-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 4 - 3 - الخميس 26/9/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة الثائرة على المجتمع 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع

3

تم النشر يوم الخميس

26/9/2024

حاولت ان تتحفز بكبريائها فرؤيتها الى ذلك الشخص بالاخص من الماضي ويراها هكذا رغم انها بتلك الحاله باختيارها، لكن رغم عنها تشعرها بشعور مؤسف! أجابت عليه بنبره غامضه غير مفهومه جيد له


= حاجه زي كده.. أصلا التغيير كله جي مره واحده، او انا انتهزت الفرصه وقلت طب ما اغير كمان نمرتي والتليفون وحياتي وابعد اصل انا لو بعدت وانا لسه بتواصل مع الناس القدام يبقى ما غيرتش حاجه .


دون أن تشعر أمينة كانت تشد من إحكام كفيها المشتبكتين وهي تضيف بصدق 


= التليفون وقع مني غصب عني واتكسر و الخط اتحرق وانا كمان ممكن ارجعه وسالت على كده، بس لما فكرت فيها قلت احسن اغيره هو كمان.


بدأ مصطفى ينظر لوجهها بتمعن أكبر تراقب ملامح وجهها وعينيها الشاردتين الحزينتين.. شق ثغره شبح ابتسامة متهكمة قاطع الصمت أخيرًا وهو يقول بخيبة لم يستطيع اخفائها 


= اتغيرتي أوي يا أمينة انا حاسس اصلا اني بكلم واحده تانيه؟ غير امينه اللي كنت اعرفها زمان.. لما شفتك من بعيد وعرفتك من صوتك قلت اكيد التغيير ده جاي من بره بس طلع من جوه كمان 


سألته أمينة بانزعاج وعناد


= يا ترى التغيير ده للاحسن ولا للاوحش انا عن نفسي شايفه للاحسن


رفع حاجبيه وهو يصر على القول بنبرة صلبة مغلفة بالجفاء


=مش عارفه هتضايقي ولا لاء بس لا بالعكس التغيير للاوحش! حجابك اللي قلعتي حتى لو ما كنتيش محجبه بالمعنى الحرفي زمان؟ لبسك اللي اتغير تماماً وبقى عباره عن لبس ضيق وقصير ومجسم على جسمك بطريقه مستفزه... والسجاير اللي بقيتي تشربيها قدام الناس كده عادي 


ارتفع حاجبا أمينة وهي تسأله باستهجان


= هي السيجاره دي مضايقكم في ايه؟, ايه هتقولي زي استاذه منال اروح اشربها في الخفي عشان يتقال عليا بنت كويسه؟ ما كل واحد يخليه في حياته انا اللي بتحاسب مش انتم ولا هتيجي تتحاسب مكاني؟ وبعدين بلاش جو الملايكه ده لو دورت على تاريخكم هلاقي بلاوي عملها ومداري.. بس في ناس كده بتحب تعمل حكيمه وتوعظه قدام الغير 


زفر بوجومٍ وأشاح بعينيه جانبا وهو يبرر


= انا مش عاوز اعمل حكيم ولا بوعظ؟ وعلى فكره الغلط في الدري او على المكشوف بيتسمى غلط.. وبعدين انتٍ اللي سالتيني اتغيرتي للاحسن ولا للاوحش ودي وجهه نظري وانتٍ حره 


حركت رأسها قليلاً بتشنج وشفتاها تشتدان كالوتر وهي تحاول الاعتراض مرددة 


=بالظبط كده انا حره! بس تصدق انت كمان اتغيرت مش كنت بتقعد تبصلي زمان واول ما احط عيني في عينك تنزلها وتتكسف زي البنات ايه اللي حصل دلوقتي خدت كورس شجاعه انك تعرف تتكلم مع البنات عادي من غير كسوف؟ هو كان ايه السبب حبيت واحده وغدرت بيك وراحت لغيرك لما لقيتك كده شخص خام و ملكش فيها.


ازدرد مصطفي ريقه وهو يعاند إحساسه القاتم وأن يتقبلها هكذا.. بل وأجبر مشاعره على الاستبشار خيرًا وتحقق كل ما يتمنى أيضا ثم قال بواجهة ثابتة


= ولا كده ولا كده! انا ده العادي بتكلم مع الناس كده بنفس الطريقه دي دلوقتي و ما اتغيرتش! الا مع واحده معينه؟ كنت لما بقف قدامها لساني بيتجمد واتوتر وعيني لما تيجي في عينها مش بقدر ابصلها كتير وحاسس ان هتفضح من كتر الاحساس اللي بحسه ناحيتها، كنت بحبها من بعيد بس متردد اروح اصارحها أصلها كانت شخصيه قويه بس كنت حابب حتى قوتها وعنادها وكنت واثق بنسبه كبيره انها هترفضني! لان اللي زيها مش بيقبل بسهوله انه يرتبط إلا على الاقل من حد عارفه كويس.. عشان كده استسلمت احبها من بعيد.


ارتشفت القليل من مشروبها الدافئ بغير شهية ثم قالت ببرود


=واللي حصل بقى بطلت تحبها عشان كده اتغيرت؟ ولا تكونش رحت شفت غيرها.. اكيد مش هتقعد كل المده دي من غير واحده غير اكيد بعد ما شفتها بالمنظر ده غيرت كلامك.. وهتندم على الوقت اللي انت ضيعته تستناها و انك ما شفتش غيرها 


مد يديه يسحب كفها الناعمة ثم أحاطها وهو ويضغط عليها برفق ليقول بدفيء 


= طب ما انتٍ شاطر اهو و ذكيه وعارفه ان انا اقصدك وأكيد كنتي واخده بالك من زمان؟ امينه انا ما تغيرتش ولا رحت شفت غيرها.. الدليل اللي انا هنا دلوقتي .


خرجت من شرودها مصدومه لتسحب يدها بقوة منه وهي تهز رأسها مرددة بعبوس 


= انا ورايا شغل كتير وقت الاستراحه خلص، تعالى معايا اعرفك مكتبك فين استاذه منال دبستك فيا مش عارفه ليه لما صدقت ان احنا كنا نعرف بعض وقالتلي علمي الشغل ماشي هنا ازاي.


تنهد قبل أن يقول بجدية غير مألوفة به هو معها


= صحيح نسيت البقيه في حياتك اسف انها جت متاخر بس ما عرفتش اعزيكي عشان انتٍ إللي اختفيتي.. اقصد باختك أميره ما انتٍ لما اختفيتي احنا حاولنا نجيب عنوانك ونروح البيت وعرفنا من جدتك ان اختك التوأم ماتت في نفس اليوم اللي اختفيتي فيه وسافرتي. 


كانت أمينة تغلي غليانًا في تلك اللحظه من كلماته بينما أضاف مصطفى بمنطقية واحتدام وهو يتعمد فعل ذلك


= اكيد في سنتين ما نسيتهاش؟ حتى لو حاولتي تغيري من نفسك ولا تيجي هنا.. صحابك حتى قعدوا يحكوا لينا قد ايه كنتوا قريبين من بعض وبتخافوا على بعض! وما فيش واحده فيكم بتقدر تزعل من الثانيه.. تفتكري هي فرحانه وهي شايفاكي كده بتحاولي تهربي وتنتقمي من ولا حاجه علي حساب نفسك .


مال ثغرها في ابتسامة مريرة تناقض ألمها الذي غرس في كل خلية نابضة لما قاله الآن لتقول باستهزاء 


= حلوه اوي اللعبه اللي بتلعبها معايا دي؟ بس انتٍ مش قدي يا مصطفى وبلاش انا، عشان انت مش فاهم حاجه ولا عمرك هتفهم.


ظهر في ذلك الاثناء زميلها بالعمل واقترب منهما متعجباً قبل أن يتسائل بتردد


= امينه انتٍ فين عماله ادور عليكي.. المكان أياه يعني اللي انتٍ قلتلنا فوق هنسهر وخدت منك العنوان.. أنا حجزت هتيجي ولا غيرتي كلامك


ردت أمينة بحماس يخفي بين طياتها تلاعبا ماكرا 


= ما تقول ديسكو انت نسيت اسمه، ولا مكسوف تتكلم قدامه ده مش حد غريب ده موظف جديد وكان زميل ليا في الفرع القديم، وبعدين محدش لي حاجه عندنا نسهر نشرب كل واحد في حاله .


تناولت حقيبتها الجلدية واستقامت واقفة من مكانها تنوي المغادرة فاتسعت عينا مصطفي لحديثها مع ذلك الشاب الغير المتوقع وسارع يتشبث بذراعها مغمغما بحده 


= هو انتٍ التغيير بتاعك ده وصل لحد فين مين ده و ايه موضوع الديسكو اللي بتسهري فيه ده؟ 


قاطعته بصلف متعجل لتختصر وهي تنفض ذراعها عن يده


= اوعى ايدك عشان ما يبقاش اول يوم ليك هنا وانت متعلم عليك! وبعدين اللي غيران مننا يعمل زينا ايه رايك تيجي تسهر وبالمره اعتبرها عزمه مني بمناسبه اول يوم ليك هنا


❈-❈-❈


في بار كانت أمينة تجلس وتحتسب المشروب مع اصدقائها، و مصطفي كان يراقبها بوجه قاتم بصمت! لكنها لم تعطي اهتمام كبير.


بينما أخفضت عينيها بتفكير من تمسك و اقترب مصطفي معها الغريب جدًّا جدًّا..فإذا كان يحبها بصمت لفترة طويلة ولا يقترب منها لأنه يراها فتاة قوية أمامه و عفوية و متمنعة و خجولة بنفس الوقت، وفي ذات الوقت أن بدي استعدادًا اهتمامًا لكن بشكل غير مباشر.. لكنها تغيرت الآن كثيراً ولم تعد صالحة له، فلماذا يصر على الاقتراب وإبداء الإعجاب بها.


افاقت على صوت صديقتها عزه مرددة بحماس 


=المكان هنا يجن يا امينه انتٍ بتعرفي الاماكن دي منين، هو ماله الجدع اللي جاي معاكي كده متنشن كده طالما المكان مش جي علي هواه جي ليه 


تنهدت أمينة بمكر ثم تحدثت ببرود بنبرة ذات مغزى


=اخص عليكي يا عزه قصدك أنه راجل خام؟ هو بس مش متعود على السهر بس اديله شويه وقت وبعد كده هينسجم.. اول مره بقى .


كبح مصطفى لجام غضبه الذي تولد في هذه اللحظة وهو يغمض عينيه ويسبلهما.. يحاول اكتساب أكبر قدر ممكن من الصبر.. بينما 

اقترب منه ذلك الشخص وهو يقول 


= مالك يا نجم صحيح مش انت اللي طلبت تيجي معانا خد اشرب وروق هتاخد على الجو المشروب ده جامده.. امينه برده اللي معرفانه عليه 


نظر مصطفي له برفض دون رد فكان وهو يرمق أمينة بشرود وبملامح خالية من أي تعبير مرّ على هذا الحال دقائق قبل أن يقول لها باحتقار 


= هو انتٍ ايه وظيفتك هنا بالظبط؟ شغاله في بنك ولا ديرال وبتعرفيهم على اماكن مشبوهه 

امينه وقفي شرب وتعالي نمشي و اعقلي شويه بقى، انتٍ ما كنتيش كده ولا رايق عليكي الجو ده


ازدادت في الشرب بعناد علي غير العاده ، ثم 

قالت له بإصرار من بين أسنانها 


=لا لايق بس انتٍ اللي بطل نفسنا وابعد عني، انا مش عارفه حاططني في دماغك ليه ما عندك البنات كتير حواليك.. وبطل بقى شغل التحكمات ده انت مفكر نفسك ولي امري.. لا فوق انا عماله بس اخدك على قد عقلك عشان أعرفك ان ما ينفعش اللي في دماغك.


عقد حاجبيه يغمغم بخشونة


= هو ايه بقى اللي في دماغي؟ 


تصاعد التوتر بينهما وأصبح مختلطًا بمشاعر كثيرة مشوشة لكن مستعرة ليطفو الغضب على السطح فتقول له بعينيها الشرستين


= جو الحب الصامت اللي كنت بتعمله زمان عاوز تخلي دلوقتي على المكشوف، انت لسه من شويه قايل اني ذكيه فبلاش تعلب عليا الدور ده.. وبعدين انا اصلا شاكه فيك! بقى معقوله تقعد سنتين تدور عليا وجي لحد هنا مخصوص عشاني 


صمت قليلاً بينما كان حدق في وجه امرأة أحبها بكل جوارحه.. وهي ترفضه بكل شراسة رغم اعترافه بحمل مشاعر لها.. لذلك تحدث هادرا بصوتٍ متهدج


= استنيتك ثلاث سنين قبل كده من اول ما اشتغلتي معانا هيجرى ايه لما استناكي سنتين ثاني، وكل مره بعشم نفسي انك هتكوني ليا انا فضلت ازن على مستر أيمن عشان يقولي انتٍ في انهي محافظه ويرضى ينقلني و الموضوع خد مني وقت لانه كان رافض في الاول بس اديني حاولت في الاخر وجيت.. بس للاسف اتفاجئت بيكي وانتٍ..


تملكها شعور بالقهر والغيظ مما قاله فرفعت ذقنها بشموخ و استنكرت في عبوس حانق


= ما تكمل لقيتني واحده منحله ودايره على حل شعري وبسهر وبشرب وبلبس لبس من وجهه نظرك عيب وبعمل حاجه انيل من كل ده

بشرب سجائر في العلني مش في الخفي! بس احسن اتعلم بقى بعد كده ما تحبش عشان الحب مابيوجعش غير صاحبه.. وفي الاخر مش هتستفاد حاجه لما هو يبعد ويسيبك.. يعني انا حبيت اميره اختي وهي كمان بس في الآخر سابتني والحب هو اللي واجعني برده .


في تلك اللحظه اقترب ذلك الشخص وامسكها من ذراعها قائلاً بحماس


= امينه تعالي نرقص وسيبك بقى من الجو الكئيب ده وانت يا عمنا ما تسيبها في حالها بقى، لما صدقنا طلعت من الجو الكئيب والزعل على اختها بتفكرها ليه تاني .


اتسعت عيناه لما قاله وبدا وكأن شحنات كهربائية مخيفة تنتقل بينهما ليقول بثورة 


=وهي كده كويسه يعني؟ وانتوا اللي شديتوها للقرف ده؟ بقول لك ايه ابعد إيدك كده وروح انت ارقص وما لكش دعوه بيها احنا بنتكلم دلوقتي.


رحل بالفعل متعجباً بينما نفخت أمينة مستاءًه وبدأت تتحدث دون وعي اثر الخمر


= يوووه مشيته ليه انا كنت عاوزه ارقص ما تحل عني صحيح انت بتفكرني ليه باللي فات، امشي بقى يا مصطفى اصلا بتفكرني بكل حاجه انا مش عاوزه افتكرها من الماضي خالص ومرتاحه كده .


هز رأسه بغضب مكتوم وهو يهتف بها باستياء


=هو ايه اللي مرتاحه كده انتٍ شايفه نفسك؟ سهر وخروجات وغيرتي من ستايلك بطريقه اوحش مش احسن زي ما انتٍ بتقولي؟ عاوزه توصلي لايه من كل ده فهميني . 


أردفت الأخري دون تفكير بحقد ظاهر 


= انتقم! وانا انتقمت فعلا ولسه بنتقم اكتر عشان كده شوفلك واحده غيري انا ما ينفعكش ولا زمان ولا دلوقتي انا لسه قدامي وقت طويل وطريق اطول عشان اخلص انتقامي.. 


غمر وجهها بكفيه يمسحه حيث بدا أكثر إجهادها من أن تستمر في الخوض بهذا الجدال..فرفع وجهها نحوه ثم قال لها بهدوء قاتم


= بتنتقمي لمين بقى وليه؟ 


تعانقت شفتاها وتشابكت رموشها فرسمت أمام عينيه لوحة شجن عذبة وهي تتمتم بغل 


=بنتقم من المجتمع؟ من الناس اللي افكارها متخلفه يعني انت عارف زمان لما كنت بلبس الحجاب وابين شعري يقعدوا يقولوا ما تقلعيها احسن هو ده اسمه حجاب واول ما قلعتها انتقدوني اكتر وقالوا لي انتٍ قلعتي الحجاب انتٍ كده واحده مش كويسه.. بذمتك دي ناس عندها عقل؟! منين كنتم معترفين انه مش حجاب ومنين لما قلعته قلته عليه حجاب.. ولا شرب السجاير للست قدام حد انما الرجاله عادي.. ولا اللبس يعني زمان لما رفعت قضيه التحرش قوليلي وسط الكلام اكيد من لبسك وانا كان لبسي عادي عشان كده غيرته هو كمان.. يعني تقريبا كل حاجه كانوا بيتهموني اني عاملها وانا ما عملتهاش عملتها بالعند فيهم بذمتك في انتقام احسن من كده..


تجهمت ملامح مصطفي الناظرة لها إلا أن رد عليها بتسامح ونبرة عتب رقيق


= امينه انا فاهمك وانتٍ معاكي حق! بس مش معاكي حق في اللي بتعملي في نفسك بصي على نفسك كده انتٍ انتقامتي منك مش منهم زي ما انتٍ فاكره.. ما تحاوليش تهتمي بالناس ولا بارائهم.. اديكي قلتي بنفسك لما عملتي العكس برده انتقدوكي.. يبقى انتٍ كنتي بتعملي صح وما لكيش دعوه. 


تنهدت بعمقٍ تجلي حشرجةً بالية لا تدرك مصدرها ثم خفت انفعالها وهي تسأله بعتاب حزين 


= تعرف اول مره حد يقولي انتٍ صح؟ على فكره انت شكلك حلو بس برده ما تنفعش أنت ما تعرفش فرحتي دي بتكون قد ايه لما اشوف حد بينتقدني بعد ما اتغيرت وبنتقم منه ياااه شعور جميل وطز في ارائهم مش هماني.. و بعدين خليك صريح معايا انت شاب محترم وابن ناس واكيد مش هتتجوز واحده زيي و اخلاقها مش ولابد دورلك على واحده كده تكون قطه مغمضه زي ما بيقولوا وخلي اهلك يجوها لك من البلد هتنفعك


أغمض مصطفي عينيه يبتلع غصة مسننة ويرد


=تفتكري اللي قعد خمس سنين يستنى واحده هيبقى بسهوله عليه يتنازل عن حبه ويشوف واحده غيرها؟ امينة انا بحبك انا تعبت كتير لحد ما احاول اشجع نفسي اقولها بس مش قادر 


صدر منها صوت مستهزئ قبل أن ترد بمرارة


= ويا ريتك ما قلتها عشان برده مش هتفيد بحاجه دلوقتي، كل حاجه اتغيرت وحاجات كتير راحت مش هترجع.. انا بقيت دلوقتي الثائرة من المجتمع فاهم معناها؟ ولا لأ مش هتفهمني برده.. وبعدين صح ايه اللي اعمله ما انا زمان كنت صح استفدت ايه؟ غير ان كلهم غلطوني واختي انتحرت .


رمش بعينيه ينظر تجاهها ثم وضع يده على كتفها يقربها ليقول بجدية مؤكدا


= لسه عندنا وقت وبعدين انا مش هسيبك بعد ما لقيتك ويحصل اللي يحصل بقى! امينه ما ينفعش تكوني لغيري انا عشمت نفسي كتير بيكي وياما حلمت ان احنا هنكون مع بعض 


اهتزت حدقتاها مما تسمعه منه وخفق قلبها بألم إلا أن عيناها سرعان ما برقتا بقسوة، ونفضت كفه من على كتفها ورفضت النظر له وردت عليه بجفاء 


=ابعد كده انت ماسكني كده ليه، مصطفى انا ما عشمتكش ولا قلت لك حاجه اصلا كل دي أوهام في دماغك.. انا مش ليك ولا لحد 

روح زي ما جيت وانساني.


لكنه جذبها نحوه أكثر يعتصر ضلوعها في أحضانه هامسا وهو يضع شفتيه فوق بشرة وجهها 


=لو اقدر انساكي كنت عملتها من زمان، ولا اني طوعت قلبي وجيت وراكي هنا ولسه مستمر وانتٍ بالشكل ده.. تعالي معايا .


هتفت فيه باستنكار ونظراتها المتسائلة بتعجبٍ ترشقه 


=انت رايح فين سيبني انا اصحابي جوه! يا مصطفى بقى انا مش عاوزه اروح... وبعدين هنروح فين انا بيتي اصلا ماجراه مع عزه البنت اللي جوه والمفتاح معاها رجعني يلا.


جذبها للخارج رغم عنها بالاجبار ولم يشعر أحد بها من أصدقائها بسبب حاله السكر الذي بها، لذلك هي صارت معه وهي غير واعيه بالكامل، لكن سمعته يهتف بجمود 


= هوديكي بيتي ومش هسيبك تدخلي المكان ده تاني وانتٍ سكرانه كده، فوقي شويه بدل ما حد يستغلك بمنظرك ده وانتٍ مش في وعيك 


لم يعطها مجالا للرفض بل جذبها داخل سيارته بالخارج وصعد فأردفت بصوتٍ يلفه استهجان تناقضاته 


=وانت بقى مش راجل زيهم وهتستغلني؟؟ ما انت لسه مش شويه قايل هتوديني بيتك انا بقيت اشك فيك أصلا؟ أقلع وش البراءه بتاعك ده، أنت ده في النهايه راجل وانا اصلا بنتقم من الرجاله اكتر.


أبتسم بخبث دون أن ينظر لها وهو على وضعه وبدأ يسوق بالسيارة لبعيد، هامسا لها بصوتٍ أجش يتشوق 


= طب وماله على الاقل انا اولى من الغريب بحبك واستنيتك خمس سنين وطالما بقى عاوزه تنحرفي على الاخر.. ومش ناويه ترجعي وتتعدلي، فنمشيها بقى كده وكملي انتقامك معايا انا هكون مرحب بكده ومش هتضايق خالص... الحاجات دي بالذات هتكون على قلبي زي العسل ده انا استنيتك كثير فهفرح .


اتسعت عيناها بتوجس فجاه وهتفت به بعنف وانفعال منفلت


=وقف العربيه انت ايه التخاريف اللي بتقولها دي؟ انا بكلم نفسي بقول لك واقف العربيه بدل ما افتح الباب وارمي نفسي منها.. انا ايه اللي خلاني اطوعك واطلع معاك


نظر لها بطرف عينه قبل أن يضحك ببرود ولم يرد أيضاً، اشتدت شفتاها كالوتر تنفر رفضا لتقول بعصبية 


= يا سلام هي بقت كده يعني؟؟ انت بتضحك انت قافل الباب كمان انت ناوي تعمل فيا ايه؟ ما تتنيل ترد عليا؟ انا كان لازم افهم من الاول عينتكم كلها شبه بعض وما فيش حد عدل عملت كل ده عشان توصل للي انت عاوزه صح 


إلا أنه زمّ شفتيه وأشاح بوجه المحتقن بعيداً شعرت بالجنون والخوف وبدأت تمسك رأسها بألم وعدم تركيز لتردف بسرعه بتوسل ورجاء 


= وقف العربيه بقى انا مش عاوزه كده! مصطفى.. انا دايخه وشكلي زودت بالشرب عشان خاطري ما تعملش حاجه.. برده مش عاوز ترد ... والله لما افوق لهوريك.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة