-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 23 - الخميس 12/9/2024


قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الثالث والعشرون 

تم النشر يوم الخميس

12/9/2024



تم إلقاء القبض على والدة سلمان، وعلى أخاها السيد فاخر المبجل، ولكن هذا كان السبب فى تدمير سمعة سلمان وعلي إلى الأبد، فإنزوى الناس عنهم، خاصة وأن زوجة علي فقيره، لا سلطة لأهلها لتحمى زوجها من براثن هذا المجتمع المخملى المدلل، بينما إنطوى سلمان لعدة أيام بعيداً عن الجميع، فقد إزدرى الحياة كما أن أخذ كاظم لإبنته جعله لا رغبة له بالتواجد مع أحد، كما أن ما حدث جعل فرصته للفوز بقلب لؤلؤه تتبخر بالهواء، فوالدته هي سبب بؤسها وأسرها، لكن كاظم لم يتركه لأحزانه ووقف بجواره، ودعمه بكل قوة فقط لأجل إبنته الوحيده التي سألها إذا ما تراجعت عن إعجابها بسلمان بسبب ما حدث، لكنها أكدت له أن لا شيء مطلقاً قد يجعلها تشعر بسوء تجاه سلمان.


إستعاد سلمان مجده بين أفراد مجتمعه، فهو لم يفقد مكانته السابقه، لكنه فقط أحس بالضعف والخزي، لكن معرفته بأن لؤلؤه تحبه رغم كل شيء أعاده إلى قوته، لكن الجميع لم ينسوا فعلة والدته، وبجانب سيرة سيلانه المؤسفه، أصبحت سمعته هو ولؤلؤه ملطخة من الجانبين، والأسوأ أنه حين عاد إلى قواعده سالماً، تهافتت عليه الفتيات كعادتهن معه،

وإستنكرن محبته للؤلؤه، فحتى لو إتضح أنها إبنة كاظم فقد قضت حياتها كلها كجارية أسيره، ولم تبالى أى منهن أن هذا الأمر ليس بإختيار لؤلؤه

وأى منهن قد تصبح بمكانها ، لكن أى من هذا لم يردع سلمان، فقد تزوجها بزفاف مهيب لم ترى له المملكة من مثيل، ولم تهتم لؤلؤه بتملق الأخريات المنافقات، ولا محاولة بعضهن إحباط فرحتها، فلديها من تهتم لوجودهم بالحياة فقط، ولا يهم غيرهم أحد.


كانت حسرة حقيقيه لفتيات هذا المجتمع حين رأين إبن أخ كاظم، فقد كان حلماً لأى منهن، لكنه لم يعطيهن الفرصه فقد تزوج من جارية هاربة من

أصل فقير ، وذاك لم يستوعبنه فما مشكلة الشباب الجذابين بهذا المجتمع ؟! لا يعجبهن سوى الجوارى!

وقد فشلت أجملهن في إغوائه، فهو لم يهتم برأى أحد ولا بتلك الحياة المترفه كل ما كان  يهمه بالحياة هي ورده فقط، مادام أعاد إلى عمه أمانته، وأصبح حراً بعد أن إعترفت والدة سلمان على أفراد منظمتها السريه، وأقر فاخر بكل جرائمه ومن بينها ليندا التي فضح قصتها ليث، وإستعادت أموالها بفضله، فأعدت تلك الفعلة خدمة لن تنساها له مطلقاً، كما أنها تعلمت أن تتواضع مع من حولها، وتشعر بالأقل منها شأناً فأحبها الجميع بعدما كانوا ينفرون من تسلطها المبالغ

به.


❈-❈-❈


وبعد زواج عابد أيضاً عاد كاظم إلى وحدته، فذهب إلى القرية ليرى لما يريد الحاكم رؤيته، وهناك تفاجىء بأنه يخبره بأن أورجيندا تحبه كما يحبها، وقد أطلعه على خوفها من أنه لا يحبها، بجانب مكانته الإجتماعيه، فأسرع لزيارتها، وقبل أن تفهم وجدته يعرض عليها الزواج.


لقد أسعد الخبر أخ أورجيندا، ورحب بذلك النسب كثيراً، وتمت الزيجه بين أهل القرية، ولم تستطع أخت أورجيندا إخفاء حنقها، فبالأخير نالت أورجيندا الزوج الذى تستحقه بالفعل، ثرى مهاب ذو مكانه رفيعه بين أفراد مجتمعه.


❈-❈-❈


توالت الأيام والأشهر والسنوات، وأصبح للأبناء أحفاد، فقد أنجبت ورده من عابد طفلين هما هاله ورسلان، تزوجت هاله من إبن علي، وأصبح لها حفيده مشاكسه تُدعى ليان، وتزوج الإبن الآخر لعلي من إبنة كاظم من زوجته أورجيندا، وها هو سلمان ينجب صبى أصبح رجلاً تتمناه كل الفتيات، إنه أُسيد

الذى ظل لسنوات يرفض الإندماج مع أحد خارج العائله، لأن سيرة جدته مازالت تسير خلفه، كما أن نساء هذا المجتمع لم يتقبلن والدته، ولم ينسين

أنها كانت خادمة لدى والده، ولكنها لا تبالی، فعشق سلمان لها يجعلها ماتزال تلك الطفلة المحبة للحياة التي رباها ليث.


حين نضج أُسيد وأصبح فتياً يسر النظر، ناجحاً بعمله، شهيراً ترغب به النساء، أصبح الكل يبغى صحبته، لكنه لا يرتاح لصحبة أحد سوى رسلان، وقد أصبح هناك آخر تعرف عليه في إحدى الحفلات، يلتصق بهما، لكنه لا يريد نفره ببساطة هكذا، لكى لا يعتبره مغروراً متعالياً، وخلافهما فلا أحد يجذب

إهتمامه سوى أخته الصغيرة الحمقاء فيروز، والتى لا يناديها سوى ورديه نكاية فيها لتعلقها بهذا اللون بصوره مبالغ بها.


لقد ظن أسيد انه لن يجد الحب يوماً، وقد يأست اسرته منه، فحتى فتيات المجتمع المخملى التى لا تطيقهن والدته تقربت منهن لأجله ، لكن بلا فائده ترتجى، فهو يمقتهن جميعاً، فهن متملقات منافقات

حقودات، لا تحبه أى منهن لذاته، بل لجاهه وحسبه ونسبه، لن تقف بجواره أى منهن بأى أزمة تواجهه، كما أنهن رغم محاولاتهن البائسه لم تحب اى

منهن والدته تلك المرأة التي قررت أن تحيا حياتها، بعد أن خرجت من ظلام الأسر دون أن تهتم لأحد، وقد شجعها على هذا كل من حولها فمن حقها أن

تحيا كل ما حُرمت منه، بينما لم تفعل ذلك صديقتها ورده؛ فهي قد كانت على مشارف المراهقة حين اختطفت، ولم ترغب سوى أن تتمتع بحياتها مع عابد الذي كرس جهده للبحث عن عائلتها حتى وجدهم, ونقلهم جميعا؛ ليحيوا معه، مما أسعد وردة وزاد من عشقها له.


❈-❈-❈


بعيد مولد فيروز قرر أخاها أُسيد أن يهاديها شيئاً ترتديه ليس وردياً، فبحث بواجهات المتاجر عله يجد ما يجذبها بعيداً عن هذا اللون الذى أرهق نظره، وهناك رأى ما جذب فؤاده، ولكنه لم يكن هدية لأخته!


بل هدية لقلبه اليائس، ومنذ ذاك الوقت وهو يتوافد على هذا المتجر؛ لشراء أى شيء، لأخته، أو لأى من الخدم، أو حتى للمارة بالطريق فقط؛ ليتحدث معها، ولم يهتم لتعليقات صديقه السمج الذي أصبحت صحبته مزعجه.


دلف أُسيد إلى متجر الملابس؛ ليبتاع ثياباً لأخته، وتجادل بحده مع المدير الجديد الذي أراد تكبيده مبلغاً أكبر من اللازم، فلا يعنى ثراؤه أن يستغله الآخرين يمكنه إنفاق الكثير برغبته لكنه يرفض الخداع، وحين حاولت إحدى البائعات بالمتجر

التدخل لم ينالها سوى المهانه والتقليل من قدرها، مما جعل أُسيد يغتاظ من هذا المدير الأحمق، وأراد ضربه حقا، لكن البائعة منعته، فأخذ أغراضه

متأففاً، وغادر فإستدارت تنظر إلى مديرها الأبله الذي

ظن أنه ربح بالأخير، وصرخت به.


- أيها الأحمق! لو طلبت بأدب أضعاف هذا المبلغ لوافق، لكنك غبي مزعج، جعلته يعاندك إنه زَبوننا منذ زمن، يبتاع الكثير، ويدفع أكثر ، ونحن بحالة ركود، لقد كبدتنا خسارة فادحه، ولولا محبتى

لعملى، واحترامى لصاحب المحل لتركته لك تحترق به.


ذُهل المدير من وقاحتها، فقد ظن لأنه الرئيس هنا سيخضع لطاعته الجميع، ويبجلونه، لكنه كان مخطئاً، فلا يعنى كون صاحب المتجر هو زوج والدته أن يتجبر، فزوج والدته يمقت الإهمال، وقد وبخه بحده حين علم بما فعله من البائعه، وطرده شر طرده.


❈-❈-❈


حين غادر أسيد المتجر منزعجاً، تأفف صديقه: إنها لا تناسبك.


رفع أُسيد حاجبه متعجباً: ما الذي تعنيه بهذا؟!


أوضح له بغرور مستنكراً: أعنى أنها فقيرة معدمة!


فزوى جانب فمه بسخريه: لا أفتقر للمال، سأجعلها ملكة الأثرياء.


إستنكر أكثر: لكنها ليست من بلادنا!


- وما المشكله بذلك؟!


- لا تعلم عن عاداتنا شيء!


- ستتعلم.


- لا تشبهنا، حتى أن لون بشرتها أفتح، ستكون كالسواح بيننا


- لقد إندمجت بسهوله بين الناس، وأحبها الجميع.


- لكن...


قاطعه بنفاذ صبر: كف عن هذا، أنت تختلق الأسباب من أجل أختك.


لم يشعر بأى خجل، بل أجابه بمنتهى الوقاحة : نعم، فهى الأنسب.


- من قال هذا ؟! لا شيء بقوانينا يمنع زواجى منها لا مستواها الإجتماعى ولا لونها، ولا حتى لغتها، كما أن ببلادنا الكثيرين ممن يشبهونها باللون وليسو سواح.


- أختى لن ترهقك بكل تلك الأشياء التي تحتاجها تلك الأجنبيه.


لم يعد يتحمله، وقرر مواجهته بنفس فظاظته : كفاك تعسفاً، أختك تعلمت ما يتعلمه أى طفل هناك، كما أننى لا أريدها سواء كانت تلك الفتاة موجودة أم لا، أنا لا أحب أختك مطلقاً، يكفى أنها جعلت أختى تعانى، فقد أوهمتها بسوء نوايا خطيبها، ولولا تدخلى لإفتراقا بسبب حقدها وغيرتها؛ لأن أختى ستتزوج قلبها، لقد نشبت المعارك بمنزلنا بسببها، وقد

عُميت أختى عن غرورها، وطمعها، عزيزى.. حتى صداقتها بها كانت مزيفه فقط لتصل إلي، والجميع يرى هذا، إلا أنت، أصبحت تسير خلفها دون تفكير،

حتى غفلت عن نظرات الإستهجان التي يرمقك بها الجميع، وكل من يهتم لأمرك، لتركك لها تتلاعب بك هكذا حتى أنك فقدت كرامتك، والآن تطلب منى الزواج منها بكل وقاحه.


أنهى حديثه ثم توجه نحو سيارته الفاخره، تاركاً إياه شاحب الوجه، متسع العينين.


❈-❈-❈


حين علمت زوجة صاحب المتجر ما حدث، تشاجرت مع زوجها، فإضطر إلى إعادة إبنها إلى منصبه كمدير ،مبجل ولكنها لم تكتفى بذلك وأمرته بطرد البائعه التي غادرت ساخطه عليهم، لكنه كان

يُكن لها محبة الأب، فأوصى بها لصديق له لتعمل فى متجره، فبدأت العمل هناك بحماس وهى لا تحمل أى ضغينة لأحد.


❈-❈-❈


حين وصل أُسيد إلى مقر عمله، وجد كالعادة أكداس من العمل الذي لا ينتهى، لكنه لا يتذمر، فهو من إختار أن يظل بهذه المدينه بعيداً عن عمل والده؛ ليثبت أنه ناجح؛ لأنه جهده الذاتي وليس لأنه إبن سلمان، وبعد أن أنهى ما لديه من عمل، جلس شارداً، يتذكر لقاؤه الأول برينا تلك البائعة الجميلة، التي جعلته يفكر مجدداً بالحب والزواج، لكنه لم يخبرها بشيء، ظلا يتحاوران بعينيهما فقط حتى الآن، لقد كان لقاؤه الأول بها حين ذهب لشراء ثياب لأجل فيروز، وبعد

كثير من البحث قرر العودة للعمل ثم متابعة البحث، وحين دخل المتجر لم يعجبه ما يصدر من المذياع، فقد كانت موسيقى صاخبه، ورأسه لم يعد يحتمل

المزيد، فقد كان بغداء عمل أرهقه، فتلك الحمقاء زوجة أحد شركائه، أصرت أن تستمع إلى موسيقى فرقة المطعم بصوتٍ عالٍ، لذا حين رأى البائعه طلب

منها بإنزعاج.


- أديرى تلك المحطة إلى محطة إخباريه إذا سمحتى.


- بالطبع.


إجابتها التى توحى بالملل من طلبه، جعلته يقضب جبينه ويستوقفها.


- هل أزعجك طلبى؟!


- ولما سأنزعج؟ أنت زوبننا، والزبون دوماً على حق.


رفع حاجبه حتى لو أخطأ؟


- نعم.


لسبب لا يعرفه أراد أن يستفسر منها أكثر : امم حسنا ،إذن إعتبريني عابر سبيل، ولست زبوناً وأخبريني لما إنزعجتى؟


- لأن كل الرجال لا تهتم سوى بالأخبار والرياضه، ألا يوجد أى شغف بحياتكم غير هذا؟!


- مثل ماذا؟!


- أى شئ آخر غير مراقبة عدة أشخاص تركض داخل حيز ما ليفوزوا، بينما لا ينالكم سوى الإشتعال غضباً عند الخساره، والقفز كالحمقى عند النصر، وبكل الأحوال لن تنالو شيئاً، ثم ما الممتع بمتابعة الأحداث المؤلمه، والسياسة القذره ؟!


رفع حاجبيه مندهشاً : ما هذا؟! أراكِ حاقدة على الأمر بشده؟ هل زوجك يجعلك تعانين لهذه الدرجه من متابعته للرياضه والسياسه؟


يبدو سؤالاً عفوياً، لكنه يخفى خلفه رغبته القويه التى لا يفهم سببها لمعرفة الجواب.


- ليس زوجي بل أبى.


لم تكن تلك الإجابه التي أرادها، لذا


سألها مباشرة بطريقه عاديه.


- ألست متزوجه؟


- لا، ثم هذا ليس موضوع النقاش.


إبتسم بإرتياح : نعم موضوعنا السياسة القذره، لكن لما لقبتيها هكذا ؟!


- لأنها هكذا دوماً، يحاط كل مسؤل بمتملقين مخادعين.


- نعم لكنه لديه عقل؛ ليدرك المخادع من المخلص.


- ياسيدى أنت لا ...


قاطعها سريعاً: أُسيد.


- ماذا؟!


- أدعى أسيد.


- ولما لم يسموك شبل مثلاً؟!


إبتسم بمرح أتعلمين؟ سأسأل عن هذا، ثم سأجيبك.


- لا داعى لهذا، لا أهتم لمعرفة الأمر، أنا فقط تعجبت لهذا، كما أنك هربت من موضوع نقاشنا مجدداً.


- السياسه؟!


- نعم، أنا أمقتها، ألا ترى أنها خداع محض، يتفوهون بوعود كثيره، ولا ينفذون منها شيء وكل من لديه سلطه يتباهى بها، وحين يفقدها يفقد كل من حوله.


- أنت متحامله جدا، ليسوا جميعهم كذلك!


- أذكر لي أحداً له سلطه، ويحبه الجميع، ولا أتحدث عن هذه الأيام، بل على مر العصور، فمن يملك السلطه، ينسى الشعب، ولو وجدت من يحبه الشعب

يمقته أصحاب السلطه، ويقضون عليه سريعاً.


- نعم لكن هذا حال الدنيا، لا أحد محبوب من الجميع، أى إن كانت أفعاله.


- لكنهم ليسوا صريحين


- أخبريني صدقاً، لو أن أحدهم أخبرك بوجود خلل ما بأحد المرافق المتصله بمنزلك، ماذا ستفعلي؟


- سأسعى للبحث عمن يصلح هذا الخلل.


- وكم من الوقت سيصلحه به؟


- لا أعلم، سيحدد ذلك الخبير.


- وستنتظرى؟!


- نعم، فلا حل آخر لدى، لستُ ضليعة بهذه الأمور، كما أنني لن أستطيع إيجاد منزل آخر مناسب لى كمنزلى.


- هذا هو، حين يترك السلطه أحدهم، يأتى آخر يريد التطوير والنجاح، لكن قد يكون هناك مشكله تسبب بها سابقه، فسيحتاج للوقت لكى يحلها، ثم يبدأ

بتنفيذ خطته التي أرادها.


- لكن لما يعد الناس بأمور كثيره، قد لا ينفذها أبداً.


- معك حق، البعض يخطئ بهذا، والبعض الآخر يفعل هذا؛ ليجعل الناس تخفف من ضغطهم عليه، ويعطيهم أمل، يصبرون عليه من أجله.


- أجد هذا خداعاً، لا داعى لآمال كثيره، من يريد شيء فليفعله، واذا لم يستطع إستخدام سلطته جيداً، فليتركها وليأتى غيره.


- ثم؟


- ثم ينقذ الوضع!


- وإذا كان كسابقه؟


- يتركها ويأتى آخر.


- إذا توالى على نفس السلطة أشخاص متعدده فى فتره زمنيه قصيره، فهذا يعنى أن هناك خللاً ما، بمن يضعهم بهذه السلطه، ويعنى هذا أنه لا يحسن

إختيارهم، إذن فهو ليس جدير بسلطته تلك.


- أتعنى الحاكم؟!


- مثلاً.


- يأتى غيره


- نعم وتتوالى الحكام بسرعه، تجعل الدول الكبرى تنتبه للأمر، وتتدخل بحجة أن هذه البلد ليست قادره على حكم نفسها، وتستعمرها، وتذهب جثامين

الشهداء الذين رحلو؛ لتحرير هذه البلد هباءاً، فقط لأننا فقدنا صبرنا، فالعجيب أننا إما أن نصبر على الظلم أعواماً كثيره، ونتأقلم معه، أو ننفجر بثورات متتاليه، ولا يعجبنا أحد، ولا ننظر لأن هناك دمار سابق يحاول الموجودين الآن إصلاحه، قبل أن

يحققوا أحلامنا.


صمتت تنظر له بهدوء، فتابع بهدوء ورزانه أتعلمين أن أغلب الكوارث، سببها صغار العاملين وليسوا أصحاب السلطات الكبيره.


- وكيف هذا؟!


- موظف واتته الفرصه، ليزيد دخله بالرشوه، متغاضياً عن بعض المواصفات الهامه بصفقة ما.


- إذا كان راتبه يكفيه لما...


ضحك ساخراً ، يقاطع ما تقوله: أتعلمين هناك من ليس لديه قوت اليوم، لكنه لا يسرق، وهناك من لديه قصر ويقتل للمزيد من المال والسلطه إنها طبائع بعضهم لا علاقة لها مطلقاً بكم لديه من مال براتبه، وغالبية الكوارث ترجع للإهمال، أحدهم غفل عن عمله باللحظة الحاسمه أو إلتهى بشيء ما عما يفعله، وضغط بالخطأ على ذر ما ، أو غلبه النعاس بوقت

حراسته، لأنه ظن أنه لا يفعل شيء عظيم، فكل مره يحرس ولاشيء يحدث، أتعلمين أن حتى الغش بالإمتحانات كارثه، فهناك من يأخذ نجاحاً ليس له، ومنه يعمل عملاً لا يناسبه.


- اعجبني ماتقول ولكن اذا ما توالى الحمقى بالفعل او عليلي النفوس ما العمل؟


- حينها يجتمع العقلاء ليبثوا بالأمر 


- واذا لم يكن هناك عقلاء؟


ـ لا اعتقد ان هناك بلدا كاملة بلا عقل 


أخرسها منطقه الصريح، وبدأت تسأله عما يرغب بشراؤه، ووجدا الحديث بينهما سلسلاً ممتعاً.


لقد ظهرت بسمة أسيد التي إختفت منذ زمن، وكان هذا بسببها فقط، ووجد نفسه تلقائي معها، يتحدث بعفويه وكأنه يعرفها منذ سنوات طويله.


إستفاق من شروده، ليجد مساعده يقف أمامه بعدد لا بأس به من المعاملات الورقيه فتنهد بضيق، فالعمل لا ينتهى.

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة