رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 5 - 4 - الأحد 29/9/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس
4
تم النشر يوم الأحد
29/9/2024
بعد مرور أسبوع حاول مصطفى صنع هدنه بينهما قليلاً ليكتسبها، لذلك اقترح عليها أن يخرجوا ليقضوا وقت ممتع بالخارج وفي
احد المطاعم! رفع الكاس الذي بيديه وبدأ يتذوق الأيس كريم فاتجه بنظره إليها متسائلاً باهتمام
= ما بتاكليش يعني؟ ايه مش عاجبك المطعم اديني بخرجك اهو عشان ما تقوليش كاتم على نفسك ولا رافض انك تخرجي بس انتٍ اللي مش فاهماني.. انا عاوز اي مكان نكون مع بعض فيه عشان اكون امانك لو حاجه حصلت كده ولا كده
تمتمت به ساخرة، وهي تربع يدها أمام صدرها ببرود
= وهي خروجه المطعم دي بقى هي اللي هتخليني افك عن نفسي؟ انا مش عيله صغيره بتديها مصاصه عشان تلهيها، انا ما ليش في الاجواء دي بصراحه وبحب اروح مكان دوشه مش هاديه
ابتسم واقترب بوجهه ناحيتها وهتف قائلاً بجدية
= ما احنا ممكن برده نخرج ونروح اماكن تانيه نتمشى فيها وفيها زحمه وهتحسي انها مش هاديه، انما ديسكو وشرب لا يا أمينه مش هيحصل ومش موافق
رفعت حاجبها قائله بنبرة بتخللها التحدي
= وانت بمناسبه ايه بقى بتقولي لا؟ ثم مين قال لك ان انا باخد رايك ولا هسمع كلامك.. انا الأسبوع اللي فاتت كان في ضغط شغل عشان كده ما رحتش تاني الاماكن دي مش عشان اللي عملته المره اللي فاتت.. انا ولا بخاف ولا هتهد وهفضل مكمله في اللي بعمله
ترك ما بيده وهو يأخذ نفس عميق يستعد لنقاشاتها وعنادها ثم تحدث بحذر واستفسار
= وهتفضلي تعملي اللي بتعمليه ده ليه اولا انتٍ مش عاجبك الوضع ده وبتضغطي على نفسك عشان تكملي وده واضح أوي! بس بتكملي عشان لسه ثائرة من المجتمع زي ما بتقولي ومفكره كده هتاخدي حق أختك لما تعملي عمايل ضد المجتمع رفضها أو بتحاولي تثبتي لكل واحد انك اهو بتعملي العكس غصب عنه.. وحتي لو غلط ربنا اللي بيحاسب مش احنا
صمتت بصدمة وضغطت علي شفتيها بتوتر مبالغ، بينما الآخر أردف قائلاً بجدية
= ساكته ليه عشان كشفتك قدام نفسك؟ ولا عشان ما افكرتنيش ان انا هفهمك أوي كده.. بس لو أنا مش متاكد ان انتٍ لسه جواكي أمينة بتاع زمان ما كنتش اتجوزتك؟
نفخت مستاءًه بغلظة عندما شعرت بالضعف وقالت متذمرة
=هو انت فعلا اتجوزتني ليه لما انت مش طايق تصرفاتي كلها وعمال تديني في اوامر و عاوز تغيرني؟ وانا برده مصممه وبقول لك دايما ان هفضل كده.. وانت تفضل تعند معايا وفي الاخر بعمل اللي انا عاوزاه و زي اي راجل يتتخانق وترفض.. بس مكمل وما طلقتنيش يبقي ليه؟
سألته ببرائتها وفضولها فجاء ليرد بابتسامة لا تحمل شيئًا من مرح
= ما أنا سبق وقلت لك بحبك؟ يمكن عشان ما جربتيش الحب مش فاهمه يعني ايه حد يفضل متعلق بواحده مش قادره يتخيل نفسه مع غيرها ولا يسيبها لغيره.. بس انتٍ حتى لو ما حبيتيش اكيد جربتي التعلق مع حد قريبه منك زي اختك كده مثلاً؟ ما فكرتيش ولا مره كانت بتبقى تعبانه من جوزها تكبري دماغك وتقولي هي اللي اخترت وهي اللي مش عاوزه تطلق وتضرب دماغها في الحيط وانا مالي؟ أهو انا بقى كده نفس وضعك مع اختك ولا قادر ابعد ولا اسيبك تتفلقي وتدفعي ثمن اخطائك
لتكتم داخلها زفرة الإحباط ثم أجابته بعد أن أخرجت تنهيدة طويلة
=الحب مش دايما كل حاجه واللي انت بتحكي مش هيفيد في النهايه.. انا لو قلت لك انا اتجوزتك ليه هتكرهني اكتر ما انت بتكرهني في كل مره بعند معاك وبصغرك قدام الناس ونفسك كراجل.
نفى وانحنى يهمس بصوت عاشق
=انا ما كرهتكيش اولاني عشان اكرهك تاني! ممكن بتضايق بزعل بس بعذرك عشان فاهم الحاله اللي انتٍ فيها؟ وفاهم برده انتٍ اتجوزتني ليه وليه وافقتي بالسرعه دي ما انا ابقى عبيط لو اتغاضيت عن الامر ده كمان
ما هذه الإجابة الذي اجفتلها والغير متوقعة؟ حتى ارتفعت عينيها لتصطدم بهذه النظرة الغريبة وكأنها تحمل احتياجًا، تحمل دفئًا، واشياء كثيره.. اومأت رأسها بمهادنة ثم حاولت الفكاك من حصاره ولكنه ابى، ليحبط محاولتها من البداية بالاضافه حين تابع بجدية وصراحة شديدة
=ما ناجي نكشف نفسنا قدام بعض أحسن يا أمنية! انتٍ اتجوزتيني عشان تكملي انتقام من المجتمع وقلتي أهو قدامي واحد جاهز احاول منه اثبت للناس ولي كمان أن حتى وانا متجوزه اقدر اعمل كل المجتمع بيرفضوا و الناس! وانا اتجوزتك عشان ما بقتش قادر تبعدي عني فقلت احاول اخليكي تتغيري و تنسي حكايه الانتقام ونعيش مع بعض في هدوء.. عشان كده عارف ان هعاني معاكي ومكمل و مستحمل، استغلال يعني الطرفين
سرعان ما تجمدت في مكانها وثغرت فاها بعدم تصديق و بذهول، فلقد اسرها بقوله ليتابع معانقًا ابصارها وقد التمس بها عاطفة الحنان التي تغلبها مهما كان غضبها
= بس عندي أمل بين كل ده يا امينه أنك هترجعي امينه اللي عرفتها اول يوم وحبتها رغم عندها وقوه شخصيتك بس كنت حبيبها لانها كانت في الصح.. بس للاسف دلوقتي سيطرت عليها افكار ثانيه وخليتها تستخدم قوتها دي في الغلط.
التفتت إليه سريعا تنظر إليه بعيون مرتعشة، وارتجافة بقلبها لاتعلم ما هذا الشعور الذي سيطر عليها، حاولت سحب بصرها من محاصرته لعيناها ولكن لم تقو وكأنه مغناطيس يجذبها دون ارداتها للاقتراب منه والبعد بنفس الوقت عندما تعود وتتذكر بأنها
أصبحت ثائرة من المجتمع ولا يجب عليها أتباع مشاعرها أيا كانت والتي بدأت بالنضج فجاه دون مقدمات نحوه.
❈-❈-❈
لم تعد أمينة تذهب إلى العمل أو تخرج مع أصدقائها كما كانت تفعل سابقًا. ورغم حالتها الغريبة، لم يتحدث معها مصطفى، على الرغم من أنه يرغب في ذلك، لكنه يشعر بالقلق من هذا الهدوء خشية أن يكون هدوءًا يسبق العاصفة. كانت أمينة طوال الوقت شاردة وصامتة وترد عليه بإجابات مختصرة بالإضافة إلى ذلك، لم تكن ترد على اتصالات أصدقائها لم يفهم مصطفى إذا كان حديثه الأخير قد جعلها تعيد حساباتها، أم أن هناك شيئًا آخر.
في المنزل، كانت أمينة تجلس وحدها ممسكة باختبار الحمل الإيجابي، غير مصدقة ما حدث رغم كل احتياطاتها، فوجئت بحملها في الأيام الأخيرة ولم تخبر زوجها حتى الآن! لقد دخلت هذه الزيجة بدافع الانتقام، فهل من المعقول أن تنجب طفلًا لا ذنب له بأفكارها المشوشة وانتقامها الغريب من أشخاص لم يفعلوا لها شيئًا؟ لذلك هي محاصرة هنا ولا تجد أي حل يناسبها.
أضاء هاتفها برسالة من صديقتها للمرة العشرين، مما اضطرها للرد عليها عبر الواتساب دون التحدث عبر الهاتف، لأنها لا تشعر بأنها بصحة جيدة للتحدث مع أحد، رغم أنها تحتاج إلى شخص يفهمها ورغم أنها تشعر أحيانًا أن مصطفى يفهمها، إلا أنها في هذه المرة تحديدًا لا تستطيع فتح هذا الحديث معه، فماذا ستخبره بأنها حامل وتفكر في ابقاء الطفل أو إجهاضه؟
أجابت عزه علي الفور ترسل إليها عبر الكتابه
= أخيراً رديتي يا امينه خير بقالك كتير يعني
ولا بتخرجي ولا بتردي على تليفوناتنا، وخدتي كمان اجازه من البنك هي في حاجه حصلت ولا تكونيش اتحولتي لزوجه مطيعه و هتسمعي كلام جوزك فعلا وهتقطعينا .
تنهدت بقوه قبل ان تكتب اليها أيضا
= لا مش كده انا تعبانه شويه و عاوزه اقعد لوحدي وبفكر في حاجات كتير مش عارفه الاقي حل.. دماغي مشوشه
عقدت حاجيبها باستغراب وهي تستفسر منها
=هو في ايه بالظبط ما تفهميني! وبعدين انتٍ بتكلميني ليه رسائل ما تردي على تليفوناتي.. يا بنتي ما تفهميني ايه الموضوع عشان اعرف اخذ وادي معاكي وافهم الدنيا عندك
أغمضت عينيها بتعب شديد ثم عادت فتحها وهي ترد عليها بالكتابه باختناق
=عزه انا مش قادره حتى اتكلم! مش عارفه بقى اجيبها لك ازاي بس انا اكتشفت اني حامل معاني كنا متفقين انا وهو ان احنا هناجل الموضوع ده وخدت احتياطاتي بس اهو حصل..
شهقت بصدمة كبيرة لترد صديقتها بسرعه
= نعم حامل يخرب بيت عقلك انا قلت الجوازه هتاخدلها كام يوم وهتطلقي انتٍ كده بتربطي نفسك بيه هو جوزك عرف ولا لسه؟
أجابت الأخري ببطء بحزن بذات الوقت
=محدش عرف وانا مش عارفه اعمل ايه ومن ساعتها قافله على نفسي وحتى بعيد عنه.. بس انتٍ معاكي حق انا كده فعلا بربط نفسي بيه اكتر غير اني خايفه اجيب بنت انا المجتمع ده كله على بعضه كارهاه اقوم اجيب حد تاني يتحكموا فيه.
اخذت وقت لترد الاخرى عليها ثم تفاجئت بصديقتها ترسل اليها باقتراح جاد
= طالما الموضوع كده يبقى ما فيش غير حل واحد نزليه قبل ما بطنك تكبر وما تعرفيش تتصرفي.. وقبل كمان ما يعرف خلي بالك لو عارف حاجه زي كده اكيد طبعا هقول لك احتفظي بيه وهيتمسك اكتر بتحكماته فيكي
اتسعت عينا أمينة بذهول وقلق قبل ان ترد بحيره
= مش عارفه.. قلقانه من اي قرار اخده في الوقت الحالي عشان كده عاوزه افكر اكتر .
أصرت عزه على قولها بجدية وهي ترسل اليها
= يا بنتي الموضوع ده مش محتاج تفكير وكل ما يعدي عليكي وقت هيكون ضدك نزليه و انتٍ لسه في البدايه بعد كده الدكاتره هيرفضوا هم نفسهم ينزلوا.. بقول لك ايه تعالي البيت واحنا هنتكلم براحتنا الكلام ما ينفعش على التليفون، وانا اعرف اكتر من حد ممكن يخلصلنا الموضوع ده بسرعه طالما هتدفعي كويس.. بس اهم حاجه توافقي.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية