-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 20 - 4 - الأربعاء 4/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العشرون

4

تم النشر يوم الأربعاء

4/9/2024

فور ان افتر فاهها للإعتراض،  تابع يوقفها:

-  بس عشان عارف انك مشغولة طبعا شيلت الفكرة من دماغي...... أو بمعنى أصح أجلت..... 


زفرت قليلًا بارتياح ثم قالت:

- كويس اوي، لأن انا مخي مش معاك اساسا، وبصراحة بقى حاسة بعدم ارتياح .


توقف يبعدها عنه قليلًا يسألها بنبرة يتخللها الحزن:

- ليه يا بهجة؟

ابتلعت تجيبه بصراحة:

- اولا عشان منظري في الشغل طبعا، كتر الانصراف هيثير التساؤول والفضول، وانا بصراحة مش عايزة حد يقول نص كلمة عليا .


ضاقت عينيه بتفكير سريع:

- خلاص يبقى ننظمها،...... انتي كل يوم تخرجي على ميعادك، وتيجي على هنا تقضي الوقت اللي فاصل من دوامك مع الست الوالدة، مع اني شايف انك تتخلي عن واحدة فيهم دلوقتي،  وتوفري وقتها ليا انا.....


سهمت بنظرها نحوه تستوعب معنى الاخيرة، مع انها بدت واضحة كوضوح الشمس ، يريد منها اكبر وقت للتفرغ اليه، اللعنة، ايريد منها الغرق اكثر من ذلك!

لترفض قاطعة؛


- لا طبعا مينفعش، هقعد ف البيت هنا لوحدي في انتظارك اعمل ايه؟ خليها زي ما هي ماشية كدة،


اومأ بحاجبيه:

- براحتك يا بهجة، يبقى كدة خلينا في الحل الأول. 

اومأت باستسلام، وتنهيدة خرجت من العمق:


- ماشي 


❈-❈-❈


من يريدك بحق او يخاف عليك،  سيفعل المستحيل حتى يجدك. 

وهذا ما فعله، فلم يهدأ له بال منذ بداية اليوم، ظل يبحث حتى عثر على احدى الخيوط التي اوصلته الى فرد منهم.


جنات والتي كانت خارجة من جامعتها في هذا الوقت، في طريقها للعودة الى المنزل، لتفاجأ بالصوت الأجش من خلفها، مناديًا بإسمها:.


- جنات ممكن دقيقة. 

التفت اليه، تهديه ابتسامتها المعتادة، لتعلق بمرح:

- ايه ده ؟ شادي العريس؟ لا مش معقول . 


اقترب منها يصافحها بغيظ:

- انا برضو اللي مش معقول؟ ولا انتوا اللي هجيتو من غير ما تبلغوا  حد بمكانكم، دي عمايل برضوا يا جنات؟ 


بدى جيدا من حجم العرق الذي يغطي جبهته وقميصه، طول الوقت الذي قضاه في انتظارها، ليخرج ردها باعتذار:


- انا اسفة يا شادي، ان كنا قلقناك، بس انت مكنتش فاضي عشان شهر العسل طبعا، لكن احنا اكيد عمرنا ما كنا هنخبي عنك المكان اللي عزلنا فيه جديد. 


زفر بشيء من الارتياح، ليتخصر قائلًا:

- بداية مبشرة اوي يا ست جنات، بس انا عايز اطمن بنفسي، واعرف الظروف اللي خليتكم تعملوا كدة، وامتى وازاي دا حصل؟


أومأت بترحيب:

- خلاص يبقى تتفضل معايا على بيتنا،  وانا افهمك كل حاجة في طريقنا .

- تمام اوي، يبقى اوصلك بعربيتي بالمرة. 


❈-❈-❈


وجدتها كما وصفت لها الدادة نبوية،  داخل الحديقة تتأرجح بالارجوحة، بشرود اصبح ملازمًا لها كما علمت من المرأة، فاقتربت منها لتجلس بجوارها، تتحدث بعفوية كما اعتادت عليها في الفترة الأخيرة ، بعدما تطورت العلاقة بينهم ، لتصبح اكثر دفئًا وتفهمًا عن السابق:


- الحلو اللي قاعد سرحان وفي حاله،  ايه اللي شاغل باله؟


خرجت من شرودها نجوان تطالعها بصمت دون رد فتابعت بهجة بالمزاح كي تستجيب لها:

- اه يا عم بتتمرجحي، الدنيا تضرب تقلب ولا هامك، والله برافو عليكي 


لم يصدر منها اي رد فعل سوى انها كانت تتمعن النظر اليها وفقط، عيناها تحمل الكثير والكثير، ولكن لا تنطق ولا تربحها بذرة استجابة،  حتى هتفت بها بهجة:

- انتي فيكي حاجة غريبة النهاردة،  زعلانة عشان غيبت عنك، ولا في ايه بالظبط؟


ايضا لم تنطق لتفقد بهجة فيها الامل وتنهض فجأة قائلة:

- ع العموم انا جمبك هنا في أي وقت تعوزيني  او تعوزي أي حاجة .

 ما ان اعطتها ظهرها وخطت خطوتين حتى وصل لاسماعها:

- شبهه. 

التفت اليه بتسأؤول:

- انتي قولتي حاجة؟

استقامت واقفة عن الارجوحة تمتم بلها بما يثير الريبة:

- شبهه، شبهه. 

قالتها وتحركت تذهب من امامها،  لتزيد من زهول بهجة في تفسير ما حدث:

- هو مين اللي شبه مين؟ هو انتي ايه حكايتك يا نجوان هانم معايا بالظبط في الالغاز.؟


ظلت لمدة من الوقت تتابع اثرها بتساؤلاتها وحيرتها، حتى شعرت بأنامل تداعب وجنتها، لتلتف اليه متفاجئة بحضوره:


- انت هنا من امتى؟ مش قولت وراك مشوار مهم تبع العملا. 

تبسم يفرد نفسه امامها:

- ما انا فعلا ورايا مشوار مع عميل مهم، بس بصراحة مقدرتش ادخل اغير من غير ما اطل عليكي، كنت واقفة بتكلمي نفسك ليه؟


تنهدت بحيرة تخبره:

- مش عارفة اقولك ايه؟ بس مدام نجوان عليها طلعات وكلام مش مفهوم بصراحة 


قطب يسألها بتوجس:

- هي قالتلك ايه؟

- بتقولي شبهه، شبهه، قصدها ايه مفهمتش. 

سمع منها لتتبدل ملامحه فجأة، يزفر بخشونة وغضب مكبوت:

- سببك منها يا بهجة ومتركزيش معاها.

اومأت بطاعة، رغم الفضول الذي يجتاحها لمعرفة القصد من كلماتها .

فتماسك هو يزيح عنه الغضب،  ليداعبها ممازحًا:

-  بس انتي شكلك زي القمر هنا، ايه رأيك اعتذر عن ميعاد العميل واقضي باقي اليوم معاكي .


شهقت تتحرك من امامها تغمغم اثناء ذهابها:

- هنا في البيت، دا انت ناوي على فضيحة بجد ، انا ماشية وسيباك .


قهقه من خلفها، ليصلها الصوت المحبب لهذه الضحكة التي لا تسمعها منه الا حينما يكون معها فقط. 


❈-❈-❈


في المنطقة عشوائية،  وداخل احدى المنازل المصنوعة

من الصفيح اضجع بجذعه على الاريكة اليالية يتحدث مع زميله في المحبس سابقا بكل ثقة:


- ياض زي ما بقولك كدة متخافش، انا معايا محامي عقر، يعني حتى لو قفشوني متلبس هخرج منها صاغ سليم ، هو بس كرشه واسع شوية وبياخد فلوس بالهبل 


اومأ بتفهم ذاك الشاب النحيف،  بملابسه الضيقة وحلاقة الشعر المرتفع للأعلى بصورة تثير الاستفراز ، ليجلس على الكرسي المقابل له، معبرا عن مخاوفه:


- ماشي يا عم هيما مقولتش حاجة، انا اهم حاجة عندي ان متلطش معاك، المسألة مش محتاجة عوق، عشان الشغل ميقفش،  المعلم بتاعي صعب ومبيرحمش. 


اصدر ابراهيم من فمه صوت استهجان يتمتم بسخرية:

- دا على اساس انك موظف في الحكومة يا اخي، امال لو تاجر كبير، ولا ديلر عليك القيمة كنت عملت ايه؟ دا انت اخرك بياع برشام ع الطريق ومساحيق مضروبة، اسمع ياض، ليك فلوس اغرقك فيها ، وحماية لو اتطور الأمر، فهمت بقى يا عزوز الكلب 


- اه 

تمتم الاخير بها، ليتذكر السبة فيهدر معبرا عن استيائه:

- طب من غير شتيمة طيب، انا هاديك الامان بفلوسك، 

طول ما بتصرف هتلاقيني تحت امرك، انما يوم ما توقف ، معلش بقى يا زميلي اعذرني، اصل بصراحة بقى جيتك كدة فجأة مكنتش عامل حسابها. 


ردد ابراهيم من خلفه:

- ولا انا وحياة غلاوتك. كنت عايز بس اهددها واجيب اخرها، لكن الحظ بقى قلب فجأة ، بعد ما كل حاجة كانت ماشية بالتمام .


- عشان ضميرك الوسخ.

تمتم بها عزوز بصوت خفيض اثار استرابة الاخر ليهدر به:

- بتبرطم بتقول ايه ياض؟

نهض عزوز نافيا:

- مبقولش حاجة يا رياسة، خد راحتك انت وانا هروح اشوف شغلي،  بس معلش في دي السؤال، كنت عايز اعرف يعني الباشا هنفضل مستضيفينه لحد أمتى؟


- مش كتبر يا اخويا،  هي يس الليلة لزوم التكتيك،  ومن بكرة هشوف المحامي يقولي ايه، ياللا غور بقى من وشي، حضرلي حاجة اكولها، اتحرك ياللا بلاش تناحة. 


تحرك الشاب مزعنا لأمره،  وفمه يغمغم بالسباب الوقح، على هذا المتبجح الذي اتى بدون استئذان يحتل البيت ويتأمر عليه. 


 ❈-❈-❈


انتهى اليوم المزدحم، لتعود الى منزلها، موطنها، وواحة الدفء التي تجد بها امانها وسكينتها ، فتحت الباب لتلج المنزل على صوت الضحكات الصاخبة من اشقاءها، 


فتضع الاكياس الكثيرة من يدها على الارض تود المشاركه معهم، مبادرة بالقاء التحية،


، مساء الخير....

توقفت عن الاكمال متفاجئة بالضيف الجديدة،  والذي استقبلها بابتسامة  غير مفهومة:


- مساء الخير يا بهجة، البيت روعة ما شاء الله، مبروك عليكي المكافأة اللي جابته 


شحبت بوجه انسحبت منه الدماء متسائلة عن القصد من تلميحه،  تعتب على اشقاءها ذكر هذا الأمر امامه، وهو الذي شهد بنفسه توقف الصراع في محاكم الدولة، بفشل حصولها عليها وانتصار الخصم. 

لتضرع داخلها للخالق 


- استر يارب 



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة