-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 10 - 2 - الثلاثاء 17/9/2024

  

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل العاشر

2

تم النشر الثلاثاء

17/9/2024


_" طيب تمام أنا طالع أهو هدور عليها بنفسي، ربنا يستر". 


_"لمّا توصل لحاجة كلمني ". 


أغلقَ الخط  معاها وقد شعر بالقلق أكثر، فهرولَ إلي الباب يخرج علي أستعجال، بينما الهاتف علي أذنيهِ يتصلُ بـ" أبراهيم "ليأتي ويبحث معهُ، لكنهُ لم يخطو سوي خطوة واحدة للخارج، بقا واقفًا علي عتبة المنزل، الهاتف مازال علي أُذنيهِ وعينهِ مصوبة أمامهُ بهدوء........ 


للحظة تنفس بصوتٍ عالي بهدوء، وشعرَ أن الراحة غمرتهُ فجأة، حينما وقعت عينيهِ عليها تُعطيهُ ظهرها تجلسُ أمام البحر، شعرها الطويل يتطاير خلف ظهرها، كانت ساكنة تعبث بالرمال أسفل قدميها.....قد كانت تبدو ناعِمةٌ في جلستها تلك مياه البحر من حولها، كانت كفراشة ، كزهرة ، كغيمة تُشبه تلكَ الأشياءِ الرّقيقة ‏التي يخشَى المرءُ أن يخدشها حينمَا يتعاملُ معهَا  من شدّةِ رِقتهَا، لوحة رُسمت علي يد فنان أبداع في إظهار  طبيعة خلابة....


أتاهُ صوت" إبراهيم "علي الهاتف، أنتشلهُ من شروده بها وقد كان للحظة تاه عندما فكرَ فقط فأنها قد أصابها مكروه: 


_" ألو... مُراد، أنتَ سامعني". 


_"أيوه معاك، صباح الخير ". 


أجابهُ الأخر بإستغراب وكاد يُقسم أن هناك أبتسامة عريضة قد نمت علي وجه صديقهِ لأن نبرتهُ كانت تُشير إلي أنه سعيد،وأيضًا لقد قال له"صباح الخير"، لأول مرة عادةً عندما كان يتصلُ بهِ فالصباح كان يسبهُ فورًا لأنه تأخر: 


_" صباح الفل، باين أنك مبسوط، أبسطني معاك، شكلك فكرت فكلامي أمبارح ". 


ظلت عينيهِ مُتعلقة بها، ينظر إلي ظهرها الذي تواليهُ لها، وبعد نوبة الهلع التي أنتابتهُ قبل قليل بسبب أختفائها، وقت قصير جعلهُ يشعر بعدة أحاسيس مُتضاربة متداخلة، وأولهم أنه شعر بها مسؤلة منهُ وأن حمايتها ورعايتها أصبحت من أولوياتهِ، وقتها فقط تأكد أنه لا يوجد هناك أحدٍ سيحميها كما يفعل هو، لا يوجد أحدٍ يأمنهُ عليها، أنتهي الأمر هي ضمن حمياتهُ ومسؤل مسئولية كاملة عنها................ 


وتيقنَ أن حل صديقهُ هو أنسب حل، أو ليسَ يقولون أن القرار الذي تشعر بمدي صعوبته،هو صحيح حتمًا، هو مأمنها الآن، لن يأتمن أحد عليها حتى وأن كانَ أبن شقيقهِ، تملكه شعور بالرغبة بأخفائها وفرض حمايتهُ عليها أكثر، لذا أجاب" إبراهيم"بعد صمت دام لثواني ومازالت عينيهِ متعلقة بها، ومازلت أيضًا الأبتسامة مرسومة علي شفتيهِ لا يعلم سببها أصلاً: 


_"أيوه فكرت، عندك حق، أنا هتجوز رضوي ". 


❈-❈-❈


رائحة الرمال مُختلطة مع رائحة مياه البحر، مزيج مميز ورائع، تنتشر الرائحة متغلغة فالهواء ليُصبح الجو حولها عبارةً عن نسمات لذيذة ذات رائحة تتغلغل بروحها تُرممها، كانت مُحقة حينما قررت الخروج والجلوس هُنا علي البحر وسط الرمال حافية الأقدام تمدُ قدميها إلي المياه تعبث بها....... 


ليلة أمس طارَ النوم من جفونها، كانت بالصباح بحالة وبمزاج جيد، لكن ما أنّ أسدالَ الليل ستارهُ، ودخلت إلي سريرها تنوي النوم، جفاها النوم ورفضَ زيارتها تلك الليلة، فـ بقيّت مُستيقظة حتى ساعات الفجر الأولي، كانت هائمة في وسط الأسئلة التي لا تدفع إلا إلى مزيد من الانسداد والحيرة والخوف والقلق، الخوف من القادم......أنتابها كابوسًا مُفزع عندما حاولت فقط أن تنام لنصفِ ساعة، أستيقظت بعدها مفزوعة تتنفس بسرعة والغرفة ضاقت عليها....... 


وبقيت دون نومٍ إلي الآن، وكأنَ الليلَ أختارها لتحرسهُ لذا هي مُصابة بالأرقِ،، أغمضت عينيها لتجرب محاولة أستحضار شعورها بالنعاس، لكنّ لم تُحصِّل شيئًا سوى اليقظة .. اليقظة المعتمة، عينيها مشودة كـ وترٍ، كل الأفكار تتالت إلي رأسها دُفعةً واحدة........... 


أسئلة تتالي واحدة تلوى الأخري تتدفق كسيلٍ من الحُمم برأسها، حالتها الأن أنقلبت عكس الصباح بتاتًا، علي ما يبدو أنّها كانت تحاول خداع نفسها، بأنها بحالة جيدة...... لكن أتي الليل ليكشف كذبتها أمام نفسها، هي ليست بحالة جيدة، رأسها أصبحَ مكتظًا متزاحمًا بالحديث، وكُلما ‏حاولت صياغة ما تشعر بهِ في كلمات أو جمل قصيرة تفشل فشلاً زريع،وينتهي بها الأمر صامتة تحدق في الجماد من حولها، الأمر يُشبه حشر البحر في زجاجة........ 


يقولون إن الأفكار لا تعيش في الرأس وحده، أنها تعيش أيضًا في الروح والقلب والمعدة وفي كل مكان، وأثبات أكبر أنها الآن تشعر بتقلص معدتها ألم طفيف أسفل معدتها، وكأن المعدة أصبحت مقرًا للشعور لا العقل ولا القلب...... بعدها شعرت بأن، قلبها ثقيلاً، شعرت بأنه ممتلئ، إلى درجة الانفجار وشعرت بالحزن والخيبة!! 


تتسأل ماذا سيحدث؟ ما القادم؟ ما المُستقبل؟ الأيام تمر، والساعات تنقضي، لا شئ يحدث، تشعر دومًا أنها شكلت عبء كبير علي "مُراد"ووضعت علي عاتقيهِ حملاً ثقيلاً  بتكائها عليهِ بزيادة، نعم مُطمئنة أنه بجانبها، لكن..... لكن تشعر أنها ثقيلة حملتُه فوقَ طاقتهُ، بالتأكيد هو الآن قلق ويحمل همًا بداخلهِ من ناحيتها، وناحية ما حدث، لذا هي يجب عليها أن تحررهُ من عبء كبير سببته لهُ....... 


الآن مر علي جلوسها بتلك الوضعية ثلاث ساعات، تُفكر، أسبوع مضي، أسبوع حاولت فيهِ أن تطمئن وتُحسن حالتها بنفسها، لكن بالنهاية فشلت، التفكير فالقادم بات يخنقها، سؤال يلوح برأسها وأمام عينيها، وبكل مكان تتحرك فيهِ، ماذا بعد؟؟ 


طالما كانت مخيلتها تنشئ دومًا ما هو أكثر رعبًا من الواقع، وما سيحدث يخيفها أكثر مما حدث فعلًا، لكنها تعود وتقول، أنها هي المسؤلية الوحيدة عن حل مشاكلها بمفردها، لا داعي أن تكون عبء علي أحدٍ.... أو تكلفه فوق طاقتهُ. 


لذا قررت أنهُ حينما يستيقظ ستتحدثُ إليه بشأن أنها تود العودة للمنزل يكفي هكذا، الندبات الظاهرة بمقدمة وجهها أختفت، وقد أخبرها هو سابقًا أنهم سيغادرو بعد أن تختفي الندبات تلك كي لا يشك أحدً بشيءٍ، وها هي أختفت، أذًا ماذا ينتظرون؟؟. 


والداتها ليلة أمس أتصلت بها علي هاتف" مُراد"بقيت تتحدث إليها لنصف ساعة قبل أن تدخل لغرفتها بهدف النوم، حدثتها والداتها عن كم أشتاقت لها، وتود عودتها بأسرع وقتٍ قائلة: 


_"خلاص بقا كفاية كده يا ريري، بلاش تتقلي علي مُراد وتخليه مشغول بيكِ يخرجك ويفسحك هو يا حبيبتي بردوه عنده شغل ومش فاضي". 


والداتها معها حق، لا يجب أنّ تكون ثقيلة أكثر من ذالك، شعرت بهِ يجلسُ بجانبها علي الرمال المُبللة غير عابئًا بثيابهِ أنها ستتسخُ، نظرت له في صمت، بينما هو كان ينظر إلي البحر، لم ينظر لها، كان يعلم أن عقلها قد أتعبها بالتفكير وهي الآن منشغلة تفكر، أراد أن يترك لها مساحة لتأخذ رأحتها في التفكير فيما تريد..... 


أشاحت بعينيها، تنظر إلي الأمام هي أيضًا، دام الصمتُ لثواني، الثواني تحولت لدقائق، الدقائق تحولت إلي ربع ساعة من الصمت، فقط كُلٌ منهم ينظر أمامه بشرود، حتى قطعَ هو هذا الصمت يسألها: 


_"قاعدة لوحدك ليه كده؟ ". 


عبثت بالرمال أمامها تُجيبهُ بهدوءٍ: 


_" زهقت من قعدة البيت ". 


_" تحبي تخرجي في أي حتة؟ ". 


هزت رأسها نافية: 


_" لا"


عاد الصمت لدقائق أخري حتى قطعه هو للمرة الثانية بقولهِ: 


_"فطرتِ؟ ". 


ردت بكلمة مُختصرة فقط: 


_" لا "


_"طيب تحبي أطلب فطار؟ ". 


للمرة الثانية نفس الكلمه: 


_" لا". 


_"مالك أنتُ كويسة يا رضوي؟ ". 


رفعت رأسها نظرت لهُ بهدوء ثم عاودت اللعب بالرمال وكأنها تهرب من عينيهِ: 


_" كويسة آه..... أحنا هنمشي أمتا؟ ". 


_" زهقتي صح؟ النهارده.... النهارده هنمشي، إلا لو أنتِ حابة تقعدي أكتر". 


كلمة وكأنها ألتصقت بفمها، وكأنها تعوض عن كل مرة رفضت قولها رغمًا عنها، عن كل مرة قالت "نعم" عوضًا عن "لا": 


_" لا". 


_"البحر حلو مش كده، والجو جميل ". 


_" آه ". 


فالوقت الذي مضي وهم صامتين، كانوا فقط صامتين من الخارج، لكن بداخل كل واحد ضجيج قوي، فـ هي كانت تحاول أن تستجمع شجعاتها وتتحدث، وتقول له أنه مشكورًا إلي هنا وكفي، لا تود أن تحمله مسؤليتها مرة أخري، تريد أن تعفيه من حملها الثقيل، والأخر يود أن يصرح لها بقرارهِ، لكن كان الحديث ثقيلاً عليهِ يشعر أن الكلمات هربت فجأة........ 


الأمر ثقيل فعليًا، صمت دام للمرة الثالثة، قطعته هي تلك المرة بنهوضها نهائيًا تنوي الدخول إلي المنزل ولم تساله لماذا يرتدي ملابس خروج هل سيذهب إلي الشركة؟، فقط قالت كلمات بسيطة بهدوء قبل أن تختفي من أمامه ولم يتبقي منها سوي أثر خطواتها علي الرمال: 


_" بعد أذنك، عايزة أنام! ". 


أدركَ حينها أنها تود أن تختلي بنفسها، لذا لم يسمح لنفسهِ بالتطفل عليها طوال اليوم فتركها علي راحتها بغرفتها طوال اليوم، وقد أجلَ الحديث لحين يرحلون في طريقهم للعودة للمنزل.... 


❈-❈-❈


بعد ساعة كاملة قضتها في المواصلات، ولحسن الحظ أن اليوم لم يكن يومًا مُزدحم مُروريًا بحيث أن اليوم، يوم السبت، وهو عطلة رسمية، أخيرًا وصلت إلي شقة" إسراء"والتي كانت بالدور الثالث، الشقة التي طالما شهدت علي جنانهم وأختراعتهم أثناء فترة الاعداديه، واحدايثهم ومُشاجرتهم، وأيضًا مُزاكرتهم وتعبهم أثناء الثانوية العامة......كانت الساعه تُشير إلي الثانية عشر صباحًا الآن 


وقفت أمام الشقة للحظات مُترددة من التقدم والطرق علي الباب،أرتفع رنين هاتفها، فأخرجته، وجدت أن المتصل "إسراء" فـ ردت عليها بسرعه، أتاها صوت الأخري تسألها: 


_"أنتِ فين يا رانيا هو ده إللي ساعتين وجاية، أنتِ بقالك تلات ساعات؟ ". 


أبتسمت بحنو قائلة: 


_"أنا علي الباب والله؟ ". 


عقدت حاجبيها، قائلة بغباء: 


_"علي الباب فين؟ ". 


_"لسة غبية زي ما أنتِ متغيرتيش، علي باب شقتكم يا إسراء.. ". 


_"بتهزري؟ ". 


_"يا ستِ قومي أفتحي وأنتِ تشوفي....". 


وبأقل من دقيقة كان قد فُتحَ الباب أمامها، وظهر من خلفهِ "إسراء" التي مازالت تضع الهاتف علي أذنيها ولم تنهي المكالمة بعد، الأثنين وقفوا مُتصنمين بمكانهم يُطالعون بعضهم البعض بإشتياق جارف، تأملتها "رانيا" ببُطء، تطالع كل شئ بها، أنها تغيرت كثيرًا، كثيرًا، فقد أصبحت ذات جسد مُمتلئ ومُتناسق مع طولها، علي عكس "إسراء" السابقة في فترة الثانوية كانت نحيلة جدًا، وبشرتها أصبحت بيضاء علي عكس أيضًا فترة الثانوية كانت سمراء، ولكن سمار خفيف، وشعرها، مهلاً لقد أصبح شعرها كيرلي متوسط الطول، كيف هذا، فقد كان طويلاً مسترسلاً هي تتذكرهُ، فكانت هي دائمًا من تُمشطهُ لها لأن والداتها ترفض، لأنه كان طويلاً وثقيل........ 


لم تختلف صدمتها عن "إسراء"، فـ" إسراء"هي الآخري مصدومة لا تصدق أن هذه التي أمامها هي صديقتها "رانيا"، لم تتغيرًا كثيرًا فالشكل، لكن أصبحت مُنطفئة وبشدة وهذا يظهر جليًا علي ملامحها الباهتة للغاية، وجها كان أصفرًا وشاحب، وأسفل عينيها هالات سوداء، وأصبحت نحيلة جدًا، فهي كانت علي عكسها تمامًا أيام الثانوية، فقد كانت" رانيا"ذات جسد مُمتلئ، أو ما يُسمي بالكيرڤي، وهي كانت نحيفة....... 


قطعوا وصلة الدهشة والتأمل هذهِ، وأنتفضتا يرتمون بأحضان بعضهم بإشتياق كبير، وكلاً منها أدمعت عينيها من شدة أشتياقهم لبعضهم البعض: 


_"أتغيرتِ أوي يا بت يا إسراء.... ". 


أخرجتها من أحضانها قائلة من بين دموعها التي هبطت رُغمًا عنها تنهال علي خديها : 


_"وأنتِ كمان أتغيرتي بس مش أوي ". 


ظلت تتأمل وجهها، هناك شيئًا مُتغير، لا لا ليس شيئًا بملامحها، ملامحها مازلت كما هي رغم التغير الذي طرأ علي كامل شكلها، تُقسم أن هناك شئ متغير، فهتفت تسأله ومازالت تُدقق النظر إلي وجهها تتفحصهُ: 


_"حاسة أن في حاجة غريبة في وشك.... صح صح كان فيه وحمّة في خدك من تحت راحت فين؟ ". 


تحسست موضع الوحمة التي لم تكن موجودة من الأساس: 


_"ما أنا عملت عملية وشيلتها ما أنتِ عارفه كانت مضيقاني.... ". 


من ثم شهقت فجأة بصدمة قائلة: 


_"ينهار أزرق أنا سيباكِ كده علي الباب أدخلي أدخلي... ". 


_"بردو نهار أزرق، وبعدين خضتيني يا إسراء أنا قولت حصل حاجة..". 


مرة أخري عاودت  "إسراء" أحتضانها لا تصدق أنها أمامها واقعيـًا، فجذبتها وتقدمت إلي داخل الشقة وقفت في مُنتصف الصالون تصرخ بملئ صوتها: 


_"يا ماما، ماما تعالي شوف مين عندنا، يا أميرة، بت يا أميرة.... ". 


خرجت السيدة "إنعام" من الداخل، قائلة بغيظ:


_"أي بتصوتي لي، سرينة عايشة معانا يا ناس... ". 


حمحمت تضحك بإحراج، من ثم قالت مُشيرة إلي "رانيا" التي بقيت بمكانها تُطالع والدة"إسراء "بحُب، فكم أشتاقت الي تلك السيدة الحنونة التي طالما كانت لها أم ثانية تغدقها بحنانها وتعاملها مثلما تعامل أبنتيها" إسراء "و" أميرة ": 


_" مش فاكره مين دي يا ماما؟". 


دققت نظرها فيها لعدة ثواني، تشعر أنها تعرفها من قبل ليست بغريبة عليها تلك الملامح، ضيقت عينيها تحاول التذكر، من ثم أنفرجت شفتيها بإبتسامة كبيرة، قائلة بعدم تصديق: 


_" مش معقول، رانيا حمدي.!! ". 


تقدمت إليها" رانيا"تُبادر بأحتضانها، فضمتها "إنعام" إلي أحضانها بقوة، كم أشتاقت الي هذا الحُضن الذي طالما أحتواها كثيرًا، أنها حقًا أشتاقت لكل شئ بهذا المنزل، أشتاقت لأيامهم الماضية،أيام طفولتهم وشبابهم ....... 


هتفت"إنعام بعدم تصديقٍ، تقول:


_"يلهوي ده أنا معرفتكيش يا بت؟ أنتِ أختفيتي فين كل ده؟ وأي الغيبة الطويلة دي.". 


أبتسمت لها بودٍ، تُجيبها بهدوءٍ: 


_"وحشتوني أوي يا طنط إنعام وحشتوني جدًا، لسة كل حاجة فالبيت زي ما هي وكأني لسه سيباه أمبارح، أنا خلاص رجعت ومش هغيب عنكم تاني أنا مصدقت إني رجعت... ". 


سألتها بعدم فهم وبعقدة حاجب: 


_"أنتِ كنتِ مسافرة ولا أي يا بت؟ ". 


ضحكت بمرارة قائلة بضحكةٍمستهزءةً: 


_" مسافرة؟ ده أنا كنت مسجونة ومصدقت خرجت من السجن ده!؟ ". 


قالت "إسراء" بقلق ما أن سمعت كلماتها: 


_"سجن؟ سجن أي؟ أنتِ بتتكلمي بألغاز لي؟ ". 


تنهدت تنهيدة طويله، ثم قالت بهدوء :


_" هحكي لكم، وأنتو هتعرفوا أنا أقصد إنهي سجن، ما أنا كده كده جاية علشان أحكيلكم". 


جذبتها "أنعام" لكي تجلس بالداخل، جلسوا ثلاثتهم، أخذت هي نفسًا عميقًا ثم أخرجته من رئتيها، وبدأت تسرد لهم كل شئ منذ بداية، وكانت تسرد بالتفاصيل كأنها تود أخراج كل الزكريات هذه من رأسها دون عودة مرة أخري، تود أن تُمحها من ذاكرتها ليرتاح قلبها وعقلها وتستريح حتى لو لوقتٍ مؤقت



يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة