رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 11 - 3 الأحد 29/9/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الحادي عشر
3
تم النشر يوم الأحد
29/9/2024
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
ظل يردد تلك التكبيرات حتى انتهت الصلاة وانتهى من دبح أضحيته التي ربما كانت أصغر من أن تظهر وسط ما دبحه رشوان ﻷهالي حارته وقام بتوزيعها عليهم جميعا القادر منهم والغير مقتدر.
فور أن انتهى هو الآخر من توزيع الأضحية عاد لمنزله حتى يتناول الإفطار والذي اعتاد أنه كل عام يكون برفقة جيرانهم ورفقاء دربهم ولكن هذا العام الأمر مختلفا.
استمع لصوت والدته تهتف:
-خلصتي الدقه يا حبيبة؟
ردت المعنية:
-ايوه يا امه يلا بقى جوعنا.
خرجت من المطبخ فوجدته واقفا بمنتصف الصالة فنادته:
-حسن، مالك يا بني واقف كده ليه؟
رد بعد تنهيدة طويلة:
-أول عيد هنفطرو لوحدنا يا امه من غير يوسف وملك ومحمد وام يوسف.
ابتسمت بسمة واسعة وهي تربت على كتفه:
-طيب يا حبيبي روح ناديهم يلا قبل الفته ما تبرد.
حاول التعقيب عليها ولكن لم يسعه الوقت فوجد أخاه يفتح الباب ويدلف وكل من يوسف وعائلته تدخل تباعا وراؤه فانتبه فورا:
-كل سنه وانتو طيبين يا جماعة.
ردوا عليه سلامه وبالأخص والدة ملك:
-وأنت طيب يا حبيبي وعقبال ليلتك كده ما نفرحو بيك.
جلسوا جميعا أرضا ملتفين حول المائدة الأرضية فجاء جلوس ملك مواجها له فحاول بكل نفس جاهدة أن لا يرفع بصره بها ولكن بالنهاية انهزم لرغبته وتطلع لوجهها الذي لم يع كم اشتاقه سوى الآن:
-ما تاكلي يا ملك.
ابتسمت بتكلف فمدت راحتها بالملعقة تأخذ القليل من الطعام فلاحظ هو ذلك السوار الماسي الذي يضيئ حتى لو كانت عتمة حالكة ولاحظة أيضا حبية التي سحبت يدها نحوها وسألتها بلهفة:
-بت يا ملك هو ده الماظ؟
أومأت مبتسمة بخجل وحبيبة تعقب عليها:
-يا لهوي يانا ده المعلم شكله واقع لشوشته، يا ريتني كنت مكانك ياختي بدل سخام البرك اللي متجوزاه ده.
صاحت بها والدتها:
-اتلمي يا بت عيب كده.
لم تتوقف حبيبة عن التحدث بالرغم من توبيخ والدتها لها:
-في ايه يا امه ما تسبيني افك عن نفسي قبل ما يطب عليا ويقفلي اليوم.
التفتت لملك تكمل ثرثرتها:
-أنتي خلاص هتكتبي الكتاب بكره فعلا؟
أومأت وهي مبتسمة بسمة أثارت غيظ هذا الجالس أمامها وانتبه لتذمر والدتها:
-البت مهما نتكلمو معاها بس اللي في دماغها مش عايزه تشيله، قال ايه خلاص هي موافقه عليه ومش عايزه حد يتدخل.
علقت عليها والدة حسن:
-ده من غُلبها يا أم يوسف يعني في ايدها ايه تعملو؟
تركت ملك الملعقة ووقفت بعد أن شكرت ربها:
-الحمد لله.
صاحت بها حبيبة:
-كملي أكلك.
رفضت وتحركت صوب الباب:
-تنه عامر وكل سنه وانتو طيبين.
غادرت فهتف والدتها تخبرهم:
-مقطعة نفسها في المذاكره كأنها هتعمل حاجه بالعلام بس هقول ايه!
علق حسن مستنكرا:
-معاها حق، سبيها تشوف مستقبلها يا خالتي.
امتعض وجهها ومالت شفتيها للجانب:
-هو فينه مستقبلها ده يا حسره ما ضاع خلاص على ايد اللي ما يتسمى.
شعر يوسف بالحريق داخله يزداد كلما تحدثت بهذا الشكل فوقف هو الآخر:
-اسيبكم بقى عشان ورايا تحضيرات لبكره.
فور أن غادر التفتت تهمس لوالدة حسن:
-زعلانه منه اوي يا اختي، كأنه ما صدق اخته رمت نفسها في النار عشان يتجوز ورد، أنا عارفه انه حاول يلاقي حل بس برده زعلانه انه استسلم كده و....
قاطعتها والدة حسن:
-يعني هتفرحي لما المعلم يخلصلك عليه؟ ده حسن كان هيموت فطيس وهو لا هامه ولا حد قدر حتى يشهد عليه فتفكري كان هيعمل في ابنك ايه! اهو قضى أخف من قضى يا أم يوسف.
❈-❈-❈
دلفت شقتها فصدح هاتفها فورا فأجابته بصوت رقيق:
-ألو.
ردد كلمتها بحبور:
-ألو.
ضحكت بتصنع عاليا:
-كل سنه وأنت طيب.
سحب نفسا عميقا وسألها:
-وأنتي طيبه يا روحي، فطرتي؟
أكدت موضحة:
-الحمد لله، روحت زي ما قولتلك أكلت معلقتين بالعدد ورجعت.
زفر بغيرة:
-مكنتش عايزك تروحي بس مرضتش أزعلك.
رققت صوتها بشكل مدلل:
-مكنتش عايزه اقطع العادة بس، وبعدين مش خلاص أنا وأنت هدينا ومفيش بينا لا زعل ولا مشاكل؟
تنهد ووافق على حديثها:
-خايف أكون بحلم، معاملتك معايا الاسبوع اللي فات ده مخليني مش مصدق نفسي وحاسس..
شعرت بالقلق من فتح أي حديث قد يكشف أمرها فقاطعته:
-وبعدين بقى أنا بجد زهقت، طيب اعمل ايه عشان ارضيك يعني لا كده عاجب ولا كده عاجب، خلاص يا رشوان متتكلمش معايا أنا مخصماك.
تعلم هي تماما مدى تأثير نطقها لاسمه وكم يشرد بحديثها وصوتها:
-مقدرش على زعلك انا.
صمتت وانتظرته أن يكمل حديثه:
-بعتلك نص خروف وبتاع 10 كيلو لحمة من العجل وزمانهم على وصول.
شكرته برقة:
-تسلم وتعيش.
سعل يحاول إخفاء حالته ولما وصل له من إثارة بمجرد دلالها هكذا عليه بمكالمة هاتف فما بالها ستفعل به إن أغلق عليهما باب غرفة واحدة:
-أنا حجزتلك فستان حلو اوي بس عايزك تنزلي معايا تقيسيه قبل ما نستلمه وبالمرة عاملك مفاجأة تانية.
أخرجت صوت أظهرت به سعادة وهمية:
-مفجآتك كترت يا معلم، يا ترى ايه المفاجأة المرة دي؟
لم يخبرها:
-متبقاش مفاجأة لو عرفتيها دلوقت.
وافقته وحمحمت بخجل مصطنع:
-رشوان.
رد بعد أن تاهت الحروف بفمه:
-حياة رشوان وقلبه.
سعلت خجلا وتابعت:
-كان في موضوع عايزه افاتحك فيه بس..
صمتت فحثها على المواصلة فأضافت:
-اصلي خايفه ترفض.
وعدها يقسم:
-وقسما برب الكعبة أي حاجه هتطلبيها نافده من غير نقاش، افضلي كده معايا وانا هجيبلك نجوم السما تحت رجليكي.
كتمت ضحكتها فتابع:
-متكتميش ضحكتك وفرحتك عني يا ملك، قوليلي يا حبيبتي عايزه ايه؟
ردت بعد تنهيدة طويلة:
-يوسف.
رد ساخرا:
-اشمعنا.
صمتت ممتعضة وهو يضيف:
-مش قولتي يكتب ع البت معانا وقولت حاضر؟ ايه كمان؟
ردت على الفور دون مماطلة:
-أمي ملهاش غيره وورد بتموت فيه وانت شغلك خطر وبصراحه بقى أنا مش عيزاه يشتغل معاك في الشغل بتاعك ده.
حاول الأعتراض ولكنها كانت الأسبق بلف الحبال حوله حتى لا يهرب:
-انت عندك كذا حد يفهم في الشغل ده اكتر منه وهو طالما داخل فيه غصب عنه عمره ما هيحبه ولا هيبقى زي ما أنت عايزه عشان كده لو بتحبني بجد ابعده عن الشغل ده.
صمت قليلا فاستخدمت سلاحها الفتاك وهو نطقها لاسمه بدلال قاتل:
-رشوان، قولت ايه؟
تنهد وهو هائم كشاب بالعشرين من عمره ويقع بالحب ﻷول مرة:
-كل اللي بتتمنيه هعمله وأكتر بس متبطليش تناديني كده.
أغلقت معه والتفتت على صوت تنفس يوسف العالي والرافض لما تقترفه بحق نفسها ولكنها لم تهتم برفضه الظاهر لها:
-وبعدين يا بنتي؟ انتي بتلعبي بالنار يا ملك.
ربتت على كتفه تضحك ساخرة:
-متخافش، أنا معنديش حاجه اخسرها خلاص، المهم انتو تبقو كويسين.
احتضنها بقوة وهمس حزينا:
-متزعليش مني.
رفعت حاجبيها مبتسمة له:
-أنا مش زعلانه يا يوسف، المهم عندي انتو، أنتو وبس.
إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية