رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 13- السبت 21/9/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثالث عشر
تم النشر يوم السبت
21/9/2024
عقاب 49
حاولت عفراء تحرير شعرها من يد رجوه، ولكنها كانت كالشرطي الذي قبض على مجرم خطير متشبثة بها بكل قوتها، فما كان من عفراء سوى اللجوء لمهاراتها في فض الإشتباكات، فهي درست رياضات الدفاع عن النفس وتتقنها جيداً، وقد تلقتها على يد أمهر المدربين في ليبيا، فبدأت بحركات بهلوانية جعلتها نجحت في التخلص من قبضة رجوه، وحين رأتها تعاود الهجوم عليها مرة أخرى بدأت في ضربها بحركات لعبة الكاراتيه الشهيرة..فلم تستطيع رجوه مجاراتها؛ فقد كانت أسرع حتى من تفكيرها، وأسرع من الأحجار التي كانت تنوي إلتقاطهم والتصويب عليها، وهاقد فشلت وسيلة الهجوم الوحيدة لدى رجوة والتي تعتمد عليها في كل معاركها ولا تُخطئ ابداً.
أما في الجانب الآخر كان هناك متفرجون لا يفهمون مالذي يجري بين رجوه وعفراء، ومن بينهم خولة التي لم تكن تهتم بالسبب لحدوث ذلك، بقد إهتمامها وفرحتها بإنتصار عفراء على رجوه وفوزها الساحق، وأخذت تهلل وترقص وتقول:
- ياحليله رفستها.. ببطنها رفستها، بضهرها رفستها، بوجهها رفستها.. تسلم رجولك اللي ترفس وتعطي بنص الهدف يابت عمي قياتي..هااا يلا اعطيها كمان رفسه.. يمين رفسه، شمال رفسه،، ايوووووو
إنتهى النزال برجوه على الأرض وعفراء واقفة فوقها تلتقط انفاسها بتعب، فإقتربت خوله من عفراء وقبلتها بفرحة وقالت:
-. ولك اللي يسلم البطن اللي شالتك.. اقول يابت عمي علميني الرفس متلك.
نظرت لها عفراء بسخط ونظرت لرجوه وتخطتهم وذهبت إلى خيمة الشيخه عوالي تسأل عن حال جدها وتطمئن عليه، وحين عادت وجدت مرسال من أمها، فعرفت أنها ستوبخ الآن، فذهبت في إتجاه مرابض الخيل وقامت بفك حصان بعد وضع السرج عليه وإمتطته وإنطلقت به بسرعة فائقة، ومرت في طريقها على الشيخ قصير وابوها وسُلة من الشباب، وتخطتهم، فنظر قصير لإبنه هلال وقال له آمراً:
- هلال إتبع بت عمك؛ هي ماتعرف المكان زين ولا حافظه الطرقات والوديان واخاف عليها يصيبها شي، أو يطلع عليها شي يخوفها،بنيات الحضر قلوبهم رجيجه ماتتحمل.
قياتي:
- لا اتركوها عفراء ماتهاب شي، وبناتي بنات حضر اي بس انا مربيهم رباية قبايل وعلمتهم كل اطباعنا.
- لا ماتنترك البنيه من أول طلعه، هيا ياهلال اتبعها عليش واقف تعاين؟
ذهب هلال وركب فرسه وأسرع به خلفها إلى أن لحقها، فصاح بها بصوت عالٍ:
- هي.. انت وقفي حذاك لا تتقدمين اكثر.
توقفت عفراء واستدارت نحوه وسألته بغرابة:
- ايش فيك ليش تصرخ انت؟
- اقول وقفي بوي أمرني اتبعك وادير بالي عليك واردك للقبيلة.
- ليش يعني إيش راح يجرا علي؟
- ولا شي بس يجوز ماتردي للقبيلة مره تانيه.. الوادي هاد مليان بالوحوش الجوعانه اللي ماتهاب ضو النهار و إذا شافت لحم تهجم وياقاتل ياقاتل، وانت جايه لا قوس ولا سهم ولا حتى باروده، يعني صيده ولا أسهل إنت وفرسك بعد..
- لا ماتخاف علي اعرف ادبر حالي، عاود إنت وماعليك بي، واللي يسألك عني قولهم ما رضت تعاود معي.
- زين يلا انا رايح والله معك، يرحمك إذا مارديتي ويعينك لو تركت فيك الوحوش جروح تعذبك قبل موتك.
- انا لا اهاب شي ياهلال ولا تظن إنك خوفتني وهزيت قلبي، روح انت رد للقبيلة وإشقى بروحك ولا تفكر في، وانا إذا متت أو حييت هي إرادة الله وعمر محسوبه أيامه، ولو الف متلك حراس علي مايمنعون قدر.. روح يبه الله معك، ودير بالك أنت على حالك، ولا تريدني ارد معك لاحرسك من لوحوش؟ إذا خايف وجيت بس لجل ماتزعل بوك وتعصى أمره قول وانا بوصلك للقبيلة بروحي.
-مقبوله منك يابنت الأجواد.. لاحظي إن لسانك ينقط حنظل.
-انا مامضطره ازوق الكلام، انا اقول الكلمة على نيتي والناس تفهم اللي تفهمه حسب نيتها.
- قصدك تدجيها دج ومايهمك تعور لو لا.
- احسبها هيك مايهم.
- طبعك مو زين.
-انا زينة الطبع غصبن عنك ومن ورا خشمك.
- اقول طبعك مو زين وعمي قياتي مبين التهى بشغله وترككن بيد الحضريه دللتكم وما قصبت لسانكم يابنيات عمي.
- صكر خشمك ولا تجيب طاري أمي إلا بكل إحترام، أم الحسين مافي زيها مره ولا رباية يدها حد يتحصلها، ودير بالك الحكي اللي يطلع منك انا اقدر اخليك تتحاسب عليه بنص مجالس الرجال ويتحط عليك حق عرب، إذا ماتحترم مرت عمك وبنياته تكون ماتحترم عمك.
- اقول ردي للقبيلة وبلاها كل شي.
- اذا تريد انت ترد رد، انا اعرف طريقي واعرف اروح وارد بروحي، وتذكر اني ماطلبت رفقتك ولا طلبت يد العون من حد، وإنت اللي لحقتني
- هيك الحكي صار يعني؟
- اي هيك.
انهت كلماتها وإنطلقت بحصانها نحو الوادي بلا ذرة خوف أو تردد، أما هو فوقف في محله لا يعلم من أين أتت هذه الحضرية بكل هذا الثبات والجرئة وكيف لها ان تمتطى الحصان بهذه المهارة وكأنها ولدت فارسة وهي التي تربت بين الجدران وسط البنايات، محاطة بالسيارات!
ثم رفع صوته وهو يودعها بكلماته الأخيره:
- روحي عساكِ ماتردى ولا نعثروا منك غير على كومة عظام وانسويلك قبر ونكتب عليه شهيدة لسانها الطِويل.
عاد هلال للقبيلة وربط حصانه وجلس عند البئر بجوار بعض الشباب وشاركهم الحديث، وبعد قليل رأوها قادمة من بعيد على صهوة الحصان فأردف أحدهم:
- يااااخ دقاقه والعود مزامير تطرب الناظر.
فرد عليه آخر:
- لا وخياله بعد.. شوف شوف اشلون ثابته على الحصان متل ماتكون مولوده بيدها لجام!
فقاطعم هلال قائلاً:
- صكر خشمك انت وياه واتحشم هادول بنات عمنا، وبعدين لا دقاقه ولا خياله، هي وحده مهبوله ماتعرف الله وين حاططها.
-والله مامهبول غيرك ياهليهل..
بس اعترف، البنت زوينه ولا انا اتوهم؟ ياخ أشوف بنيات القبيلة يموتون قهر من زينها والله.
فرد عليه لينهي هذا الجدال:
- يايبه والله تذبح ذبح بس مايصير نتغزل، طمها بقلبك وصكر خشمك الرمال لها آذان.
أما في خيمة عوالي، جلس قياتي بجانب أبيه يطمئن عليه، بالرغم من معرفته بأنه أصبح في مأمن الآن بين يدي عمته وسألها وهو يبتعد عنه حتى لا يستمع لما يقول:
- طمنيني ياعمتي كيف كان ليله؟
عزاالله عينه ماضاقت النوم ولا انقطع ونينه دقيقه.
- ياعمتي ماينام إلا البدن خالي لوجاع، وخوك كل جسمه يتوجع، ادعي له ربك يخفف ويرحم ويسترد امانته بلا عذاب.
- عمت عيني عليك ياخوي، مامصدقة جه اليوم اللي نطلبولك الموت.
- رحمه به ياعمتي مو كراهه، الله يخفف عنه ويرحمه دنيا وآخره انشالله.
-انشالله يارب.
أما عند يحيي في المشفى...
-كا من .. ك. ك.. كا...
كانت حروف متقطعة ينطقها وهو ينظر لياسين بدموع منهمرة، ولا يكف عن محاولة الكلام مهما طلب منه الأطباء ذلك او حتي ياسين، فزفر ياسين بحنق وهدر به:
- ماخلاص يابابا الدكاتره بيقولوا بطل كلام وانا من الصبح بحاول اسكتك عشان العلاج ياخد مجراه، ليه اللي طالع عليك كا وكو، مالك عايز تقول إيه؟
- اخ.. اخ..
- اختي؟
هز راسه بصعوبة واكمل:
- كا.. كا..
- اختي كارمن مالها بقى.. لو عايزها هجيبهالك حاضر بس بتصل عليها تليفونها مقفول، اطمن عليك ونشوف الاشعات فيها إيه واروح اجيبهالك حاضر بس إهدى.
صمت وهو يحاول إلتقاط أنفاسه المختنقة وحتى هذه اللحظة لا يستوعب ماسمعه منها، أيعقل أن تفعل إبنته الصغيرة كل هذا! متى وكيف.. أغمض عينيه بتعب فرأي أخته مديحة أمامه تضحك بشماتة، صوت ضحكاتها العالية يكاد يصم أذنيه، فأخذ يهز رأسه يميناً ويساراً كي تصمت وتختفي، ولكن ماحدث انها توقغت عن الضحك وهمست له في أذنه:
كنت متأكده إن اليوم دا هييجي واللي عملته فيا هيتردلك، حاربتني عشان حبيت واتجوزت بالحلال وفرقتني عن حبيبي، لكن شوف القلم اتردلك اقوى وأشد ازاي،، بالحرام يايحيي، بنتك بتحمل بالحرام يايحيي، شوف بقى العار اللي على حق مش عار جوازي من إبن الساعي.. ودلوقتي انا مستنيه كارمن متخليهاش تتأخر عليا..
انهت كلماتها وعادت تضحك بنفس الطريقة وهي تتراجع للوراء وتختفي شيئاً فشيئ، وما كان من يحيي إلا أن زاد نحيبه وهو يعود لنطق إسمها بصعوبة، ومع زيادته بدأ ياسين يشك في الأمر، فأخرج هاتفه وحاول الإتصال بأخته كارمن مجدداً، ووجد الهاتف لت يزال مغلق، فهب واقفاً وترك المشفي وذهب للمنزل بحثاً عنها.. وعندما وجد المنزل فارغ وأبواب خزانتها مفتوحة وملابسها ملقاة بعشوائية عرف أنها هربت.. وأن حالة أبيه هي السبب فيها، ومثل هذا الوضع لا يبشر بالخير ومدعاة لكل شكوك الأرض أن تستوطن القلب والعقل، ويبدوا أن ماكان يخشاه قد حدث بالفعل.
وعلي الفور هاتف أحد رجاله وكلفه باخذ رجل آخر معه والبحث عن كارمن أخته وأخبره من أين يبدأ، وفور وجودها يقبض عليها ويأتي له بها على الفور، ثم عاد للمشفى مرة أخرى.
وماهي سوى سويعات وتم تشخيص حالة يحيي بجلطة دماغية، ومن بعدها اتاه إتصال يخبره بأن اخته تم العثور عليها في منزل إحدي صديقاتها وانها بحوزتهم، فأمرهم بالذهاب بها لمكان بعيد خالي من الكاميرات وأن يبلغوه به ينتظراه هناك.
أما في سجن النساء..
إحدي المسجونات:
- انتي ياحجه اتاخري كده خديني فريحك عايزه اخد وادي معاكي في الكلام شويه وافكك بدال مانتي قامطه على نفسك كده.
فريال:
- ابعدي عني ياست انتي انا مش ناقصاكي.
- لا مش هبعد وهتحكيلي بالذوق أو بالعافيه بقي، انتي واختك ليه واخدين جنب من بعض.. وصحيح زي مااسمعنا انكم جايين في جريمة قتل؟
صمتت فريال فضربتها السجينة على ذراعها تحثها على الإجابة فردت عليها فريال بإقتضاب:
-اه
- طيب مين دا اللي قتلتوه ولا قتلتوها ياقادرين وربنا مكملهاش معاكم بالستر وجابكم هنا؟
- إبني.. قتلنا إبني.
صمتت السجينة وهي غير مصدقة لما سمعت، ونقلت عينيها بين فريال وفاطمه واردفت بتعجب:
- لا دا الظاهر القطه كلت عيالها ياولاد.. قتلتي إبنك ياوليه وخليتي اختك تساعدك؟ ولسه عايشه مموتيش من القهر والندم؟؟!
لا دانا هستنى اليوم اللي تطلوا فيه علينا بالأحمر بفارغ الصبر.. اوعي كده غوري دانتي مش بني آدمه.. سمعتوا يانسوان الوليه قتلت إبنها!
وعلى الرغم من أن اغلب النزيلات مجرمات، إلا ان ماسمعوه جعلهم يشهقون بصدمة، لأنهم مهما بلغ بهم الجرم لا يصل لقتل فلذة الكبد بتاتاً.
أما فاطمه فكانت تنظر لفريال في صمت، هي تورطت معها وكل ماحدث كانت تخدم به مصلحة فريال أولاً، ولكنها في النهاية أنكرت كل شيء وحملتها هي الجرم الكامل، وأصبحت تعلنها للجميع بأنها ساعدتها بقتل إبنها، وكانها كانت تقصد قتله أو اعطتها السم لهذا الغرض، وتعلم أنها لو إعترضت أو نطقت بحرف واحد فستكون بهذا أشعلت فتيل القنبلة التي ستنهي حياتها علي يد فريال؛ التي تريد أن تقتص لموت إبنها من أي أحد، وليس أمامها سواها الآن.
وصل ياسين للمكان الذي اخبره به رجاله، وقام بأخذها من سيارتهم لسيارته، ونظراً لحالة الرعب التي كانت فيها ودموعها وإرتجافة جسدها عرف بأنه على مشارف صدمة.
اغلق أبواب السيارة بعد ان صعد فيها واستدار بجزعه نحو كارمن وهمس لها بفحيح أفعى مراوغه:
- ابوكي قالي علي كل حاجه وانا دلوقتي عايزك تحكيلي كل حاجه وبصراحة.
إبتلعت غصتها وتحت تهديد عينيه المشتعلتين بدأت في سرد كل ماحدث من البداية للنهاية وعند إنتهائها نطقت الشهادتين في سرها وهي تراه ينظر لبطنها وهو غير مصدق لما سمعه منها، وبعد دقائق من صمته المطبق وأنفاسها المتلاحقة نظر أمامه ثم انطق بالسيارة على اقصى سرعة، فعلمت كارمن أنه مسرع بها نحو نهايتها، فإحتضنت حقيبتها وبدأت تبكي بصوت عالي وهي تنادي على أمها أن تأتي وتنقذها، وكلما ذكرت أمها ذاد غضب ياسين وزادت سرعته.
إلي أن وصل بها لمصنع مهجور بعيداً عن العمران، ونزل من السيارة وأنزلها منها عنوة وادخلها المصنع وهي تتشبث بأي شيئ في طريقها وتحاول الهروب، وما أن اصبحا داخل المصنع حتى ضربها علي رأسها بقبضة يده افقدها توازنها؛ فسقطت أرضاً وجلس فوق بطنها وطوق رقبتها بكلتا يديه وبدأ في قطع الهواء عنها وخنقها، ولم يتركها إلا بعد أن تأكد أنها فارقت الحياة.
تلفت حوله وسحبها وقام بوضعها في حوض كبير فارغ ووضع فوقها كل شيء طالته يده وإستطاع حمله حتى غطاها تماماً، ثم خلل أصابعه في شعره وهندم ملابسه وذهب لسيارته ركبها وغادر المكان كأن لم يفعل شيئ.
وذهب رأساً للمحامي المتولي قضية أمه وطلب أن يجلب له تصريح لزيارتها في موعد الزيارة القادم، ولحسن حظه كانت الزيارة في اليوم التالي، فعاد للمنزل وإستلقى على الأريكة بعد يومه الشاق هذا وأغمض عينيه وهرب بالنوم من العالم.
أما فى القبيلة..
كانت تغزل الصوف في الزاوية المقابلة له من الخيمة، وتنظر إليه بين الفينة والفينة وتطمئن أنه لازال على قيد الحياة من انفاسه وإرتفاع صدره وهبوطه، وفي إحدي المرات نظرت للمغزل واعادت النظر إليه فرأت أن صدره ساكن لا يتحرك، رمت المغزل وزحفت علي الرمال حتى وصلت إليه، وضعت يدها على صدره وإقتربت من فمه تسمع صوت أنفاسه، ونظرت لمايزه وقد تلألأ الدمع في عينيها وأردفت بحزن بالغ:
- فارق يامايزه، راح وخلاني بروحي من بعده وانا اللي دعيت يعيش لحين يدفني بيده ويعززني وانا اللي مالي ولد ولا سند غيره.. راح حزام ضهري راااااااح..
لتصرخ مايزه باعلى طبقات صوتها:
واااااااك عليعليك واااااااااك ياشيخ ماجابتك لبطون الولادة، واااااك ياشيخنا وااااااك.
وبعدها خرجت من الخيمة وبدأت في حمل التراب من الأرض ووضعه فوق رأسها، وعلي صوتها تجمعت القبيلة كلها وتعالت الأصوات بالصراخ وارتجفت القلوب ونزفت حزناً علي فقيد القلوب.. أعظم من جادت به القبيلة منذ نشأتها..
أما عوالي فإحتضنته وأسندت رأسها علي صدره وأخذت تهمس بصوت مختنق:
يـا عين هلي الدمــع يـا عيـن هلـيــه
لا تبخلـي بالدمـع في شخص غـالــي
لا مـا بكيتي اليـوم على اللي فقدتيــه
مـا أظـن غيـره ينفقـد في الرجـالـي
راح الأخـو والصـاحب اللي مخاويـــه
مـات الصديـق اليـوم وافي الخصالـي
الحين ينزلونه القبر وترابـه يغطيــه
وفـارق حـيـاة أخـرتـهــا زوالــي
أبكي عليـه و من يـعـرفـه بـيبكـيـه
وحزنـي عليـه أيهـد عـالـي الجبالـي
مـات الصديـق اللي نحبـه ونغـليــه
راع الوفـاء والطيـب زيـن الفعـالــي
يا ما فـزع من دون ما أحـد ينـاديــه
ذخـر الرفيـق أليـا بلـتـه الليـالــي
مـا صـك بـابـه دون من جـاه ناصيـه
يسعـى معـه بالـروح و يا الحـلالــي
قبلـه فـقـدنـا مـن نـحبـه ونبغـيـه
لكن مـوت خوي هو اللي اثــر بحــالــي
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية