-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب لخديجة السيد - الفصل 4 - 1 - الجمعة 13/9/2024


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب  

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الربع

1


تم النشر يوم الجمعة

13/9/2024



في منزل أحمد، اقتربت نانسي منه وجلست جانبة تنظر لـقدمه اليمين اللي تهتز بعُنف، و نظرت لملامحُه الحزينة و عيناه الشاردة، لتمد يدها تضعها على قدمُه المُهتزه، و سارت بأناملها على جُزء من قدمُه هامسة له برفق


= أحمد ما هو ما ينفعش كده لازم تطلع من الحاله اللي انت فيها عدي أربعين يوم وانت على النظام ده؟ كلنا زعلانين على والدتك ربنا رحمها بس ما حدش كبير علي الموت وده قدر ولازم نرضي بي! تفتكر هي مبسوطه وهي شايفاك كده .


رفع وجهه الشاحب وهالات داكنة تحيط بعينيه حتى أنه بدأ أمامها رجلا آخر وجه نحيف ملتحي، يعيش أياما تزخر بالألم.. ثم تحدث بإعياء


= مش قادر اصدق لحد دلوقتي انها سابتني  كانت كويسه قبليها والله ما فيهاش حاجه حتى لو تعبانه ما كانتش بتشتكي عشان ما تحملش عليا وانا كنت بعمل كل اللي بعمله ده عشان خايف من اليوم ده يجي بس اهي راحت 


بعدما أنهي كلامه ألقي برأسه على كتفها مسترخي ويلفح عنقها بأنفاسه الحارّة المتسارعة تزيد من تسارع نبضات قلبه مما جعل الآخري تزدرد ريقها بشعور لذيذ! وتصغير لسؤالها المهتم تقول بارتجاف


= نصيبها كده جايز ربنا رحمها من التعب اللي كانت فيه، انا فاهمه برده ان مهما حصل فرقها هيكون صعب عليك! انا كمان لما والدي مات فجاه حسيت بنفس الاحساس ودخلت في اكتئاب اربع شهور لكن بعد كده عرفت ان  بضيع وقت و لما اخرج واشتغل واقابل ناس هعرف اتعامل واصدق انه راح خلاص ومش راجعلي تاني.


ضجت ملامحه بوجع لا يطاق وآلمه قلبه لفكرة فراق أمه بل شعر به يذوب اكتواءً بنيران، أبتعد عنها ومسح أحمد على صفحة وجهه يحاول أن يهدي ويطرد الحزن مرددًا 


= عارف ان إللي بعمله مش هيفيد بحاجه بس والله يا نانسي مش قادر انا ما كانش ليا غيرها وهي كمان وحتى احلامها البسيطه ما كنتش بقدر اعملها ومهما بعمل كنت بحس أني مقصر.. طب كانت خدتني معاها سابتني لوحدي هنا اعمل ايه ؟؟. 


هتفت بتلقائية وبصوت يعكس تخبطها 


=بعد الشر عليك ما تقولش كده وبعدين ما انا جنبك اهو! وكمان في ناس كتير جنبك بتحبك ومش مبسوطه وهي شايفك كده .


إبتسم و أبعد خُصلاتها على وجهها و قال مُتأملًا عيناها بحب 


=نانسي أنا متشكره على كل اللي عملتي معايا 

انتٍ تقريبا من ساعه ما ماتت وانتٍ قاعده هنا ما بتروحيش وبتحاولي تخففي عني بس انا زي ما انا! و كل مره بصحي الصبح بقول هتزهقي وهتمشي لكن برده بلاقيكي جنبي.. بس صدقيني وجودك في الوقت ده فرق معايا فعلا بحس ان لسه مش لوحدي .


ابتسمت بحنان وهي تردد قبل أن تمسح على وجهه برفق


=عشان انت مش لوحدك فعلا! واللي انا بعمله ده واجبي عشان انا مراتك و انت قلتلي نفس الكلام برده أني لو وقعت في اي ازمه هتكون جنبي أول حد ومش هتسيبني! حتى لو جوازنا جي بشكل تاني في النهايه احنا ملناش غير بعض. 


مسح على وجهه بعُنف و أخد نفَس عميق يحاول يهدى، و قال بهدوء يُعاكس نار قلبُه


=بس انتٍ برده اكيد هيجيلك وقت و هتسيبيني ومش هتفضلي على طول مستحمله الوضع ده.. واول ما يحصل اللي انتٍ عاوزاه هتمشي وهتختفي من حياتي.


بدأت الدموع تترقرق في مقلتيها وهي تجد أن الأمر أصعب مما تتوقع، لتهتف بتردد 


= مين قال كده طب ما حصل اللي انا كان نفسي فيه ولسه جنب أهو وما اختفتش 


تطلع إليها باندهاش للحظات يستوعب ما قالته، وتساءل بعدم فهم


=مش فاهم ايه اللي حصل؟ لا انا اقصد حملك 


هزت رأسها له وسط دموعها السعيدة وهتفت

بابتسامة باهتة


= طب ما انا فاهمه وانا كمان برده اقصد كده! الظاهره أنك لازم تعرف انا الفتره اللي فاتت شايفك تعبان ومش عارفه الموضوع ده هيفرحك ولا هيزعلك لما تعرف بس انا اكتشفت قبل ما والدتك تموت ان انا حامل!. 


تهللت أسارير أحمد رغم محاولته المحافظة على إخفاء رعشة جسده للرد الغير متوقع.. فسارع قائلاً بعدم تصديق 


= انتٍ بتتكلمي بجد يعني حصل اخيرا اللي نفسنا فيه وانتٍ حامل! ومخبيه عليا كل ده مين قال لك أني هزعل لا طبعا هفرح.. جايز ربنا قاصد في الوقت ده عشان يهون عليا ويعرفني فعلا ان انا مش لوحدي.


تغرغرت الدموع بعيني نانسي مجدداً لكن هذه المرة بسعادة لرده فعله وقالت بأسف


= انا اسفه لو كنت اعرف ان انت هتفرح كده كنت قلتلك من بدري والله، بس ما توقعتش فرحتك دي.


جذبها دون وعي وشدَّد على احتضانها وهو يمرر يده على ظهرها قائلًا بصوت رخيم هادئ


= ده ابني مهما حصل برده يا نانسي مبروك ان شاء الله يجي على خير .


❈-❈-❈


في عزاء السيدات، أطبقت سيدة ما على اسنانها بغضب مستعر وهي تراقب من بعيد نانسي المتحركه في منزل احمد بأريحية ثم قالت بغيرة


=مش ملاحظه ان البنت دي من ساعه ما المرحومه ماتت وهي قاعده متبته في البيت حتى بعد ما العزا خلص والاربعين اهو كمان وهي لسه موجوده وقاعده معاه في شقته؟ 


عقدت أمها حاجيبها باستغراب وهي ترد بتعجب


= معاكي حق الغريب انهم مالهمش قرايب و طول عمرنا عارفين انهم مقطوعين من شجره

وهي من ساعه ما جت اول يوم وقاعده كأن البيت بيتها و كتير بشوفها نازله تشتري حاجات ولا واقفه في البلكونه عادي كده..


احتدَّ لون عيني مريم الفاتح إلا أنها ردت بنبرة هادئة بصوتها المهيب 


= لا والاغرب ياما انها معاها عربيه ايه ركناها تحت البيت يعني شكلها حد تقيل ومعاها كثير ايه بقي اللي عرفها بالعيله دي؟ ولا البيه التاني احمد يخرج ويطلع عليها عادي 


هزت رأسها بتفكير وهي تتحدث بفضول


=اكيد قريبته واحنا ما كناش نعرف مع ان لما كنتي مخطوبه لي زمان ولا شفناها؟ يعني مش بجحه للدرجه دي عشان تقعد في البيت وهي ما تقربش لي؟ واحمد طول عمرنا عارفينه طيب ومابيعملش حاجه غلط.. ملناش دعوه بقى خلينا في حالنا .


لم تقتنع الأخري وهتفت بها بامتعاض


= ما لناش دعوه ليه ان شاء الله مش حد في الحته بتاعتنا و واحده ساكنه معاه وتنام و تطلع وتخرج عادي مقرطسنا ولا ايه لا طبعا لازم نعرف مين دي؟ 


اعترضت والدتها بضيق قائلة بحذر 


=بطلي هبل واسكتي لو انتٍ بالذات اللي سالتي هيفتكروكي غيرانه منها وبعدين مش انتٍ اللي سايبه بمزاجك ودلوقتي اتجوزتي و معاكي عيال يبقى ملكيش دعوه بيه، وخليها تيجي من حد تاني بلاش مننا .


شعرت أن بركان يغلي داخلها ولا تتحمل ذلك يشتعل من عينيها هادرة  


=ما هو المشكله بقيلها 40 يوم وما حدش فكر يساله عشان الوضع اللي هو فيه، وانا بصراحه بقى مش قادره الفضول هياكلني البنت دي مين وبتعمل ايه هنا وباي حق موجوده .


فرفعت أمها حاجباها بصدمة وقالت بصوت معترضا


= هو شغل الغيره والجنان بتاع زمان هيطلع ولا ايه، دلوقتي ما بقاش يلزمك وانتٍ على ذمه واحد ثاني يا حبيبتي وما لكيش الحق تساليه و تقعدي تتنططي زي ما كنتي بتعملي زمان ؟؟ 


وفي ذلك الأثناء دخل أحمد قرب انتهاء العزاء فتقدمت تلك السيدة وابنتها مريم لتقول الأم بعطف 


=البقيه في حياتك يا ابني شد حيلك، فك عن نفسك بقى وخلاص ارضي بالربنا قسمهلك هي دلوقتي ارتاحت.. يلا يا حبيبي خلي بالك من نفسك واحنا هنمشي . 


تنحنح يجلي صوته ثم رد بخشونة


= متشكر أوي يا جماعه على كل حاجه عملتوها معايا تسلموا، مع السلامه.


تقدمت خطوه لترحل أم مريم لكن صدح صوت ابنتها عالياً بحزم وهي تتقدم منهما


=اللي بالحق يا احمد هي مين الست اللي قاعده دي في البيت كأنه بيتها احنا طول عمرنا عارفين ان ملكش قرايب؟ وبصراحه يعني الموضوع زاد عن حده وهي بقيلها اكتر من شهر هنا بصفتها ايه .


تجهمت ملامح نانسي وهي ترد عليها باستنكار نافر 


= نعم وانتٍ مالك ان شاء الله اقعد طول العمر كله كنت قاعده في بيت حضرتك اذا كان صاحب البيت ما اعترضش، وبعدين موضوع إيه اللي زاد عن حده وانتٍ مركزه معانا بصفتك ايه 


أردفت بكل حقد دفين وهي تحدق في عينيها بلوم صريح


=بصفتي يا حبيبتي ان احنا في منطقه شعبيه وما نرضاش بالغلط، واذا كنتي اتربيتي علي كده حسب المكان اللي انتٍ جايه منه ايا كان ان عادي واحده ست تقعد مع راجل لوحدهم فاحنا ما تربيناش على كده 


نكست أمها رأسها حرجا لكن هتفت علي كلامها بتحذير 


=اكتمي خالص يا مريم إيه اللي بتقوليه ده 


هزَّت مريم رأسها وقالت بمراوغتها الخبيثة


= جري إيه ياما قلت حاجه عيب ولا غلط الناس كلها شايفاها ونفسها تقول الكلمتين دول وانا مش بطلب حاجه غلط و مش هسكت عشان هي زودتها أوي ولازم تمشي من هنا، انتٍ اكيد مش قربته ولا تعرفي احمد طول عمرنا عارفين أنه ما لوش قرايب او انا بالذات عارفه كده بحكم يعني لما كنا مخطوبين زمان. 


عضَّ احمد على شفتيه بغيظ وهو يشد من قبضته بتعب و ارهاق مغمغما بتجهم


= بس بقى يا جماعه انتم هتتخانقوا انا في ولا في ايه؟ وانتٍ يا مريم من فضلك حسبي على كلامك وانتٍ بتتكلمي عنها ثاني مره هي متربيه كويس وفاهمه في الاصول و وجودها هنا شيء طبيعي.


تجلت أمارات الذهول وعدم التصديق على وجه خطيبته السابقه تردد بحده 


= طبيعي ليه ان شاء الله هتضحك علينا وتقول لنا انها قريبتك من بعيد وظهرت فجاه كده .


تنهد بعمق يحاول استعاد رباطة جأشه ثم قال لها بثبات


= لا طبيعي عشان هي مراتي! وام أبني اللي في بطنها.


الصفحة التالية