-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 17 - 3 - الثلاثاء 24/9/2024

 

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السابع عشر

3

تم النشر الثلاثاء

24/9/2024



أستندت بجزعها علي السور الحديدي للشُرفة، تطلُ علي الشارع من أسفلها تنظر إلي المارة بملل، بينما "سلمي" جلست علي الطاولة المُستديرة بمنتصف الشُرفة، دامَ الصمتُ بينهم كثيرًا حتى شعرت الأخري بالملل، قطعت الصمت "سلمي" حينما سألت قائلة: 


_"إلاَ قوليلي يا ريري أنتِ ليه متجوزتيش لحد دلوقتي، أعرف أنك كُنتِ مسافرة بقالك فترة كبيرة، يعني متعرفتيش علي حد هناكَ كده حبيتي حد كده ". 


التفتت لها، تُجيبها بملل: 


_" عادي، ملقتش استايلي، ملقتش الراجل اللي الاقي فيه كل الصفات اللي أحب تكون في شريك حياتي ". 


_" وياتري الراجل ده هو مازن؟ ". 


رمت بجُملتها دفعةً واحدة، وهنا ظهرَ أمامها الهدف الرئيسي من تلك الزيارة، وظهرت نوايا تلك الخبيثة، لوت ثُغرها بتهكمٍ، قائلة بإستهزاء: 


_" لا مُش فاهمه تُقصدي أي؟ ". 


نهضت" سلمي"من مكانها وأقتربت منها تستند هي الأخري بظهرها علي السور من خلفها، قائلة وقد وجدت أنه لا يوجد داعي من اللف والدوران أكثر من ذالكَ لتُكشف أوراقها أمامها: 


_"بُصي يا رانيا أنا هتكلم معاكِ دُوغري من غير لف ودوران، وأنتِ عارفة أنا أقصد أي؟، بس هاجي علي نفسي وأعمل نفسي مصدقة أنك مش فاهمة، وهقولهالك بصيغة تانية، أنتِ عينك من مازن صح؟! ومتحاوليش تلفي وتدوري أنا بنفسي خدت بالي من ده. ". 


ضحكت بإستهزار، وتحول ضحكها إلي ضحك صاخب، جعلها تمسكُ معدتها من شدة الضحك، بينما الأخري ذاد غضبها منها وأمتعضت ملامحها بغيظٍ شديد، أجابتها من وسطِ ضحكاتها: 


_" أنتِ لو واخدة بالك فعلاً زي ما بتقولي هتعرفي أن سي مازن بتاعك ده مُش زوقي خالص، ولمعلوماتك، هو إللي كل ما بيشوفني مُش بيشيل عينه من عليا، أنا مالي، دي مُشكلتك معاه بقا ". 


_" وهو هيبص لك أنتِ ليه؟ ". 


رفعت كتفيها مُدعية البراءة قائلة: 


_" معرفش أهو عندك أهو اسأليه، أو يمكن علشان اللي معاه مُش مالية عينه مثلاً فـ بيبص لغيرها عادي جدا ". 


تود ضربها علي وجهها الذي يبتسمُ ببرود، أو تقتلعُ خصلات شعرها، أو أي شئ يشفي غليلها منها، رأت" رانيا "مدي تأثير كلماتها عليها من خلال وجهها الذي شحبَ فجأة بصدمة، بينما أستعادت الأخري توازنها، مُقتربة منها قُرب أُذنيها تحديدًا، تهمسُ بنبرة منخفضة سامة، تَرمي بكلمات تعرف أنها ستصيبها في مقتلٍ، وهكذا تنتقمُ منها: 


_" أيًا كان إللي بتقوليه.... أظن أن الست الوالدة لو عرفت بحاجة زي دي هيكون ليها رد فعل تاني خالص لما تعرف أن بنتها بتلف علي راجل معاه واحدة تانية، ساعتها مُش هيبقي قلم بس تقريبًا هيبقي حاجات تانية ". 


خابت جميع توقاعتها، صعقتها" رانيا "حينما أبتسمت ببرودٍ وسماجة وكأنَ كلماتها هُراء لا معني لها، تُجيبها بنفس ذات النبرة الهامسة بتسلي: 


_" تصدقي أن دي أكتر حاجة صح قولتيها من لمَا جيتي، في دي عندك حق جدًا، أكيد ماما الموضوع مُش هيعجبها نهائي.... أصلها قيلالي لما تُحطي عينك أبقي حُطيها علي راجل بجد، مُش نُص راجل زي سي مازن بتاعك ده". 


❈-❈-❈

"بعد مرور يومين" 



وقفت بثبات وإستقامة، تُطالع انعكاس صورتها في المرآه الموضوعة رأسيًا علي طول الحائط، فُستانها أسود اللون المُحكم التفاصيل علي جسدها المُتناسق، مع شعرها القصير المُنسدل بحُرية وقد وصلَ طولهِ إلي أول كتفيها، صففتُه بعناية، كم أحبت ذالكَ الطولُ من الشعرِ، من الحِمار القائل أن الشعر القصير سئ، أمامها هي أقرب مثال، شعرها القصير مُمتلئ بالأسئلة وقصائد الغزل، يختصرُ كل الأجابات والأبيات الغزلية....... 


حذائها أحمر اللون ذو كعب عالي، والذي أضاف طولاً بسيطًا علي طولها الحقيقي، تجمعَ كُل هذا لتكتمل صورتها الأكثر من رائعة، بل كانت فاتنة لأبعد حد، تفننت هي في أظهار جمالها الخلاب، قصدت أن تظهر بمظهر يحبسُ الأنفاس الليلة تحديدًا، لغايةٍ ما برأسها........ 


غلطة شنيعة في حقها أن يظهر أحد في هذهِ الحفلة، بمظهر أروع منها، يجب أن تظهر دومًا في المرتبة الأولي كما أعتادت ولن تتنازل عن ذالك، وخاصة هذهِ الحفلة دونًا عن أي حفلة أخري مضّت، نظمها "مازن"بأحداي النوادي الليلية، أحتفالاً بأنتهاء دراستهُ دعيَ بها أصدقائهِ بالجامعة، وكانت هي من ضمنِ المدعوين.؟


في البداية كادت أنّ ترفص الذهاب إلي مثل تلك الأمكان الدنيئة، لكن أستفزاز" سلمي "لها بأخر مقابلة لهم، جعلها تغير رايها بل وتُصرُ علي الذهاب حتى بعد أن رفضت" إسراء"الذهاب كونها مريضة، وعزمت علي أن تكون ملكة متوجة الليلة، وقد كانَ...... 


وضعت اللمسة الأخيرة، وهو عطرها الخلاب المُفضل لديها، نثرت منهُ الكثير علي ملابسها المُرتبة بأناقة وعناية، أغلقت القنينة، من ثُم نظرت نظرة أخيرة، نظرة رضا تُرضي غرورها وتمردها....... 


تقدمت تخرجُ بخطوات هادئة، لكن كعب حذائها أخذ يُصدر صوتًا، آثر أرتطامهِ علي الأرضية الرُخامية من تحت قدميها، مما جعل" أميرة "الجالسة تُتابع أحدي الأفلام علي الأريكة بصالة الشقة، تلتفتُ إليها مُنتبهة لوجودها، ألقت عليها نظرة خاطفة، ثُمَ أصدرت صفير حاد تبعهُ قولها بمُغازلة: 


_" الصلاة عالنبي الصلاة عالنبي، أي الحلاوة دي يا فنانة؟! ". 


لفت حول نفسها ببُطءٍ، قائلة: 


_" بجد شكلي حلو؟! ". 


_" جامد". 


رمت لها قُبلة بالهواء، وغادرت بعد أن صدحَ رنين هاتفها برقم "طارق" الذي عندما علمَ بأن "إسراء" لن تذهب معها أقترحَ عليها أن يأتي لأصتحابها في طريقهِ، فوافقت..... 


خرجت من بوابة العِمارة وجدت سيارتهُ السوداء تقفُ في مُقبالتها، وما أن رآها، نزلَ يتقدم منها يقطعُ المسافة بينهم، وقد تصنمَ بموقعهِ ينظر لها ببلاهة، لم تحيد عينيهِ من عليها، مما جعلها تضعُ وجهها أرضًا من الخجل، الآن هو فهمَ لِمَ كانوا يقولون أن الجمالَ خُلقَ في أصلهم أسمرًا، أكبر دليل هي أمامه الآن، ولأن سمارها خفيف، جعلها هالة من الفتنة مُتحركة علي الأرض: 


_"بسم الله ماشاء الله، أي الجمال ده؟ ". 


أحمرَ وجهها بظرافة، أشاحت بنظرها عنه تقول بخجل: 


_" بس علشان بتكسف، ويلا بينا علشان متأخرين أصلاً". 


قالت كلماتها سريعًا تتحاشي النظر له، من ثم أتجهت مباشرةً نحو مقعدها في السيارة، من ثم ركبت بهِ، ضحكَ هو يلحقُ بها يجلس علي مقعدهِ هو الآخر، كانت تتحاشي النظر له نظراته فقط تجعلها متوترة وخجلة جدا..... في كل مرة ينظر له طوال مدة سيرهم، تدير وجهها ناحية النافذة، ليقهقه هو بتسليه والأستمتاع بمُشاكساتها........ 


❈-❈-❈


وقفت السيارة بعد أن وصلوا إلي المكان المُخصص، فتحت هي الباب الخاص بها، ثم هبطت قبلهِ، تُطالع المكان بفتور، مُتنهدة بملل، تبعهَ هو بعد أن أغلق السيارة، قائلاً يدفعها للسير: 


_"يلا بينا، مازن مش مبطل رن من بدري ". 


رفعت زاوية فمها بسُخرية مُتمتمة بكلمات هامسة لم تصل لأُذنيهِ: 


_" مستعجل علي أي، هنتفرج علي خيبته هنتفرج ميستعجلش". 


_"بتقولي حاجة؟ ". 


سألها حينا سمعَ صوت همسها بكلام غير مفهوم لكونهِ بنبرة مُنخفضة، بينما كانوا يسيرون إلي الداخل، منحتهُ أبتسامة صغيرة تهز رأسها نافية، وأكملوا حتى وصلوا إلي البوابة الرئيسية للمكان..... 


دخلَ هو أولاً يبحث بعينيهِ عنهم، بينما هي تبعتهُ بخطوات بطيئة، تتفقد المكان من حولها بملل، تبًا لماذا طاوعت عقلها وقبلت المجئ لمثل تلك الأماكن، تبًا لكيدِ النساء، زفرت بملل، تُكمل سيرها للداخل خلفَ" طارق"الذي سبقها يبحث عن الشّلة الفاسدة..... 


كانوا مُجتمعين حولَ البار، رائحة الخمرة تفوحُ بالأرجاء، شعرت بالتقزز، لثواني شعرت برغبة في التقيؤ، كانت أصوات الموسيقي صاخبة، هناك فتيات وفتيان يظهر عليهم الثمل بوضوح من خلال تمايلهم الغير مُتزن وحركاتها الغريبة، قلبت عينيها بتقززٍ، ثم هرولت تقترب منهم...... 


بالطبع "سلمي" كانت موجودة، وبعض الأصدقاء لهم لم تعرفهم هي، وبالتأكيد أمير الحفلة "مازن" الغبي، ما أن تقدمت منهم ولاحظ "مازن" حضورها حتى أطلقَ صفيرًا عاليًا وعينيهِ تتفحصها بأعجابٍ، لم تُبالي بل نظرت إلي "طارق" وتُقسمُ أنها رأت تقضيبة حاجبيه وملامحه التي ظهرَ عليها الضيق من كلمات ذاك اللذج، لم يكتفي بذالك بل تحدثَ يمدح بها دون خجل، ومازال يتفحصها كُليًا: 


_"أي الحلاوة دي يا ريري، كده تغطي علي كُل إللي في المكان من أول دقيقة، الفُستان تُحفة عليكِ ". 


نظرت بطرفِ عينيها إلي" سلمي"وكما توقعت وجدتها منصهرة من الغضب، يُهئ لها أنها ستُخرج نارًا من أُذنيها بعد قليلٍ، أبتسمت لها بغرور، ولأول مرة تستجيب لأطرات "مازن" عليها، قائلة ببسمة جذابة، ويدها تتحسسُ ثوبها: 


_"بجد حلو". 


كانت تقصدُ من فعلتها، أغاظة "سلمي" لتُثبت لها صدق كلماتها أمس، بأن هو من يتودد لها ويحتكُ بها وليسَ العكس.. 

أفتعلَ حركة وقحة قليلاً بشفتيهِ أشعرتها بذعرٍ بالبداية لكنها حمحمت تبتسمُ عندما قال: 


_"فُورتيكا". 


نهضَ بعض الشباب ليشاركون بالرقص بالساحة هناك، بينما هي بقيت بجوار "سلمي" التي جلست مُكفهرة الوجه غاضبة لكونِ "مازن" أصطحبَ فتاة أخري للرقص معه، تافهة، دومًا ما كانت مُقتنعة تمامًا، بأن  لا جدوي من مُحاربة النساء علي رجلُ أحببتهُ، بل أن كان هو مُخلصًا لكِ ويُحبكِ، سيضع لهن حدًا....... 


لم يتحدثوا، فقط يمررون لبعضهم النظرات الصامتة من حينٍ لآخر، زفرت بملل، المكان جدًا ممل، تحديدًا لمن هم مثلها، فالجميع هنا يظهر أنهم مستمتعين جدًا بالأجواء، بينما هي شعرت بأن المكان لا يناسبها لا تنتمي لهُ بتاتًا..... 


بعد نصف ساعة كانوا قد أنتهوا من الأجواء الصاخبة بالخارج ودلفوا إلي أحد الغرف المخصصة لتناول الطعام، ليتناولون طعام العشاء..... 


جلست هي تعبثُ بصحنها بالشوكة دون هدف، ولم تأكل، تشعر بأنها محاصرة من جميع الجهات، جهة من "سلمي" والتي أستشعرت من نظراتها أنها دقائق وستنقضُ عليها تخنقها هذا أبسط شيء، وجهة أخري من ذاك اللذج الذي يُلقي عليها نظراتهُ كل دقيقة والأخري بنظرات تشعرُ أنها تخترقها وبأنها مجردة من ملابسها أمامهُ، والجهة الثالثة "طارق" الذي كان صامتًا بشكل غريب، يتابع نظرات "مازن" لها، تبعهُ زيادة أمتعاض وجههِ، وعروقِ وجههِ بدت نافرة..... لا تعلم لِمَ هو غاضب، الغضب يظهر جليًا، مهما حاول هو أخفائه يفشل، فكانَت تشعر بقدميهِ الذي يهزهم أسفل الطاولة، ويداه التي تعبث بالطعام للحظة شعرت أن يضغط علي شرائح الدجاج بقوة كبيرة.. 


ودت أن تتهرب ولو قليلاً من ذاك الحصار، حمحمت تستأذن أن تذهب للمرحاض بعد أن تركت صحنها ونهضت: 


_"بعد أذنكم هدخل الحمام! ". 


نهضت تسيرُ بهدوءِ ناحية المرحاض، ولكنها قبل أن تخرج سمعت كلمات" مازن"، الذي القاهم قائلاً: 


_"وتكة والله وتكة، ده مش الفستان إللي حلو ده الحشو هو اللي ابن.... "


أطلقَ سُباب في نهاية جملتهِ، جعلها تلتفتُ له وكادت تصيح بهِ، إلي هنا وكفي، لكن بلحظة أنقضَ"طارق"من مكانهُ علي الأخر يجذبه من ياقة قميصهِ، يصرخ بهِ بغصب جم، وعروق يديه ورقبتهِ نافرة: 


_"لا ده أنتَ زودتها أوي بقا". 


توسعت عينيها بصدمةٍ، ولم تفق إلا علي الأصوات الصارخة من حولها وقد أحتدَ الشِجارُ بينهم، و"طارق"كبلَ الأخر وأخذَ يصدد له بعض اللكمات المتتالية ووجههُ أصبحَ أحمرًا........ 



يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة