-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 6 - 5 الجمعة 6/9/2024

   قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري


الفصل السادس

4


تم النشر يوم الجمعة

6/9/2024

❈-❈-❈

التفت ينظر لتلك الواقفة بجوار والدتها وهتف:

-واقفه ليه يا ملك؟ تعالي اعرفك على بقية عيلتي اللي هيبقوا اخواتك إن شاء الله.


اقتربت منه فنظر الأخير لشاكر نظرة بمعنى أن يترك مكانه لها ففعل الأخير على استحياء وجلست هي بجوار رشوان الذي بدأ تعريفها على زوجاته وكأن ما يحدث أمرا طبيعيا:

-دي يا ستي ناهد مراتي التانية واقدم زوجه بعد ام محمد طبعا.


نظرت لها ملك تبتسم بخجل فأومأت المعنية:

-أهلا يا ملك والف مبروك.


خجلت من هذا الوضع ولكنه أكمل تعريفه:

-وبناتي منها عزة وميرڤت ودول اجوازهم وليد وايهاب طبعا يوسف عارفهم عشان ماسكين فروع المحلات اللي في سموحه وسيدي بشر.


هزت رأسها وكأنها تهتم فتابع تعريفه:

-طبعا انتي عارفه أشرقت وحياة أخوات ورد بس متعرفيش اجوازهم تامر ابن رجل الاعمال كامل السيوفي و هاني ابن اللوا هاشم الصراف.


عادت ترسم نفس الابتسامة الكاذبة على وجهها تومئ برأسها لهم فأضاف:

-وزي ما بيقولو الحلو بييجي في الآخر ومراتي رقم 3 ماهيتاب الدمرداش، ابوها يا ستي اكبر جواهرجي وتاجر الماظ في البلد، صفوت الدمرداش غني عن التعريف طبعا.


غمز لها يمزح بشكل أثار حنق كل الموجودين حتى هي:

-شبكتك ألأماظ إن شاء الله هتكون من عنده.


أشار للطفلتين الصغيرتين المتعلقتين بثوب والدتهما:

-ودول بقى آخر العنقود التوأم سيلا وسوزي، امهم تعليم اجنبي بقى واختارت اسامي من بتوع العيال الفافي.


ضحك عاليا فشاطره شاكر الضحك مجاملة ولكنه توقف عندما توقف رشوان فجأة وهو يرى حسن ينظر له بغل من نافذة منزله القريبة جدا فأراد إثارة غيرته وهو يرى شرارات الغيرة تأكله حيا فأمسك راحتي ملك متعمدا وهتف بصوت مسموع:

-طبعا الايدين الحلوة دي مش بس هتلبس الدهب والألماظ، ده أنا هلبسك أحجار محدش قبلك ولا بعدك لبسها.


مد يده داخل سرواله وأخرج تلك العلبة المخملية التي وضع بها نفس الخاتم الذي أراه لابنته وهتف:

-يارب ذوقي يعجبك.


ألبسها الخاتم وقبّل راحتها فابتلع خالها ريقه بحرج:

-طيب مش نقرو الفاتحه يا معلم عشام ربنا يبارك لنا!


أومأ ورفع يديه أمام وجهه وبدأ بقراءة الفاتحة وعندما وجد أغلب عائلته جالسة بصمت رمقهم جميعا بنظرة حادة وصاح بهم:

-ما تقرو الفاتحة.


رفع الجميع أيديهم وقرأوا الفاتحة وفور انتهائهم أطلقوا الزغاريد وخرجت زوجة خالها تحمل المشروبات وتقدمها لهم وهو جالسا متمسك براحتها يخلل أصابعه بخاصتها فانحنى زوج ابنته يهمس لزوجته:

-ابوكي عنده بيدوفيليا.


رمقته أشرقت بكره وهمست تسأله:

-ودي ايه دي؟


ابتسم ورد بنفس الصوت الهامس:

-ده يا ستي حب الاطفال والتحرش بيهم دي البت متجيش أد اختك ورد.


ردت تهمس بدورها:

-ما هي فعلا ادها، دي زميلتها.


لاحظ رشوان الهمهمات فصاح يحدثهما:

-مالك يا تامر ماسك ودن مراتك ليه كده؟


تنحنح بحرج يجيبه:

-ابدا يا عمي بقول ﻷشرقت إن العروسه زي القمر، مبروك يا عمي.


ابتسم له بسمة صفراء والتفت يحدث يوسف بجدية زائدة:

-طبعا المفروض بعد الزيارة دي استناك تيجي أنت كمان تقرو فاتحة بنتي عشان ابقى وفيت بوعدي لملك، بس أنا هفاجئكم وهنقروها دلوقت.


التفت مبتسما للجميع:

-يوسف طلب ايد ورد وانا وافقت، يلا اقرو فاتحتهم عشان ربنا يبارك لهم في الخير.


رفع راحتيه وتبعه الجميع حتى انتهى وانزل يده متمما:

-صدق الله العظيم.


نظر لزوجته فأخرجت علبة مخملية أخرى بها خاتم مشابه لذلك الذي ترتديه ملك:

-طول عمري بجيب من كل حاجه اتنين، حاجه لورد والتانية لملك عشان كده جبت لورد نفس الخاتم.


ناوله ليوسف وأشار له ليجلس بجوار ورد:

-أنا مش جايب الخاتم على حسابي عشان محدش يفتكر كده، يوسف له معايا بضاعه ب250 الف وبتمنهم جبت الخاتم.


ابتلع يوسف ريقه وتهدجت أنفاسه فقد وضع آماله كلها على تلك النقود التي وضعت بخاتم صغير ولكنه خنق غصته بداخله وألبسها الخاتم فصدحت الزغاريد حتى ملك أطلقت زغرودة عالية جعلت رشوان يبتسم وينظر لها بتركيز جعل زوجته الثالثة تصر على أسنانها بغل وتهمس بداخل نفسها متوعدة:

-ماشي يا رشوان، بقى أنا تتجوز عليا! هتشوف أنا هعمل ايه وهخلي بابي يوقفلك مراكبك السايرة ازاي.


بدأ التحدث بتفاصيل الزواج يخبرهم بما يريده دون أخذ رأيهم حتى:

-طبعا أنا مش هعمل خطوبه والكلام الفاضي ده بس ممكن لو ورد عايزه تعمل خطوبه هي ويوسف فبراحتهم وأخري هشتري دبله البسها لملك مع الشبكه.


التفت يسألها رأيها وكأنه ينتظره:

-ولا ايه رأيك؟


هزت رأسها دون اكتراث فتابع:

-هنعملو دخله بفرح وهيصه بس بعد الامتحانات عشان تكون تمت 18 سنه.


ضحك تامر رغما عنه وهمس مجددا:

-قاصر كمان! يا نهار ضحك هموووت.


كتم ضحكاته ورشوان يتابع حديثه:

-اتفقت مع ملك هجيب لها ڤيلا كبيره تعيشو فيها معاها بس يوسف وورد بقى لازم يجهزوا شقه لنفسهم ولا ايه يا يوسف؟


هز رأسه يريد أن يخبره أن كل ما يمتلكه من أموال هو ووالدته موضوع الآن ببنصر ابنته.


شرب المشروب الذي أمامه واعتدل بجسده ينظر لولدة ملك يبتسم لها:

-عايزه تحطي شروط من أي نوع يا حماتي؟


هنا لم يتمالك تامر نفسه فانفجر ضاحكا ولم يتوقف عن الضحك حتى رمقه رشوان بنظرة حادة ومحذرة فأغلق فمه رغما عنه وانتظر إجابتها:

-عيزاك تبعد عن بنتي يا معلم.


زم شفتيه معقبا عليها:

-مش هيحصل، فلو عايزه تطلبي حاجه معينه في شروط الجواز من قايمة لمهر لمؤخر لشبكه فدي فرصتك بعد كده مش هنفذ غير اللي انا قولته وبس.


تنهدت بحرقة تتضرع لله:

-كله بأيد ربنا يا معلم، محدش عارف القدر مخبي ايه.


لتكمل بعد أن نظرت أمامها للجميع:

-لحد امبارح بس بنتي كانت عيلة في المدرسة آخر همها تخلص مذاكره عشان تدخل جامعه كويسه، انهارده بقت قاعده جنب واحد اد ابوها بيكلمها في جواز ومسؤلية، فيا عالم بكره مخبيلنا ايه!


أراد أن ينهي حوارها بشكل لن تنساه أبدا فهتف وهو يقف مكانه:

-الحاجه الوحيدة اللي ممكن يخبيها الزمن هي موتي ﻷن دي الحاجه الوحيدة اللي ممكن تمنعني عن الحاجه اللي عاوزها.


هزت رأسها عدة مرات تدعو المولى دون خوف ولا حرج:

-مفيش حاجه كبيره على ربنا يا معلم.


صر على أسنانه لدرجة أن استمعت ملك لصوت صريرها فوقفت تهدأه حتى لا تحفزه كلمات والدتها على أذية أي فرد من عائلتها وتكلمت بصوت رقيق:

-أنا عند اتفاقي يا معلم، ومش عايزه حاجه غير اللي اتفقت عليها معاك.


ابتسم فور أن وجهت حديثها له ولكنه همس بشكل أثار حنق الجميع ما عدا زوج ابنته الذي لم يكف عن كتم ضحكاته:

-رشوان، اسمي رشوان يا ملك مش معلم.


اجتاح وجهها حمرة خجل رغما عنها وهو يتعمد أن يتصرف بتلك الأريحية أمام زوجاته فابتلعت ريقها وأطرقت رأسها فالتفت يحدث يوسف وشاكر:

-البيت هنا ضيق ومش هنعرفو ناخدو راحتنا في القاعدة فيلا بينا نتغدو بره كلنا عشان يبقى عيش وملح.


حاولت والدة ملك الرفض ولكن رد شاكر عنها:

-وماله يا معلم هو احنا في ديك الساعه لما نخرجو معاك.


نظر لاخته مبتسما:

-يلا يا ام يوسف خلينا نهيصو شويه بدل الكتمه دي.


لم يستطع أحد الرفض أو الاعتراض فخرجوا جميعا يركبون السيارات المتراصة بالحارة الضيقة لدرجة أن توقفت حركة السير من ذلك الجانب من الحارة بالتحديد، كل هذا وحسن واقفا يستند على حافة النافذة يتابع كل كبيرة وصغيرة تحدث وغصته تتسع بداخل قلبه لدرجة أن شعر بقلبه أصبح مجوفا من الداخل.


فتح لها باب سيارته بعد أن صعدت زوجاته الثلاث بسيارة أخرى بناء على تعليماته وجلست ورد بالأمام بجوار يوسف بعد أن أعطاه رشوان مفتاح السيارة وطلب منه القيادة، وجلس هو بالخلف مخللا أصابعه بخاصتها يبتسم لها بشكل أثار حنقها ولكن ما باليد حيله بعد الآن.


تحركت السيارات صوب المطعم الذي قام بحجزه كاملا على البحر فانبهرت ملك من مدخله المشابه للقعلة الحربية وتصميمه الرائع من الخارج والداخل ولكنها اكتشفت أنه مطعم للأسماك فسألته هامسة:

-ده مطعم سمك؟


أومأ لها مبتسما وتركها لحظة بعد أن اقترب مدير المطعم ليرحب به فهمس له رشوان بعدة أوامر لينفذها فهتف الآخر:

-تحت أمرك يا فندم.


أشار له ولمرافقته بالتحرك بعيدا عن المائدة الطويلة المعدة مسبقا وجلس عليها جمع العائلة بما فيهم يوسف ووالدته ليبتعد لمكان خاص بكبار الزوار ومعزولا عن باقي المطعم فسحب رشوان المقعد بلفته لبقة وأشار لها بالجلوس ففعلت بحرج وعندما انحنى مدير المطعم له يسأله:

-اجهز الترابيزه هنا كمان يا فندم؟


رفض بحركة من أصابعه:

-مش دلوقت.


تركهما بمفردهما وغادر فشبك رشوان أصابعه بعضها ببعض مستندا على المنطدة أمامه واستهل حديثه بمزاح مبتسما:

-ايه رأيك في شكلي من غير الجلابية؟


ردت تبتلع ريقها حرجا:

-حلو اوي.

ابتسم وسألها:

-بجد حلو ولا بتجامليني؟


ردت مطرية:

-لا والله حلو اوي اوي.


غير ملامحة المبتسمة لأخرى واجمة فتعجبت هي من تغييره المفاجئ ولكنه بدأ حديثه معها بجدية اخافتها:

-اسمعيني يا ملك عشان الكلام اللي هقوله دلوقت ده هتسمعيه مني مره واحده بس وبعدها لو خالفتي اي حاجه من اللي قولتها متزعليش من اللي هعمله.


ابتلعت ريقها وشعرت برهبة جمدت أطرافها أو ربما بفعل الهواء العتي القادم من البحر:

-احنا هنتجوزو لو ده آخر حاجه هعملها في عمري كله عشان متفكريش إن الخطة الهبلة اللي بتعمليها انتي واخوكي الاهبل والواد حسن ممكن تنجح مثلا.


ارتبكت من حديثه ومن أين له أن يعلم بما تحدثوا به:

-لو فكرتي تهربي هجيبك مش لو روحتي الصعيد ده انتي لو روحتي أمريكا هجيبك يعني هجيبك، بس...


صمت ليزيد رهبتها وخوفها منه عندما رأي مدى نجاحه بزرع الهلع بداخلها:

-الفكره انك لو صغرتيني قدام الناس مش هرحمك لا انتي ولا عيلتك كلها لاني مش هسمح لحد يقول انك هربتي مني.


نزلت عبراتها رغما عنها وهو يضيف:

-هديكي دلوقت آخر فرصه إننا نرجعو في اتفاقنا ويا دار ما دخلك شر، آخد أنا حقي من اخوكي وترجعي انتي لحضن امك ولحسن اللي بيلاعبك وهو متجوز غيرك.


تنفس بحدة واكمل حديثه:

-ومش هقولك اني هقتله عشان أنا مقدرش اقتله يا ملك ده في مقام ابني، بس هخليه مينفعش لا ورد ولا لغيرها عشان ارد شرفي وكرامتي قدام الناس ومحدش يتجرأ يبص لواحدة من بناتي تاني، يعني اخوكي هيعيش.


مد ساعده وسحب راحتها يخلل أصابعه بخاصتها يختم إطنابه:

-بس لو وافقتي تكملي معايا بموافقتك ومن غير ضغط ولا غصب فأنا هخليكي ملكة متوجه وهوزنك دهب وهعملك اللي معملتوش لاي واحده من مراتاتي، ها قولتي ايه؟


يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة