-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل الأخير- 3 - الإثنين 2/9/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الأخير

3

تم النشر الإثنين

2/9/2024




دخلت بخطوات بطيئة من بوابة المطعم الذي طلبت مُقابلتُه فيهِ، كان يظن هو أنها مقبالة عادية كمقابلاتهم السابقة، لكن لا، تلك غيّر.... سارت بين الطاولات إلي أن وصلت إلي الطاولة التي وجدته جالسًا عليها ينتظرها وضعت حقيبتها ببرود ظاهري، من ثم جلست، كان هو حينها منشغل بالهاتف، تغلغل عطرها المميز أنفهِ علمَ أنها هي رفعَ رأسهِ ناحيتها يُعطيها أبتسامة واسعة قائلاً: 


_أي اتأخرتي ليه.... بقالي ربع ساعه مستنيكِ!؟. 


أجابتهُ بفتور قائلة: 


_الطريق زحمة بس!. 


كانت ملامحها مقتضبة، وجهها منكمش بغضب، تهز قدميها أسفل الطاولة بحركة عشوائية، هذه عادتها عندما تغضب أو تتوتر، عقدَ حاجبيهِ يسألها: 


_مالك. 


رفعت حاجبيها تُجيبهُ بنفس ذات النبرة الباردة: 


_مالي؟ ما أنا كويسة أهو!. 


_مُش علي بعضك من لمّا دخلتي، في حاجة مضيقاكِ طيب؟ 


صاحت بهِ بأنفعال أثر أعصابها المُنفلتة: 


_مقولت لا مفيش حاجة. 


ذادت دهشتهِ أكثر جراء أنفعالها الزائد ذاك، زفرت هي بضيق، تقول بلهجة صارمة: 


_طبعًا أنتَ عارف أنا جايّة هنا ليه؟ 


أراحَ ظهرهِ للخلف، يعقد يديه يقول ببساطة وكأنه يقول شيئًا عادي: 


_أه علشان نبعد عن بعض....


ثم أضافَ بلا مبالاة لمَا قاله للتو: 


_بقولك أي أنا متغدتش أي رأيك نطلب أكل وبعدين نبقا نشوف موضوع البُعد ده أي؟؟. 


كان يتحدث وبداخلهُ يعلم أنها صاحبة كلام فقط، كلام دون فعل، فهو معتاد علي ثرثرتها في نفس ذات الموضوع، وبالنهاية يعودون لأنه لم يقدر وهي أيضًا، كانت تعرف أنه يظنها ككل مرة سابقة، لكن لا..... هذه المرة غيّر تمامًا وهي جادة، ستضع حد. 


_المرة دي غير كُل مرة يا عُمر، وبجد!. 


هل هناك من ألقي نُكتة ما للتو، لا، أذًا لِمَ يضحك بصخبٍ هكذا، تفاقم غضبها من سخريتهِ منها عندما أجابها بإستخفاف: 


_أنا هطلب برجر، أنتِ عايزة أي؟ 


حدجتهُ بنظرات ناريّة مشتعلة، ثم هتفت بحدة واضحة جليًا بنبرة صوتها: 


_أنا من بُكره الصبح هقدم أستقالتي عند دكتور يوسُف وأتمني أنك تخليّة يقبلها، أحنا مش هينفع نشوف بعض تاني يا عُمر.... 


_أي الهبل ده بقا؟؟ 


أجابتهُ بأندفاع: 


_مُش هبل، ده الصّح يا عُمر!. 


_ده مين إللي قالك كده؟ 


_العقل والعادات والدين وكله مُش بيقولوا غيّر كده.... 


_بيقولوا أننا ندوس علي قُلوبنَا؟!. 


زفرت، يعاند، حدجتهُ بنظرات مترجية: 


_عُمر أرجوك أفهم، أنا وأنتَ حكايتنا منتهية من قبل ما تبدأ، أعتبرها مجرد نزوة وعدت!. 


_نزوة؟ أنتِ بتقولي أيّ؟ 


_أيوه نزوة وهتعدي، أنا قولتلك قبل كده مُش أنا إللي أبقي عشيقة فالسر.... 


قاطعها بغضب: 


_وأنا طلبت منك أننا نتجوز وأنتِ إللي مُش موافقة؟ 


_مُش موافقة علشان مش هقبل أكون خطافة رجالة خطفت راجل من بيته ومراته ولا هقبل أكون زوجة تانيّة مش هقدر!. 


_لمّا أنتِ مُش هتقبلي بكل ده من الأول حبتيني ليه؟ ها؟. 


السؤال الأكثر ألمًا، لماذا أحبتهُ وهي تعلم أنه رجل متزوج من أخري، بحياتهِ امرأة أخري، أتقول له أنها فقط كانت تظن أنه مجرد حب من طرف واحد، حب بالخفاء لا أحد يعرف شئ عن خفقات قلبها نحوه، لم تكن تتوقع بيوم أن يتحول إلي حب متبادل وهذا دفعها للتمسك بذاك الحب أكثر ضاربة بكل العوائق عرض الحائط............. لمعت عينيها بوميض الحزن تُجيبهُ بحسرة: 


_مِش بأيدي، مليش سلطان علي قلبي وأظن ده نفس السبب إللي خلاك قاعد قصادي دلوقتي، عُمر علاقتنا من البداية غلط في غلط، كل حاجه كانت غلط حبنا غلط مقبلاتنا فالسر غلط، خيانتك لبيت ومرات اللي كل المستشفى عارفة انت عملت أي علشان تعرف تتجوزها غلط... أمل أنسانة كويسة جدًا وبتحبك، متستاهلش منك خيانتك..... 


ضحك بسرخة وأستهزاء للمرة الثانية يقول بعدم تصديق: 


_غالية أنتِ مستوعبة أنتِ عايزة تنهي أي، أنتِ بتنهي حُبنا، بتنهيه علشان كلام فارغ. 


قاطعته: 


_مُش كلام فارغ ولا حاجه، لو فكرت فيه مع نفسك هتلاقي أن عندي حق فكل كلمة، حاول يا عُمر ترجع لحياتك الطبيعية من قبل متشوفني، وأنا أوعدك أن هختفي من حياتك نهائي مُش هتلمح وشي فأي حتة أوعدك!. 


كانت تتحدث بنبرة جادة، أضافةً إلي ملامحها الجادة، عينيها أمتلئت بالعبارات، لكنها أبت أخراجهم وتمسكت لأخر لحظة وعبارات والداتها تدق برأسها كطنين ذبابة مزعجة، تذكرها كل ثانية أن هذا هو الصواب، نبرتها الأخيرة كانت لا تحمل النقاش، تنهي كل شئ بينهم للأبد يكفي إلي هذا الحد..... 


_غالية أنا بحبك وأنتِ كمان علشان خاطري أنا متعمليش فيا وفيكِ كده ليه نيجي علي نفسنا وأحنا نقّدر نتجوز ونكسر كل الحواجز دي. 


_وأمل؟ 


_مالها؟. 


_مُش هي دي إللي أنت تعبت وعافرت قد أي علشان تتجوزها؟ 


_أنتِ حاجة وهي حاجة تانية، حبي ليها غير حبي ليك تمامًا،وجودك فحياتي ده مش ظلم ليها؟ 


الغاية تبرر الوسيلة هو يتبع هذا النهج الآن، لكنها رفضت رفضًا قاطعًا، قائلة: 


_مُش ظلم... وجودك هنا دلوقتي ده في حد ذاته ظلم، فوق لنفسك يا عمر وأرجع حياتك، أنا مجرد نزوة أنتَ مريت بيها، وأنا بعتذر عن أي وجع بسببهولك دلوقتي بس صدقني قبل موجعك بكلامي ثقةأني وجعت نفسي بيه مليون مرة....... بعد أذنك، بكره هاجي أستلم ورقة أستقالتي ممضية..... 


❈-❈-❈


بكت، هطلت دموعها بلا أرادة منها، عندما تذكرت ما جاهدت كثيرًا لنسيانهِ، تتذكر أنه بعد عودة من تلك المقابلة محطمة القلب والروح، فقط دخلت المنزل، وسمعت بالأخبار علي الهاتف بالحادثة التي أصابت "عُمر" علي الطريق منذ دقائق..... ودخل بعدها بتلك الغيبوبة، كانت تشعر بالذنب...... 


مسحت دموعها سريعًا ما أن سمعت صوت الباب يُفتح تبعه دخول صديقتها تطلُ برأسها أولاً، ثم دخلت مغلقة للباب من خلفها، لمحت أثر الدموع علي وجهها فزفرت قائلة تزامنًا مع جلسوها أمامها علي المكتب: 


_طبعاً شُوفتيه؟ 


هزت رأسها أيجابيًا بهدوء، فتابعت الأخري محذرة: 


_طبعا أنا مُش هقولك أن مفيش أي داعي نرجع القديم تاني، مفيش داعي نرجع وجع القلب والتعب والمرارة تاني كفايه اللي مريتي بيه يا حبيبتي، وأفتكري أن اللي عملتيه زمان ده عين العقل....أنا هسيبك بقا علشان علاء زمانه رجع من الموقع وسليا مبهدلاه


تنهدت بثقلٍ ترجع بظهرها للخلف تقول بحسرة: 


_أنا هقدم أستقالتي يا سمر..... 


❈-❈-❈


جلسَ علي الشازلونج أمام صديقهِ اللذي أصّر علي أنه مريض فعلاً، ويجب أن يجلس هكذا، حتى أنه أمسك دفتره أيضًا وقلمهِ ليدون ما سيقولهُ مريضهِ، طرقَ بالقلق علي الورقة بخفة، ثم سألهُ: 


_ها فهمت؟ 


هز رأسه نافيًا يقول: 


_لا، لحد الأن مُش قادر أستوعب أن كل ده كان مجرد حلم وراح!. 


_أيوه، شُوف هشرحلك تاني، عقلك فضل في غيبوبة لفترة طويلة، فـ هنا بقا عقلك اللاوعي كان عايز يخلي دماغك شغالة ومستمرة، علشان كده نسج ليك كل اللي فات ده زي ما أنت كنت بتتمني..... 


تنهد ثم أكملَ: 


_بمعني أنّك قبل الغيبوبة كنت بتحب غالية، ولمّا دخلت الغيبوبة عقلك بدأ أنه يعملك سيناريو بنفس المقاييس اللي أنتَ أتمنتها، يعني أنت حلمت أنك أتجوزت غالية بعد ما سبت بيت أبوك وروحت حارة شعبية وده نفس اللي حصل في جوازك من أمل مراتك، ومتنكرش أنك كنت بتتمني أنها تكون مكانها...... كل حاجه حصلت معاك أنتَ أتمنيت غالية تكون مكان أمل.... 


_أنا هتجنن يا حسن، ده أنا كمان شوفت حياة ناس تانية تخيل أني برضو شوفت حياة سمر، سمر دكتورة النسا الرغاية دي أه والله وعملت قصة لجوازها من علاء اللي هو جوزها أصلا وفالآخر متجوزتوش..... 


_بالأضافة كمان أنّك خلفت منها، وده لسبب أنك لحد الأن مخلفتوش أنت وأمل،ووصل بيك الحال أنك بتحمد ربنا أنكم مخلفتوش علشان بقا نفسك الطفل ده يبقي من غالية مش أمل، كل حاجه حصلت جوا الغيبوبة أنت كنت بتتمني أنها تحصل حقيقًا، هتسألني عن الحاجات السلبية أو المشاكل اللي حصلت، هقولك عقلك رسملك حياة طبيعية بين البشر فيها المشاكل والتراضي، وده بيدل علي أنك بتحب غالية دي جدا... 


أبتسمَ لهُ: 


_أول مرة تقول حاجة صحّ...... 


نهض بحماس وبداخل عينيِه عزيمة علي ما هو ينوي فعلهُ، قائلاً بعد أن أخذ نفسًا عميقًا: 


_بس أنا المرة دي مُش هستسلم، هخلي الحلم يبقي واقع ومُش هيفرق معايا حد، أنا ضيعتها مرة ومش هسمح لنفسي أني أضيعها تاني، أنا وغالية هنتجوز غصبن عن أي حاجة وأي حد...... 


قال كلماتهُ وقد عزمَ بداخله علي فعل ما قال، يكفي إلي هنا أستسلام، لقد وضع الراية بين يدها المرة الأول وأختارت الهرب والفرار، لكن تلك المرة هو من سيحمل الرأية ويتمسك بها لأخر نفس، هي له وحده، من حقه أن يعيش حياة كما يحب، وبها من يحب ويريد ضاربًا بأي شئ يحيل ذالك عرض الحائط....... 



"تمت بحمد الله".


إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة