رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 3 - 3 - الأثنين 23/9/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث
3
تم النشر يوم الأثنين
23/9/2024
هتف أمينة معترضة بصوتٍ مثقل بالقهر
= ما فيش داعي انا عايزه اتمشى شويه ما تشغلش نفسك بيا، ياما دقت على الراس طبول هي كانت اول مره .
❈-❈-❈
في الطريق كانت تسير أمينة بمفردها بعد أن خرجت من مبنى القسم لترفع عينيها للسماء التي بدأت تمطر بغزارة، لكنها لم تأبه وبقيت واقفة مكانها تسمح للأمطار بالهطول عليها..
لربما هكذا عليها أن تستقبل الحزن في حياتها وتجعل الأمطار تغسلها من الداخل لعلها تداوي من أوجاع قلبها.. وفي ذلك الأثناء تعالي صوت هاتفها لتجد رقم أختها فمنذ ما حدث وهي تخاصمها لكنها أجابت وجاء صوتها ترد بامتعاض
= عامله ايه عارفه اني كنت واخده عهد على نفسي ما اكلمكيش بس مش قادره اتجاهلك خايفه تكوني فعلا بمره بتكلميني ومحتاجه مساعده.. بس المره دي مش هسامحك يا اميره برده
هزت كتفيها بثقة قبل أن تقول ببلادة اكتسبتها
=كذابه انتٍ ما بتزعليش مني عشان تسامحيني، ومع ذلك يا ستي حقك عليا انا عارفه انك قد ايه بتحبني وخايفه عليا و بتعملي كل ده لمصلحتي مش مستنيه اسمع مبررات..
اهتزت حدقتا أمينة قليلا وهمست باستهجان
= ولا انا كمان مستنيه اسمع منك مبررات يا أميره! حرام عليكي نفسك طب فكري فيا انتٍ عارفه وضعي ازاي كل مره بشوفك بالمنظر ده وانا مش قادره اعمل لك حاجه انا معاكي عرفت يعني ايه عجز بجد، حتى القضيه اللي خسرتها النهارده ما زعلتش عليها قد ما كنت بزعل عليكي .
ازدردت ريقها بزعل عليها ثم قالت بصوتٍ متحشرج
=انتٍ خسرتي القضيه ما تزعليش يا حبيبتي عارفه دلوقتي حاسه بايه؟ اكيد زعلانه عشان ما عرفتيش ترجعي حقك ولا حقي بس انتٍ مش مطالبه تشيلي همي! وبعدين سيبك من الكلام ده مش عارفه ليه اتصلت بيكي دلوقتي ونفسي اقول لك ان انا بحبك أوي .
أسندت ذراعيها أعلي السور لتقول بلهجة يلفها الإصرار
= كنت هرجعلك المره دي حقك بجد عارفه التقرير اللي كان معانا كان ممكن يسجنه كام سنه ده موت ابنك يا اميره انتٍ مستنيه اكتر من كده إيه يا حبيبتي عشان تعرفي انه ما ينفعش خلاص تكملي في حاجه بتخسرك مش بتكسبك
أجابت أميرة بنفس نبرتها السابقة
= عارفه قبل ما اكلمك كنت عماله افكر في حياتنا زمان كانت قد ايه هاديه وجميله و احلامنا بسيطه على رايك.. تفتكري فعلا ما كانش لازم نكبر ونتمنى الامنيه دي؟
تنهدت أمينة ثم قالت بألم
= هو احنا مش المفروض بنتجوز عشان نحسي بالامان ونرتاح امال ليه الاهالي بتقعد تقول امتى اجوز عيالي وارتاح يعني هما بيرتاحوا واحنا اللي نفضل كده في العذاب، يبقى بلاها جواز احسن يا اميره .
ابتسمت اميره متهكمة بمرار ثم قالت ساخرة
= بس احنا مش بايدينا يعني نوقف النمو بتاعنا مثلا او نقف عند سن معين! دي سنه الحياه ولازم نكبر ولازم نعدي بكل المراحل دي، الجواز و الخلفه و الفرح و... الوجع !.
فغرت شفتيها باستنكار قبل أن تقول محتجة
= هو انتٍ مش معايا ليه انا بكلمك في إيه وانتٍ بتكلميني في ايه؟ يا اميره انا عاوزه اشوفلك حل انا مش بعرف اعيش مرتاحة وانا حاسه بيكي كده.
ابتسمت فجاه بابتسامه عريضه كالمجانين وهي تتساءل بفضول
= تيته قالتلي لما عرفتي اني رجعت رجعتي تقعدي قدام شباك البلكونه وتبصي على بلكونتي مفكره يعني هتحسي بيا لما يقوم يضربني وتنزلي تلحقيني؟ عملتي كده بجد فضلتي طول النهار قاعده على امل تسمعي صوتي .
شاب شيء من الغضب نبرة الأخري وهي تقول بانزعاج وحزم
= انا بعمل كده من زمان من اول يوم ضربك فيه؟ وما عرفتش اخذلك حقك لحد ما تيته فهمت وخافت فعلا اعملها وقفلت الشقه بالمفتاح بس بعد كده اكتشفت ان انتٍ بتضربي وانا مش بسمعك هو مش المفروض احس بيكي حتى وانتٍ بعيد عني؟ مش هم كانوا زمان بيقولوا لينا كده التوأم بيحسوا بكل حاجه بتحصل لهم.
اتسعت عينا أميرة متسائلة بضحكة خافتة
= مجنونه بجد، بس تعرفي عارفه انك تعمليها وقدها يا امينه انتٍ اللي كنتي سندي في الحياه مش تيته ولا جوزي.. انا لحد دلوقتي بقعد اضحك لما افتكر انك وقعتي عليه الشاي عشان ترجعلي حقي!
تجمد الدم في عروق أمينة وهي ترد بغل
=يا ريتني كنت موته لو أقدر.. يا أميرة انا بحبك أوي انتٍ اختي الوحيده واللي ما ليش غيرها
ابتسمت بحنان وهي تردد بصوت جاد
= انا كمان بحبك أوي، امينه ما تزعليش مني مهما عملت.. او حصل او اكتشفتي حاجه عملتها بعد فتره ممكن تزعلك مني.
ضيقت عينيها بحيرة ولم تكن تفهم شيء و قد لفت انتباهه جزئية فقالت متسائلة باستغراب
= حاجه زي ايه مش فاهمه؟ هو انتٍ ممكن تعملي حاجه تزعليني وانتٍ عارفه
لهثت أميرة في محاولة صعبة للسيطرة على نفسها لتقول بصعوبة وغشاوة من الدموع تغطيها
= مش بالظبط او ممكن تحصل غصب عني، يعني اي حاجه يا حبيبتي زي مثلا ان انا ما بسمعش كلامك وبرجع نفس المكان من تاني اللي بياذيني، حاجات كتير عمرك ما هتحسي بيها الا لما تكوني مكاني فكره انك تشيلي حملك لناس بتحبيهم صعبه اوي.. ما هو انتٍ كمان زي ما عاوزاني مرتاحه انا كمان عايزاكي مرتاحه.
إلا أن الأخري زمّت شفتيها وقالت بصوتها المحتقن
= انا راحتي لما اشوفك مرتاحه، وتدافعي عن نفسك وحقوقك.. وبعدين بلاش هبل الحمل اللي انتٍ تشيليه انا كمان هشيله معاكي وده واجب عليا ما لكيش دعوه بقى بكلام الناس والهبل ده احنا حملنا واحد وهنفضل كده طول حياتنا.
نكست أميرة رأسها بكسرة ثم همست بشفتين مرتجفتين بيأس وإحباط خطير
= اتمنى ده، هتوحشيني.. قصدي انتٍ بتوحشيني طول الوقت.. بحبك طول الوقت.. حتى لو زعلتك خليكي فاكره ده كويس انتٍ كنتي احسن اخت ليا وما قصرتيش في حاجه، حتى تيته ما تزعلش منها كل واحد بقى وليه أفكاره وهي مقتنعه انها صح واتربت على كده
اعترضت الأخري باختناق هاتفه
= بس مقتنعه بحاجه غلط الزمن اتغير اه و زمانهم غير زماننا بس ما ينفعش استمر بالغلط فكل زمان .
برقت عينا أميرة بحاجزٍ رقيق من الدموع ثم تمتمت بغموض مريب
=صح انتٍ طول عمرك صح، بحبك خليكي فاكره كده كويس .. مع السلامه.
❈-❈-❈
علي الجانب الآخر ظهرت أميرة بشكل مريب كدمات جديدة بوجهها ومغطاة بالدماء، أغلقت باب الغرفة خلفها تنسحب من أمامه دون أن تنطق بحرف آخر مع أحد، وتطلعت حولها بعيون بعذاب وأطياف الذكريات المسمومة لها مع جمال زوجها تجلد روحها.. وشيطانها وقله ثقتها وحيلتها تحسها على فعل ما تريد و تخطط، فهذا هو الحل الأخير التي كانت دوماً تتركه بالاخير إذا يأست وعادت مجدداً له، رغم عنها او بشكل اوضح أجبرتها جدتها زاهية على العوده بصوره غير مباشره .
خرجت أميرة من دوامة الماضي على صوت ابنتها الصغيرة المتسائلة
= ماما هو انتٍ بتحبي خالتو امينه اكتر مني انا سامعاكي عماله تقوليلها كده انتٍ بتحبيها هي وبس.
عقدت حاجبيها تخفي بصعوبة بريق الوجع المشع من عينيها، ثم نظرت إلي ابنتها بملامح جادة ونظراتٍ صارمة قائلة بحسم
=لا يا حبيبتي بحبكوا انتوا الاتنين قد بعض، خلاص اللي اتفقنا عليه هتعمليه تخلي بالك من نفسك حتى لو انا مش موجوده جنبك وتسمعي كلام تيته وخالتو امينه اكثر حد
هزت زينة كتفيها تخضع لرغبتها ثم استقامت واقفة تقول قبل أن تغادر
=ماشي بس مش فاهمه انتٍ مسافره و وهتسيبيني عندهم... طب خديني معاكي
اعتدلت أميرة تطبطب فوق كتفها بحسرة هادرة بعذاب نفسي فظيع
= المكان اللي انا رايحه كلنا هنروحوا اكيد بس كل واحد بمعاد محدد، وانا رغم اني معادي لسه ما قربش بس هسبق وعارفه ان انا هدفع ده كتير بعد كده.. بس والله ما قادره حاسه ان طاقتي خلصت ومش قادره اكمل تاني.
هزت الطفله رأسها نافية ثم قالت بخفوت
=انا مش فاهمه حاجه.
ابتعدت فجاء عنها بجمود لاهثا وصدرها يجرش متحشرجا وهي تقول بنبرة حادة
= اطلع يلا بره زي ما اتفقنا، وما تدخليش الاوضه دي الا لما حد يكون معاكي.. اول احسن ما تدخلهاش خالص وانا اللي هاجيلك
قاطعت رحيلها أمها وهي تنظر لها لهفة بتوسل
وقالت بسرعه
= زينه استني
بلهفة عادت الصغيرة تنظر لأمها متسائلة ماذا تريد منها أيضا، لكنها جذبت إياها إلي أحضانها بقوة شديدة تعانقها وتستنشق رائحتها بشغف واشتياق، وبدأت تقبلها عدة مرات بحب و دموعها تتساقط بغزارة وألم وهي تردد ببكاء
=هتوحشيني أوي انا بحبك.. و اوعي تنسيني يا قلب أمك، سامحيني يا حبيبتي بكره تعرفي انه كان غصب عني .
❈-❈-❈
في حي امبابه كانت الاوضاع على غير العاده ابدأ، هبطت أمينة من التاكسي فارتعشت شفتيها ببؤس وخوف عندما وجدت تمر من جانبها سياره إسعاف ولم ترى من بالداخل فكان هناك شخص مغطى بالكامل، ولاحظت بان الاجواء حولها غير عاديه بالمره لتفهم بأن قد توفى شخص ما وذلك سبب الفوضى.
تقدمت للإمام حيث كان معظم أفراد الناس مجتمعين أمام منزل ما بعيداً، لكن جفلوا على أمينة التي دلفت للمكان فجأة وقبل أن تصعد منزلها تفاجأت بسيده تقترب منها وهي تتنفس بوتيرة عنيفة كأنها كانت تنتظرها وبمجرد أن صوبت نظرها عليها حتى انفجرت في البكاء وهي ترتمي في أحضانها قائلة بحزن
= شدي حيلك يا بنتي! قدر ومكتوب
تسارعت خفقات قلبها واحتدت عيناها فقالت برعب وخوف
=تيته.. تيته مالها حصل لها ايه
لم تنتظر رد الآخري بل صعدت لتجد المزيد من النساء والرجال هنا أيضاً لكن اتسعت عينا أمينة بارتياح عندما وجدتها بخير أمامها، ثم ركضت نحوها متسائلة بتوجس
= تيته انتٍ كويسه الحمد لله يا حبيبتي كنت هموت من الخوف عليكي فكرتك انتٍ اللي في عربيه الاسعاف اللي تحت.
لفت الصدمة وجهها وهي تري جدتها تجلس بجانب وحولها النساء باكية بهذه الهيئة المريعة.. اقتربت أكثر منها وخرج صوتها مرتعشا وهي تهتف بهم باستهجان والخوف في داخلها يتفاقم أكثر صارخة
= هو في ايه؟ والست اللي تحت دي كانت بتقولي ليه شدي حيلك لما انتٍ كويسه.. حد يفهمني بدل العياط بتاعكوا ده ايه اللي حصل
في تلك اللحظه انهالت صرخات جدتها وبكائها هادرة بحسرة
= آآه مش قادره ليه تعملي في نفسك كده.
يا حبيبتي.. صغيره على الموت دي لسه في عز شبابها .
وقبل ان تفكر في شقيقتها جاء صوت شخص ما يؤكد لها حسها مرددًا
=شد حيلك في اختك أميره يا أمينه تعيشي انتٍ لقوها قطعت شرايينها والاسعاف خدتها، ودكتور الصيدليه اللي في المنطقه لما كشف عليها قال إنها خلاص روحها طلعت للي خلقها.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية