رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - اقتباس الفصل 3 - الأحد 22/9/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس الفصل الثالث
تم النشر يوم الأحد
22/9/2024
في قسم الشرطة، أردف الضابط قائلاً بجدية
= للاسف يا انسه امينه القضيه هتتقفل لان ما فيش دليل واحد على كلامك، وانه فعلا اتحرش بيكي.. حتى الشهده الوحيده اللي قالت لمحيتك وهي خارجه من الحمام انه فعلا قرب منك رجعت في كلامها وخافت.
التفت ذلك الشخص الذي تحرش بها و قال ببرود بينما يرمقها بتشفي وارتواء
= ما قلتلك يا بيه انا والله ما قربت ليها ولا نيله هي اللي حبت تعمل شغل على قفايا و تاخد قرشين! ترندات بقى وشهره زي اللي بنسمعهم الايام دي حتى لو هيشوها سمعتهم
تعالي صوت الضابط بتحذير حازم
=بس يلا خد يلا حاجتك وامشي بدل ما احطك جوه في الزنزانه.. اسبق انت واخرج يلا اتحرك.
نظر بطرف عينيه لأمينة التي كانت تقف مكانها وقد لاحت على شفتيه ابتسامة تشفي
=تسلم يا باشا صحيح الحكومه في خدمه الشعب ودايما المظلوم منتصر في الدنيا دي! سلام عليكم .
رحل ذلك الحقير من أمامها وهي تشعر بالظلم و الغضب و ترى ابتسامة الانتصار على وجهه، افاقت على صوت الضابط مرددا بجدية أكبر
= انا كنت عاوزه اساعدك والله يا آنسه امينة وانا حاسس فعلا انك مظلومه، بس انا هنا بمشي بالادله مش بالاحاسيس، وطالما حتى الشهده الوحيده ابتدت تخاف وتتراجع يبقى احتسبي اللي عمل فيكي عند ربنا وهو مش هيضيع .
نهضت أمينة بالفعل لترحل ولحق بها مصطفي وهو يركض خلفها وتقدم خطوه أمامها لتقف واسرع يهتف بأسف واعتذر
= انسه امينه انا والله اسف علي إللي حصل جوه انا ما اعرفش ايه اللي خلاها تغير رايها بس تقريبا جوزها هو اللي ضغط عليها انا اصلا بالعافيه عقبال ما خليتها وافقت، لما قعدت ارجع الموقف بيني وبين نفسي افتكرت ان العميله دي كانت معايا وسالتني على الحمام وطلعت وفي الوقت ده كانت واقفه ووشها
جايب الوان و حاولت اجيب نمرتها واتصل بيها هي في الاول رفضت وانا حاولت اقصر عليها و اقولها اعتبري نفسك مكانها، و قالتلي جوزها ما بيحبش يدخل في حاجه زي كده ودائما في حاله .
جاءه صوت أمينة الساخط واضحا من ضجة
الجميع حولها بالقسم
= حصل خير خلاص انت عملت اللي عليك و زياده شكرا، وانا اصلا كنت متوقعه النتيجه بس لما قلتلي على الشهده حاولت اجدد الامل جوايا بس يلا اهو نصيبي.. الظاهر كده ما فيش حاجه بكملها للاخر وتنجح ولا عارفه ارجع حقي ولا حق غيري .
وضع مصطفي يديه في جيبي بنطاله يهمهم بتفكير ثم تنحنح قبل أن يقول مقترحا
= طب تحبي اوصلك معايا بعربيتي .
هتف أمينة معترضة بصوتٍ مثقل بالقهر
= ما فيش داعي انا عايزه اتمشى شويه ما تشغلش نفسك بيا، ياما دقت على الراس طبول هي كانت اول مره .
❈-❈-❈
في الطريق كانت تسير أمينة بمفردها بعد أن خرجت من مبنى القسم لترفع عينيها للسماء التي بدأت تمطر بغزارة، لكنها لم تأبه وبقيت واقفة مكانها تسمح للأمطار بالهطول عليها..
لربما هكذا عليها أن تستقبل الحزن في حياتها وتجعل الأمطار تغسلها من الداخل لعلها تداوي من أوجاع قلبها.. وفي ذلك الأثناء تعالي صوت هاتفها لتجد رقم أختها فمنذ ما حدث وهي تخاصمها لكنها أجابت وجاء صوتها ترد بامتعاض
= عامله ايه عارفه اني كنت واخده عهد على نفسي ما اكلمكيش بس مش قادره اتجاهلك خايفه تكوني فعلا بمره بتكلميني ومحتاجه مساعده.. بس المره دي مش هسامحك يا اميره برده
هزت كتفيها بثقة قبل أن تقول ببلادة اكتسبتها
=كذابه انتٍ ما بتزعليش مني عشان تسامحيني، ومع ذلك يا ستي حقك عليا انا عارفه انك قد ايه بتحبني وخايفه عليا و بتعملي كل ده لمصلحتي مش مستنيه اسمع مبررات..
اهتزت حدقتا أمينة قليلا وهمست باستهجان
= ولا انا كمان مستنيه اسمع منك مبررات يا أميره! حرام عليكي نفسك طب فكري فيا انتٍ عارفه وضعي ازاي كل مره بشوفك بالمنظر ده وانا مش قادره اعمل لك حاجه انا معاكي عرفت يعني ايه عجز بجد، حتى القضيه اللي خسرتها النهارده ما زعلتش عليها قد ما كنت بزعل عليكي .
ازدردت ريقها بزعل عليها ثم قالت بصوتٍ متحشرج
=انتٍ خسرتي القضيه ما تزعليش يا حبيبتي عارفه دلوقتي حاسه بايه؟ اكيد زعلانه عشان ما عرفتيش ترجعي حقك ولا حقي بس انتٍ مش مطالبه تشيلي همي! وبعدين سيبك من الكلام ده مش عارفه ليه اتصلت بيكي دلوقتي ونفسي اقول لك ان انا بحبك أوي .
أسندت ذراعيها أعلي السور لتقول بلهجة يلفها الإصرار
= كنت هرجعلك المره دي حقك بجد عارفه التقرير اللي كان معانا كان ممكن يسجنه كام سنه ده موت ابنك يا اميره انتٍ مستنيه اكتر من كده إيه يا حبيبتي عشان تعرفي انه ما ينفعش خلاص تكملي في حاجه بتخسرك مش بتكسبك
أجابت أميرة بنفس نبرتها السابقة
= عارفه قبل ما اكلمك كنت عماله افكر في حياتنا زمان كانت قد ايه هاديه وجميله و احلامنا بسيطه على رايك.. تفتكري فعلا ما كانش لازم نكبر ونتمنى الامنيه دي؟
تنهدت أمينة ثم قالت بألم
= هو احنا مش المفروض بنتجوز عشان نحسي بالامان ونرتاح امال ليه الاهالي بتقعد تقول امتى اجوز عيالي وارتاح يعني هما بيرتاحوا واحنا اللي نفضل كده في العذاب، يبقى بلاها جواز احسن يا اميره .
ابتسمت اميره متهكمة بمرار ثم قالت ساخرة
= بس احنا مش بايدينا يعني نوقف النمو بتاعنا مثلا او نقف عند سن معين! دي سنه الحياه ولازم نكبر ولازم نعدي بكل المراحل دي، الجواز و الخلفه و الفرح و... الوجع !.
فغرت شفتيها باستنكار قبل أن تقول محتجة
= هو انتٍ مش معايا ليه انا بكلمك في إيه وانتٍ بتكلميني في ايه؟ يا اميره انا عاوزه اشوفلك حل انا مش بعرف اعيش مرتاحة وانا حاسه بيكي كده.
ابتسمت فجاه بابتسامه عريضه كالمجانين وهي تتساءل بفضول
= تيته قالتلي لما عرفتي اني رجعت رجعتي تقعدي قدام شباك البلكونه وتبصي على بلكونتي مفكره يعني هتحسي بيا لما يقوم يضربني وتنزلي تلحقيني؟ عملتي كده بجد فضلتي طول النهار قاعده على امل تسمعي صوتي .
شاب شيء من الغضب نبرة الأخري وهي تقول بانزعاج وحزم
= انا بعمل كده من زمان من اول يوم ضربك فيه؟ وما عرفتش اخذلك حقك لحد ما تيته فهمت وخافت فعلا اعملها وقفلت الشقه بالمفتاح بس بعد كده اكتشفت ان انتٍ بتضربي وانا مش بسمعك هو مش المفروض احس بيكي حتى وانتٍ بعيد عني؟ مش هم كانوا زمان بيقولوا لينا كده التوأم بيحسوا بكل حاجه بتحصل لهم.
اتسعت عينا أميرة متسائلة بضحكة خافتة
= مجنونه بجد، بس تعرفي عارفه انك تعمليها وقدها يا امينه انتٍ اللي كنتي سندي في الحياه مش تيته ولا جوزي.. انا لحد دلوقتي بقعد اضحك لما افتكر انك وقعتي عليه الشاي عشان ترجعلي حقي!
تجمد الدم في عروق أمينة وهي ترد بغل
=يا ريتني كنت موته لو أقدر.. يا أميرة انا بحبك أوي انتٍ اختي الوحيده واللي ما ليش غيرها
ابتسمت بحنان وهي تردد بصوت جاد
= انا كمان بحبك أوي، امينه ما تزعليش مني مهما عملت.. او حصل او اكتشفتي حاجه عملتها بعد فتره ممكن تزعلك مني.
ضيقت عينيها بحيرة ولم تكن تفهم شيء و قد لفت انتباهه جزئية فقالت متسائلة باستغراب
= حاجه زي ايه مش فاهمه؟ هو انتٍ ممكن تعملي حاجه تزعليني وانتٍ عارفه
لهثت أميرة في محاولة صعبة للسيطرة على نفسها لتقول بصعوبة وغشاوة من الدموع تغطيها
= مش بالظبط او ممكن تحصل غصب عني، يعني اي حاجه يا حبيبتي زي مثلا ان انا ما بسمعش كلامك وبرجع نفس المكان من تاني اللي بياذيني، حاجات كتير عمرك ما هتحسي بيها الا لما تكوني مكاني فكره انك تشيلي حملك لناس بتحبيهم صعبه اوي.. ما هو انتٍ كمان زي ما عاوزاني مرتاحه انا كمان عايزاكي مرتاحه.
إلا أن الأخري زمّت شفتيها وقالت بصوتها المحتقن
= انا راحتي لما اشوفك مرتاحه، وتدافعي عن نفسك وحقوقك.. وبعدين بلاش هبل الحمل اللي انتٍ تشيليه انا كمان هشيله معاكي وده واجب عليا ما لكيش دعوه بقى بكلام الناس والهبل ده احنا حملنا واحد وهنفضل كده طول حياتنا.
نكست أميرة رأسها بكسرة ثم همست بشفتين مرتجفتين بيأس وإحباط خطير
= اتمنى ده، هتوحشيني.. قصدي انتٍ بتوحشيني طول الوقت.. بحبك طول الوقت.. حتى لو زعلتك خليكي فاكره ده كويس انتٍ كنتي احسن اخت ليا وما قصرتيش في حاجه، حتى تيته ما تزعلش منها كل واحد بقى وليه أفكاره وهي مقتنعه انها صح واتربت على كده
اعترضت الأخري باختناق هاتفه
= بس مقتنعه بحاجه غلط الزمن اتغير اه و زمانهم غير زماننا بس ما ينفعش استمر بالغلط فكل زمان .
برقت عينا أميرة بحاجزٍ رقيق من الدموع ثم تمتمت بغموض مريب
=صح انتٍ طول عمرك صح، بحبك خليكي فاكره كده كويس .. مع السلامه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية