-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 38 - 3 - الإثنبن 2/9/2024

 

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الثامن والثلاثون 

3

تم النشر يوم الإثنين

2/9/2024


كانت فريدة تعيش في دوامة من المشاعر المتناقضة، بينما كانت تتلمس عمق حب مالك لها، كانت تتساءل عن مستقبلها، كيف يمكنها أن تعيد بناء الثقة التي تلاشت مع خيانة ياسر؟ كيف يمكنها أن تعيش مع هذا الشعور بالذنب الذي يثقل قلبها؟


شعرت بشيء من الأمان في أحضان مالك، لكن الخوف من فقدان عائلتها بسبب اختياراتها السابقة كان يلاحقها، ضغطت على قلبها وهي تفكر : "هل سأكون قادرة على مواجهة ياسر؟ هل سأستطيع أن أضع حداً لهذا الألم الذي جلبه إلى حياتي؟"


تذكرت حديث «مالك» ودعمه لها الذي كان بالأمس شعرت فريدة بدفء هذه الكلمات، لكنها كانت تحتاج إلى أكثر من مجرد كلمات، كانت تحتاج إلى خطة، إلى طريقة للتعامل مع ياسر، و لتأكيد ولائها لعائلتها. 


شعرت فريدة بأن قلبها بدأ يهدأ قليلاً، إذا كان لديها مالك، فإنها على استعداد لمواجهة كل شيء، بدأت تكتب في ذهنها خطة للحديث مع ياسر، ووضعت عائلتها في المرتبة الأولى. 


"سأكون قوية،" قالت لنفسها


 "سأعيد بناء حياتي ولن أسمح لأحد بتدميرها مرة أخرى." 


وهكذا، عادت فريدة إلى الواقع، عازمة على مواجهة كل ما يأتي، مستعدة لتحدي الخوف والشك، ولتكون عائلة مالك وبيجاد وطفلها أولوياتها. كانت بداية جديدة، رغم كل الألم الذي مرت به، وكانت مستعدة للقتال من أجل الحب الحقيقي.



❈-❈-❈


نظر لها بحُب وهي نائمة بعمق، فهو جن جنونه حين دخلت إلى السجن، جعلوه يصبح شخص أخر، ليس شخص بل شيطان في حد ذاته، يشعل الجحيم حين شخص يقترب على نقطة ضعفه، ونقطة ضعفه هي عائلته، الآن سوف يجعلهم يرون الشيطان بحد ذاته  . 


جعلوه يشعرون بالخوف والقلق، فهو لن يتردد في استخدام كل ما في وسعه لحمايتهم، بينما كانت عائلته تعاني من تبعات أفعاله، كان هو يخطط في الظلام، متأملاً كيف سيستعيد السيطرة على حياته المشتتة. 


ابتسم ابتسامة غامضة، لكنه في داخله كان يشتعل بالأسئلة، كيف يمكنه أن يحميهم دون أن يقع في فخ الشيطان الذي أصبح فيه؟


ولكن لا يعرف أنه الشيطان بحد ذاته… 


 قرر أن يسير في طريق مليء بالمخاطر، لكن مصمماً على استعادة عائلته من براثن هذا الجحيم وعليهم أن يحميهم بدون أن يصيبهم خدشاً . 


كلما تذكر الأيام السعيدة التي قضوها معاً، زادت عزيمته، لن يسمح لأي شيء أن يدمر تلك الذكريات، حتى لو كلفه ذلك مواجهة الشياطين التي تسكن في قلبه وعقله.


آفاق من دوامة أفكاره صوت دقات على الباب، مما وقف واتجه الى الباب وفتحه نصفه وكان جـ ـسده مغطى يحجب النظر الى الغرفة، فتح الباب وجده رئيس حرسه  :  


ـ بيجاد بيه، ضيفك وصل ومستني سيادتك تحت  . 


هز رأسه بنعم بدون اضافة اي كلمة وأغلق الباب على الفور، نظر الى وجهه «سلا» المره الذى لا يعرف عددها، اقترب منها وقبـ ـلها فوق فروة رأسها، وغادر على الفور من الغرفة بأكملها، وكان يتجه إلى الدرج حتى يتجه الى الأسفل والذي رآه «مازن»، فهو كان يبحث عنه، وكاد أن يتجه الى غرفتهم، ولكن توقف عن السير وهو يراه يتجه الى الأسفل، اتجه خلفه حتى يستطيع أن يتحدث معه، وبالأخير وصل الى مكتبه الذي كان في الطابق في الأسفل، وصل الى المكتب، وأغلقه خلفه، وظل «مازن» يذهب خلفه حتى توقف وهو يقف أمام غرفة المكتب، يريد أن يتحدث معه، يريد أن يفهم شيئا واحداً ماذا عليه أن يفعل الأن  … 


عليه أن يتشجع ويتحدث معه، فهو ندم، حقاً ندم علي كل ما فعله، يريد أن يجعل هؤلاء الذئاب أن يدفعون الثمن، وان ينالوا عقابهم، وهو اول واحد.. 


خرج تنهيدة قوية محملة على صـ ـدره، واستعد أن يتحدث مع «بيجاد» بشأن هذا الأمر… 


دخل الى الغرفة بدون سابق انذار ولم يراه «بيجاد» ابداً، كأنه سراب وقد غادر الأن، ولكن لحظه، حقاً انه رأه يدخل غرفة المكتب، ولكن اين هو؟؟.. 


أخذ يبحث عنه فى غرفة المكتب ولكن لم يراه ابداً كأنه لم يكن في الغرفة ، سمع صوت سيارة من الخارج حتى نظر عبر الشباك الذي كان في مكتبه، وكانت الصدمة انه رآه «بيجاد» علي كرسي القيادة، وبجانبه أحد لم يكن وجهه وضحاً ابداً وهذا نتيجه الظلام، اسرع في خطواته نحو الخارج حتى يلحق «ببجاد»، حتى يتحدث معه، ولكن الغريب أنه أدرك الآن ان في باب سري يوصله الى الخارج، ولا يعرف أين هذا الباب، ولكن الاهم انه وجد «بيجاد»… 


وبسرعة البرق وبدون لفت انتباه، ركب سيارته الذي جاء بها حتي يطمئن علي شقيقته، وحين خرج «بيجاد» من القصر، بعد ثواني خرج «مازن» ايضاً يلحق به، ولكن كان يحافظ على مسافة بعيدة، حتى لا يشك به «بيجاد» ويحاول أن يهرب منه… 



وبالفعل وصل «بيجاد» هو وصديقه المجهول الى قصر فى منطقة مهجورة، ليس به اي احد، ولا حتي مباني، او بيوتاً، فهذه المنطقة بالتحديداً، هى منطقة «بيجاد الجمالى»، وهذه المنطقة جزء من جانبه السيء، وقف سيارته بعد ما وصلوا الى القصر وغادروا هما الأثنين داخل هذا القصر الذى يحمل أسرار وأسرار مجهولة ومُريبة ايضاً تجعلك تندم أن تخطو خطوة واحدة نحو هذا القصر…


خرج «مازن» من سيارته ايضاً بعد ما ركن سيارته في مكان بعيداً نسبياً حتى لا أحد يراه أو يسمع صوت سيارته، الغريب بهذا الأمر أن هذه المنطقة، لا يوجد بها سيارات تمر من هنا، ولا أشخاص، ولا حتى حيونات، ما هذه المنطقة المريبة؟؟…  


ذهب باتجاه داخل هذا القصر حتى بكشف أسراره، وبالفعل بعد ثواني دخل هذا القصر، وحين دخلت اول خطواته الى القصر سمع صوت شجار بين «بيجاد» و «شريف»، كيف «شريف» جاء الى هنا، او لما جاء الى هذا القصر بالتحديد؟؟  .


ـ أنت عايز تجنني يا بيجاد؟؟، انت بتستعبط؟؟، أنت عارف ده معنى ايه؟؟  


ـ قولتلك ميه مره يا شريف، أنا ماليش دعوه باللي حصل  لـ ياسمين  . 


ـ أنا و أنت عارفين كويس انك ليك يـ ـد فى الموضوع ده، مش هنخبي على بعض يا بيجاد  . 


ـ براحتك والله بس ده اللى عندي  . 


أخذ يسمع حديثهم حينما اقترب من الغرفة وشاهدهم من بعيد ولكن يوجد شخص غريب بينهم يراه من الخلف  .. 


نظر له «شريف» بحده وهتف بعصبيه وقد طفح به الكيل  :  


ـ متوسخش ايـ ـدك يا بيجاد، قولى ياسمين فين وانا والله هجبلك حقك أنا ورؤف بالقانون  .  


جلس «بيجاد» على الكرسي المقابل له وأخذ يضع قدم على قدم وهو ينظر له بكل برود كأنه الأمر لا يعنيه : 


ـ و أنا ماليش دعوه بالموضوع ده، وموت ياسمين انا ماليش دخل فيه  . 


كاد «شريف» أن يتحدث ولكن قاطعه هذا الشخص المدعى «رؤوف» ضابط شرطة وقد ظهر وجهه عن أعين «مازن» الذى مازال يراقبهم و يستمع لحديثهم  :  


ـ شريف معاه حق يا بيجاد، أنا وأنت وشريف عارفين الجثة دى مش بتاعة ياسمين، واحنا اتفقنا أن موت ياسمين مش دلوقتى غير لما يظهر المجهول الرابع اللى مش عارفين عنه اي حاجه ده  . 


نظر له «بيجاد» وابتسم ابتسامة شيطانية لا تليق إلا به فقط، وكأنه يفكر في شئ غامض لا احد يعرف عنه ابداً  :  


ـ متقلقش يا حضرة الظابط، المجهول الرابع هو اللي هيدور عليا، عشان معندوش حل تاني غير كده  . 


نظر لهم بصدمة ومازال يراقبهم، مَن الذى فراقت الحياة في الصباح «ياسمين»؟؟، أيعقل أن تكون ماتت وفارقت الحياة، تلك الحية والقوية ماتت بهذه السهولة؟؟، لا يعقل ابداً أن تكون ماتت  . 


ظل يستمع لهم حتى أدرك حقيقة هذا الرجل؟؟، اللعنة «بيجاد» و «شريف» يعملون في الشرطة؟؟، منذ متي؟؟، فهذه الحقائق تعصف عقله قبل قلبه من الصدمة… 


أفاق على صوت الظابط وهو ينظر لـ «بيجاد»بسخرية  : 


ـ والله انا ما قلقان غير منك أنت، وأنا مش هتحرك دلوقتى، غير لما اعرف مين المجهول الرابع  . 


بينما أكمل وهو ينظر الى الأوراق والمذاكرة التي كانت في يـ ـده  :  


ـ والأوراق والمذاكرة دى هقرأها وهتفضل في مكتبي ومعايا، ولو لقيت حاجه عن المجهول ده هقولكم  . 


وفى سرعة البرق، وقف «شريف» من الكرسي المتحرك بكل نشاط وحيوية وهو يقف مقابل «رؤوف» ، كأنه لم يكن عاجزاً :  


ـ ايه ده بجد لقيتها ازاي، وريني كده  . 


ختم جملته وكاد أن يأخذ الأوراق التي في يـ ـده ولكن اوقفه «رؤوف» بصرامة وهو يبعد الأوراق بعيداً عن يـ ـده  : 


ـ الأوراق دي هتفضل معايا وفى مكتبي ومحدش هيلمسها  . 


بينما أكمل بسخرية وهو ينظر له بمرح  :  


ـ وبعدان ايه لقيتها ازاى دى، انا مش بياع بليله قدامك، على رأى أمى انا ظابط قد الدنيا   . 


ابتسموا ثلاثتهم بمرح ومازال «شريف» واقفاً على قدميه، كل هذا وتحت أعين«مازن» التى جحظت من الصدمة، تعب «شريف» وجلوسه على الكرسي كان مجرد كذبة ايضاً، قدميه لم تحمله من الحقائق التي أدركها للتو… 


ظل يذهب الى الخلف بتعثر حتى وقع وصدر صوت عالى مما جعل الثلاثة الذى في الغرفة يتوقفون عن الحديث وينظرون الى مصدر الصوت، نعم الحقيقة مُرة ولكن لا يعرف ابداً كم من الأسرار بعد يحاول أن يتحملها.. 


أولاً هو كذب «بيجاد» عليه واخفاء الأمر عنه انه يعمل في الشرطة سراً هو و «شريف» 


ثانياً هو موت «ياسمين» نعم انها شيطانه وقد كلفت حياته بأكمله وحولت حياته الى تعيسه كبيرة، وجعلته يندم طول حياته انه عمل معاها وأخذ يقتل، وعمل معاها مافيا… 


هذا العمل كلفه حياته بأكملها، جعله يقتل ناس ابرياء ذنبهم الوحيد انهم وقفوا ضد هؤلاء الذئاب.. 


واليوم أدرك أن «بيجاد» و «شريف» يعملون حتى يوقفوا هؤلاء الذئاب وأن يذهبوا الى قفص العدالة، نعم انه يريد أن ينتقم منها بأبشع الطرق، ولكن هذه الحقائق المخفية جعلته يتوقف عقله علي الفور 


تجمد "مازن" في مكانه حينما رأهم، وكأن الزمن قد توقف. كل تلك الأفكار المتضاربة تدور في رأسه، وكأنها أشباح من ماضيه تتجسد أمامه. لم يكن يتخيل أن "بيجاد" و"شريف" كانوا يعملون في الشرطة، وأنهم متورطون في قضايا أكبر بكثير مما كان يتصور، كان يعتقد أنهم أصدقاء، لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا.


"ياسمين"، تلك المرأة التي كانت تمثل كل شيء في حياته، كانت أيضًا سبب كل مشاكله، كيف يمكن أن تكون قد انتهت بهذه الطريقة؟، كيف يمكن أن تكون قد فارقت الحياة بينما كانت تلعب دور الشيطان في حياته ومصائر الآخرين؟ كانت عبارة "موت ياسمين" تعيد له ذكريات مظلمة، ذكريات لا يرغب في تذكرها.


استعاد "مازن" نفسه وقرر أنه لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي. يجب أن يعرف الحقيقة. يجب أن يتحدث  : 


أنا مش هسمح ليكم انكم تدخلونى للعالم ده تانى  . 


التفت "شريف" و"بيجاد" إليه بدهشة وهما لا يعرفون ابداً كيف وصل الى هنا او مَن اين جاء؟؟، وماذا يقصد بكلماته تلك؟؟  . 


بينما "رؤوف" نظر له بفضول تحو هذا الشاب،فهو يعرفه تماماً،ويعرف من هو،ولكن الذي لم يفهمه كلماته تلك  :  


 ـ قصدك ايه؟؟.

 سأل "رؤوف" وهو يتقدم بخطوات نحو "مازن". 


ـ انتوا ازاى بتتكلموا كده عن شخص مش بيظهر لينا غير في الضلمة،و ازاي هتكشفوه، الشخص اللى زي كده بيبقي عامل حساب لكل حاجة،ده دمرلي حياتي هو وياسمين وخلانى عبارة عن لعبة في ايـ ـده،ده خلانى اقتل اختي  .

 قال "مازن"، وهو يشعر بالغضب يتصاعد في داخله 


نظر له «شريف» بهدوء وجدية، كأنه يحاول أن يشجعه على أن يخفف تلك الصدمة  :  


ـ لازم نتحرك يا مازن، لازم نكشف الشبكة ونعرف مين رئيسها، ولو فعلا عايز تساعدنا انضم لينا  . 


نظر له «مازن» بتساؤل مقلق، ويحاول أن يتغلب عن توتره وتلك الصدمة التي ادركها للتو  :  


ـ ازاى هثق فيكم، وفي حاجات انتوا مخبينها لسه ومعرفهاش  . 



نظر له «بيجاد» وابتسامة غريبة زينت ثغرة، كأنه يفكر في أمر ما  : 


ـ لازم تثق فينا عشان عندنا نفس الهدف، وهى العدالة، ومحتاجين شخص زيك، عشان انت كنت ضل ياسمين المخفي، و تفيدنا بمعلومات كمان  . 


فكر "مازن" في الأمر. كان يعرف أن هذا قد يكون فرصة للانتقام من كل ما فقده، لكنه كان يعلم أيضًا أن هذا قد يعني الانغماس في عالم مليء بالخطر. 


نظر «مازن» لهم بانتصار، وهو يشعر بقوة جديدة تتولد في داخله  : 


ـ ماشي معاكم بس بشرط انى اكون جزء من العملية دي،  وانا عايز اشوف الناس دي في قفص السجن، يعني العدالة. 


ابتسم "شريف" و"بيجاد" لبعضهما البعض، وكأنهما قد وجدا حليفًا جديدًا، 


ابتسم رؤوف له والى «بيجاد» و «شريف» الذى كان خلفه  : 


ـ يبقى نبدا من دلوقتى  . 

وبدأت الأحداث تأخذ منحى جديد، حيث اجتمعوا جميعًا معًا، متحدين في سعيهم لفضح المافيا وكشف المجهول الرابع، بينما كانت الأضواء تضيء في ظلام حياتهم المليء بالأسرار والخداع. 



❈-❈-❈


ازالت دموع عالقة على خديها، وهي تنظر لها بهدوء وتشجيع، ومازالت تربت على ظهر إبنتها «جميلة»  :  


ـ متقلقيش يا جميلة انا جنبك، امك صباح جنبك، ومش هسيبك، بس قوليلي يا بنتي، قوليلي وريحي بالى، مين اللى عمل فيكى كده  . 


كانت تبكي أكثر في اعنـ ـاقها، كأنها ترفض أن تقول لها، حتى ربت والدتها أكثر على ظهرها بوهن وهى تهتف بحُب وقلق  :  


ـ يا بنتي قوليلي ومتوجعيش قلبي عليكي، ده انا امك، اللى هتقف في ضهرك دايماً، واي كان مين الشخص ده هجبهولك تحت رجليكي، يابت ده انا ماليش غيرك  . 


تشجعت أكثر وتوقفت من البكاء ونظرت لها وهى تهتف بألم  : 


ـ مالك يا ماما، مالك هو اللى اعتـ ـدى عليا، جوز فريدة هو اللى عمل فيا كده يا ماما  . 


ختمت جملتها وجحظت عيناها من الصدمة، هذا الشخص المحترم والملاك، والجميع يتحدث عنه بأحسن الصفات يعمل شيئا هكذا في إبنتها؟؟، كيف يتجرأ أن يقترب من إبنتها واللعنة، فهو لم يعرف «صباح» بعد، ولم يعرف ما الذي تستطيع أن تفعله… 


قامت بجانبها واسرعت الى غرفة «فريدة» و «مالك»، وبعد ثوانى وصلت الى الغرفة، واخذت تدق دقات عنيفة نحو الباب حتى كادت أن تكسره من قوة دقاتها العنيفة نحو الباب، حتى وبالأخير «فريدة» فتحت الباب بفزع وخلفها «مالك» ينظر لها بفزع، وحين وقعت عينيه علي «مالك» حتى لطمته بقسوة على خديه، وبعد ما لطمته امسكت اطراف قميصه بغضب اعمى وهو تهتف بقسوة  :  


ـ أنت ازاي تعمل في بنتى كده، ازاي جتلك الجرأه انك تعمل كده، وانت انسان متجوز، انت مقرف، بقي الحق على بيجاد أنه جوزك اخته، ودخلك بيته   . 


تدخلت «فريدة» بينه وبين عمتها ولم تفهم سر كلماتها، وهى تهتف بعصبيه، بعد ما شاهدت قسوتها علي زوجها، وضربها له  :  


ـ انتِ ايه اللي بتعمليه ده يا عمتى، انتِ ازاي تتجرئي وتضربي مالك بشكل ده اصلا  . 


صرخت بها من القهر والعصبيه واخذت ترفع سبابتها عليه كأنه هو بالفعل مذنب  :  


ـ هو اللى ازاي يتجرأ أنه يعتـ ـدى على جميلة بنتى  . 


هذه الكلمات ليس كلمات قليله علي البعض، لا بل بنسبه لها، هذه الكلمات حركت قلبها وعقلها معاً، وجعلت تنفسها يتوقف عن هذه الكلمات التى تقولها «صباح»، كيف زوجها وحبيبها أن يقترب من امرأة اخرى غيرها؟؟، عاصفة اهتزت بداخلها، ولا تعرف أن هذه العاصفة لم تَمر بسهولة ابداً، هذه العاصفة ليست كأي عاصفة، بلا عاصفة جاءت حتى تأخذ كل شئ منها… 

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية