-->

رواية جديدة لؤلؤة الليث لإيمي عبده - الفصل 21 - الخميس 5/9/2024

 


قراءة رواية لؤلؤة الليث كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قراءة رواية لؤلؤة الليث

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة إيمي عبده


الفصل الواحد والعشرون

تم النشر يوم الخميس

5/9/2024




غادر سلمان إلى حيث لا يريد! فقد إجتمع بعدة رجال يرغبون بمناقشة شأن العبيد مجدداً، لما هم أغبياء إلى هذا الحد؟! ألا يرون أن العالم من حولهم يتغير، وهم يحيون بعصور غفلها الزمان؟!

لكنهم أنانيين، لا يرون سوى أنفسهم فقط، حيث إستنكر أحدهم.


- إننا نحتاج إلى الخدم، وشراؤهم أوفر لنا من إعاطئهم أجوراً.


فأيده الآخر: نعم فوجود المال بيد هؤلاء الحمقى قد يجعلهم يظنون أنهم مثلنا، ويتطاولون علينا.


تنهد سلمان بضجر من هذا الجدال العقيم: ألم يخبركم الحاكم أن تلك التجارة قد مُنِعَت قانونياً؟


هتف أحدهم بسخط: بسببك أنت.


لكن ذلك لم يجعل سلمان يفقد هدوئه: لست وحدى، الجميع ينفرها إلا الشرهين أمثالكم.


- ماذااا؟!


إستنكروا جميعهم قوله، لكنه لم يهتم بل أصر على رأيه.


- نعم، غضبكم هذا لإضطراركم إعطاهم المال، وأنتم تريدونهم محتاجين إليكم، والأسوأ أن هذا الأمر منعكم من إستمتاعكم بجواريكم وإهمالكم لنسائكم، فلن ترضى بأى منكم أى إمرأه سوى من ساء حظها وتزوجت من أحدكم، لكن الجوارى جميلات صغيرات مرغمن على الطاعه، أما لو خيرن فلن ينظرن بوجوهكن.


هنف واحداً منهم بسخط: أنت تهيننا؟!


زوى سلمان جانب فمه بسخريه: أنتم إهانه بأفكاركم تلك إلى مملكتنا كلها.


فتوسله أحدهم: أنت لا تفهم، نحن نحتاجهم.


لكن ذلك زاد من تقزز سلمان منهم: أنتم مرضى! لازلتم تتصابون وأنتم عجائز! كفوا عن شهواتكم المقززه، وإهتموا بشؤن عوائلكم، إجلسوا مع أحفادكم وسامروا زوجاتكم.


فتأفف آخر: لقد ضجرنا من هذا.


عادت السخريه إلى صوت سلمان: وهن ما وضعهن؟


فقضب الآخر جبينه بعدم فهم: ماذا تقصد؟!


فأوضح له سلمان: هل ضجرت منها وحدك، لابد أن زوجتك ضجرت حتى الموت منك، ألم تفكر بكيفية تفكيرها أو شعورها نحوك؟! لابد وأنها تمقت حظها العاثر الذى أوقعها مع خنزير قبيح مثلك.


- ماذا؟!


- أنتم أسوأ صوره لرجال مملكتنا، إبحثوا عما يفيد تلك المملكه بدلاً من اللهث وراء الجوارى والغانيات.


تبادولوا النظرات بسخط لكنه لم يبالى ونهض تاركاً إياهم يتآكلون غيظاً، فغادروا جميعاً ساخطين عدا ثلاثه ظلوا يتناقشون بالأمر. 


فسأل أحدهم: هل سنتركه هكذا؟!


فتنهد آخر بإنزعاج: الحاكم بصفه، وهو نفسه ذو قوه ليست بهينه.


- سنتحدث إلى والده.


= لن يفيدنا بشىء، فسلمان يسير وفق أفكاره الخاصه، فحتى والدته التى يهابها الجميع لا تأثير لها عليه ولو ضئيل!


- أجل هذا صحيح لقد سمعت بالتأكيد عن آخر عروس أتت بها إليه، لقد أهانها بشده.


= لقد كان أباها الأبله يتفاخر بتلك الزيجه قبل أن تتم موافقة سلمان؛ لثقته الشديده بجمال إبنته، وقوة شخصية والدة سلمان، لكن سلمان قد وضعه بموقف حرج حين رفض الفتاة، فالجميع يتحدث بالأمر ويوبخون والدها؛ لتسرعه وتفاخره هو وإبنته.


- نعم فحتى زوجته كانت واثقه تماماً من أن تلك الزيجه ستتم؛ لأنها صديقة والدته المقربه، وعلمتُ أنهما تشاجرتا وإفترقتا بسبب ما حدث.


تنهد أحدهم بضيق، فالجدال لن يوصله إلى حل مادام لم يقتنع سلمان، لذا غادر هو الآخر.


= كانت الأمهات دوماً من تخترن أزواج أولادهن، فماذا حدث؟!


- أتعلم هذا أفضل، فدوماً ما كن يخترن لنا إما شبيهتهن أو الأسوأ، فقط لتظل الحاكمه المسيطره.


= نعم.. ولكن قد تتزوج من فتاة لجمالها ولا تكن ذات شأن!


- أوافقك الرأى، فبنات العائلات للزواج، والجوارى الجميلات للسعاده.


= نعم ولكن سلمان منع الجوارى الجميلات عنا.


- لا تهتم به، إنه أحمق! لا يعلم عن لذة الحياة شىء، مازال التجار يبيعون الجوارى سراً، فقط أخبر الجميع أنها خادمه لا أكثر وعش كم تريد معها.


= أتعلم، أنت محق، سأرسل إلى التاجر ليأتى لى بواحده.


❈-❈-❈


بعد أن غادر الرئيس ورجاله وعلياء البناء، وقد حملوا معهم كل ما إستطاعوا حمله، مرت الأيام وبدأ مرؤسيه بالإنزعاج من عدم إرساله تقاريراً عن أى جديد يحدث،  وتسائلوا إن كانت الأمور مستقره إلى هذا الحد؟! لكنهم بأى حال أرسلوا إليه ليتفاجئوا بخلو المكان من أى أحد يذكر، مما أثار الغصب والرعب فى نفوسهم، كذلك السخط على الرئيس وقد ظنوا أنه من كان خلف هذا، لذا إجتمعوا ليتناقشوا بالأمر، حيث هتفت زعيمتهم بسخط.


- أخبرتك أنه لا يستحق فرصه أخرى.


ضرب الطاوله بقبضته: الأحمق! كيف خطط وهرب بهذه الجرأه؟!


- لقد هرب ببضاعتنا، يريد بيعهم وأخذ المال كله لنفسه!


= الأسوأ أنه قد يكون هرب وتركهم يهربون!


- ماذاااا؟!


فزع الجميع من هذا الظن فهتف أحدهم بغضب مؤيداً لهذا الظن: نعم، قد هرب حين خاف من عقاب لأى خطأ قادم وسرحهم.


- هذه ستكون كارثه! إذا ما ساروا على غير هدى، وهم لا يدركون عن الحياة بخارج المبنى شىء.


= يا إلاهي! سيتصيدهم رافضى تلك التجاره، وقد يقعوا بين يدى الحاكم وحينها...


قاطعته الزعيمه مطمئنه إياه والبقيه: لا تجزع لن يصل إلينا، فإذا ما وصلوا بطريقةٍ ما إلى هؤلاء الأسرى فلن يفيدوهم بشىء، فمهما وصفوا الرئيس لن يجدوه؛ فما دام قرر الهرب فسيختفى عن العيون خوفاً منا، وحتى ولو قبضوا عليه فلن يعلموا من نحن.


❈-❈-❈


بدى الإرتياح المفاجىء على وجوه اعضاء المنظمه، وقد أقر أخ رئيستهم ونائبها بتأكيد على حديثها، ثم هتف بإرتياح.


- نعم.. لقد كانت فكره رائعه ألا يرى وجوهنا مطلقاً، وأن نلتقى به ونحن نرتدى الأقنعه، لطالما أعجبنى تفكيرك.


رفعت الرئيسه رأسها بغرور: أرأيت.


لكنها بالفعل كانت خائفه رغم تفاخرها الأحمق، فليث داهيه لا يعلم مداها أحد، وهو بالتأكيد ناقم على الجميع بعد أن باع الرئيس الأحمق لؤلؤه، وحتى ولو لم يعرف الرئيس من هم، لكن ليث كان دوماً حذر سريع الإنتباه فطن، وقد رأى وسمع وإنتبه لأكثر مما يعلمه الرئيس، وهذا يعنى أنها لو صادفته ذات يوم قد تغرق بلا منجى.

تنهدت بغضب حين أتى خيال ليث بعقلها، فليث لسوء حظها الشبيه الأوحد لكاظم، ولكنه أشرس قليلاً.. لا.. بل كثيراً، إن غضبه البارد يرعبها، ورغم هذا رغبتها العمياء جذبتها كالفراشه إلى ضوء اللهب، ورفضه لها جعلها بوضع مزرى.

غادر كل من بالمجلس ومعهم أخاها، فجلست شارده بالنافذه، تتذكر يوم دفعها الجنون إلى دعوة ليث لرؤيتها سراً، وقد كانت كالعروس تنتظر حبيبها لكنه صفع غرورها بحده.


- لقد أرسلتى إلي، حسنا.. ماذا تريدين؟


- ألم تحذر؟


صر أسنانه بضيق لما أدركه، لقد فطن للأمر منذ أتى ورأى ثيابها الحريريه المغويه، ونظراتها له، ولكنه كان لآخر لحظه يكذب عقله حتى تيقن ظنه المقزز.


- سيدتى طلبتينى من أجل العمل.


لمعت عيناها بحماس: سأعطيك ما تريد.


حاول تمالك غضبه وهتف بإنزعاج: ليس هذا العمل، أتحدث عن تجارتنا.


حملت كأسها، وإقتربت منه بغنج، ودارت حوله وهى تضع أطراف أصاعبها على كتفه تدور معها، وتبتسم بدلال ومكر حتى وقفت أمامه، ورفعت كأسها إليه فأشاح بوجهه عنها، فعادت خطوه للخلف تتأمله وأصابعها تدور على حافة الكأس، وعيناها الماكره تعده بليله ساحره، لكن غرورها منعها من رؤية التقزز بعيناه.


رفعت كأسها نحوه: ألن تشاركنى كأسى؟


لقد إختارت يوماً سيئاً بالفعل، فنظر إليها بحده فاجئتها.


- إستمعى إلى أيتها الشمطاء، ما بعقلك المريض لن يحدث مطلقاً، لذا كفى عن أفعالك تلك وإلا أغرقتك بنتائجها.


- ماذا؟! هل جننت؟!


- بل أنتِ من جننتى حتى لو إستطعتى الحفاظ على جمالك، لن أتم لأمرك.

صرت أسنانها بغضب: أمن أجل أخرى؟!


- لا.


- من أجل فارق السن بيننا؟!


- لا.


- إذن؟!


- أمقت الرخيصات وأنتِ أسوأهن، أنتِ تتجارين بالبشر أنفسهم، وتبيحين جسدك لأى إن كان، الجوارى اللائى تتجارين بهمن وتعتبرينهن أقل منك، إنهم أفضل منك بمراحل، فعلى أقل تقدير هن مرغمات على حالهن، لكن كل واحده منهم تكون لرجل واحد، أما أنتِ فلا يكفيكى رجل واحد، وحقاً رؤيتك تثير الغثيان بنفسى.


❈-❈-❈


توجه كلا من كاظم وأورجيندا إلى منزل حاكم القريه، حيث وقفت أورجيندا تهتف أمام الباب بإسم الحاكم، فسألها كاظم متعجباً!


- لما لا تطرقين الباب؟!


فأجابته مشيره بعينيها نحو الباب: ألا ترى حال المنزل؟! فالطرق على الباب كثيراً قد يسقطه.


أومأ بإقتناع، وإنتظر معها للحظه حتى خرج من المنزل شاب ذو هيئه غير مهندمه، ينظر إلى أورجيندا ببسمه مرحباً. 


- أنرتِ منزلنا أورجيندا.


- إنه مُنِارٌ بأهله  يا أخى، أين عمى؟


- إنه بالداخل.


- أخبره أن أورجيندا تريد مقابلته ومعها ضيف هام.


- مرحبا بكما.


دخل الشاب إلى المنزل، فنظر لها كاظم ساخراً: أرى أنه فقير معدم حتى أنه يوظف الخدم!


قضبت جبينها متعجبه: أى خدم؟! الجميع يخدم نفسه بنفسه هنا! لا أحد يملك المال للخدم. 


رفع حاجبه متفاجئاً: إذا من كان هذا الشاب؟!


- إنه إبنه.


رفع حاجبيه مندهشاً: أتمزحين؟!


- لا.


أشار حيث كان يقف الشاب، وكأنه مازال هناك: الفتى يرتدى ثياباً رثه!


- لابد وأنه قادم من الحقل، فهو من يعمل هنا فوالده لم يعد لديه طاقه لكل هذا الجهد.


اوما بصمت وبعد التعجب الذى ازداد حين خرج الرجل العجوز والذى بالتأكيد لا يشبه مظهره أي من مظاهر الحكام الذى يعرفهم كاظم.


اسرعت اورجيندا وقبلت يده باحترام فربت على راسها بحنان


- ابنتى الغاليه كيف حالك؟


أورجيندا: بخير يا عم ما دومت انت كذلك


- اسعد الله يومك


رفع راسه لينظر خلفها بعينان ضيقه وتابع مرحباً: واسعد يوم ضيفك


تقدم كاظم بحذر ماداّ يده اليه فصافحه بقوه: اهلا بك بيننا مادومت ضيف اورجيندا فانت تاج فوق راسنا


كاظم: اشكرك ايها الشيخ الجليل


تقدم الشيخ الى خارج المنزل البسيط الذى ما ان راه كاظم لاول لحظه ظنها تمزح فهذا لا يصلح مطلقا للمعيشةِ به 


التف العجوز حول المنزل حيث كان هناك حصيرتين ملفوفاتين مركونتين الى الحائط فاخذ احداها وفتحها وافترشها على الارض واسرعت اورجيندا لافتراش الاخرى 


كانت سعيده جدا بتواجدها هنا فهى  هنا شخص اخر مختلف اكثر حماسا ومرحا وبدت اصغر من سنها بكثير


❈-❈-❈


- تلك الامنيات التى تشتعل برأسك فلتنسيها تماما فالسيد سلمان قد يدفنك حيه لهذا التفكير


سألتها لؤلؤة بخوف: اهو يحرم علينا التفكير ايضا


- بالطبع عزيزتى ام ظننتيه الامير الخيال الذى يتحدثن عنه، انهن الأثرياء بالطبع سيرونه الافضل لانه سيحسن معاملتهن مادومن من طبقته لكن حقيقته البشعه نراها نحن


ابتلعت ريقها بخوف: انا لا اريد اى امنيات انا فقط اردت ان ازرع شجرةورد صغيرة


- تلك حماقة منك لا تحاولى فعلها فقد تلقين حتفك على يد احد الخدم فالسيدسلمان قاسى لا يرحم ووالدته افظع منه


اومات برعب وغادرت دون ان ترى بسمتها الخبيثه نعم قد يرفض سلمان لكنه لم يكن بتلك البشاعه التى تغذي عقل لؤلؤه به فقط لتجعلها تشعر بالذعر التام ولا تهنأ براحة بال فتخطىء ويتم طردها، كما ان صمت سلمان عن اخطاء لؤلؤه ليس بصالحها فهى تريد ان ترحل من هنا بأى سبيل كان  


كانت لؤلؤه ترتجف حرفيا كلما رات سلمان تتخيل انه سيخرج سكبنا باى لحظه ويطعنها وكانت برعب تام جعل صحتها تتأثر كثيرا بصوره ملفته للنظر حتى دفعت سلمان لسؤال رئيسة الخدم عن ذلك


- لا اعلم سيدى انه اعتقد اجهاد وقلة نوم انها بخير فليس لديها اى امراض معديه نحن نهتم بالكشف الطبى على الخدم لكى لا يأتون بأمراض سيئه الى سيادتكم


- ارسلى الطبيب للإطمئنان عليها واذا كان الامر اجهاد فلتكف عن العمل وترتاح حتى تشفى


- لكن سيدى انها بلا مأوى


- لن ترحل لقد قولت ترتاح فقط تنام بغرفتها وترعيها بنفسك طعامها وشرابها ودوائها اذا لزم الامر


- حسنا


حين انتشر الخبر عن رأفة سلمان المفاجئه بإحدى الخادمات وصل الخبر الى الخادمه الغيوره وكادت تجن من هذا لذا قررت التخلص نهائيا من لؤلؤه بالرغم من انها لم تقم بأي فعل سيء لها بل على العكس تماما لقد كانت تساعدها بعملها كلما سنحت لها الفرصه بدون اى مقابل فقط عطفا منها عليها فحين لاحظت طيبة لؤلؤه كانت تتصنع المرض لتهرب من عناء العمل وتدفعه الى عاتق لؤلؤه


اقترحت على رئيسة الخدم ان تجعل عمل لؤلؤه أقل من السابق لترتاح


- ولكن كيف هذا؟!


- يمكنها ان تخدم بالطابق العلوى لا عمل كثيرا به


هتفت رئيسة الخدم بحماس: نعم انتى محقه سأعمل على هذا واشكر اهتمامك بها


اشرق وجهها ببسمة صفراء خبيثة: لؤلؤه انها اعز صديقة لدي


- حسنا


ابتعدت رئيسة الخدم مقتنعه بهذه الفكره ولم تعلم بسوء نوابا الاخرى فالعمل بالطابق العلوى يجعلها فى مواجهه دائمه مع سلمان الذى ترتجف خوفا من سماع اسمه فقط وهذا بالتأكيد سيدفعها دفعا الى الرحيل 


تلك الحمقاء لا تعلم ان لا مفر للؤلؤه من هنا ليس بيدها الرحيل فهى جاريه مملوكه لسيدها الذى لا يعلم بأمرها شيء 


حين وصل الخبر الى لؤلؤه رفضت برعب ولم تفهم رئيسة الخدم سر فزعها هذا بل ابتسمت بود


- عزيزتى هذا لصالحك فالعمل بالاعلى اخف وطئة من هنا وستستردين عافيتك سريعا


تجلى الرعب واضحا بوجه لؤلؤة: لا اريد ارجوكى انت لا تفهمين


قضبت جبينها متعجبة: افهم ماذا؟!


- انه السيد سلمان انا اخافه بشده


- جميع من هنا يفعل ذلك لكن لا تخافى هو لا يأكل الفتيات الصغار 


مزاحها لم يخفف من فزع لؤلؤة بل على العكس تماما لقد زاده


- اتوسل اليك لا اريد


- لقد اخبرته وتم الامر لا افهم ما بك سأجعل صديقتك توضح لك


رغم رعبها لكن الحديث أثار تعجبها: اى صديقة؟!


حين اخبرتها انه اقتراح الاخرى وانها من ستقنعها كانت كمن ضُربت على راسها بمطرقه ساخنه فقد فهمت اخيرا نظراتها وكلماتها الغريبه أثناء حديثهما لم تكن يوما تُكن لها الحب بل كانت شريرة حقود ولكن معرفة هذا الان لن يفيد بشيء


❈-❈-❈


حين سمع حاكم القريه اسم كاظم عرف من  يكون وادرك ان تباهى اخت اورجيندا الحمقاء كان بمحله لكنه حين تأمل كاظم ادرك وجود خطأ ما فهذا الرجل لا يمكنه ان ينخدع ببريق تلك الفتاة المغرورة كما تدعى فسأله بهدوء وود


اخبرنى سيد كاظم ماذا تفعل بقريتنا هذه؟


- اتيت لأساعد قريبتى فى حل مشكلتها مع زوجها فى بادىء الامر لكنى احببت القريه واريد معاونة اهلها


- امم وهل عادت الفتاة الى زوجها؟


تنهد كاظم بإنزعاج: لا ولا اظنها ستفعل


- ولما يا ترى؟!


- اظنها تبحث عن صيد اثمن


ادرك الشيخ مقصد كاظم وادراكه لخبث تلك الفتاة واسعده انها لم توقع به بينما هتفت اورجيندا مستنكرة


- لقد كنت امزح حين ظننتك يديل زوجها!


كاظم: لا علاقة للأمر بكلماتك


اورجيندا: ماذا تعني؟!


كاظم: ستعلمين بكل شىء يوما ما والان لنرى ما الذى تحتاجه القرية اولا 


الحاكم: انها تحتاج للكثير


ارى هذا بوضوح لكن من اين سنبدأ 


الحاكم: لا اعلم اى الإمكانيات قد تستطيع امدادنا بها


كاظم: العمال والخامات وغيرها واعتقد أن أول شىء سنفعله هو اصلاح المنازل فهى خطر على ساكنيها كما ان الشتاء على الابواب


- نعم المنازل اولى بالاهتمام الان ولكن من اين لنا بالعمال؟


- اهل القريه كثيرين وبلا عمل


- ومن اين سنعطيهم اجرهم؟!


- انا الكفيل بأجورهم، تلك فرصة عمل جيده للجميع سنعيد الحياة والنشاط الى القريه التى غلفها الكساد والفقر


- ستكون اغرقتنا حقا بكرمك


- اتمنى فقط ان نتتهى قبل الشتاء


- سيحدث بإذن الله


- اذن فلنتوكل على الله ونبدأ من الغد الاجتماع باهل القريه لاخبارهم بهذا ولنرى كل ما يحتاجونه


- حسنا جدا هذه ستكون اخبار رائعه للجميع


❈-❈-❈


اجتمع كاظم بأهل القرية وحين طرح الأمر تحمس الجميع ولكن بدأ الشجار حين هتف احدهم بحماس


- نعم وابداو بمنزلي


فإعترض آخر: لا بل أنا 


- ان منزلى متهدم بالاساس!


فزجرهم كاظم: كفا هل انتم حمقى؟!


فإعتذر احدهم بحرج موضحاً: اننا نخشى ان تمل او ينضب مالك فتتركنا بوسط الطريق ومن ينجو بعمار منزله قد نجا ومن لم يلحق ضاعت عليه


كاظم: انتظروا لتستمعوا الى ما خططت له 


- وما هو؟!


سنبدا بالجميع معا القريه ملئه بالرجال والشباب الذين لا عمل لهم نخطط للعمل تدريجيا ولا داعى للانانيه حتى لا نفشل


- لا ارجوك


- سنرى المنازل كافه وسنبدا بموافقة الجميع بالاكثر دمارا 


صمت الجميع فتنهد بانزعاج: اما هذا او لا احد


الجميع: موافقون


- حسنا سنرى المنازل المدمره اولا ونعيد بنائها وبالعمل والتعاون جميع المنازل ستنتهى قبل الشتاء وهذا هو المهم فلو اضعنا الوقت فى التذمر والجدال لن نصل إلى شيء وسنضيع الوقت حتى تغرفنا الامطار


- نحن معك جميعنا 


❈-❈-❈


أتت تاجرة الأقمشة إلى القصر تحمل الحرائر والأقطان تعرضها على سيدة القصر فمر سلمان بهما غير مبال فنادته والدته التى لن تتعلم يوماً 


- تعالى حبيبى


- ماذا هناك؟


- لدى حفل كبير واريد افضل الثياب


- لديكِ بالفعل أفضلها


- نعم ولكننى مللتها أتريد منى أن أظهر مرتين بنفس الرداء!


- ولما لا؟


- هذا لا يليق بمكانتي


تنهد بضيق فعن أى مكانة تتحدث، الام التى انهت حياة ابنها بأعمالها ام الزوجه التى لا يبالى بها زوجها وكاد يتركها ويغادر ولكن أحد الاقمشه أعجبه لونها ودون تفكير مال ممسكا بها ينظر إليها ببسمه شارده يتخيل تلك القطعه كيف ستلتف حول جسد لؤلؤه وتصبح ردائا رائعا مثلها وكان سيتحسسها برقه وكأنها بداخلها فابتسمت والدته وقد لمعت عينيها حين رأتها


- احسنت الاختيار 


ثم نظرت إلى البائعة: سأخذ هذه ذوق ابنى هو الافضل دوماً 


- لن يحدث


صوته الغاضب المفاجيء أدار رأسها نحوه بحده فتابع لا مبالياً: تلك القطعه لا تليق بك


نظرت إلى الاقمشه: مؤكد هناك الافضل


لم تجد افضل من تلك القطعه فعبست بإنزعاج: انها الافضل سلمان


- ولهذا لا تليق بك


- ماذا؟!


- انها تحتاج الى فتاه بريئه وانتى لا تمتين بأدنى صله للبراءة


هبت واقفه تنظر إليه بغضب: كفاك سلمان!


أجاب ثورتها ببرود: ماذا لما انزعجتى من الحقيقه؟!


وجدت أن الجدال سيتسبب فى اهانتها أكثر ليس إلا فصبت سخطها على البائعه المسكينه


كيف تخفين عنى تلك القطعه ايتها اللعينة لن ارحمك


تعجب سلمان: لما توبخينها


فصرخت بغضب: لا شأن لك


أوضحت  لها البائعة بخوف: سيدتى أنا لم أخفى عنك شيء انت تبحثين عن الحرائر والاقمشه المزينه بالفصوص الفضيه تلك القطعه بسيطه بلا زخارف


- نعم ولكنها الاروع ملمسا وشكلا ساعاقبك على فعلتك تلك


- سيدتى لم اقصد أنا...


تدخل سلمان منزعجاً: كفا لما ستعاقيبينها


- لقد اخفت افضل بضاعتها أتريد لغيري أن يكون افضل منى


- الجميع افضل منك كما أنها امراءة حره تعمل لتعيل صغارها أنها افضل منك يا من تجلسين للصراخ طوال الوقت ولا فائدة منك ترتجى


ازداد غيظها: ماذا؟! أنا امك!


- لا تعنى ولادتك لى أن لك اى حق فأنت لم تقومى على تربيتى أو رعايتى 


ثم نظر إلى البائعة : ساخذ هذه


والدته: لمن؟!


- لا شأن لك


- ماذا؟!


صمت للحظه يفكر لو لم يخبرها لن تكف عن البحث وهو لا يريدها أن تصل الى لؤلؤه أو تنتبه لها فهذا يعنى ايذائها لها لذا اوضح كذباً 


- ساشتريها لكى لا تحصلي عليها 


- ماذا؟!


- لا اريد لقطعه كهذه أن تتدنس بارتداءك لها 


اخذ القطعه بالفعل ودفع ثمنها بسخاء إلى البائعه وأخبرها إذا ما حاولت والدته إيذائها فلترسل له وطلب منها أن تغادر وكل هذا أمام والدته الشاحبة الوجه المذهولة مما حدث ثم غادر يحمل تلك القطعة بعد أن اطمئن لرحيل البائعة.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة