رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 6 الأثنين 16/9/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل السادس
تم النشر يوم الأثنين
16/9/2024
الفصل الثاني والاربعون.
غادر سالم المجلس وتبعه كل من عقاب ورابح، ركب حصانه وشرد به وتبعه الاثنان، إبتعد كثيراً ثم وقف في الخلاء يصرخ بقهر وكأنه ذبيح يحتضر.. هل سيخسرها بهذه البساطة.. هل سيقترن اسمها بغيره ولا حق له فيها بعد الآن، هل تربت على يديه ليأخذها غيره؟
تماماً كمن أعد وجبة طعام لنفسه واستدار فوجد غيره التهمها!
إقتربا منه وأنزلوه من فوق حصانه بالقوة، تخشب جسده وهو يقاومهم ، ولكن في النهاية تمت السيطرة عليه،
تعجب آدم لحاله وقهره وهو من كان يعرضها عليه قبل ساعات بنفس راضية!
أكان يكتم كل هذا الألم من أجلها، وكان سيمضي بقية عمره يكتم ألمه إن تزوجها ورضخ لتوسلاته؟
رابح:
- خلاص ياسالم طير وشرد منك ماتزعل عليه، لو كان لك فيه نصيب كان عشش باحظانك وماضرب بجناحه وطار.
- بس هاد طيري يارابح طيري ومربيه بيدي، انا اللي علمتها الطيران ليش لما تعرف تطير تهروب مني؟ ليش وانا اللي كنت اشيلها علي كتافي من خوفي على رجولها من سخونة الرمال، انا اللي كنت اشربها وأوكلها بيدي وجبتلها كل اللي طالته يدي، نبتت مني وعطيتها من رووحي واني اللي كنت مستعد اعطيها الروووح والعمر، ليش ماحبتني يارابح، ليش تتركني وتدور المحبه من غيري، بيش انا قصرت بيييش؟
وهنا هدر به آدم:
- ياسالم أنت ماتعرف وين مربط الفرس، إنت مشكلتك مو انك قصرت، فلا ترمي اللوم على قلة التقصير، أنت مشكلتك أنك عطييييت وماقصرت، عطيت بلا حدود، عطيت بلا إحتياج، عطيت واااجد وزايد لمن ملت رجوه من عطيتك.
دوم الشي المتاح بكميات كبيره يطمم النفس، وانت شبعتها محبه ودلال لما نفسها جذعت منك،
كل مطلوب مرغوب وانت ماعطيتها فرصه تحتاج شي منك ولا تتمناه، دوم تحن وتداري وتدادي وتدلل وتعطي وتعطي وتعطي..
ايش تحتاجه منك رجوه بعد كل اللي خدته، أيش تتمناه وانت قبل ماتتمنى تلبي؟
- ياناس احبها، احبها انتم ليش ماتفهمون؟
- واذا تحبها ياسالم؟ الحب مايذل مايكسر، ماننساق بسببه متل البهايم ونروح شمال ويمين حسب هوى المحبوب.. الحب عزه وكرامة، وإذا الحبيب ماحافظ على كرامة حبيبه خساره فيه الحب.
يارابح قول لسالم شي انت حبيت وتحس بيا، اذا اخذوا منك معزوزه كنت راح تتحمل؟ كنت راح تسكت، تكلم يارابح وفهمه هاد ماحب ولا يفهم.
- لا حبيت ياسالم، بس الحب بيختلف من شخص لشخص، بيختلف من شخصية لشخصية، انا لما اتأكدت أن حبي رح يأذيني ويأذي غيري تخليت عنه ودوست على قلبي.
- ماتقارن حبك بحبي، ماتقارن حب شهور بعشق سنين، ماتحط هي قبال هي لانهم مايتساوون،، ابددد مايتساوون.
رابح:
- ياسالم انا احس بيك وافهمك، بس ياخوي عوف اللي عافك، تخلا وتحمل الوجع شوي، اتقوى على وجعك بمرتك بشغلك وصدقني مع الوقت بتنساها.
همس بوجع وقد تهدلت أكتافه:
-شلون اعوف شلووون وهي معجونه فيا ومقترنه بعروقى وتنضخ مع الدم لقلبي، كيف اعوف اللي ضميتها بررروحي، انتم تطلبون من أب يعوف بته، ومن اخ يعوف اخته، ومن إبن يعوف إمه.
رجوه عندي كل هادول..ارحموا قلبي شوي انتم ماتحسون، والللله ماتحسون
آدم:
- اييي بس هي باعت وتخلت وعافت، اصحى ياسالم وشوف الصوره زين، انت داخل الإطار لهيك ماتشوف، أخرج وابتعد وراح تعرف انك كنت بالمكان الغلط ومع الشخص الغلط.
- نفسي، والله نفسي وأتمنى بس ماأقدر.. كيف اسويها دلني؟
خد بقلبي وعرفه الطريق.. ساعدوني متل مادوم تساعدوني انا اخوووكم.
قالها ثم خر راكعاً وتراقصت الدموع في عينه فهمس له آدم وقد صك على اسنانه غضباً:
- دير بالك اذا نزلت دمعاتك على مره لا انت خوي ولا اعرفك، لا مجلس يضمنا ولا طريق تجمعنا، انا ماارافق ضعاف ياسالم فهمت.
قالها وقفز على حصانه وغادر المكان مسرعاً، غادر قبل أن يضرب سالم الذى لم يتوقع أنه ضعيف لهذا الحد، وخاصة تجاه من باعته وفضلت عليه غيره، هو يعلم ان الحب موجع، ولكنه يرى الذل أكثر وجعاً.. يعذره ويشفق عليه وبنفس الوقت يريد انتشاله من كل هذا المستنقع والخروج به لبر.. ولا يعلم كيف.
توقف بالحصان اخيراً، علي مسافة من القبيلة ونزل من فوقه، جلس فوق حجر كبير وأخذ يتفقد المكان من حوله بضجر ويشعر أن كل شيء لم يعد كما كان، ثم أخرج هاتفه وبعد تردد ضغط على إحدى الارقام، وفور أن فُتح الخط تنهد وقال:
- ليش الله خلق الحب، ايش فيه ميزه والله اني اشوفه كله عيوب، وانخلق لجل يذل ويوجع ويكسر ويعذب.
أجابته بصوتها الحنون:
- مش في كل الحالات، احياناً بيطمن ويداوي ويطيب ويعوض ويسعد.. الحب بيتلون على حسب القلوب وعلى حسب ظروف اصحابه ياآدم..الحب زي اي حاجه في الدنيا بيحكمه الظروف.
تنهد ثم رد عليها هامساً:
- أي والله، هي الظروف اللي تتحكم بكل شي.
صمت قليلاً ورآها هي الأخرى صمتت فأردف :
- إشتقتلك واجد ياحياة واااجد.
- إحنا مش اتفقنا ياآدم واخدنا قرارنا، بترجع ليه فيه دلوقتي؟
- انا مارجعت بشي، وانا عند كلامي، بس هاد مايمنع اني اشتقت.. انت ماأشتقتي؟
-وليه نبوح بالشوق مادام الوضع مش هيتغير، أرجوك ياآدم عايزين نساعد بعض على النسيان.
- نسيان، نسيان ياحياة؟
- طيب على التظاهر بالنسيان ياآدم لو المسميات هتفرق معاك.
- ايش فيك؟ كلامك به مراره.
- لا ابداً إنت اللي متضايق وشكل فيه حاجه تاعباك ومأثره عليك.. أنفاسك وكلامك ونبرة صوتك كله بيقول كده.
- ااااخ ياحياة،والله تحسين بي برغم بُعد المسافات.
أقول ياحياة..
- لا انا اللي هقول ياآدم اسمحلي، انا وبنقل اوراقي للجامعه هنا جنبنا، واحد جيران عمتي شافني وأعجب بيا وطلب ايدي.. وانا بفكر جدياً فى الموضوع.
إستقام في جلسته وتجهم وجهه، وشعر بألم في يسار صدره، وبعد مدة من الصمت أردف:
- حياة لا تتعجلين، لا تاخدي قرارات وانت تحت تأثير اي مشاعر سلبيه..تأني وشوفي قلبك ايش يقولك.
- آدم انا بعرف أفصل كل حاجه عن بعضها، وبعدين قلبي ماعادش له رأي فى القرار ده، حالياً عقلي بس هو المسئول، القلب اتقفل على سكانه وانتهى الأمر.
- حياة
- نعم ياآدم
- ديري بالك على حالك، وحطي ببالك إن لولا الظروف ماتركتك ولو على جثتي.
- عارفه ياآدم ومش محملاك اى ذنب ولا بعتب عليك في أي حاجه.. وانت خلي بالك من نفسك عشان خاطري، أوعا توجع قلبي عليك فيوم من الأيام، خليك فاكر إن فية حد لو إنت اتألمت هو هيتألم قصادك أضعاف.
- الله يبعد عنك الألم والوجع ياأجمل شي مر علي بحياتي.. إستودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه.
إنتهت المكالمة التي جعلت آدم يهدأ قليلاً من ناحية سالم، فقد إختبر إنه لأمر مؤلم للغاية أن تعرف بأن حبيبك على وشك الضياع منك للأبد، ولكن الإختلاف هنا بأن الأمر تم بغاية الهدوء،
ولم يأخذ من آدم نفس ردة الفعل، وحياة أيضاً كانت مستسلمة للغاية وهادئة هدوء المغلوب على أمره، لم تختلق المشكلات إو تلجأ لحلول شبه مستحيلة للحصول على حبها مثل قليلة العقل رجوه.
وقف وركب حصانه وعاد للقبيلة، وهناك وجد معزوزه على مشارفها تنتظر، عرف من ملامحها بإن الأمر يخص رجوه، وأن الخبر نزل عليها كالصاعقة دمرها.
وقف قبالتها وسألها:
- إيش فيك يامعزوزه، ليش واقفه هالوقفه؟
- عقاب انجدني، رجوه غمضت عيونها وماتنطق ولا تحس، متل ماتكون غادرت الدنيا وماباقي منها غير جسدها.
رد عليها وهو ينزل من فوق حصانه:
- ربنا يسمع من خشمك وتكون غادرت، وجسدها ماهو مشكله نوارو عليه الرمل ونرتاحو.
-حيييه عليا وعليها، ليش كل اللي اجيبله سيرتها مايدعيها إلا بالموت، حرام عليكم والله حرام.
- ليش حرام الموت راحه ونحن نريدوها ترتاح.. ردى لخيمتك واتركي بلوه الحين بتطيب لحالها، شيعى على خطيبها صياح يجلس جوارها شوي وهي بتتحسن.
ردت عليه بغضب:
- هو بالأصل صياح هاد سبب كل المشاكل الله لا يوفقه، هي سمعت اسمه وانه رهنها من هين، وطبت ساكته من هين.
- هاي طبة الفرحه، طلعيها من بالك يامعزوزه واشقي بروحك رجوه متل القرود مايصير عليها شي.
انهى آخر كلماته وهو يتحرك مبتعداً، ولم يُبد أي إهتمام برجوة أو تعبها، فوقفت معزوزه تراقبه متعجبة وهي تقارن بينه وبين سالم فى نفس الموقف،
فلو سالم لكان جن جنونه عليها، أما هذا فمضى وكأنها شيئ ليس له اية قيمة! وسخطت على رجوة التي تركت ذاك من أجل هذا.!
عادت إلى الخيمة، فوجدت رجوه على حالها، غائبة عن الدنيا ولكنها تتنفس، ظلت تحاول معها هي ومايزه وكل من علم بأمرها،
وبعد الكثير من المحاولات بدأت تسترد وعيها، تلفتت حولها بوهن وأردفت حين وقعت عيناها على معزوزه:
- ليش يامعزوزه ليش، ليش يعملوا فيا هيك، انا بيش أذيتهم، بيش اذيت ابوي، يعني مالقوا إلا صياح ويزوجوني ليه، صياح اللي دون عيال القبيله ماكنت اطيقه، صياح ياناس؟
ومن اللي قال اني اريد اتزوج من الأساس، يابه انا خلاص ماعايزه اتجوز ولا شي، قولي لابوي لا صياح ولا غيره، رجوه ماتريد زواج.. الله لا يوفقك ياسالم لو ما انت بحياتي ماكان جرالي كل هاد.
معزوزه
- وايش ذنبه سالم يارجوه، يعني فوق ماقدملك كل شي هي تكون جزاته؟
- قدملي الحنظل اللي راح يعيش طعم مراره بحلقي لاخر العمر، يعني اذا ماخد مني حق اللي قدمهولي يرميني للكلاب ولا يهتم؟ وين محبته ووين حنانه علي، ولا كله كان لجل يطالني وإذا ماطال يروح كل شي!
مايزه
- هدي يارجوه وارضي بنصيبك وعيشي الحياة اللي انفرضت عليكي متلك متل غيرك، كافي كثر التمرد مارح يجيبلك غير وجيج وتعب اكثر، انسي كل شي مضى وعوفي عنادك وعيشي متلك متل بنيات القبيلة، لا لهم رأي بزواج ولا نهوه والوحده تروح خيمة زوجها من خشم مصكر.
- الله ياخده زوجي وياخد خيمته إذا راح يكون صياح، والله والله اذا زوجوني ليه لأخلي أيامه سود بلون غرابيب الصحارى واندمه على اليوم اللي فكر فيه ياخذني،
والله لأصلبه بليله غبره على جزع نخله واخلي الذيابه تنهش بلحمه حي.
مايزه
- ششش اكتمي اكتمي أمه خارج الخيمة وكل نساء القبيلة.. ماتبتديها بعداوات يارجوه هاد راح يصير راجلك وابو عيالك.
- لا تجننيني بكلامك هاد، مين اللي يصير راجلي وابو عيالي، الله لا يرزقني بعيال اذا هو ابوهم، وأمه اذا بره خليها تجيني، قوليلها رجوه تريدك وانا افرجك العداوات كيف بتكون.
قاطعهم صوت نسائي يقول:
- انا امامك يارجوه، هااا ايش راح تسوي يعني قوليلي.
- انتي من خشم ساكت تروحي تقولي لصياح ولدك نهايتك على يد رجوه بتكون اذا تميت زواجك منها.
- انا مااقدر اقوله هاد الكلام، وتالي انا وليدي رجال ومايخاف من حرمه، واذا تحسبين روحك ذيبه هو أسد، ومن البدايه كلنا نعرف انك فانص وعلى عيبك جيناك، يعني تعملي ايش ماتعملي عذرك معك ومسامحينك انا وولدي.. بس لجل عيون مكاسب امك وعيون ابوكي قصير.
- الله يخزق عيونك وعيون مكاسب امي وعيون ابوي قصير معكم ويعميكم كلكم ماتشوفون طريق ولا تميزون شي.
- الله يسامحك يارجوه.. والله فرحتي وفرحة وليدي اليوم ماتخليني ازعل منك لو ايش ماسويتي وايش ماقلتي.
- امشي اطلعي بره الخيمه الحين لأقوم ادفنك بأرضك.. يلا وليي بره.
معزوزه:
- يارجوه ايش هاد اللي تقولينه؟
- وانتي يلا ولي معها مااريد حد قبال عيني، خدي أم نباح هي واغربوا عن وجهي.
مايزه:
- ياام صياح رجوه مريضه وماتعرف ايش تحكي، اقول تتركيها الحين وبس تطيب يبقالكم قعده وكلام، الايام جايات.. روحي لخيمتك وافرحي مع وليدك.
- اعرفها مريضه وتخربط، انا الحين بمشي وعلى قولتك يامايزه الأيام جايات، وطوال.
غادرت ام صياح الخيمة وتركت رجوه تتخبط، فهذه العائلة برمتها لا تطيق أحد منهم، وخاصة صياح وأخته خَوله، التي لا تُطاق، والجميع ينفر منها.
عادت معزوزه إليها بعد ان اوصلت أم صياح لخارج الخيمه وتبعتها مايزه وغادرت هي الأخرى، وجلست بجوارها وهمت أن تتكلم ولكن رجوه قاطعتها بغضب عارم:
- معزوزه اذا تحكين شي انقوم نحرق روحي وقبلها نحرق خيام القبيلة كلها باللي فيها واخليهم رماد، واذبح ابوك واخوك ومعهم مكاسب أمك واريح الدنيا كلها منكم.
- هدي هدي انا ماراح احكي شي.
اغمضت رجوه عينيها وعقلها عاجز تماماً عن التفكير او الاستيعاب، ولا تقوى على مجرد تخيل أن تكون زوجة لصياح وكنة لعائلته، فواست نفسها بإن هذا لن يحدث، وبالتإكيد سالم لن يسمح بذلك أن يحدث، ستلجأ إليه كالعادة ولن يخذلها.
تبسمت فور أن تذكرت سالم وشعرت بأنها في مأمن من كل شيء، لازال هو أمانها من كل شيء وركنها الآمن الذي تلجأ إليه ولا يلفظها،
فأغمضت فهربت من هذا العالم كله وهي تنتظر الذي لا يخيب فيه أملها ابداً.
أما أم صياح فوصلت لخيمتها وسمعت من الداخل صياح وإحتفال، دخلت فإذ بهم أولادها وبنتها الوحيدة خوله يقفزون ويغنون، فهدرت بهم:
- ايش فيكم يالمخابيل، ليش مسويين حفل بالخيمة؟
إقتربت منها خوله واحتضنتها وهي ترد عليها:
- يمه فرحانين وااااجد، فرحانين لصياح خونا اللي رهن بت الشيخ وبيتزوجها، انتي ماتعرفي هاد ايش معناه يعني؟
هاد معناه اني غدوه اروح للشيخ اقوله زوجني، وهو راح يؤمر زينة شباب القبيلة إنه يرهني، اي ماأنا اخت زوج بته ولزوم عليه يلبي طلباتي.. ولا اقول، انا بنفسي بنقعد انوازي بين شباب القبيلة واختار منهم شب واشاورله عليه وهو يأمره يتزوجني...
بس انا عرفت من بطلبو من الشيخ قصير، راح نطلب عقاب.
انهت كلماتها المتلاحقة فدفعتها أمها بعيداً عنها وهي تقول:
- عقاب؟
لا يازينة الصبايا، انا نقول عقاب قليل اعليكي، شوفيلك شيخ قبيلة ولا ولد شيخ وشاوري عليه والشيخ قصير يجيبه لك راكع ومذلول.
وهنا رد عليها صياح الذي دلف للخيمة بعد امه:
- بالله انتِ ماعمرك نظرتي بمرايه ياخوله؟ يعني مابيوم سألتي حالك ليش ماحدا جايك يطلبك للزواج وحطيتي اللوم علي شكلك؟
- لا نظرت واعرف قدر نفسي زين، أنا ست صبايا القبيلة كلهم وأجملهم.. بس المشكله ماعندي حظ متلهم، ربنا عطاني كل شي إلا الحظ.
وهنا ضحك جميع أشقائها، فهي دوماً تتحدث بجدية حول جمالها،
ومقتنعة تماماً انها مميزة وفريدة من نوعها، وجميلة ولكن حظها هو مايعيق زواجها.. فهدرت بهم:
-ليش تضحكون ياصخول البوادي، ماتعرفون قيمة اختكم انتوا، انا ماعارفه كيف انتوا اخواتي ومن ام واب واحد، لو ماأعرف امي كنت قولت خطفتني من بيت ملك وانا صغيره وجابتني ربتني وسطكم لنها ماتجيب بنات.
رحال:
- يمه ابوس يدج اذا جد خطفتيها رجعيها للملك ابوها، كافي علينا هالقدر وخلي هو يتحمل الباقي، ارجوك التاج والمملكه والامير بإنتظارها وديها وديها.
صياح
- صكروا خشمكم واسكتوا شوي راسي يوجعني.. حوله سويلي قهوة.
-قولت حوله ماني مسويه شي.
- روحي ياخوله سوي لي ولاخوكي قهوة، وخدي هادول الصخول معك، ولا تعاودون للخيمة الحين، اريد ارتاح.
خوله:
- انا بسوي القهوة واروح يم رجوه شوي اقعد معاها واشوف ايش عندها بخيمتها ينوكل او ينلبس، الحين صارت مرت خوي واللي بخيمتها حقي.
صياح:
- اقعدي راحه، لو رحتي يم رجوه الحين بتاكلك عظم ولحم ومانلاقوا فيكي شي.
- ليش انكلبت؟
الام
-والله يمه انكلبت وصارت مسعوره تاكل ناس.
صياح
- لا وانتوا الصادقات، مو انكلبت، انغصبت.
نظرت الأم لخوله بعد أن غادر اشقائها الخيمة وقالت لها:
- يلا ياخوله روحي عالقهوة سويها.
- اعرف تريدون تطلعوني لتحكون اسرار، بس انحب انقولكم اني ادري كل شي والكل يدري، رجوه تحب عقاب، حالها حال كل بنيات القبيلة، وسالم يحبها والكل يدري،
ولما سالم فك النهوة وعقاب خوه مارضي بيها.. ابوها عطاها لك لجل مابقت تسوا بين بنيات القبايل شي، متعافه ومرفوضه، وانت اذا بيك خير ماكنت رضيت تاخدها، بس اعرفك واخدها لجل س...
وقبل ان تكمل الكلمة، قفز صياح ووضع يده علي فمها يمنعها من المواصلة، وقام بدفعها للخارج وهو يقول لها :
- صكري خشمك واغربي ولا عاد تحكي هالحكي قدام اي حد من الحين، ولا حتي مع حالك فهمتي.
اومات له برأسها فأطلق سراحها وغادرت على الفور، وعاد هو لأمه وجلس بجوارها فقالت له:
- ياصياح، والله بت مكاسب شديده وماراح تقدر تحكمها، اذا ابوها ماقدر ولا حتي الشيخ منصور الله يرد غيبته وقت كان موجود، ولا الشيخة عوالي، وربيت بين الوديان على ظهور الخيل ووسط الشباب، كيف فيك تحكمها انت؟
- تجي بس على خيمتي وانا انوريك كيف الرجال تحكم، المهم الحين اتركينا من رجوه امرها سهل وهين، بس انا الحين انريدك تتجنبيها وتنبهى على خوله تتجنبها، مااريد تاخد علينا حجه، اريدكم تحايلونها، واريد منك تهاديها دوم حتى تحس انها ماجايه لخيمة جياع، واذا عالقروش خدي من قروشي اللي عندك، أصرفي ولا تهمتمي والعوض جاي.
تنهدت أمه وصمتت، فسألها:
- إيش فيك ياأم صياح، ليش التناهيد، اللي يشوفك يقول ماتعرفي البذره ومن زرعها وما مفهمك شي؟!
- تريد الحق.. أخشي عليك منها ياولدي وأخشى على روحي بعد، إنت ماشفتها قبل شوي وشفت كيف كانت مكلوبه.
- لا ماتخشي علي ولا على روحك، بعد الزواج إذا فتحت فمها بسففها رمل الصحرا كلو، بس خلي كل شي بأوانه.
صمت الإثنان وهم يسمعون صوت خوله من الخارج:
- انتي وياها ليش مارات بجوار خيمتنا؟
مافي طريق تاني ، يعني انا انروح انمر من أمام خيامكم واتسمع على اللي ينقال فيها؟
- ياخوله وين اتسمعنا، نحن فايتات نعاود المعيز الشاردات؟
- والله مافي معيز شاردات غيركن، تدرون اذا شفت وحده قريبه من الخيمة لأكسر رجولها وسنونها.. هيا يافانصات اغربن.
دخلت الخيمة وإذ بأمها تصيح بها:
- الله لا يوفقك صايره متل كلب مسعور قاطع طريق، محرمه اهل القبيلة يقربوا علينا وخليتي الكل كرهنا وحتى بالمجالس الناس تنفر منا.
-يولون، مانريد حد ولا نريد محبة حد، خذوا القهوة خلي انروح لرجوه حبيبتي.
صياح:
- خوله وقفي، اقول حبيبتي لا تروحين لرجوه الحين وخليكي بعيده بهالفتره، مانريد البنت تتضايق منا من البداية وتحكي علينا حكي مو زين،
بس تيجي لخيمتي وتصير مرتي شيلي منها اللي تطيب عليه نفسك، خذي كل ملابسها وزينتها ونعالها بعد، خليها تمشي حافية الاقدام بس مو الحين.
إستدارت خوله وتحركت نحوا الخارج، فسألها صياح:
- على وين ياخوله؟
- رايحه على خيمة رجوه حبيبتي.
قالتها وغادرت الخيمة ولم ترد على نداءات اخيها المتكررة، ولما تأكد أنها إبتعدت نظر لأمه وقال لها بغضب:
- عاجبك اللي تسويه بتك؟ احكي معاها ماترد علي؟
- اختك وتعرفها، عقلها من زماااان ركب ناقه وشرخ ماعاود.. وماتسمع حكي، عوفها هي ورجوه ند بعضهن، فخار يكسر بعضه، وكمان لجل ياخذون على بعض من الحين والفانص تعتاد المهبوله.
صمت صياح وحمل كوب شايه وبدأ يرتشف منه وقد تعلقت عيناه على نقطة ثابتة وسرح بخياله وترك أمه تحدثه وهو غائب بعقله عنها وكأنها تتحدث مع نفسها.
- رجوه يابدويه، ارفقي بي يابدويه يالعنوده الغشمريه، يالجميله اليوسفيه، ارفقي بي يابدويه، ارفقي بصياح خوي يابدويه يابدويه.
كانت هذه خوله أمام خيمة رجوه تصفق وتغني بصوتها العالي قبل أن تدخل الخيمة دون إستئذان وتقف فوق رأس رجوه وتكمل الاغنية والتصفيق وبدأت في الرقص ايضاً..وهي تقول:
ودي يارجوه جلابيه وودي نعالين وصوفيه.. وكم قنعه وبرقع مشغول بقروش ذهبيه، يابت الشيخ يابدويه، افتحي صندوقك إليا. انا اخت زوجك وكل الحق ليا.
إعتدلت رجوه وهي تنظر لها بغرابة، وقبل ان تنتهي خوله من وصلتها الغنائية قفزت عليها رجوه ولفت غطاء رأسها حول رقبها وأخذت تخنقها،
فصرخت خوله مستنجده:
- حييييه عليا انجدووووني رجوه تريد تموتني،، واااااك اعليكي يابت مكاسب وااااااااااااك.
وعلى صياحها تجمعت النساء ودخلن الخيمة، وبالكاد إستطاعوا تخليص خوله من يدها، واخرجوها من الخيمة، أما رجوه فلم تكف عن السب والصراخ على صياح واخته وعلي كل القبيلة، حتي وصل صياحها لخيمة الشيخة عوالي، فغادرت خيمتها متوجهة لخيمة رجوه، وقبل أن تصل الخيمة وقفت بجانب الموقد، أخذت منه بعض الجمرات في وعاء حديدي، وسكين كانت بجانبه ودستها وسط الجمر وأمرت مايزه أن تحمله وتتبعها.
دخلت على رجوه الخيمه بعد أن أمرت النساء بالإنصراف وإخلاء الخيمة، واشارت لمايزه بالإقتراب، كل هذا ورجوه لم تصمت، بل اذدادت في الشتائم، فأمسكتها عوالي من ضفيرتها وهمست بجانب أذنها:
- اشوف انك مارح تسكتين إلا بطريقه من اتنين يابت مكاسب، يابقطع لسانك أو بالموت، وانا هي بيدي وهي بيدي وانت تختارين اي طريقه تحبي.
- اذا راح تحكمون علي اتزوج نباح وترموني رمية الكلاب وتريدون اسكت، اقول تموتيني احسن ياعمه، موتنى لأن اللي تريدونه مارح يجرا إلا على جثتي.
- وانتِ حكمتى وانا علي التنفيذ.. بس قبل الموت فيه حساب وعقاب لجل تكوني عبره.. مايزه.
أشارت لمايزه بعينيها فإقتربت منها بما تحمله، فأخذت عوالي السكين والتي إحمر لونها من شدة السخونة، وقالت لمايزه:
- قيديها معي يامايزه هي الفانص.
فأنزلت مايزه الوعاء وقامت بتقييد رجوه التى اخذت بالصراخ فور أن كشفت عوالي إحدي ساقيها، فصرخت معزوزه:
- لا ياعمتي بربك ماتسويها، رجوه مريضه ماتدري ايش تقول ولا ايش تسوي، ماصاحيه لأفعالها ياعمتي.
- صكري خشمك يامعزوزه وغادري الخيمة، تعالن يابنات خدوا معزوزه وإذا فلتت منكم ودخلت بكويكم كلكم،.
فأمسكوها النساء وأخرجوها، وعادت عوالي تنظر لرجوه بشر ،
وفوراً وضعت السكين على جلدها فصرخت رجوه صرخه رجت القبيلة بأكملها:
- سااااااااالم انجدنيييييي.
كان قد عاد مع رابح للتو، وبمجرد أن سمع إسمه بهذه الطريقة منها.. نزل من فوق حصانه وجرى بكل سرعته نحو خيمتها، رأي الجميع أمامها، بدأ يفرقهم يريد الدخول، ولكن حين بلغ باب الخيمة وأمسك بطرفه إمتدت يد لتمنعه، فنظر وإذ به صياح يطالعه بندية وقال له:
- وقف ياسالم، من اليوم هي الخيمة بيها شي يخصني، بيها رهينتي ومرتى، وانا ماأرضي حريمي يدخل عليهم أغراب.
سمعت إسمه فصاحت مرة اخرى:
- سالم تعااال شوف ايش يسوون فيا، تعال ياسالم ليش تاركني.
ازاح يد صياح ولم يتحمل ان يستمع لصوتها الذي يحمل كل هذا الألم وهي تناجيه ولا يُلبي،
فمنعه صياح بكامل جسده هذه المرة حيث وقف أمام باب الخيمة وعقد يديه على صدره، ولم يكن هو الوحيد الذي إعترض على دخول سالم للخيمة،
بل هلال إنضم إليه ووقف بجانبه وقال لسالم:
- سالم روح من هون، ومن الحين رجوه ماعادت تربطك بيها صلة، ومهما نادت إسمك لا ترد، عوفها.
نظر للجميع حوله وإبتلع غصته، وإستدار كي يغادر، وخاصة أن رابح وصل عنده وأمسك ذراعه وجذبه برفق،
ولكن صرخة ألم أخرى منها جعلته يفقد صوابه، فهجم عليهم في جزء من الثانية، دفع صياح وضرب هلال ودخل إليها، فوجد السكين على ساقها ودخان الشواء ملئ الخيمة، وعلامتين أخريين غير التي سيتركها السكين، فأمسك السكين من يد عوالي وألقاه بعيداً، وأنزل ملابس رجوه ونظر لعوالي وبغضب قال لها:
-تكوينهاااا بالناار ياعمتييي؟
- اي كويتها ياسالم، والحين بأمرهم يحفرولها حفرة وتنوئد مانريدها بينا من هي الساعة،وإنت ولي من هون وماتدخل خيام الحريم بهي الطريقة مره تانيه، تحشم ياسالم ماعدت صغير، انت الحين رجال متزوج وتعرف ايش يعني حرمة خيمة، واذا ما تقبل صياح يدخل علي مرتك خيمتها دون استئذان لا تدخل علي مرته.
كاد سالم ان بتكلم ولكن قاطعه رابح:
-عمتي مو بس سالم اللي مايتحمل برجوه الألم، حتى انا مااتحملك تأذيها، رجوه بعيد عن اي شي اختنا وربيناها بأيدنا وماتهون.
كل شي بالحِن ياعمتي ومع الوقت يصير اللي تريدونه بس اصبروا عليها.. وانتِ يارجوه من الحين ماتحكين غير نعم وتم وأبشروا،، مافي طولة لسان ولا عناد مفهوم.
تجاهلته رجوه فقد كانت تنظر لسالم، نظرات لم يفسرها، إحتياج او عتب أم ماذا، وبأي حق تطلب منه حمايتها وهي التي باعت وتخلت.. فخرج مع رابح دون ان يتكلم، غادر الخيمة ولكن قلبه رفض المغادرة وظل معها، إبتعد بخطواته وهو غير راضٍ عن تركه لها وحيدة بين يديهم،
ولكنه إطمأن قليلاً حين حرر رابح معزوزه من قبضة النساء وهرولت إليها..ازاح يد رابح القابضة علي ذراعه وإبتعد عنه، إبتعد كثيراً وجلس بمفرده فوق حجر بعيد، أغمض عينيه فرأي أمامه أثار السكين على ساق رجوه ولحمها المهترئ وشم رائحته مرة اخرى، ضم قبضة يده وهو يتوعد لكل من آذاها.
ولكنه تذكر ان يده أصبحت مغلولة من ناحيتها، ولم يعد له سلطة من اي نوع يحميها بها، وهي من وضعت الاغلال بيديه، وبكامل إرادتها، وسجنته خلف أسوار العادات، بعد ان كسر لأجلها كل العادات.
أما آدم، فكان يجلس بعيداً، عند البئر، يراقب ولم يقترب، يعرف أنها زوبعة ولكن ليست بفنجان، إنها زوبعة فى قلب رفيقة ولن تنتهى بسهولة.
بل إنها زوبعة فى القبيلة بأسرها، وتلك الملعونة مدللة سالم هي من إفتعلتها،
ولو كان أمرها بيده لقبض عليها وألقاها بعيداً عن القبيلة بأسرها؛ حتي يعود الهدوء والسكينة والإستقرار للجميع.
مرت ساعتين، هدأ فيهم كل شيء، عاد كُل إلى خيمته، حتي معزوزه ذهبت مع رابح لخيمتها، وبقيت رجوه في خيمتها هي وأخواتها البنات.
مسك:
- رجوه اريد انقول شي بس وربك ماتضربيني، انا انحبك وانريد مصلحتك ويعز عليا حالك.
نظرت رجوه لها ولم تنطق، فتابعت مسك وقد إفترضت أن السكوت موافقة:
- انتي خسرتي كثير يارجوه، خسرتي سالم اللي وقت صرختي ماطلع غير إسمه من جوفك، وماحد قدر يخلصك من يد عمتي عوالي غيره، خسرتي السور اللي كان بينك وبين الأذي واصبحتي متل قلعة مكشوفه مايحاوطها سور، ويقدر يرميها أي رامي بسهام الوجع.
ردي لسالم يارجوه وتزوجيه، هو بس اللي يقدر يرد صياح وابوكي وعمتك وكل القبيلة عنك، رجوه حطي ببالك، ياسالم ياقهر ماينتهي.
-عقاب... عقاب وماراح اتنازل، وياأنا ياهي القبيلة، واذا يظنون إني راح أرضى باحكامهم واطاطي راسي واتزوج نباح يحلمون.
- إيش بتعملي يعني يارجوه.
- اشرد من القبيلة.
جملتها جعلت شهقة جماعية خرجت من الأفواه، فالأمر يشبه بأنها إستسلمت للموت، وتخطوا نحوه بقدميها.
إنتصف الليل، بل وإقترب موعد الفجر، سالم في نفس مكانه لم يبارحه، وهناك من تراقبه من بعيد ولا تجروء على الإقتراب، عاهدت نفسها ألا تطلب مرافقته لها او تدعوه لخيمتها ولن تساله قربه، ستتركه حتي يعود من نفسه،حتى وإن طال الإنتظار.
وبينما تراقب من بعيد، رأت رجوه تخرج من خيمتها، ثم ذهبت نحو شجرة النخيل خاصتها، لم تنتبه لوجود سالم إلا حين وصلتها، فإقتربت منه، كان يراقبها وهي تقترب،
رآها منذ خروجها من الخيمة.. وقفت أمامه وبعتب قالت:
-عاجبك حالي ياسالم؟
- ايش اسويلك يارجوه، ماعاد بيدي شي عليكي.
- كيف ماعاد بيدك شي علي وانا اللي اعانيه كله الحين انت السبب فيه ياسالم..
اذا نفذت طلبي ماكان صياح نهى على ولا كان ابوي حكم علي بالموت، بس لأني مارضيت اتزوجك حلفت تندمني وتكسرني، والظاهر نسيت مين رجوه وانها ماتندم على شي ولا تنكسر.
- رجوه ايش تريدين مني الحين، ردي لخيمتك وقوفك معي يسببلك الأذى، وانتي ماناقصه.. روحي انت تخربطين من المرض.
- مايهم، تعودت الأذى.. واذا تريدني اعوفك واغرب عن وجهك جاوبني.. ليش ماخليت عقاب ينهي علي وادري انك تقدر.
- اي اقدر وماقلت، مو أنا اللي اتوسل شخص لجل شي، ومو انا اللي أشحت لحد محبه، روحي انتى اشحتي محبه واقفى علي ابواب القلوب وقولي اريد محبه لله ياولاد الحلال.
-انت اللي تقول هكي ياسالم وانت اللي طول عمرك واقف على ابواب القلب تطلب محبه؟
- ديري بالك لكلامك يارجوه انا ماوقفت اشحت، وقفت أعطى، وقفت أشتري، وقفت اقايض المحبه بكل عمري،
وكنت مفكر بعد كل اللي قدمته اني كسبت القلب وأصبح لي فيه سكن وبيت،
بس وقت حسيت ان صاحب البيت مايريدني عوفت ومشيت، وماوقفت بالباب استجدي يارجوه، ومو سالم اللي يستجدي.
- يعني الحين إيش افهم من حكيك ياسالم؟
- تفهمي إن سالم ماعاد له علاقة برجوه، ولا رجوه عاد ليها عشم بسالم،
ومتل ماباب المحبه اتسكر يتسكر باب العشم، وحطي ببالك اني عايفك وانا لي وانتي عليكي، انا داين وانتي مديونه، بس انا مااريد منك شي.
- تذلني ياسالم؟
- اذكرك لجل ماتعيشين دور الضحية المظلومة وانتِ الظلم يمشي على رجول.
- انا ظالمه ياسالم؟ بيش ظلمتك! يعني لو ماوافقت اتزوجك اكون ظالمه؟
- راجعي افعالك وشوفي بيش ظلمتيني، لما تطلبي مني ازوجك لاخوي بيدي وانت تعرفين اني عاشقك ماظلمتي، لما تهديلي كل شي بنيته طول سنين عمري وتريدي تعمري مكان تاني مع غيري ماتكوني ظالمه؟
ايش الظلم من وجهة نظرك إذا ماكان اللي سويتيه في ظلم.
- لا مو ظلم، انت اللي بنيت وحلمت ورسمت من دون ماتسألني، ليش افترضت اني احبك، انا بيوم صرحتلك بمحبتي لك ياسالم؟ من وقت كنت صغيره تكلمت معك بزواج ولا تعمير بيت؟
انت ليش ماتعترف انك اناني ياسالم، قدمتلي مساعده وتريد بالمقابل تأسرني وتسجني ومااهتميت بمشاعري ولا سألتني بيوم يارجوه انتي بيش تحسين تجاهي،
راجع افعالي معك ماراح تلاقيها اكثر من افعال اخت مع اخوها، اخوها اللي دللها وحست انها منه وهو منها، ماتشوف الاخوات كيف قراب من بعضهم ويتمازحون والاخ يجيب لاخته اللي تشتهييه ومايحرمها من شي إذا مقتدر؟
يعني اذا الأخ قدم كل هاد لاخته يصير يطلب منها مقابل؟
لا ياسالم يكون يعمله بالمحبه ومن باب المحبه.
غلطتك ماعرفتني من البدايه انك تريد مقابل محبتك لي محبه من نوع ثاني، محبه غير محبة الاخت لخوها.. وقتها كنت قولتلك كافي ياسالم مااريد محبه بعد.
صمتت تلتقط انفاسها وظل يراقبها، دقائق من الصمت ثم تابعت:
-. والحين ياسالم بتصلح اغلاطك معي.
- اغلااااطي؟
- ايييي اغلاطك، غلطتك بانك رهنتني بدون شوري وخليتني متعافه وماحد يقدر يجيني لجل ماتزعل انت.. وغلطتك بأنك عرفت عقاب بانك تحبني وخليته يشيلني من كل حساباته لجل خوتك، وغلطتك بأنك مارديت عني ظلم ابوي وهو يعطيني لصياح، وغلطتك لما خليت عوالي تكويني بالنار وانا كل اللي سويته إني كنت ادافع عن حقي وعمري الجاي.
كل شي بيصير معي ياسالم أنت سببه وأشوفه غلطك.
- اي والحين كيف تريديني اصلح اغلاطي ياست رجوه؟
- تزوجني عقاب.. يأما بشرد من القبيلة.
- واللله اذا تفكري تخطي برجلك خارج القبيلة لأذبحك بيدي واخليكي عبره لكل بنات القبايل يارجوه.
- زين،، خلص راح اموت حالي.
- موتي حالك ماعدتي تهميني بشي، وفضل مني كمان انا اللي راح ادفنك بيدي.
- تم ياسالم، راقب موتي بعيونك لانه ماراح يتم بالطريقة السهلة، انت لابد تتعذب بذنبي.. ومن الحين يبدأ عذابك.
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية