-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 18 - 3 - الأربعاء 25/9/2024


قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الثامن عشر

3

تم النشر الأربعاء

25/9/2024



قبل ثلاثة أشهر من الآن أذَا قالَ لها أحدهم، أنها ستتزوج منهُ، لقالت عنه مجنون، أو ضربتهُ بالمبرد خاصتها، لأنهُ كلام غير معقول، أعتادت علي أن تقترن حياتها بحياتهِ وتكون حياة واحدة فقط بأحلامها الوردية، أو بأحدي رواياتها المُفضلة، أحتمالية تحول ذالكَ لحقيقة مجردة كان شبه مُستحيلاً ولم تبخل عليها الأسباب فجأت متعددة وكثيرة...... 


أذًا ما قولها أن حدث ذالكَ فعليًا وهي الآن عروس طلت بثوبها الأبيض ولا يفرقها علي أقتران أسمها بأسمهِ سوي دقائق قليلة؟ ستُصاب بسكتة قلبية أذًا أم ماذا؟، وقد فعلت.... 


شهقة عالية خرجت من شفاها المطلية بالحُمرة ما أن وقعت عينيها علي أنعكاسها بالمرآه المُعلقة عموديًا علي طول الحائط أمامها، جميلة... جميله جدًا، ثوبها الأبيض الذي خُصصَ لها هي فقط، يحتضن جسدها ببراعة، بدت كأحدي أميرات ديزني، الفُستان قد أرتفعت نسبة روعتهِ عندما أرتدتهُ هي، طويل يصل للأرض منمق بعناية...... 


شعرها مُصفف بطريقة رقيقة مُماثلة لرقتها في ثوبها الأبيض، كم تمنت أن يتحقق ما هي بهِ الآن، ظنتهُ مُستحيلاً لا بل من رابع المُستحيلات، ولكن فجأها الله بتحقق ما تمنت....... 


كانت الفتاة التي ساعدتها بإرتداء الثوب تقفُ من خلفها، تبتسم لها، أقتربت منها تسألها: 


_"أي رايك يا عروسة؟ ". 


عينيها شبه أدمعت، لفت نحوها تمنحها أبتسامة مُمتنة لقد أتعبتها معها اليوم حتى تصل إلي هذهِ النتيجة، بعد عناءٍ في أختيار اللوك المُناسب الذي يليقُ علي ملامحها الرقيقة: 


_" حلو أوي أوي تسلم إيدك ". 


ثواني ووجدت باب الغرفة يُفتَح تبعهُ دخول والداتها التي ما أن رأتها، أغرورقت عينيها بالدموع، حملت الأخري فُستانها الثقيل ترفعهُ عن الأرض كي تسير بإرياحية، وأقتربت من والداتها ترتمي بأحضانها، وهُنا لم تتمالك" سهام" نفسها فبكت..... 


_"يا ماما يا حبيبتي لي العياط دلوقتي طيب؟". 


فصلت عناقهُم، تحتضنُ وجهها بينَ راحتها، مُتمتمة بحبٌ تقول: 


_"عيني عليكِ باردة، بسم الله ماشاء الله، زي القمر يا عيون أمك، كنت مُتأكدة أنك هتبقي أجمل عروسة، رضوي اللي كانت بتنام علي رجلي من كام سنة بس دلوقتي عروسة ". 


_" ربنا يخليكِ ليا يا حبيبتي". 


سمعت من خلفهم الفتاة تُخبرهم بأنَ العريس قد أتي، وطلبت من الجميع الخروج حتى تُعطي لهم مساحتهم، وقفت بمكانها فقط أستدارت تُعطيهِ ظهرها، وهناكَ بالخلفية أصوات دقات قلبها تعزف سمفونيات لأول مرة تزورها، سمفونيات تحقيق الأحلام المُستحيلة....... 


كانت تفركُ يديها ببعضهم البعض بتوتر، تُقسم أنها دقيقة وستقع مُغشيةٍ عليها من شدة خجلها وتوترها، رائحة عطرهِ المُميزة والمحفورة في خلايا قلبها وعقلها، سبقتهُ تتغلغل لأنفها، سحبت نفسًا طويلاً تستنشقها أكثر، لِمَ الأستعجال فـ هي وبعد ساعات قليلة لن تحتاج لأستنشاق عطره، صاحب العطر نفسه أصبح لها................ 


كان يرآها تقفُ تواليهُ ظهرها، حركة يديها من الخلف تُبين أنها متوترة وتفركهم ببعضهم البعض، وقفَ لثواني وجد نفسهُ يتخيل، كيف ستكون، يتوقع كيف سيكون شكل زهرة الياسمين بعد أن أرتدت ذاكَ الثوب الذي ومُنذ أن شاهدهُ عليها، وهو لم يغب عن بالهِ رُغمًا عنه...... 


خطي ببطءٍ، يقترب منها وكُلما أقترب أكثر شعرَ بها تفرك يديها أكثر من شدة التوتر، ثواني ولفت نفسها لهُ بعد أن تحلت بالشجاعة الكافية وعدت إلي عشرة تنازليًا، أرتطمت عينيهِ بوجهها، وهُنا توقفت عقارب الساعة، لقد سقطَ قلبهِ أرضًا، فاقت توقعاتهِ بمراحل....... 


فاتنة، الثوب جعلها أكثر أنوثة، ملامحها الهادئة لم تكن مُلطخة بمُستحضرات التجميل الكثيرة كباقي العرائس، بل كانت رقيقة كما هي وضعت فقط بعض الأشياء البسيطة وقد بقيت جميلة كما هي بجمالها الطبيعي الفريد من نوعهِ............... 


نظراتهُ لها طالت طالت جدًا، يتأملها ببطءٍ، هل هذا الكتلة من الفتنة ستُصبحُ زوجتهِ ملكًا له، لكنها كانت كالفاكهة المُحرمة، ينظر لها من بعيد ويشتهيها ولا ينالها، يا رباه كيف له أن يُمسكّ نفسهِ وهي ستعيشُ معه بمكان واحد مُغلق عليهم....... أنها خطر، لقد أصبحت تُشكل خطرًا عليهِ الآن مُنذ أن أصبحَ خيالهِ المُنحرفُ يميلُ لها ويتخيلها زوجتهُ قولاً  وفعلاً، وهي يشعر بأقتراب الخطر، هذا خطأ كبير، هو لا يجب أن يُفكر بها هكذا، أقد نسيَ من تكون هي.... شيطانهُ يَردُ عليهِ نيابةً عن عقلهِ، قائلاً له بأنها ستكون زوجتهُ حلالهُ..... 


لا لا لن يسمع لذاك الشيطان اللعين، أنها"رضوي "ويجب أن يُعنف نفسهُ عن إنحدار أفكارهِ لهذهِ النقطة، لكن كيف، وهي بكتلة الجمال ذاكَ، تُجبر التائب أن يميل ويهوي الأقتراب..... 


هي بهذَا الثوب الأبيض يُقسمُ أنها لا تمت للبشر بصلةٍ، بل أنها أُقتُبست  

من بطن غيمة بيضاء تشبّ الشمسُ بأطرافها، يبدو ثابتًا ومُستقيم،لكن وأن أقتربتَ منهُ تحديدًا إلي موضع قلبهِ، ستجدهُ يدقُ بعنفٍ جديد عليهِ، يات يشعر أن هذا القلب يُؤيد شيطانهُ ويعاونه ويُشجعهُ علي ما يبثهُ له من أفكار تُنافي موقفهِ، وماذا يجيب عليهِ أن يتصرف..... 


تأمُل بصري طويل دامَ بينهم وكانت لها نصيب من هذا التحديق الدقيق، وزعت نظراتها علي كامل وجههِ، يمتلكُ وجهًا أسمرًا، يُغريها علي فعل أشياء غير أخلاقية، بل ويدفعها للوقع بالحُب أكثر فكل مره تقعُ عينيها عليهِ، كانَ أقلَ ما يُقال عنه، أنهُ خطفَ قلبها، لا أنه خطفهُ منذ زمن، هو سارق، لكن الطف سارق رأتهُ بحياتها................. 


وسيم، وأزدادَ وسامة بتلك الحُلّة سوداء اللون والتي قد أظهرت كم هو رائع أجمل راجل أنجبتهُ البشرية، فاتن لكن بطريقة تخصها هي وحدها، ولا يجوز لأحدٍ أن يري ما تري من جمال فتنَ قلبها....... أبتسمَ بعد تحديق دامَ طويلا، أبتسامة أسقطت قلبها يهوى أرضًا، أبتسامة صغيرة تأخذ كُل الحُب الذي بداخلها..... هناكَ شيئًا، شيئًا واحد فقط ينقصُ هذا المشهد وتكتمل صورة حُلمها ليكون هكذا تحول إلي حقيقة مئة بالمئة.... قُبلة، قُبلة بريئة، لا بالطبع ليست بريئة، تود أن تُقبلهُ الآن بعد أبتسامتهِ تلكَ...... 


وجدت نفسها تبتسمُ تلقائيًا، وتضعُ عينيها بالأرضِ خجلاً، رقَ شيئًا ما بداخلهِ، زادت فتنة، بأبتسامتها الرقيقة تلك، والله أن بسمة صغيرة من ذاكَ الثُغر المطلي بالحُمرة القانية،أفتك مُستحضرات التجميِّل..... عنفَ نفسهِ سريعًا عندما وجدَ أن خيالهُ سينحدرُ أكثر من ذالك، فأستعاد ثباتهُ محمحمًا، وأقتربَ منها يمسكُ بأصابعها بينَ يديهِ، حينما سمعَ للأصوات بالخارج يستعجلونهم لأن الماذون قد وصلَ...... 


سارت بجوارهِ ترفع طرفِ ثوبها، يديها محتضنة ليداه بتملكٍ، في رسالة صريحة منها أنه لها وحدها هي فقط، وأي شئ مؤنث يقتربُ منهُ لقد جني علي نفسهِ، الفراغات التي بين أصابعِها  خُلقت لِتُكملها أصَابعهُ هو فقط...... 


❈-❈-❈


وقفت سيارتهُ أمام المنزل، نزلَ يُغلق السيارة من خلفهِ، يخطو الي الداخل، دقَ الباب وبعد ثواني فتحت الخادمة له الباب،قائلة: 


_"حمدالله على السلامة يا أستاذ نادر". 


أجابها دون أهتمام قبل أن يتخطاها ويسير للداخل: 


_"شكرًا، شكرًا". 


جالَ بعينيهِ بالمنزل كُله وجدهُ فارغ، نادَ علي الخادمة مرة أخري يسألها: 


_"أمال البيت فاضي ليه، معقول نايمين من دلوقتي؟ ". 


طالعتهُ الخادمة بإستغراب تقول: 


_" يوه، هو أنتَ متعرفش يا أستاذ نادر، ده النهارده فرح مُراد بيه علي الهانم الصغيرة رضوي ". 


صُعقَ لا بل ذُهل، جحظت عينيهِ يرمش عدة مرات مُتتالية بتفجئٍ، لا يكاد يستوعب بعد، بثواني كان قد أخرج هاتفهُ من جيب سروالهُ الخلفي، يتصلُ بوالداتهِ وقد تحولَ، برزت عروق رقبتهِ، وأرتفعت وتيرة أنفاسهِ، مصيبة حلت علي رأسهِ دون هوادة، وقعَ بشر اعمالهِ الآن يقسم أن عمهِ قد علمَ بما فعله، هو مُتأكد، رن علي والداته للمرة الثالثة لم يأتهِ، رد، لكنه أصرّ وظلَ يتصلُ بها بإلحاح، حتى أجابت فالمرة السابعة تقريباً، لم يُعطها الفُرصة للنُطق بأي شيء، تحدث هو سريعًا يسألها بحدةٍ، وبنبرة جحيمية غاضبة: 


_" ماما هو صح عمي أتجوز رضوي ". 


صوت الأغاني الخافتة بالخلفية عند والداتهُ، ردَ علي سؤالهِ أولاً، قبلَ أن تُجيب والداتهُ متبرمة قائلة بضيق: 


_" لا فيك الخير يا واد، أنا بقالي أكتر من أسبوعين برن عليك ومش بترد". 


أخرجَ أحرفهِ يصكُ علي أسنانهِ: 


_"صح بيتجوزا النهارده يا ماما؟ ". 


_" أيوه في أي مضايق أوي أن محدش قالك، ما أنتَ غطسان معرفش فين، ومعرفتش أوصلك، إحمد ربنا أن أبوك مسافر هو كمان ومعرفش ييجي يحضر، كان زمانه طين عيشتك... ". 


_" أنا فالبيت دلوقتي ". 


لوت شفتيها تُجيبهُ بتهكمٍ: 


_" يا مِيلة بختك في أبنك، أقفل أقفل أنا مُش ناقصة حرقة دم، الضغط هيعلي عليا منك". 


أغلقت بوجههِ دون أن تنتظر سماع أي رد منه، أشتدت قبضتهِ علي الهاتف حتى أوشكَ علي التهشم، يزيد من الضغط عليه وعينيهِ أصبحت حمراء، يكاد يُصاب بالجنون لا محالة، كيف؟ عمهِ مع "رضوي"؟ لم يكن ببالهِ أبدًا أحتمال كهذا، كيف له أن يحتمل هذه أصلاً، وهو شيئًا من سابع المُستحيلات، عقلهِ توقفَ عن العمل أنذاكَ، الأحتمالت كُلها تدفعه للجنون، هناك أحتملات عدة جالت برأسهِ وفكرَ بها الآن، أولهم أن عمهِ علي دارية بما فعلهُ هو وتولي عوضًا عنه تصليح الموقف بالزواج منها، لكن هنا علقهُ لا يفهم، أذا هو يعلم، لِمَ تركهُ هكذا؟، هو يعرفُ عمهِ" مُراد"يقدر علي أن يأتي به من رقبتهِ ويُجبرهُ علي فعل أي شيء يريدهُ، لماذا لم يُبدي ردة فعل تجاههُ...... 


والأحتمال الثاني، أن يكون تزوجها لأنه يريد أن يتزوجها، لكن كيف أيضًا، هو يعتبرها فرد من العائلة تُماثل أبناء عمهِ شقيقتيها الصّغار، الأمر فاق الغرابة، وصعب علي عقلهِ البشري أستيعابهُ..... أيعقل أن "رضوي" كانت تُحب "مُراد" وكانت ترفضهُ من أجلهِ، أيعقل أنها قصت عليهِ ما فعلهُ هو، وهو قَبل وتعاطف معها.............. 


وكيف له أن يُقاوم عيناها الناعسة التي بنظرة منها تُجبر أي شخص علي فعل ما تريد دونَ جهدٍ وكأنهُ مُنوم مغنطيسيًا لا يعي، حيّة.... النساء جميعهن لا يؤتمنون، أنهم أفاعي متحركة، تحوم حولَ فريستها بالدلال والتغنغ، ثُم وباللحظة المناسبة تنقدُ وتغرسُ سُمها بداخلك وأنتَ مُبتسم وسعيد..... 


_"زبالة كلهم زبالة". 


نطقَ بها بعصبية كبيرة، تبعهُ ألقاهِ للهاتف علي الأرضية بقوةٍ، ليتناثر مهشمًا علي الأرضية يفتعلُ صوتًا قويًا كونهِ القاهُ صوبَ المرآه التي أمام الباب، خرجت الخادمات بسرعة علي الصوت يشهقن بقوة ما أن رآو المشهد، فنظرَ لهنَ بنظرات أرعبتهم، جعلتهم يهرولن للدخل مرة أخري يتخبطن ببعضهم البعض أثناء ذالكَ........... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة