليست فراشة في الحركة فقط، بل فراشة في الجمال أيضاً..فسبحان من خلق فسوى فأبدع في هذا الخليط الليبي البدوي الجميل. 

أما العنود فكانت عيناها طائرتين في كل مكان؛ وكأنها آتية في رحلة إستكشافية للمكان! 


إقتربت العنود مع معزوزه من خيمة الشيخة عوالي لتجلس فيها مع الجميع لحين إنتهاء الشباب من نصب خيمة لها ولشقيقاتها، وسألتها اثناء السير:

- اقول ياجميلة.. إيش اسمك قولتيلي؟ 

- إسمي معزوزه بت عمك الشيخ قصير. 

- ياهلا بعمي وبته

- هلا فيك حبيبتي. 

- اقول يامعزوزه إيش قصة الشاب اللي يفتعل العرايك هاد اللي تقولوله عقاب؟


نظرت لها معزوزه بغرابه وردت عليها:

-يفتعل العرايك! عقاب؟ 

- اي سمعت زوجك اللي صاح لك يناديه بإسم عقاب. 

-انا مافاهمه شي، مع من عقاب تعارك؟ 

- هو ماتعارك بالمعنى الحرفي، هو من لحظة وصولنا وركوبنا السيارات وطلبت إني أنا اللي اسوق السيارة  وصممت وهو مخنزر علي بعيونه واحسه على لحظة يريد يهجم علي ويفتك بي ، إيش فيه هاد؟ 

- اي تقوليلي سوقتي السيارة وصممتي بعد.. هو من هيك يريد يتعارك معك، انت تعرفين بالقبيلة مافي بنيه تسوق سيارة أو تمشي كلمتها على رجال، وانت الحين سويتي الزوز. 

- اي بس انا معوده اسوق سيارتي  بليبيا واحب السواقه وااااجد!. 

- هاد بليبيا مو عندنا، انت الحين بالقبيلة ولزوم تمشي بأعرافها، ووقت تردي لبلدك عاودي لافعالك التعودتي عليها. 


وصلت عند خيمة الشيخة عوالي، وكانت أمها منشغلة في مصافحة نساء القبيلة، أما اختيها فنظرت تبحث عنهم وسألت امها:

- (ياتبره) وينهن بنياتك ماأشوفهم وين راحوا؟ 

(تبره):

- ماادري، بس هين الكل بامان، اتركيهم ماعليهم خوف واشقي بروحك، شوفيلك خيمة اجلسي فيها لحين ينصبوا الشباب خيمتكم أو انضمي لنا، تعي تعي سلمى على عماتك يسالون عنك.. هي بتي البكرية العنود، اول فرحتي أنا وقياتي والغالية واااجد. 


تقدمت العنود منهم وبدأت في مصافحتهم جميعاً، ولم تستطيع منع البعض منهم من إحتضانها عنوة رغم رفضها التام، هي لا تحب الإقتراب الزائد، و لكنها هنا في القبيلة ولا أهمية لما تحبه وتكرهه، وعلى عاداتهم يتعاملون. 


وبعد ان انتهت من المصافحة والتعارف تلفتت حولها بحثاً عن اختيها، فرأت احدة منهم شردت بعيداً تطوف في القبيلة وسط الخيام وتنتقل من مكان لمكان والسعادة ظاهرة جلياً على ملامحها، والأخري جالسة على حافة البئر تتأمل المكان حولها بغرابة وكأنها آتية من الفضاء؛ 

على الرغم من أن ابيهم كان دوماً ينقل لهم صورة القبيلة كاملة ويصف كل شبر فيها، ووجدوها تماماً كما وصفها. 


مر بعض الوقت وبدأ الجمع حول الشيخ منصور يقل وذهب معظمهم لمواصلة أشغاله بأمر من الشيخ منصور.. أما قصير فأخذ هلال وبعض الرجال وذهبوا كي يذبحوا الذبائح، فاليوم عيد بقدوم شيخهم وعلى شرفه تُقام أكبر الولائم. 


وبقي منصور مع القليل من الناس، وهنا فقط إستطاع التركيز وكم تراقص قلبه وهو يرى صقوره الصغار ملتفين حوله، 

ميز من بينهم عقاب بسهولة وتبسم له وهمس بضعف:

- عقاااب ياعزيز عيني، اشتقتلك واااجد واشتقتلكم كلكم ياربوع قليبي.. كيفكم وكيف احوالكم؟ 

ردوا عليه في صوت واحد:

- بخير ياشيخنا وصرنا أحسن بشوفتك ولقياك. 

- عسااااكم دوووم بخير وماينقص عليكم شي ياوليداتي.. طمنوني عن احوالكم.. 

وانت بالذات ياسويلم كيفك وكيف حال نابضك، طلع منه الأذي ولا بعده تسكنه الاوجاع؟ 

- انا زين ياشيخي، زين ونابضي بيتحسن مع الوقت ماتشيل همي انا الحين بأفضل حال. 

-دوم ياوليدي، وانتوا ياجوارح قبيلتي، كل واحد يسمعني حسه ويطمني على احواله، اشتقت لاصواتكم وكلامكم. 

فبدأ الجميع يتحدثون إليه واحداً تلو  الآخر وهو ينصت، إلى أن أتت إليه رجوه مع باقي فتيات القبيلة بعد أن أفسح لهم الرجال والشباب المجال، فميزها من وسطهم وكذلك مزيونه، فأردف مرحباً:

- هلا هلا بقناديل القبيلة وشموع نورها. هلا ببنياتي.. ثم نظر لرجوة وخصها بالحديث:

- هلا هلا بفانص القبيلة هلا. 

إقتربن منه الفتيات يقبلن يده ورأسه ويدعون له بالشفاء، وعندما حان الدور على رجوه أسهبت في تقبيل يده ورأسه حتي لاحظ الجميع، وهمست له بإمتنان:

- أشكرك ياعمي على الفرصه اللي عطيتها لي، ولك مني عهد من الحين ماتشوف مني إلا اليسرك، مافي فنص ولا شي، رجوه تغيرت والفضل لك. 

ليهمس لها هو الآخر وعينه على سالم:

-هي مو فرصه ياقليلة العقل، هي تسميها مرحلة إعادة تكوين مخك، ومن بعدها راح يصير التغيير أكيد.. بس اريد اقولك شي قبل لا أفارق.. وقت ياكل الندم قلبك لا تلومين غير روحك، وتذكري إن قرارات الفوانص تخسر ماتكسب. 

إعتدلت رجوه ونظرت إليه وهي لا تفهم مايرمى إليه، فإعتبرتها خترفات مرض ولم تهتم وغادرت. 

أما منصور فرأى سالم وهو يجاهد كي لا ينظر لرجوة، وعرف أنه بدأ رحلة الجهاد التي ارغمه عليها عقاب ولن يتركه إلا وقد شُفي تماماً من الداء الذي يسمى رجوه. 


مرت الساعات وحان وقت الغروف ونضجت الوليمة وقامت النساد بوضع الطعام أمام الشيخ منصور بجوار خيمة الشيخة عوالي، وعلي الرغم من أنه لا يأكل، رؤيته لأولاده واحفاده وهم يأكلون فرحين وملتفين حوله جعله يشعر بأنه تناول خروف كامل بمفرده. 


وبعد الإنتهاء من الطعام بدأت الوفود من القبائل الأخرى تأتي فور سماعهم بعودة الشيخ منصور، ونسي هو مرضه وألمه وهو يستمع إليهم ويرى المحبة الصادقة في عيونهم له وترحيبهم الحار بإبنه قياتي، وهذا ماجعله يشعر بالإرتياح، فهذه هي الثروة الحقيقية التي جمعها خلال سنوات عمره وليس المال، فالمال زائل والمحبة باقية. 


إنتهت الجمعة الجميلة وانفض الجميع من حوله، وبقي هو مع عوالي، ومايزه ذهبت للنوم في خيمة  الفتيات.. وقياتي وزوجته ذهبوا لخيمة منصور القديمة، العنود وعفراء ونوف ذهبوا لخيمتهم التي تجهزت لهم من كل شيئ في وقت قياسي، أما الحسن والحسين فإنضموا لأطفال القبيلة في خيمتهم وكم كانوا سعداء بسلة الثعابين، الكنز الذي عثروا عليه وانساهم كل شيء، ولأن قياتي حواهم وحصنهم من السم، كانوا يلعبون بالثعابين وكأنها صيصان صغيرة بين يديهم الصغيرة. 


في خيمة بنات قياتي:

عفراء:

- يااايبه على السعير اللي ماينحمل، خففت ملابسي حتي صرت مالابسه شي، اقلع جلدي بعد ولا اسوي إيش؟ 

نوف:

- هي حياة القبيلة، إيش كنتي منتظره تشوفين يعني؟ 

عفراء:

-ليش مايجيبون مكيفات إذا يعرفون مواتير الكهربا وشفت موتور فوق البنايه اللي بالقبيلة

- اتركي الموتور هسه وإسألي حالك ليش إذا يعرفون البنايات مايبنون بيوت بدال الخيام اللي عادي تطير مع هبة ريح قوية ويطير معها كل شي فيها؟ 

لتقاطعهم العنود وهي تغلق هاتفها وتقلع نظارتها:

- مايبنون ومايجيبون مكيفات لأن هي حياتهم اللي تعودوا عليها، اللي متلهم مايرتاحون إلا بالخيام، وإذا جروبوا هوا المكيفات ماراح يعرفوا يعيشوا بالجو الطبيعي، بمعني إنهم مايغيرون بالطبيعة لاجل مايشوفون عيشتهم صعبة. 

- زين.. ليش عندهم بنايه ومولد كهربا فوقها وايش يسوون به؟ 

نوف:

- يشغلون به مكيف..الظاهر إنهم طبقات هين، وفيهم اللي حب التغيرر وواكب التطور. 

قالتها بسخرية ونظرت للعنود التي صمتت، فقفزت عفراء على الفور:

- بربك فيه في البناية مكيف؟ عاينتيه بعيونك متأكده؟ 

- إي وغلاتك بعيوني الزوز ريته. 

نهضت عفراء وبدأت ترتدي ملابسها، فسالتها العنود:

- علي وين ياخبله؟ 

-بمشي للبناية واطلع اللي فيها لو مين ماكان وانام انا حد المكيف، انا ضيفه وأعرف اخد ضيافتي من عيونهم. 

غادرت الخيمة علي الفور وأسرعت نحو غرفة آدم ودقت الباب بإستعجال، فأجاب على الفور:

- اي اي تكه وبفتح. 

اعادت الكرة والطرقات، ففتح آدم الباب متعجلاً وقد كان بالبنطال فقط وعاري الصدر ظناً منه بأن من بالباب إحدى الشباب، فصدم وتراجع للخلف واغلق الباب مرة أخري في وجهها وهو يسمعها تقول:

- إنت واحد ماتستحي، إيش هاد المنظر اللي تفتح به الابواب، ماتخاف الله إنت؟ 

ليرد عليها بغضب وهو يرتدى ملابسه:

- إي انا مااستحي وأنت إيش تريدي وإيش جابك الحين لغرفتي بهاليل؟ 


- جايه اتغزل بجمالك شوي تسمحلي؟ 

 فتح الباب بعد أن إرتدى جلبابه وهدر بها:

- انت تقولي إيش تريدي الحين ولا تردي لخيمتك وتنطمري وتتركيني اندفس وانام ماني فاضي. 

-اريد ابات بغرفتك. 

-إيش؟ 

- لا تفهم الحكي مغلوط واسمعني، أنت حداك مكيف وانا ذوبت من ابحر وااا.... 

- تمام فوتي بس لا تلمسي شي من اغراضي، ترا كلهم اغراض مهمة وضياع اي شي يسويلي مشكلة مو هينه. 

إستغربت عفراء موافقته السريعة؛ فهي كانت تتوقع بعضاً من الجدال والرفض ولكنه فاجأها بذوقه فأجابته بنبرة اهدء:

- لا ماتخاف ماراح يضيع شي، انا اي بتفرج وانبش كل شي نبش بس مااغير مكانه. 

تبسم آدم وهو يرد عليها:

- ثرثاره.. لا تلمسي شي ماراح اعيدها، وخاصة اللابتوب.. انا بمشي لخيمة الشباب انام فيها وانتي جيبي خوياتك ينامون معك تحت المكيف. 


- اقول يا شسمك انت.. اقول إنت ليش دوناً عن القبيلة تمتلك غرفة ومكيف؟ 

-- ماتسألي عن شي، جيتي بطلب ولبينا، صكري خشمك وفوتي لجوه مايصير وقفتك ببابي بهالوقت. 


غادر آدم وعادت هي مسرعة لخيمة اختيها تبشرهم بأنها أتت لهم بالرحمة من الحر، فرفضت العنود وذهبت معها نوف، وفور أن اغلقتا باب الغرفة بدأت حملة التفتيش فى جميع آغراض آدم من قِبل عفراء. 


ومرت الليلة بسلام، وأتى صباح جديد.. فاستيقظ الجميع بما فيهم عفراء التي لم ترد أن يفوتها شيئ من مشاهدة الروتين اليومي لأهل القبيلة، فخرجت من غرفة آدم وهي ترتدى ربطة رأسها، فرأتها التي كانت متوجهة نحو البئر لملء المياه، فتصنمت في مكانها وألقت الوعاء الذي بيدها وهمست:

-نهار ماطالعه له شمس ولا زايره ضل.. إيش تسوي هي بخيمة رجلي؟ 

واخيراً تحررت قدماها فأسرعت نحو عفراء وجذبت منها ربطة رأسها وألقتها أرضاً ثم أمسكتها من شعرها في حركة مفاجأة منها وقالت لها بغضب:

- ايش كنتي تسوين بخيمة رجلي يافانص؟


..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة