-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 6 - 3 - الجمعة 13/9/2024

 

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السادس

3

تم النشر الجمعة

13/9/2024



بعد ساعه ونصف أخيرًا وصلَ إلي مقر منزله في مدينة الأسكندرية عروس البحر المتوسط، كان منزل متطرفًا بعيدًا عن الأكتظاظ السُكاني، يطلُ علي البحر مباشرةً، تشعر أنه في جزيرة بعيدة كل البعد عن المدينه،وهذا هو المطلوب حيثُ يفضل الهدوء والأنعزال أكثر عن الضوضاء والزحمة...... 


ترجلَ من مقعدهِ أولاً، و وجدَ أمامه صديقه" أبراهيم"وبجاورهِ فتاة خمنَ أنها هي "هند" ابنه عمهِ، وبتلك الحقيبة الطبية التي تحملها، فأغلقَ الباب متوجهًا ناحيتهم وقد كان الضوء قد حل وظهرت خيوط النهار الأولي..... 


أقترب منهم، وما أن وصل لمكانهم سأله "أبراهيم" فورًا: 


_"قلقتني يا مُراد في أي؟ وليه طلبت أجيب هند معايا؟ ". 


تنهد بتعب، هو حقًا متعب لم ينم لمدة يومين فاتوا، وسافرا مرتين ذهابًا وأيابًا دون  أن يرتاح حتى، لذا أجابه بنبرة متعبة: 


_" أبلع ريقك يا إبراهيم وبراحة عليا، ما أنا قدامك زي الفل أهو! ". 


_" أومال أي حصل بس وجايبني علي ملا وشي كده؟ ". 


لم يرد عليه، صديقه ثرثار وسيوجع رأسه أكثر، لذا وجهَ حديثه إلي الطبيبة بجوارهِ يرحب بها: 


_"الدكتورة هند مش كده". 


أومأت برأسها تُجيبه بهدوء: 


_" أيوه! ". 


_" أهلا بيكِ انا مُراد صاحب أبراهيم، وبعتذر جدا إني جبتك فالوقت ده كده ". 


نفت برأسها، تقول بهدوء: 


_" أهلاً بحضرتك، ولا يهمك دي شُغلي". 


أبتسم لها أبتسامة خافتة ممتنة، ثم تقدم يخرج مفاتيح المنزل، ثم التفت لهم يدعوهم للدخول: 


_"أتفضلوا طيب...... ثواني وراجعلكم، البيت بيتك يا إبراهيم أنت مش غريب ". 


قال ذالك وغادر وتركهم، نظرت" هند"، لابن عمها تسأله بإستغراب: 


_"هو مين اللي تعبان هنا بالضبط، أنا مش فاهمه حاجه كده! ". 


_" أهدي يا لما نشوف في أي!. ". 


ثواني ودخلَ عليهم، ولكن كان يحمل فتاة مجهولة الهوية بالنسبة لهم، لم يستطيعوا حتى النظر لها أو معرفة من تكون بالضبط، لأنه كان يحملها محتضنًا أيها يخفي وجهها، غاب داخل أحدي الغرف لدقائق ثم خرج عليهم يوجه حديثه ناحية" هند": 


_"مُمكن تدخلي تكشفي عليها ". 


عم الصمت وظلت هي توزع نظراتها بين باب الغرفة، وأبن عمها، اومأ لها يشجعها علي التقدم، فرضخت تتقدم إلي الداخل بهدوء...... 


وما أن أغلقت الباب خلفها، سأله" أبراهيم"للمرة المئة والواحد في تلك الليلة، هو محق طبعاً فطرح الكثير من الأسئلة فالوضع فعلاً مريب، لكنه لا يقوي علي الحديث الآن أو شرح أي شيء فقط يريد أن يطمئن عليها: 


_"مُراد مين دي! وأي إللي بيحصل؟ أنا مش فاهم حاجه، فهمني". 


بنفس ذات النبرة المتعبة أجابه: 


_"مش وقته يا إبراهيم علشان خاطري مش وقته، بعدين.... بعدين هشرحلك أسكت دلوقتي ". 


_" حاضر سكت". 


❈-❈-❈


جلسَ علي أقرب مقعد قابله لأنه حقًا يشعر أنه غير قادر علي الوقف علي قدميهِ، اللتا أصبحَ كالهلام من هول ما هم به الآن، مرت ربع ساعة من وقت دخول الطبيبة الغرفة، ظل القلق ينهش برأسهِ، جلستها بالداخل  لتلك المدة توحي أن هناك شئ سيئ قد حدث لها....... 


خمسة دقائق أضافية وفُتحَ الباب تبعه خروج"هند"، تنظر لهم بملامح مذعورة، نهضَ يسألها يريد أن يطمئن: 


_"أي مالها، كويسة". 


أجابتهُ بأقتضاب وضيق علي عكس حالتها قبل أن تدلف للغرفة، وكأنها رأت ما جعل مزاجها يتغير كليًا: 


_"واضح جدًا أنها تعرضت لأغتص.... ". 


أوقفها يشير بأصبعهِ قائلاً: 


_" عارف". 


جحظت عينيها أكثر، فما قال قد ذاد من ضيقها، لذا ضيقت عينيها بسأم غير مرتاحة لمَ يجري بتاتًا،تصيح به بعصبية وأندفاع : 


_"يعني أي عارف؟، أنا فالحالة إللي زي دي لازم أبلغ البوليس...". 


_"إبراهيم متشوف بنت عمك". 


_"هند ممكن تسكتي". 


صاحت به بأنفعال هو الآخر: 


_"يعني أي أسكت.... دي جريمة وده شُغلي". 


صاح بنبرة أكثر حدة منها:


_"وأنا بقولك أسكتي يا هند متدخليش في إللي مالكيش فيه... ". 


لم تقتنع بما يقول، وكادت تقول شيئًا أضافيًا لكن" مُراد"منعها، يقاطع حديثها، قائلاً هو: 


_"أنا عارف أنك مستغربة، بس صدقيني تفوق هي بس بالسلامه وأنا هفهمك، الموضوع مش زي ما أنتِ فاهمة خالص، وعد مني هفهمك بس تفوق". 


_"طيب، عالعموم هي كويسة حالتها مش خطيرة أوي، أنا عقمت جرح دماغها وباقي الجروح وفي كدمات كتيرة في جسمها وده اللي اكدلي أنها اتعرضت للعنف، أديتها حقنة مهدء مفعولها أربع ساعات، وهكتبلك دواء دلوقتي لازم يتجاب فورًا لأن محتجاه..... ". 


_" كل اللي تطلبيه هيجيلك". 


_"أنا بقول الأفضل أننا ننقلها عندي المستشفى". 


أعترض رافضًا: 


_"لا مستشفى لا،كل اللي تحتاجيه أنا هجيبه هنا، وحاولي علي قد ما تقدري تعملي اللازم من غير مستشفايات.....:". 


اومأت برأسها بهدوء، من ثم تركتهم مكانهم ودخلت للغرفة مرة ثانية، بينما قال "مُراد" وهو يهمُ بالرحيل: 


_"إبراهيم أنا هروح أجيب الأدوية دي، وأنتَ هتروح تودي الورق ده فالشركة وتسلمه بنفسك للأستاذ عبدالسلام، وهو هيتصرف،وأنا هكلم نانسي أبلغها ". 


_" أنتَ بس لو تفهمني أي إللي بيحصل؟ ". 


" قولتلك مش وقته يا إبراهيم ". 


❈-❈-❈


جلست علي الأريكة في زاوية من الغُرفة بوضعية غير، مريحة، ورُغمًا عنها غفت، بحكم أنها لم تنم الليلة الماضية جيدًا، حيث أنها كانت لديها عمل بالمستشفى لوقتٍ مُتأخرٍ وما أن عادت إلي المنزل، لم تجلس ترتاح حتى وجائها أتصال ابن عمها يستعجلها يخبرها أن هناك حالة طارئة لدي أحدي أصدقائه ويُريدهُا معه..؟........ 


فأطعتهُ دون حتى أن تسأل ما طبيعة الحالة، كل ما فكرت به، أن هناك شخصًا يحتاج لمُساعدتها بعيدًا عن الزمان والمكان، وهي بالطبع لن ترفض معالجة شخصًا يحتاج أيها، لذا هي هُنا الآن تغفو من شدة الأرهاق..... 


وأمامها علي السرير الكبير في مُنتصف الغرفة، تنام هي بهدوء، ولقد خف أحمرار وجهها وأرتخت ملامحها التي كانت منقبضة ومذعورة في نومها السابق، مُمدة علي ظهرها أيديها بجانبها، الضوء يتسلل عبر النافذة يُنير الغرفة بالنور الطبيعي...... 


تململت في نومتها بإنزعاج تقبض علي جبينها، وتفرك فجأة بطريقة غريبة، وكأنها تري كابوسًا يُتاردها يزعجها في نومها، ظلت تتقلب وتُصدر صوت متذمر، خائف، ولآن" هند" بطبيعتها نومها خفيف، فأستيقظت لأقل حركة منها..... 


نهضت تفركُ عينيها ومازالت عينيها تحملُ أثار النُعاس، فنهضت سريعًا تقترب منها، تربت علي رأسها برفقٍ، وتحاول تدليك يديها تساعد عضلاتها علي الأرتخاء بعدما شاهدتهم مُنقبضين...... 


ثواني وفتحت "رضوي" عينيها الخضراء التي أختلطت بخط أحمر من كثرة البكاء، ظلت ترمش بأهدابها الكثيفة عدة مرات، من ثم نهضت تجلسُ نصف جلسه، المكان غريب كُليًا عليها، هذه ليست غرفتها، غرفتها بيضاء الحوائط مُختلطة مع اللون الوردي، وأثاثها أبيض بالكامل، بينما تلك الغرفه عكس ذالك كُليًا، بأثاث يختلط بين اللونين الرمادي والداكن والأبيض، جدران باللون الكريمي..؟.. 


نظرت إلي نفسها ملابسها تم تغيريها إلي أخري غير تلك التي كانت متمزقة، شعرها مرتب، للحظة ظنت أنها بالفعل أستيقظت وتخلصت من ذالك الكابوس المُزعج وكل ما حدث ما هو إلا حلمًا فقط....... 


لكن صفعها الواقع المرير عندما حاولت الحركة لكن داهمها وجع طفيف في رأسها مكان الضربة..... 


همست ببطء من بين شفتيها التي تغير لونهم الوردي إلي لون آخر شاحب: 


_"أنا.... أنا فين؟؟ ". 


قابلتها الأخري بأبتسامة لطيفة: 


_" حمدالله على سلامتك يا رضوي ". 


طالعتها بعيون ضيقة لم تتعرف علي هويتها بعد لكن الأخري فعلت، فَـ السيد" مُراد"،  شرحَ لها وضعها وكيف حدث ذالك لها عندما أتي لها بالدواء الذي طلبتهُ قبل أن يرحل إلي عملهِ ويتركها هي تتولي رعايتها بعد أن طلب منها أن تمكث بجانبها لرعايتها لحين يعود.... ولأنها بالفعل أشفقت علي حالتها وافقت دون تردد بأن تعتني بها.... 


_"أنتِ مين؟ ".


_" أنا الدكتوره هند". 


فجأة ظهر الذعر والرعب علي وجه"رضوي "وتشنجت أطرافها هكذا بدون سبب واضح، وابتعدت بذعر إلي الوارء تترك مساحة بينها وبين" هند"التي راقبت ذالك بحذر، صرخت بها بعصبية مفرطة: 


_"أنتِ كدابة.... أنتِ مش دكتورة، أنتِ جاية علشان تموتيني أنا عارفة، انا عارفه ". 


ختمت حديثها ببكاء مرير، جسدها يرتجف كليًا وعقلها يصور لها ابشع المشاهد والتخيلات التي تتخيل أن يفعلونها بها، لكي يتخلصون من عارها وما جلبته لهم من خيبة....صُدمت" هند"وفتحت عينيها علي آخرهم ماذا تقول هي، عن أي قتل تتحدث..... 


حاولت تهدئتها من نوبة البكاء والصراخ التي أصابتها فجأة، تقول بنبرة حاولت أخراجها دافئة لينة لكي تُطمئنها:


_"أهدي أهدي، متخافيش مفيش حد يقّدر يعملك حاجة، أهدي، والله أنا هند دكتورة.... ". 


أنكمشت علي نفسها بذعر ورعب، تبكي ترتجف، وتتمسك بالشرشف من أسفلهِا، شفتيها ترتعش، حالتها مزرية حقًا وقد أدمعت عيناي" هند"تأثرًا لِمَ تري من معاناة فتاة صغيرة فعلوا بها هكذا، وكيف لها أن تتحمل ذالك وتتعايش معهُ، حاولت أن تقترب منها لكن كل مرة "رضوي" تبتعد وتنكمش علي نفسها أكثر حتى وصلت إلي نهاية السرير والتصقت بالحائط...... 


تصيح برعب: 


_"أنا والله معملت حاجة... هو... هو إللي أعتدي عليا حرام عليكم، متموتنيش أنا معملتش حاجة والله ماليش ذنب... ". 


ظلت تردد كلماتها تلك بشفاة مُرتعشة وجسد مثلج.......ثم نهضت علي حين غرة تقتربُ من سكين كان موضوع أعلي الطاولة علي طبق الفاكهة، وحملته بين قبضتها المُرتعشة تنظر نحوه بعيون مُتسعة، تريد أنهاء حياتها الآن، بعد أن أصبحت لا فائدةً لها بعدما حدث.... 


كل شيء تدمر كل شيء أنتهي......أنها فتاة بريئة نقية وضعوها وسط وحوش ضارية لا ترحم، وفتكت بروحها دون أدني شفقة.... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة