رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 10 - 2 الثلاثاء 24/9/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل العاشر
2
تم النشر يوم الثلاثاء
24/9/2024
نزل الدرج ووقف بمنتصف الطريق ينظر ﻷعلى حتى يتفحص اليافطة المضيئة التي يقوم العمال بتركيبها فابتسم والتفت لخاله يحتضنه ويهنئه:
-ألف مبروك يا حمزة، ربنا يجعلها فاتحة خير عليك يا بني.
أومأ ممتنا فهتف أنور مجددا:
-تعالى بقى نروحو عشان مرات خالك عامله محشي يستاهل بوقك.
هز رأسه موافقا ولكنه التفت ناحية اليسار قليلا وهو يخبره:
-ماشي يا خالي بس هعدي على المعلم رشوان عشان في كذا حاجه في المسطح محتاجه تعديل ولازم يوافق عليهم.
تحرك صوب المحل فوجد يوسف يرص البضائع فهتف يلقى السلام ورد عليه الآخر مبتسما:
-أهلا يا استاذ حمزة، ازيك يا عم أنور.
صافحهما فتكلم حمزة متسائلا:
-هو المعلم مش هنا ولا ايه؟
نفى بحركة رأسه:
-يا في الوكالة يا المخزن، لو عايز تستناه...
قاطعه حمزة:
-ﻷ خلاص مفيش داعي بس بلغه اني عايزه.
غادر عائدا مع خاله لمنزله فرحبت به زوجة خاله وابنته ترحيبا حارا ونظرتا للهدايا التي ملئت المائدة:
-كان المفروض اديكم الهدايا دي أول ما وصلت مصر بس الدربكة اللي كنت فيها عطلتني.
تسائلت زوجة خاله:
-ولا يهمك يا بني كفايه افتركتنا، قولي صحيح مرتاح في شقتك الجديدة؟
أومأ وشكرها:
-جميله وبجد متشكر، لولاكي مكنتش عرفت أوضبها وافرشها.
التفت ناظرا لسهر وهي تتفقد الهدايا فترك مقعده ووقف بجوارها يتحدث بابتسامة لبقة:
-أنا سألت خالي لو ناقصك حاجه في جهازك بس قالي أنك خلصتي كل حاجه فلمقتش غير اني اجيبلك شوية البرفانات دي، أنا عارف العرايس مش بتشبع برفانات.
اتسعت بسمتها وهي تنظر لزجاجات العطور وتسأله منبهرة:
-هي اوريجينال بجد؟
هز رأسه مؤكدا:
-طبعا.
فرحت بشدة وحملتهم متلهفة وهرعت لغرفتها بنفس توقيت همس والدتها لزوجها:
-ما كنت قولتله على النواقص بتاعة البت بدل ما راح كلف نفسه على حاجه فارغة.
رمقها بنظرة محذرة أن يستمع لها الضيف وهمس:
-هصغر نفسي يعني قدام ابن اختي! مش كفايه كل نزله معاه بيديني مرتب عليها.
رفعت شفتها غير مهتمة لحديثه:
-الله، مش بتقضيله مصالح وبتساعده وبتسيب شغلك عشانه.
اقترب حمزة يجلس مجددا وابتسم لزوجة خاله:
-جوعتيني يا مرات خالي ريحة المحشي مسمعة في البيت كله.
ربتت على كتفه ببسمة:
-10 دقايق والأكل يجهز، أما اروح احمر الفراخ.
غادرت فانتهزها فرصة والتفت يحدث خاله:
-أنت ايه رأيك بقى تسيب شغلك وتيجي تمسكلي الشركة؟
اتسعت حدقتيه وقد شعر بحماس كبير من عرضه السخي:
-أيوه بس...
حاول إخفاء حماسته بإعتراض زائف ولكن قاطعه حمزة:
-يعني يا خالي أروح أجيب الغريب اشغله معايا؟
هز رأسه موافقا ومربتا على كتفه:
-خلاص يا بني ربنا يقدم اللي فيه الخير.
خرجت زوجة خاله بتلك اللحظة تضع الطعام على المائدة فهتف يحدثها:
-ومتنسيش حوار العروسه بقى يا مرات خالي، عايزك تشوفيلي عروسه على ذوقك.
وضعت ما بيدها وعلقت عليه:
-من عنيا يا حبيبي، خلص أنت بس شركتك واستقر كده شويه وعروستك عندي.
❈-❈-❈
أنهى دوامه وخرج بعد أن أشرف على أغلاق المحل والتفت يأمر العامل:
-قباري، بكره تيجي بدري عشان الرفوف دي كلها عايزه تنضف وتترص من جديد.
وافقه العامل وتحرك يوسف يعبر الطريق وارتدى خوزته وركب دراجته النارية وقادها عائدا لمنزله ولكن بسبب ازدحام الشارع أضطر أن يسلك طريقا آخراً بأحد الشوارع الجانبية فلم يلحظ ذلك الذي يتبعه إلا عندما دخل الشارع الضيق فاضطرت السيارة للتوقف عند مدخل الشارع وضرب سائقها البوق عاليا لينبهه طالبا منه التوقف، فصف دراجته بجانب الطريق وعاد مشيا على الأقدام تلك المسافة عائدا للسيارة بعد أن ميز من بداخلها:
-ايه الحكاية؟
هتف يوسف متسائلا وناظرا له بتوتر ملحوظ وأكمل:
-انا بلغتكم بكل حاجه أعرفها وقولت مش هقدر أشتغل مرشد، ومش خوف منه على نفسي بس أنا شرحت لسيادتك على كل حاجه حاصله معايا.
أمسكه من ذراعه وقاده لداخل السيارة:
-ادخل بس خلينا نقعدو في مكان عشان نعرفو نتكملو كويس.
جلس بجوار مقعد السائق ودلف الآخر وقاد السيارة خارج الشارع الضيق فهتف يوسف معترضا:
-يا فندم أنت كده بتضحي بيا، انا قولتلك إن في ناس كبار أوي في الحكاية دي وأي خطوة غلط مني ممكن توصل لحد من اللي تبعهم في الداخليه وساعتها...
قاطعه مؤكدا:
-متخافش يا يوسف، أنا شغال على الملف ده بقالي كذا سنه وعارف إن له ناس كتير في مناصب كبيره اوي بيساعدوه وواخد بالي كويس.
تنهد يوسف بحدة فأطنب الآخر:
-رشوان الدخاخني أصغر حلقة وأضعف حلقة في المنظمة دي والشغل ده مش هيوصل للداخليه عشان عارفين كويس إن في تواطئ منهم، فأنا عايزك تتطمن، وأنت كنت صح لما جيتلنا وبلغت عنه.
مسح وجهه بتوتر:
-وندمت بعد ما عملت كده، أنا مش بأذي نفسي وبس، أنا كده بأذي عليتي وأختي أولهم وانتو طالما مش هتقدرو تساعدوها يبقى ايه لازمة البلاغ؟ ده مش بس شغال في التهريب والممنوعات والبودره، ده كمان طلع شغال في تهريب الآثار.
دار يحيى بوجه متسع الحدقتين وهو يضيف:
-ده غير إن ﻷول مره يتكلم قدامي وعرفت إن في الكبير واللي أكبر منه وكأنهم سلم لهرم هتفضل تطلع عشان تجيب نهايته ومش هتعرف، وفي الآخر هيتعرف أني السبب، ما أنا الجديد اللي وسطهم بقى.
أوقف يحيى السيارة مرة واحدة فأصدرت إطاراتها صوت عال نتيجة احتكاكها بالأرض الأسفلتية والتفت يهدر به:
-يا بني أفهم، الأمن الوطني ملوش علاقه بالداخلية، وأنت عارف وفاهم كده عشان كده جيتلنا أحنا ومروحتش تبلغ في القسم، أنا ما صدقت ألاقي حد من جوه قلب المنظمة دي يساعدنا نعرفو ولو معلومات بسيطة عشان بجد احنا كل المعلومات اللي عندنا ولا حاجه، قادرين ينضفوا وراهم بشكل مخلينا نلفو حوالين نفسنا.
حدته جعلت يوسف يتراجع للوراء بجلسته على المقعد واستمع لإطنابه بالحديث:
-اسمعني كويس يا يوسف، رشوان لو وقع دلوقتي زي ما أنت عايز مش هنقدرو نمسكو باقي المنظمة دي، كل اللي هينوبنا بس أن شغلهم هيتعطل لحد ما يلاقو البديل ﻷنه مجرد مهرب، بيساعدهم بس بدخول السم ده للبلد، لكن المهم عندنا هم الروس الكبيره وده مش هنعرفه إلا لو دخلت وسطهم وبقيت منهم، وطالما بدا يثق فيك يبقى لازم تكمل.
أطرق يوسف رأسه متمتما:
-وأختي! عايزني اسيبها تتجوز البني آدم ده؟ مستحيل...
تنفس يحيى عاليا وحاول إقناعه بهدوء:
-أنا عارف إن السبب الأساسي لبلاغك عنه هو أختك، ولو محصلش الموقف ده كنت هتفضل تشتغل معاه وأنت شايف اللي بيحصل وساكت عليه.
رمقه بنظرة متفحة لملامحه الواجمة وأضاف:
-وعارف مشاعرك ناحية بنته وأنك بتفكر فيها قبل أي تصرف.
اقترب من وجهه أكثر وكأنه يريد أن يرى لمعة عينيه ومدى تأثره عندما يكمل حديثه وتابع:
-وأنا عشان عارف ده محبتش أجيلك انهارده وايدي فاضيه.
أخرج من حقيبته صورة شخص وتركها براحة يوسف فلمعت عين المعني فورا ويحيى يشعر بسعادة لإقتراب نيله لمبتغاه:
-تعرفه؟
أومأ وهو يصر على أسنانه من الغيظ حتى كادت أن تتهشم:
-زينهم، عمري ما هنسى الاسم ده ولا السحنة دي ابدا، ده اللي قتل ابويا قدام عيني.
أومأ وهو يحاول إخفاء بسمة سعادته فأخرج ملف من حقيبته وناوله إياه:
-خد الملف ده إقراه كويس ولما تخلصه احرقه، بس الأهم من أنك تحرقه إنك تاخد قرارك بعد ما تعرف المعلومات اللي فيه وتبلغني بردك يا يوسف، مفهوم؟
أومأ زافرا بحيرة:
-مفهوم.
أشعل ماتور سيارته وقادها وهو يخبره:
-تعالى ارجعك للموتوسيكل بتاعك عشان محدش يشوفنا مع بعض.
أوقف السيارة بنفس مكان صفه لدراجته النارية وقبل أن يترجل أمسك راحته بقوة:
-يوسف، أقرا الملف واتأكد إن كل كلمه ومعلومه فيه صحيحه وجت بعد تحريات وتعب سنين، وخد قرارك بعد كده عايز تكمل معانا وتساعدنا ولا ﻷ؟
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية