-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 10 - 4 الأربعاء 25/9/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل العاشر

4


تم النشر يوم الأربعاء

25/9/2024

❈-❈-❈


لم يعد لبيته طوال الليل ووالدته لم تكف عن الإتصال به فدلفت غرفة ابنتها مع صوت آذان الفجر فوجدتها تجلس أرضا رافعة رأسها ويديها للسماء تتضرع لله فانتظرتها حتى انتهت من صلاتها ودعائها وهتفت:

-أخوكي مرجعش لدلوقتي وعماله اتصل بيه موبايله مقفول.


زفرت زفرة طويلة عبرت بها عن إجهادها الغير عادي ووقفت تخلع عنها زي الصلاة ورمقت والدتها بنظرة مطولة لتسألها:

-أنتي متنحه كده ليه؟ بوقلك أخوكي...


قاطعتها صارخة بدون وعي:

-سمعتك يا ماما، سمعتك بس معنديش رد ولا أعرف هو فين ولا بيعمل ايه.


ارتمت على فراشها تطرق رأسها أرضا فجلست والدتها بجوارها تربت عليها:

-مالك يا ملك؟ أنا عارفه اللي أنتي فيه مش سهل بس انتي متغيره بقالك كام يوم من ساعة ما روحتى تستلمي رقم الجلوس.


تفحصتها بتدقيق وهي تكمل:

-حصل حاجه لما روحتي البيت عند ورد؟ هو اللي ما يتسمى كان هناك ولا أم ورد ضايقتك بكلمتين؟


نفت دون تعقيب فزاد فضول والدتها:

-أومال مالك بس؟ يكونش بالك مشغول من كتب الكتاب؟ مش أخوكي قالك أنه هيتصرف وانتي اللي رافضة.


ضحكت ساخرة من حديث والدتها:

-آه يا ماما أنا اللي رافضة، أنتي سامعه نفسك؟ أنا حياتي بتضييع وتقريبا كده هعيش في ضلمه بقيت حياتي وبانت من أولها.


زاد فضول والدتها فصاحت بها:

-أنتي هتنقطيني بالكلام! ما تقولي ايه اللي حصل؟


لم تجب وأختارت الصمت والتنهد:

-روحي يا ماما صلي الفجر وادعيلي الله يخليكي ربنا ينجدني من اللي أنا فيه.


قبل أن تعقب استمعت لصوت فتح الباب فهرعت للخارج تصرخ به:

-كده يا يوسف؟ حرام عليك يا بني تقلقني بالشكل ده.


دلف واجما ومطرقا رأسه وبيده تلك الأوراق ولم يعطها أي رد على حدتها وغضبها منه:

-كنت فين كل ده؟


رد بإيجاز:

-كان عندي شغل.


دلف غرفته ودفع شقيقه بهدوء يوقظه:

-محمد، أوم نام في اوضة ماما عايز ابقى لوحدي.


فعل الصبي أمره فتبعته والدته تصر على معرفة ما به:

-انت وأختك هتموتوني من طريقتكم، لا أنا عارفه مالك ولا بتروح فين؟ واختك كل يوم بتتدبل أكتر ومش راضية تحكيلي اللي بيحصل معاها، حرام عليكم أنا تعبت عليكم عشان تعملو فيا كده.


وقف مقبلا رأسها:

-حقك عليا يا ماما، كان عندي شغل ونسيت أقولك.


تركها وذهب لغرفة أخته وهو يتسائل:

-مالها ملك؟ حصلت حاجه جديدة؟


حركت كتفيها بجهل:

-معرفش، من يوم ما كانت عند ورد وهي متغيره ومش عارفه مالها.


تنهد وطرق الباب فأذنت له فدلف وجلس بجوارها يربت عليها:

-ملوكه، عامله ايه يا بت؟


ابتسمت بسمة مقتضبة:

-ولا حاجه، عامله ولا حاجه يا يوسف.


هز رأسه متفهما حالتها وتوقعت أن يخبرها أنه يخطط لخلاصها ولكنه خلف توقعها تلك المرة:

-معلش، ربنا أكيد عارف الخير فين وأكيد هيوجهنا له.


تعجبت من طريقته الجديدة بالحديث فالتفتت تنظر له ولعيونه المحتقنة وسألته باهتمام:

-مالك يا يوسف؟ حصل معاك حاجه؟


سحب نفسا عميقا وطرده وهو يهز رأسه مؤكدا:

-مش هقدر أخبي عليكي وأنا مش عارف الدنيا بكره هيكون فيها ايه؟


استمعت له بانتباه:

-مش عايز امك تعرف حاجه عشان مش ناقص اشيل همها وهم تعبها هي كمان، بس أنتي من حقك تعرفي.


ظلت تستمع لحديثه وإطنابه:

-المعلم رشوان مُصر يسحبني معاه في السكه الشمال ومبقتش عارف أهرب ولا آخد موقف زي الاول، أكنه ما صدق ومسك عليا كارت قادر يجبرني بيه أعمل اللي هو عايزه.


ربتت عليه تهدأه:

-متزعلش، أنا هتكلم معاه انه يخرجك من الشغل ده ويبعدك خالص عن اللبش بتاع الزفت اللي بيتاجر فيه.


ابتسم بسخرية وهو يوضح لها:

-الزفت اللي بيتاجر فيه؟ انتي مفكره إنه بيتاجر في الممنوعات وبس؟


أومأت تضيف:

-التهريب والمخدرات! 


قوس فمه للجانب وزاد من الشعر بيتا:

-وآثار وألماظ وبيهرب المحكوم عليهم في قضايا حساسة أو محكوم عليهم بالإعدام، وبيهرب من جوه لبره أو العكس أي حاجه وكل حاجه يا ملك، ده طلع مش بني آدم وشغال في كل حاجه حرام وممنوعه.


علقت عليه بعدم اكتراث:

-هتفرق في ايه؟ اللي بيعمل الغلط مره مش هتفرق معاه يا يوسف يعمله الف مره وبألف طريقه.


استمعت لصوت أنفاسه فركزت بصرها عليه وانتظرت أن يكمل:

-مش دي المشكله، أنا روحت الأمن الوطني وبلغت عنه....


وقبل أن يكمل شهقت بخضة ضاربة على صدرها مفزوعة:

-ليه كده يا يوسف بس؟ أنتي مستغني عن عمرك؟ حرام عليك والله.


نزلت عبراته ووقف أمامها يحاول استرجاع أنفاسه الهاربة:

-كنت بحاول ألاقي حل يبعدك عن طريقه حتى لو حياتي التمن، بس الظباط هناك بدل ما يساعدوني طلبو مني ابقى مرشد ليهم، ومبقتش عارف لا أخلص من الطوق بتاعهم ولا أخلص من تهديد المعلم ليا.


ابتلع ريقه المر وقوس فمه مبتسما بأسى:

-لأ كل ده كوم والمعلومات الجديدة اللي بعتوهالي عشان يخلوني أساعدهم في القبض عليه كوم تاني.


انتبهت لحديثه وهو يخرج الملف من أسفل قميصه وناولها إياه لتبدأ بقرائته وهي تنظر ﻷخيها بذهول ورهبة.

يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة