رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 10 - 2 - الخميس 19/9/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل العاشر
2
تم النشر يوم الخميس
19/9/2024
امسكت بهاتفها وراحت تبحث عن رقمه وضغطت زر الاتصال وضعته على اذنها تنتظر الرد
وما هي إلا دقيقة واحدة حتى استمعت إلى صوته الناعس على الطرف الآخر: ايوة؟
تنحنحت لتجلي حنجرتها ثم تحدثت بهدوء: شكلك كنت نايم معلش صحيتك من النوم.
اعتدل في فـ راشه ثم غمغم بعد أن تنحنح هو الآخر: ولا يهمك في حاجة ولا ايه؟
اجابته بنعومة: كنت عايزة اسمع صوتك قبل ما انام وكمان كنت عايزة اقول لك على حاجة حصلت كده.
صمت يستمع
استطردت: كنت بتكلم انا وماما وبابا واخويا عن خطوبتنا وهم ما عندهمش مانع ان احنا نعملها في اقرب وقت.
كسى الحزن صوتها وتابعت: رغم ان انا كنت عايزة استنى ليلى اختي لما ترجع بس بابا قال لي ان من الافضل ان احنا ما نستناش اكتر من كده وان شاء الله ليلى تبقى موجودة في فرحنا.
تحدث باختصار أزعجها كثيرا: طيب تمام نبقى نحدد انا وانت يوم يكون مناسب للعيلتين.
زفرت بقوة ثم اومأت برأسها وكانه يراها: طيب هسيبك تكمل نوم وانا هروح انام ونتكلم الصبح ان شاء الله.
ان شاء الله يا ندى.
أغلق الهاتف ثم تسطح فوق الفـ راش وهو يحدق في سقف غرفته ببلاهة فهو لا يصدق حتى الآن بأن ندى ستكون ملكه لطالما احبها كثيرا مذ كانوا طفلين صغيرين.
أما عن ندى أغلقت الهاتف وهي تشعر بالانزعاج الشديد فهو قليل الكلام لدرجة لا توصف فهي تريده أن يتبادل معها أطراف الحديث يتناقشان كأي اثنين يتعرفان على بعضهما.
طردت تلك الأفكار من رأسها عازمة على النوم وهي على أمل أن كل شيء سيكون أفضل في الأيام القادمة خاصة عندما سيتقربان من بعضهما البعض.
أغلقت زر الإضاءة وسرعان ما غطت في سبات عميق
❈-❈-❈
في ساعة متأخرة من الليل ترجل من سيارته وهو يترنح برفقة صديقه وهو يدندن بصوت مرتفع: انا مش عارفني انا تهت مني انا مش انا.
كاد أن يسقط إلا أن يد صديقه التي احكمت على ذراعه منعته من السقوط فهتف بغيظ: اصلب طولك يا رائف الله يخرب بيتك هديت حيلي يا اخي.
قهقه ثم هتف بكلمات ثقيلة: هديته ايه بس يا حبيبي انت اللي طول عمرك مقطوع انشف يالا وياللا طلعني على اوضتي مش قادر افتح عيني.
اطلق ضحكات عالية متقطعة مما جعل صديقه يضع يده على فيه هاتفا بحنق: اخرس واقفل بقك ده ابوك لو صحى هيبهدلني وهيبهدلك وانا ما عنديش استعداد اختك تشوفني معاك وانت بالمنظر ده هتشبهني.
دفع يده بعيدا ثم هتف وهو يضحك: ونعمة الرجولة خايف من اختي ومن ابويا إذا كان انا مش خايف منهم.
ضحك مرة ثالثة بقوة مما جعل رحيم يهتف بقوة: عم جمال يا عم جمال تعالى ساعدني نطلع البلوة دي قبل ما حد يصحى من الفيلا.
دنا منهما الرجل الذي كان يضرب كفا بالآخر ويغمغم بكلمة واحدة: استغفر الله العظيم يلا بسرعة يا استاذ رحيم عشان الحق صلاة الفجر جماعة انا مش عارف ايه اللي حصل له رائف بيه طول عمره كان انسان كُمل ومحترم دلوقتي بيشرب خمرة استغفر الله العظيم.
رمقه رحيم بحدة: وبعدين معاك بقى جاي تبكتنا ما تنجز يا عم قبل ما حد من صحاب الفيلا يصحوا مش ناقصين فضايح.
وبالفعل عاونه الرجل حتى ولجو بهدوء إلى الفيلا ومن ثم اتجهوا إلى غرفة رائف الذي كان يحاول الحديث لكن رحيم كان يضع يده على فمه كي لا يستيقظ أحد
ولسوء الحظ كانت رانيا في طريقها إلى غرفة سيلا فلقد هبطت إلى المطبخ تحضر لها كوبا من العصير البارد فهي لم تنم حتى الآن
وعندما ابصرتهم تطلعت إليهم باشمئزاز ثم هتفت بقوة: انتم سكرانين!
رفع رحيم كفه باستسلام: اقسم بالله ما انا اخوك هو اللي سكران حتى انا اهو بكلمك وانا واعي وزي الفل.
تطلعت إليه بغضب ثم أردفت: لا والله على أساس يعني انك ما كنتش معاه في المخروب اللي هو كان فيه بقول لك ايه يا رحيم انا لازم افهم ايه اللي بيحصل بالظبط وايه اللي وصل رائف للمرحلة المتدنية دي؟
صاح رائف بقوة: ما كفاية رغي بقى وتعالي ساعديني اطلع لأوضتي عشان دماغي وجعاني.
هتف الحارس وهو يبتعد عن رائف: ايوة يا ست هانم ساعديهم بقى عشان انا الحق صلاة الفجر.
انهى كلماته واندفع للخارج مغلقا الباب من خلفه.
اقتربت رانيا من شقيقها تسانده وهي تهتف بغيظ موجهة حديثها إلى خطيبها: حسابي معاك بعدين خلينا نطلعه قبل ما بابا يصحى هو اصلا مش عاجبه اللي بيحصل ده.
اومأ لها رحيم وهو يغمغم ببعض الكلمات الغير مفهومة لاعنا صديقه وخطيبته وتلك العائلة التي لا تجلب له سوى المشاكل.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي
استيقظ على صوت رنين هاتفه بحث عنه بيده وهو ما زال مغمضا العينين حتى امسك به ضغط زر الإجابة ووضعه على أذنه فاستمع إلى صوتها على الطرف الآخر: كيفك يا حسن اشتقت لك كتير كيف ما حكيتني طول اليوم امبارح نطرتك تحكيني وما حكيت.
تثاءب بعد أن فتح عينيه ثم اعتدل جالسا مجيبا إياها بصوت ناعم: حقك عليا يا ماجي يا حبيبتي والله حصل معايا حاجات كتير لما اشوفك هابقى احكي لك طمنيني عليك وعلى صحتك؟
أجابته بابتسامة زادت وجهها اشراقا: انا كتير منيحة.
وضعت يدها على بطنها واستطردت: والبيبي اشتاق لك كتير أي متى راح تيجي تشوفه؟
النهاردة يا حبيبتي هخلص شوية حاجات واجي نتغدى سوى واطمن على البيبي بنفسي.
اطلقت ضحكة مائعة ثم غمغمت بخفوت: ناطرتك يا حبيبي راح اعمل لك الأكل ياللي بتحبه يلا دير بالك على حالك.
أغلق الهاتف وابتسامة سعيدة تملأ وجهه فهو استطاع حل مشاكل عائلته بأكملها حتى لو بشكل مؤقت فهو سيرتاح قليلا من الأعباء التي كانت على عاتقه في الآونة الأخيرة
ويتبقى شيء واحد هو إخبار عائلته بزواجه وبحمل ماجي لكن عليه أن يتريث حتى يهدأ المنزل قليلا وتعتاد المدعوة ليلى على العائلة.
هب واقفا عازما على الاستعداد ليوم جديد وبعدها سيهاتف المشفى كي يطمئن على ابنة شقيقه التي ما زالت في غيبوبتها تصارع المـ وت.
❈-❈-❈
بنشاط شديد قامت من فـ راشها واغتسلت ومن ثم ارتدت ثيابها فهي عازمة على تنفيذ اولى خطتها اليوم.
ستذهب إلى عائلة نصار كي تهنئهم بعودة ابنتهم من المـ وت وبعدها ستتقرب من المدعوة هيام كي تزيلها من طريق والدها للأبد لكن عليها أن تخطط مليا وتعد حديثها مسبقا كي لا تخـ ونها بعض الكلمات.
ابتسمت باتساع ثم غمغمت بإصرار عجيب: بابي ده ليا انا لوحدي مش هسمح ان واحدة زي هيام نصار تيجي وتقعد معانا وتاخد مكان مامي كمان.
احتدت عينيها واستطردت بغل: وازاي بابي اصلا يفكر يخـ ون مامي ويتقرب من واحدة غيرها بجد الرجالة دول كلهم ما لهمش امان خـ ونة ما عندهمش وفاء.
التقطت هاتفها بحدة من فوق المنضدة المجاورة لفـ راشها وفتحت تطبيق الماسنجر ترسل رسالة قصيرة نصها: صباح الخير طنط هيام حمد الله على سلامة سيلا تسمحي لي اجي النهاردة عشان اطمن عليها بنفسي وابارك لكم على رجوعها بالسلامة.
ضغطت زر الإرسال ومن ثم اتجهت إلى طاولة الزينة كي تضع القليل من المستحضرات وتصفف خصلاتها ريثما يأتيها الرد وبعدها ستتجه لتوقظ والدها كي يتناولان فطورهما سويا كالعادة كي لا يشك بتصرفاتها فهي لن تخبره بشيء ريثما تنتهي من مخططها.
❈-❈-❈
صباح الخير يا سيلا عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي؟
تنحنحت بنعومة ثم أجابت بخفوت: الحمد لله.
تغيرت ملامح رانيا فلأول مرة تجيب سيلا بتلك الطريقة لطالما كانت تقول بالانجليزية good او بإحدى الردود المختلفة من هذا القبيل لكن يبدو أن تلك الحادثة غيرت ببنت عمها كثيرا.
منحتها ابتسامة صافية ثم هبت واقفة تهتف في عجالة: هروح استخدم حمام اوضتي وانت كمان قومي خدي دش وغيري هدومك عشان ننزل نفطر واروح اشوف البيه خطيبي كان بيعمل ايه امبارح وراجع هو ورائف سكرانين وش الفجر.
بادلتها الابتسام ثم اومأت لها بالموافقة.
ألقت لها رانيا قبـ لة في الهواء واندفعت للخارج متجهة إلى غرفتها.
وما هي إلا دقائق ليست بالقليلة حتى اتجهت إلى غرفة شقيقها تقرع فوق الباب بقوة جعلت رحيم يستيقظ وهو يهتف بصوت أجش من اثر النعاس: طيب ثواني.
نزل من على الفـ راش واتجه بخطوات متعثرة إلى الباب وفتحه فأبصر خطيبته تهتف وهي تدفعه إلى الداخل وتغلق الباب: نايمين كمان لحد دلوقتي ما وراكوش شغل يعني يلا قل لي بسرعة كنتم فين امبارح ومع مين كان معاكم بنات صح ما هو مش هتسكروا وترجعوا كده.
أجابها بصدق: والله العظيم ما عملت حاجة اخوك هو اللي عمل كل حاجة ده انا حتى نمت شوية في العربية بعد ما وصلته الشقة.
صمت عندما ايقن بأنه تحدث باندفاع كاد أن يوشي بصديقه
لكن رانيا فهمت على الفور ما كان يتفوه به ذلك الأحمـ ق فتحدثت بحدة: والله يعني انت مفكر انك كده بريء يعني وصلته الشقة هو وبنات وقعدت مستنيه تحت.
والله مش بنات ده هي بنت واحدة بس عارفة يا رانيا كانت زي القمر بت شقرا كده ما تعرفلهاش روسية ولا امريكية.
بتر حديثه عندما تطاير الشرر من مقلتيها فتراجع للخلف بتلقائية ثم استدار قافزا فوق صديقه الذي كان يغط في ثبات عميق صارخا في أذنه: اصحى يا عم انجدني من اختك.
تأوه رائف بقوة ثم فتح عينيه فأبصر صديقه جاثيا فوقه فدفعه فوق الفـ راش ثم استقام جالسا يوزع نظراته بينه وبين شقيقته هاتفا بلا مبالاة: صباح الخير ايه الدوشة اللي انتم عاملينها دي على الصبح وانت يا حيوان حد يصحي حد بالطريقة الهبلة دي!
دنت رانيا منه ثم جلست بجواره فوق الفـ راش: رائف احنا محتاجين نتكلم مع بعض شوية اللي بيحصل ده…
قطعها بصرامة بإشارة من يده: رانيا ما لكيش فيه وما يخصكيش اللي بيحصل ده ويلا اتفضلي خليني اقوم اخد دش
خليهم يجهزوا لي قهوة عشان مصدع او اقول لك خليها لما انزل افطر احسن هم مش كلهم موجودين؟
ايوا.
قالتها وهي تتجه للخارج وهي تغمغم ببعض الكلمات التي التقطتها مسامع رائف: ايوة طبعا ما انت لازم تكون مصدع بعد الهباب اللي شربته امبارح.
أغلقت الباب بقوة فهتف رحيم وهو يتجه إلى المرحاض: عاجبك المصايب اللي بتحطني فيها دي عقابا لك بقى هدخل الحمام قبلك.
ألقى كلماته وأغلق باب المرحاض بقوة تاركا رائف يهتف وهو يتصطح مرة ثانية فوق الفـ راش: والله انا مصاحب واحد مجنون.
❈-❈-❈
بعد أن أخبرها بقرار عائلة ندى برمت والدته شفـ تيها بعدم رضا هاتفة بحدة: والله اخيرا حنوا علينا اهل البرنسيسة.
فتح سالم فاهه ليدافع عن أهل خطيبته إلا أن والده سبقه هاتفا بجدية مخاطبا زوجته بحزم: وبعدين معاك يا ام سالم شايلاهم فوق دماغك ليه كده ده حتى ناس محترمين وسالم عرف يختار وينقي البنت متربية قدام عينينا واهلها خيرة الناس ايه المشكلة يعني لو كانوا عايزين يستنوا اختها في الرضـ اعة لما ترجع ده يدل على انهم ناس عندهم اصل.
اتسعت ابتسامة سالم على حديث والده الذي راق له كثيرا: والله عندك حق
يلا يا ست الكل شوفي هتفطرينا ايه بقى عشان نقعد ونفكر هنعزم مين وهنجيب ايه في الخطوبة وكده يعني.
استقامت والدته واقفة متجهة إلى المطبخ وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة لكن يبدو من فحواها انها انزعاج او شيء من هذا القبيل.
تابعها زوجها بعينيه حتى اختفت ثم هز رأسه نفيا هاتفا بابتسامة: ما فيش فايدة الحريم هيفضلوا حموات برضو تعال يا ابني تعال خلينا ندردش شوية على ما الفطار يجهز.
❈-❈-❈
بخطوات مهزوزة دلفت للخارج وهي تتهادى في فستان وردي اللون يصل إلى كاحلها ذو أكمام قصيرة انتقته بصعوبة من خزانة الملابس التي كانت تحتوي على العديد من الأثواب الفاضحة انتقته لأنه الأكثر احتشاما وتركت خصلاتها تنساب خلفها بروعة وجمال حقا كانت جميلة.
وقفت في منتصف الردهة تنظم نبضات قلبها فاغمضت عينيها قليلا كي تهدأ وعندما فتحتهما أبصرته يقف امامها بطوله الفارع ورجولته التي تشاع وقار.
رغما عنها راحت تتطلع إليه وكأن عينيها انفصلت عن ارادة جسـ دها نعم لقد عرفته على الفور انه رائف نصار المدعو خطيبها أو خطيب سيلا.
أما عن رائف فعندما كان في طريقه إلى الدرج ابصرها تقف أمامه بكامل اناقتها وجمالها وكأن شيئا لم يحدث معها.
رغما عنه راح يتأملها باشتياق جارف لم يصدق أنها اصبحت بخير فعلى الرغم من الحقد الذي كان يكنه لها إلا أنه لم يستطع اخراجها من رأسه وقلبه لذا وجد نفسه لا اراديا يتجه إليها بخطوات واسعة جازبا إياها يعانقها بقوة متشبثا بها وكأنه يريد أن يشعر بوجودها معه مرة ثانية.
نعود إليها مرة أخرى فقد كانت تشعر بالتخبط والخجل معا فلأول مرة يحتـ ضنها رجلا في حياتها حاولت الابتعاد عنه إلا أنه لم يسمح لها
ظل هكذا لوقت قصير حتى لاحت صورها الفاضـ حة أمام عينيه فابتعد عنها كالملسوع ووقف يرمقها بنظرات حارقة جعلتها تزدرد ريقها بخوف.
وما هي إلا ثواني حتى انهال بالصفـ عات عليها وهو يهتف بكلمة واحدة: ايه اللي رجعك تاني ما متيش ليه ما متيش ليه؟
ظل يكرر تلك الكلمات وهو يصفعها
والأخرى تستقبل صفعاته بصـ در رحب تخيلته والدها وكالعادة سيفرغ نوبة غضبه فيها وبعدها ستسقط مغشية عليها كي ترتاح من ذلك الألم الذي تشعر به.
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية