-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 21 - 2 - الجمعة 6/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والعشرون

2

تم النشر يوم الجمعة

6/9/2024 

العصير يا جماعة.

- تعالي يا حبيبتي اقعدي بقى كفاية، هما الجماعة اغراب يعني.

قالتها والدة زوجها تشير لها لتجلس بجوارها على الفراش، تلك المرأة الحنونة، والتي تتعامل مع الجميع بطيبتها، رغم علمها الجيد بنوياهم:

- منورة يا مرات اخويا،  


درية وقد اشتعلت عيناها بالحقد وذلك التوافق بين اخت زوجها وزوجة ابنها،  لتتمتم بتصنع:

- البيت منور بأهله يا حبيبتي، عندها حق يا صبا احنا فعلا مش اغراب .


اومأت لها الاخيرة تغتصب ابتسامة صغيرة في رد لها، ثم تسأل بانتباه:

- ربنا يديم الود يا خالتي، هي فين سامية صحيح مش شايفاها؟

جاء الرد من والدة زوجها:

- استأذنت تدخل الحمام، اصلها مزنوقة. 


سمعت صبا لتغمغم داخلها بحنق وتوجس:

- مزنوقة برضو ولا راحت تزود ع المكياج عشان تعجب. ابو برودها


وبداخل المرحاض كانت المذكورة تقف في وسطه بحيرة،  تبحث بعيناها عن هذا الشيء الذي امرها الشيخ الدجال بإحضارها،  

فقد كان كل شيء نظيفًا من حولها، المناشف المعلقة والستائر وو.... هنا توقفت ابصارها على سلة الملابس ، لتركض نحوها وتبحث داخلها، ملابس نوم وأخرى داخليه له ولها، يبدو أنها تم خلعها اليوم، ليزداد الغل بقلبها، على تلك السعادة التي كانت لابد ان تكون من نصيبها


اخرجت المقص الصغير من الجيبة التي ترتديها، كم ودت لو مزعت به تلك المنامة الى قطع صغيرة، ولكنها بذلك سوف تلف الانظار ، لذا لم تجد امامها، سوى قص شريط طويل منها ، لتضعه في كيس بلاستيكي ، ثم تدفسه داخل جيب جيبتها، وتخرج من المرحاض فتلتقي ابصارها به يدلف الى الغرفة التي تجمع النساء،، فتتنهد متمتمة:


- مسيرك تبقى ليا، هانت .


❈-❈-❈


بحث عنه في عدة اماكن يعلمها، كما سأل العديد من الأصدقاء المشتركين بينهما ، حتى تمكن اخيرا من معرفة المكان الذي يتواجد به، قهوة عتيقة ، تناسب المثقفين والفنانين،  الأشخاص الذين يبتغون الهدوء او السرية كما يرى الان، بجلوسه في احد الاركان يتهامس مع احد الأشخاص..... لم يتمكن من معرفته وقد نهض فجأة يغادر من الباب الثاني للقهوة. 


ود امين ان يركض خلفه، ليعلم بهويته ولكن الفتي كان سريعا بخطواته والاخر ايضا قد انتبه لحضوره،  ليستقبله بابتسامة يجيدها بشكل مستفز:


- امين باشا حاضر المكان ، دا ايه النور ده. 

صافحه الاخير على مضض ليجلس على الكرسي المقابل له يبادره الحديث:

- اعمل ايه يا خويا وانت بتخفتي زي الزيبق ومحد بيعرفلك طريق جرة، بتهبب ايه من ورايا يا عصام؟


سمع منه ليرسم دور البرائة:

- انا يا باشا؟ يعني هكون بهبب ايه بس؟ دا انا حسيت نفسي مخنوق وقولت اجي اهدي اعصابي وسط الشعرا والفنانين ، زي ما انت شايف اهو، حاجة في منتهي الرقي والحلاوة. 


- اممم 

اصدر امين صوت استهزاء،  ليعلق بسخرية:

- اه صحيح عندك حق، جاي تروق نفسك بعد اللي حصل للمسكينة مراتك،  واللي لسة تعبانة من اللي حصلها .


امتقعت ملامح وجهه بغضب جامح، وقد استطاع الاخر بقوله ان يخرجه عن دور البرود الذي يرسمه، فخرج صوته بعتب:


- وايه لزوم الكلام دا بس يا باشا؟ ما انت عارف ان فيا اللي مكفيني.


هدر بع امين يكز على اسنانه بالهمس:

- عشان عارفك كويس وعارف دماغك، والسكون المبالغ فيه دا منك اكيد وراه مصيبة، 


- مصيبة ايه بس يا باشا؟ ما احنا ماشين في الإجراءات القانونية وبندور ع الزفت ده وعلى يدك، يبقى ساكت ازاي انا بقى. 


قابل امين انفعاله بتأكيد :

- ما دا اللي انت عايز تقنعني بيه يا حبيبي،  اوعى تكون فاكرني بلعت حكاية عربية الشرطة اللي ظهرت فجأة تنقذ امنية من ايد الحيوان ده، انت تحت ايدي بقالك سنين يابني، يعني حافظك اكتر من نفسك ..


بملامح مكشوفة رغم انكاره، ردد نافيًا:

- والله براحتك يا باشا لو مش عايز تصدقني، انا راجل قانون وماشي في حق مراتي بالقانون، مبمعملش اكتر من كدة. 


- يا راجل .

تمتم بها امين بملامح متشككة:

- اطلبلي حاجة اشربها ياللا، بدل ما اطلع غل الصداع اللي في دماغي عليك دلوقتي، ما هو مش هيبقى قرف في البيت، وقرف في الشغل وبرا الشغل،


ضحك عصام يشير للنادل:

- عنيا يا باشا اطلبلك اللي انت عايزه، تعالي يا بنتي هات قهوة مظبوط للباشا .


❈-❈-❈


والى امنية التي كانت تتحدث مع شقيقتها شهد عبر الهاتف،  بأسى وحزن:

- معاملته مش مريحاني يا شهد، حاساه بيشك فيا بس مش لاقي اثبات، دا مش عصام اللي انا عارفاه. 


تنهدت شقيفتها عبر الهاتف بحزن معقبة:

-  لو بيشك فيكي مكانش قعدك في بيته ثانية ولا بقى عليكي، جوزك اكيد متأثر باللي حصل ، ومحدش يلوم عليه صراحة،  ابن الكلب ابن خالتك هبب الدنيا الله يخرب بيته، انا مش فاهمة دا امتى هيتهد؟


- ابراهيم الغل هو اللي بيحركه يا شهد، دا بني ادم بيزعل لو شاف حد سعيد، اسأليني انا من ايام ما كنت معمية على عيني وبحبه،  وانا عارفة فيه الصفة دي ، ودلوقتي هو بينتقم مني عشان خرجت عن مساره،  وربنا كرمني باللي اعلى منه،  حسبي الله ونعم الوكيل. 


- عارفاه يا امنية من غير ما تشرحي، ان شاء الله يموت بالسم اللي جواه ، قومي انتي صلي وخلي تكالك على الخالق، دا مفيش احن منه .


- ونعم بالله، بس انا تعبانة اوي يا شهد، عضمي كله واجعني وحاسة نفسي عايزة انام وبس.


- الكلام من ساعة الحادثة

- لا بصراحة من قبل،  عشان مكدبش 


استرعي انتباه شهد كلماتها، لتصمت للحظات بتفكير، قبل ان تعقب قائلة:

- طب بقولك ايه، انا عايزاكي توصفيلي الاعراض اللي عندك بالظبط.


❈-❈-❈


في احدى النوادي الاجتماعية وقد التقى به، ليرفها عن انفسهما من ضغط العمل المستمر، ليتبادلا اللعب على طاولة البلياردو، فكان الحديث الدائر بينهما :


- مصطفي شكله هيعمل حفلة كبيرة بمناسبة رجوعه من لندن وفرحته بالمولود العزيز،  يا سلام بقى ع الطفل المحظوظ، هيورث الشهرة من والدته وامبراطورية مصطفى عزام .


تبسم رياض وهو يصوب بالعصى الخاصة باللعب على الكرة حتى اسقطها في حفرة الطاولة المخصصة لذلك ، فاعتدل بجذعه يعقب على كلمات الاخر:


- مش شرط يا كارم ، ممكن تبقى الدنيا كلها تحت رجليك وبرضو مش سعيد ولا حاسس انك محظوظ، واسألني انا. 


توقف الاَخير متكئا على عصاه، المستندة على الطاولة،  وقد استرعت انتباهه الكلمات لتجعله يتأمله بتفكير قائلًا:

- انت بتتكلم عن نفسك صح، مع اني اعرف ان والدك كان منفتح جدا ع العالم ووالدتك كمان، ايه اللي كان بيمنعك يا حبيبي عن الانبساط وانت في بلاد الحرية، سهر وشرب وستات وسهولة في التعليم كمان، فين المشكلة فين بقى؟


وعلى عكس ما توقع من غضب يجده منه في كل مرة بتطرق لهذه المواضيع الشائكة، ازداد اتساع ابتسامة الأخر، ليردد مًقرا؟

- وانت مدام حصرت السعادة في الشرب والحرية والستات،  تبقى المشكلة فيا انا يا عم كارم،  مش كدة برضو .


-  اكيد طبعا .

قهقه ضاحكا ليشجعه على المزيد من التدخل،  في لحظة الصفا التي لا تأتي كثيرا:

- خلاص يبقى نسيبنا من كل ده ونركز بس مع الحب،  انا نفسي جربت كل حاجة، بس اللي وصلت ليه في الاخر، هو ان قعدة واحدة مع مراتي حبيبتي بالدنيا كلها، انت بقى محسيتش بالحاجات دي.


لم يجيبه، ليلهي نفسه بإسقاط الكرات،  رافضًا التعبير عن مكنونات صدره، حتى فهم عليه كارم ليشاكسه:


- مدام سكت يبقى جربت ودوبت كمان، بس اشطة يا باشا،  انا مش هزود عليك ، لكن ساعة ما تحتاجلي ولا تحب تسمع نصيحة انا موجود يا عم ازودك بخبرتي 


هذه المرة جلجلت ضحكته ليردد ساخرًا:

- يعني يوم ما احتاج النصيحة اجيلك انت يا كارم!


- والله لمصلحتك، دا انا استاذ ورئيس كمان، تحب احكيلك عن انجازاتي .


الصفحة التالية