-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 2 - 2 - الإثنين 9/9/2024

  

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الثاني

2

تم النشر الإثنين

9/9/2024



دون الحاجة للتخمين، أبتسم نفس ذات الأبتسامة السَمجة التي لا تُفارق شفتيهِ، ماذا أن ضربتهُ بشيئًا يُسقط أسنانهِ لعلهُ يكفُ عن الأبتسام مدي الحياة، ولنرحم البشرية من تلك الأبتسامة الخرقاء، أجابها بهدوء أثار غضبها أكثر، يقول بينما يُشبك يديهِ ببعضهم البعض: 


__" ألف سلامة عليكِ، المغرب قرب يأذن وأنتِ نايمة كل ده وكانوا بيسألوا عليكِ، فـ جيت أصحيكِ....". 


حك فكهِ مُكملاً: 


_"شكلك زي الملايكة وأنتِ نايمة، غصبن عني لقيت نفسي بتأملك.... "


زفرت بتأفاف، تُدير وجهها للجهة الأخري، بينما يدها مازالت مُمسكة بالغطاء تُغطي بهِ نفسها، أكمل هو ينحني صوبها قليلاً: 


_"مش هتحني بقي، وتمِني عليا، أني أصحي كل يوم علي وش الملايكة ده ". 


فهمت ما يُرمي إليه، عبر كلماتهِ، لذا أجابته بنبرة أكثر حدة: 


_" مش خلاص صحيتني، عايز حاجه تاني، خلاص أنا صحيت، أتفضل بقا، شكرا علي أهتمامك! ". 


كلماتها تلك وكأنها لا تبالي بما يقوله بالرغم من أنه يعرف تماما أنها تفهمه، وتفهم ما يرمي إليه عبر تلك الكلمات، لذا لمعت عينيهِ بلمعة الغضب، ثم صاح بها بنبرة حادة عصبية مُتخليًا عن برودهُ: 


_" أنتِ في أي بالضبط، مالك؟، كل ما أقرب منك كأن لدغتك عقربة، ومش طيقالي كلمة ولا نفس ليه؟". 


طالعتهُ بسُخرية تقول: 


_"طيب كويس أنك عارف". 


برزت عروق رقبتهِ أكثر، لا تدل سوي  علي غضبهِ الذي تفاقمَ ، وقد تخلي عن بروده، فصرخ بها محاولاً أن يخفض نبرة صوتهِ قدر الأمكان حتي لا يستمع إليهِ أحدًا بالخارج، لكن رُغمًا عنه خرجت نبرته غاضبة عالية: 


_"رضوي متستعبطيش أنتِ عارفة إني بحبك، في أي بقي؟ مصدرالي الوش الخشب ليه؟ ". 


بلا بلا بلا، عن أي حبٌ يتحدث هذا الأخرق، هل هو بالأساس يعلم ما معني الحُب، أنه فقط لا يُحب سوى نفسهِ فقط لا غيّر، لذا قلبت عينيها بضجر، تقول: 


_" نادر كام مرة أتكلمنا فالموضوع ده، أنا مش بفكر فالموضوع ده دلوقتي خالص ". 


_" أُومال إمتا؟! ". 


_" معرفش، بس إللي أعرفه إني مش بفكر دلوقتي، وبعد أذنك بقي عايزة أقوم ". 


رفعت الفراش، وكادت تنهض، لولاَ يديهِ منعتها وثبتتها بمكانها بقوة، يضغط بقوة علي ذراعها يسألها بغضب ويضغط علي كل حرفٍ من حروف كلماتهِ: 


_" أنتِ فيه حد فحياتك صح؟ ماهو تعاملك معايا بالطريقة دي مش بيقول غير كده ". 


للحظة توترت، وظهر الشحوب علي وجهها، لكن سريعًا ما أخفته حتى لا يُلاحظ هو، لكنه بالفعل لاحظ شحوب وجهها وتوترها الظاهر بوضوح، والذي لا يدل سوي علي أنه محقًا في تخمينهِ، أنها بالفعل يوجد رجلاً آخر بحياتها لكن من؟ 


_" مظنش أن دي حاجه تخصك، ومظنش برضو إني مُضطرة أجاوبك؟ ". 


ذاد من ضغط يديهِ علي ذراعها الذي تحول من اللون الأبيض إلي أحمر أثر قبضتهِ،حاولت نزع يديهِ عنها عندما شعرت بالوجع، لكنه ثبتَ نظرهِ عليها، وعينيهِ أصبحت سوداء قاتمة كادت تبتلعها، يقول:


_" يبقي فيه حد؟ وياتري مين تعيس الحظ إللي القدر، جابه تحت إيدي... ". 


أخيرًا أستطاعت أن تنفض يديهِ عنها بقوة وعصبية، تصيح بهِ: 


_" نادر ممكن تبطل تُحشر نفسك فحياتي بقي!، وأتفضل يلا أخرج قبل ماحد يشوفنا بالمنظر ده". 


ختمت جُملتها تُشير إلي نفسها، وكانت تقصد أنها تقف بملابس شبه عارية، طالعها هو بنظرة حارقة، ثم التفت يترك الغرفة مُغلقًا الباب من خلفهِ بعصبية، زفرت هي بصوتٍ مسموع وكأنها خرجت للتو من معركة ما، مُرتمية علي الفراش مرة أخري، من ثم بعدها نهضت ترتدي سترتها، وخرجت من الغرفه، وكان المغرب بالفعل يؤذن، لقد نامت كثيرًا دون وعي....... وللحظة تناست كل ما حدث بالداخل وكلمات ذالك الأخرق، وقفز إلي رأسها أن "نانسي" هنا، وبالطبع ستستغل أي فرصة كي تتقرب منه فذالك الجو العائلي بعيدًا عن رسمية العمل، فهرولت تعبر الممر المؤدي للصالة سريعًا تبحث عنهم..... 


❈-❈-❈


كانت الصالة فارغة تمامًا، الأضواء أصبحت خافتة، رفعت خُلصة مُتمردة، تمردت علي عينيها وكأنهُ دوار شمس منسدلة تبحث عن وجهها، زفرت بإحباط عندما لم تجد أي حركة تدل أن هناك أحد هنا، أيبدو أنهم خرجوا، تبًا تبًا خرجت معهُ، وهي نائمة كالخرقاء لا تعي شيئًا، من الأن وصاعدًا ستترك الكسل والنوم جانبًا، لتتربص وتنتبه لغريمتها، وتقفُ لها بالمرصاد..... 


كادت تصعد إلي شقتهم فالأعلي، فقط خطت أول درجة من السُلم الخشبي، لكن تسللَ إلي أُذنيها أصوات ضحكات أنثوية فاضحة، لا ليست فاضحة، هي من قالت ذالك فور أدراكها أن صاحبة تلك الضحكة هي "نانسي" لا أحدٍ غيرها، بالطبع تستحق لقب.......... لا أنه لقب غير لائق،أمحوه،مبالغة بالتفكير ليس إلإ،لكن كيف لها أن تتود إليهِ بتلكَ الطريقة، أمسكت بسور الدرج تضغط عليهِ بقوة من شدة غيظها،.... وغيرتها..... 


أخذت نفسًا عميقًا تنوي بداخلها أن تُخرب عليهم جلستهم، أرتسمت علي وجهها إبتسامة خبيثة، فركت كفيها ببعضهم قبل أن تعاود النزول، قائلة: 


_"أستعنا علي الشقي بالله؟... يا أنا يا أنتي! ". 


أقتربت أكثر،حتي وصلت إلي باب المكتب الخاص بـ"مُراد"، ما أن تأكدت أن الصوت يأتي من المكتب، قربت أُذنيها تسترق السمع إلي ما يتحدثون فيه، وكأنها أحدي الجاسوسات، تُضيق عينيها بطريقة مُضحكة تحاول أن تلتقط أُذنيها أي كلمة.... 


_" بتعملي أي يا رضوى هانم". 


تبًا، باتت متأكدة أن هذا المنزل بأكمله أتفقوا علي أن يقتلوها بسكتة قلبية أثر خضهم لها بتلك الطريقة، شهقت بفزع تنظر إلي مصدر الصوت والذي كانت صاحبتهُ الخادمة، زفرت الهواء، من رئتيها، تحمد ربها أنها لم تكن أحد من العائلة أو"نادر " مثلاً...... فرفعت أصبعها علي شفتيها بمعني أصمتِ، فأنصاعت لها الخادمة وهي لا تفهم أي شئ، وقد كانت تحمل بين يدها فنجانين من القهوة، سحبتها من كتفها إلي مكان بعيد قليلاً عن المكتب كي لا يستمعوا اليهم، والخادمة لازالت لا تفهم أي شيء...... 


_"في أي يا أم محمد خضتيني، حد يخض حد كده، والله هموت بسكتة قلبية بسببكم ". 


_" بعيد الشر عنك يا ستم هانم، ألاه أنتِ كنتي بتعملي أي كده بتتسنطي علي مُراد بيه؟ "


كتمت فمها بيديها، وكادت تُسقط منها القهوة، تقول بصوتٍ منخفض للغاية لا يكاد مسموع: 


_"أتسنط أي بس، لا ده أنا كنت بشوف كده صُرصار كان ماشي علي باب المكتب بس ". 


_" صُرصار، صُرصار أي، ده أحنا لسة راشين من ييجي أسبوع بس، جه  الصُرصار ده منين؟؟، أنا لازم أقول لعمران بيه، الشركة شكلها ضحكت علينا دول خدوا فلوس قد كده". 


زفرت بغيظ من تلك الامرأة، تود ضربها، علي ثرثرتها الفارغة تلك: 


_"بس يا أم محمد هتفضحينا، مش مهم أنا بعمل أي، المهم أنتي كنتي جاية ليه؟ لمين القهوة دي؟". 


_"دي للست نانسي ومُراد بيه". 


لمعت برأسها فكرة شيطانية الآن، أحدكم يكبح مجامح تفكيرها الأجرامي، أبتسمت بخُبث تأخذ الصنية من الخادمة قائلة: 


_"عنك أنتِ، أنا كده كده داخلة لهم جوه، روحي أنتِ شوفي شغلك". 


_"لا ولله ميصح يا ست هانم". 


صرخت بغيظ مكتوم قائلة: 


_"لا يصح هاتي بقي.... "


فالنهاية أستسلمت لها، وأعطتها صنية القهوة، وعادت إلي الداخل تُباشر أعمالها، بينما الأخري ظلت الابتسامة الخبيثة تتسع علي وجهها، تتخيل  ماذا سيحدث لها بعد أن تنفذ ما جاء برأسها..... ضحكت ضحكة خافتة فقط لمجرد تخيلها، من ثم غيرت وجهتها مُتجهة إلي المطبخ بدلاً من المكتب........ 


❈-❈-❈


بالداخل، كان "مراد" يجلس علي مقعد مكتبهِ، وبين يديهِ بعض الأوراق يُطالعهم بأهتمام، بينما جلست قابلتهُ "نانسي" وبيديها أوراق أيضًا تتفقدهم، ثواني ورفعت رأسها عن الأوراق، تمدها لهُ قائلة: 


_"وبكده المُناقصة ضمناها في جيبنا، ومهما يُدخل قصادنا منافسين مطمنين أن مش هتروح لحد غيرنا... ". 


أخذ، منها الأوراق، وتركَ التي كانت بين يديهِ، يبتسم لها بأعجاب شديد علي ذكائها، قائلاً مادحًا إياها: 


_" براڤو عليكِ يا نانسي، أحنا كده قفلناها عليهم من كل حتة، تعرفي لو  المُناقصة دي بقت لينا بجد، أنتِ ليكِ مكأفأة كبيرة جدا ".


أرتفعت ضحكاتها الأنثوية، تُرجع خصلات شعرها السوداء خلف أذنيها، تُجيبه بثقة تامة: 


_" أن شاءلله هتبقي لينا، وأنا واثقة، أنا عمري قولت حاجه ومحصلتش". 


قهقها بضحكتهِ الرجولية، وقد أخذت تفاحة آدم أسفل ذقنهِ ترتفع وتنخفض، وقد تاهت هي لدقائق في تلك الضحكة، سحبتها لعالم آخر، لكن سريعًا ما عاودت الأعتدال في جلستها وأيضًا تعابير وجهها، لكن عينيها التي، كانت تلمع تفضحها، فأنما العيون نواطق..... 


_"لا بصراحه عُمرك ما قُولتي حاجه ومحصلتش، علشان كده بقولك ليكِ مفجأة مني". 


أجابتهُ بحماس: 


_"أي هي؟ ". 


_" لا لما ييجي وقتها، وبلاش كلام فالشغل بقي أنتِ فأجازة أومال.... ". 


كادت تُجيبه لكن قاطعها صوت طرق علي باب المكتب، أدركوا أنها الخادمة، وقد جائت لهم بالقهوة، لكن ظهر من خلف الباب،" رضوي" تبتسم لهم بصلفٍ، مُتقدمة منهم، أستغرب هو بالبداية لِمَ أتت هي بالقهوة بنفسها.... 


_"تعالِ يا روبانزل، جايبة القهوة بنفسك ليه؟ ". 


إن طريقتهُ فيّ مُناداة اسمها بتلك الطريقة المُميزة موُسيقى تعزف علي أوتار قلبها، كُلما نطق بإسمها  كُلما زادَ أعجابها بالأسم، لقب لا يناديها أحدٍ بهِ سواه هو فقط" روبانزل". وقد أطلقَ عليها هذا الأسم خصيصًا لتشابه شعرها الذهبي الطويل مع شعر" روبانزل"، كلما نطقَ بهِ ينبض قلبها بداخل أضلعها يتراقصُ فرحًا 


أقتربت تضع الصنية أمامهم علي المكتب ولم تكتفِ بذالك، بل أيضًا مدت لـ" مُراد"يدها بكوبهِ،الكوب المُخصص له بينما تركت الكوب الثاني بالطبع للأخري، هتفت برقة تقول: 


_"أبدًا كُنت جاية عايزة كتاب من المكتبة بتاعتك، ولقيت أم محمد جايبة القهوة قولت أدخلها معايا... "


_"تسلم إيدك، أدخلي المكتبة قدامك نقي إللي يعجبك منها خُديه". 


نهضت تتجهُ إلي المكتبة القابعة مباشرةً أمام المكتب، وكانت كل دقيقة والأخري تلتفُ لهم تسترقُ النظر خلسهً، كانت تُقلب في الكُتب بدون هدف هي بالأساس لا تود أي كُتب، أنها حِجّة ليس إلا..... 


كان "مُراد" قد أرتشفَ عدة رشفات من فنجانهِ، وبين يديه الأوراق يُطالعهم مرة أخري، بينما "نانسي" وضعت ساقًا فوقَ الأخري تتطرق بخفة علي سطح المكتب ولم تقترب من فنجانها بعد، ظلت تعبث بالكتب بملل، كادت "نانسي"  تتحدث إلي "مُراد" لكن قاطعتها "رضوي"التي قفزت فالحديث مرة واحدة، توجه حديثها إلي" مُراد"مما جعل الأخري تصمت عما كانت تنوي قولهُ: 


_ممكن تيجي، تجبلي الكتاب إللي فوق ده مش طيلاه.... "


تركَ الفنجان والأوراق، من ثم نهض يقف بجانبها، سألها أي كتاب بالضبط تود فأشارت إلي آخر كتاب فالرف فالأعلي، وهي لم تدري ما محتوي الكتاب أصلاً أو حتي أسمه، نفذَ ما طلبت وجلبَ لها الكتاب بسهولة نظرًا لطول قامتهِ، فكان بهذهِ الوقفة يتفوقها طولاً، تشعر أنها كالصيصان المبلول بجانبهِ بحجمهِ هذا.... 


التقطت الكاتب، يتفقد، من ثم عقد حاجبيهِ يسألها: 


_"ده كتاب عن السياسة من أمتا وأنتِ ليكِ فالسياسة؟ "


وكأن أحدهم سكبَ دلولاً من الماء البارد للتو فوق رأسها، كادت تبكي، لكنها أجابتهُ بتوتر قليلاً: 


_"هاا، آه ما أنا بقيت بحب اقرأ في كل المجالات، زيادة ثقافة". 


قهقهَ يضحك بخفة، من ثم رفع كفهِ يقرص وجنتيها بخفة وكأنهم أبً وأبنتهُ حقًا،بأفعالهِ تلك،والتي يُشعرها من خلالها أنها مازالت طفلة صغيرة،وليست فتاة بالغة ، قائلاً: 


_"دي بنتنا كبرت بقي وبقت مثقفة!، عالعموم ماشي، خُديه بس ابقي رجعيه بسرعه علشان ممكن أحتاجه ماشي يا شاطره ". 


اومأت برأسها قائلة بنبرة هادئة: 


_" ماشي.... "


ألتفتت إلي الدخيلة الأخري، وجدتها كادت ترفع كوب قهوتها وترتشف منه، لذا أستعجلت فالخروج سريعًا تستأذن للرحيل، وبأقل من ثانية كانت قد خرجت إلي الخارج مغلقة الباب خلفها تزفر الهواء براحة، ها قد تمت خطتها العزيزة...... 


ولكنها لم تجلس لخمسة دقائق فقط، ووجدت صوت "مُراد" المُرتفع يصرخ بأسم الخادمة، وقد سمعت أيضًا أصوات "نانسي" التي كانت تتلوي  من شدة الألم، وقفت من مكانها وقد وقعَ قلبها بين قدميها من شدة خوفها لِنتائج فعلتها الشنيعة التي فعلتها بدافع غيرتها ولم تحسب حسابًا لأي شيئًا آخر، وجدت الخادمة تهرول بوجهِ شاحب، و قد أجتمع المنزل بأكمله يهرول الي المكتب، بينما هي ظلت ملتصقة بالأرض لا تقوى علي الحركة...... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة