-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 49 - 2 - الإثنين 30/9/2024

 

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل التاسع والأربعون

2

تم النشر الإثنين

30/9/2024


كانت مستلقية علي الفراش وتستند بظهرها إلي خلفية الفراش تدعي الي شقيقتها بقلق، فتح الباب ودخل أسر منه حاملاً عمر الغافي بين أحضانه، رمقته بحيرة، بينما اقترب هو من الفراش ووضعه في منتصفهم بحرص شديد ووضع الغطاء فوقه، واتجه إلي مهد رضيعته وحملها برفق كي لا تستيقظ وجلس علي الفراش وهي داخل أحضانه.

تعجبت من حالته وتسالت بقلق:

-مالك يا أسر في ايه؟

تبسم بهدوء وقال:

-مفيش حاجة. 

ضيقت عيناها وتسالت بحذر:

-أسر أنت كويس حساك مش طبيعي.

تنهد بهدوء وعقب:

-بخير يا تقي اطمني انا بس خوفت عمر يصحي يعيط لما ميلاقيش حد جبته هنا.

تسالت بمغزي:

-طيب وعليا ؟ ما هي معانا في الأوضة لو عيطت هنسمع الصوت .

زفر بضيق وقال:

-عايزة أيه يا تقي بالظبط بتلفي وتدوري ليه ؟

ردت بإيضاح:

-عايزة أفهم مالك يا أسر عايزة أطمئن عليك أيه المشكلة في ده؟

حاول رسم إبتسامة بسيطة علي وجهه وقال:

-مفيش حاجة يا حبيبتى. 

تسالت بتشكك:

-أسر أنت خايف من الحلم صح ولا غلط؟

نظر لها بتردد وسرعان ما آخذ نفس عميق ورد:

-أيوة يا تقي.

ربتت علي ظهره بحنان وقالت:

-أسر يا حبيبي ده مجرد حلم مش أكتر أنسي نيفين هي خلاص ماتت والي مات مش بيرجع يا حبيبي هي صفحة من حياتنا وانتهت حاول تنساها عايزين نبدأ من جديد عايزة أحس إنك ملكي أنا لوحدي يا أسر ومفيش حد مشاركني فيك.

ضيق عينيه متسائلا:

-قصدك أيه ؟ أنا ملكك لوحدك فعلا يا تقي ومفيش حد مشاركك فيا ويعلم ربنا ما فيه في قلبي غيرك أنتي وبس.

رفعت يدها ووضعتها اعلي رأسه وتحدثت بتبرير:

-بس طالما بتحلم بيها يبقي لسه واخدة مكان في عقلك الباطل يا أسر لسه واخدة حيز من تفكيرك وأنا مش حابة ده.

آخذ نفس عميق وتحدث بهدوء:

-ممممممم يمكن عشان بعد الي عملته فيا صعب أنساه بالسهولة الي أنتي متخيلاها؟ تقي أنا دماغي مش كنترول مجرد ما أدوس عليها أنسي محتاج وقت وبعدين أكيد مفيش مشاعر حب تجاهها من الأساس عشان تخافي أني بفكر فيها أنا محبتش نيفين من البداية أنا محبتش غيرك أنتي وبس وقلبي وروحي وعقلي ملكك أنتي وبس لكن في نفس الوقت الي عملته نيفين فيا صعب أنساه في ليلة وضحاها محتاج وقت أتعافي به وطول ما أنتي جنبي هقدر أعمل ده.

هتفت بحب:

-وأنا جنبك وفي ضهرك دايما يا أسر وطول ما فيا الروج هفضل جنبك بس ده لوحده مش كفاية محتاجين حد يساعدنا في ده. 

قطب  جبينه بعدم وتسأل:

-قصدك ايه بحد يساعدنا مش فاهم؟

نظرت له بتردد قبل أن تلقي بحديثها دفعة واحدة ويحدث ما يحدث:

-أنت محتاج دكتور نفسي يا أسر.

❈-❈-❈

كان يسير ذهابا وايابا أمام الغرفة بقلق شديد،  بينما تجلس عليا جوار سراج  وهم يبتهلوا بالدعاء ، التفت أدهم الي والديه بقلق:

-ماما أتأخرت أوي وصوتها عالي. 

تنهدت بقلق:

-خير يا حبيبي بإذن الله الولادة الطبيعى بتاخد وقت.

اجاب بقلق:

-بس دي بقالها نص ساعة جوه يا ماما ولسه مخرجتش.

عقبت عليا بإيضاح:

-أهدي جدا يا حبيبي ونص ساعة مش كتير أصلا من الأساس شكلك ناسي لما كانت حامل في عمر وهي بتولد قعدت ساعتين جوه وتقي قعدت تلات ساعات ده طبيعي يا أبني فهمت سبحان الخالق بيخرج روح من روح أدعيلها أنت بس.

رفع يده الي السماء وقال:

-ربنا يقومها بالسلامة يارب.

ناداه والده بقلق:

-تعالي أقعد يا حبيبي شوية بدل ما أنت رايح جاى ده هيوترك أكتر يا أبني. 

رمقه بتردد وقال:

-خايف يا بابا خايف.

عقب والده متهكما:

-الخوف والتوتر هيزيد بحالتك دي يا أبني مش هيقل تعالي يا حبيبي أقعد وارتاح. 

تنهد بقلة حيلة، واتجه إلي المقاعد المعدنية وجلس جوار والده فلا طاقة له للجدال أو الرفض من الأساس كل ما يريده الأن هو أن يطمأن علي خليلة الروح وطفلهم.

❈-❈-❈

أتسعت عيناه بصدمة وتسأل بعدم استيعاب:

-دكتور نفسي ؟ عايزاني أروح لدكتور نفسي يا تقي؟ أنتي شيفاني مجنون؟

حركت رأسها بنفي وهتفت بإيضاح:

-لأ طبعا يا أسر مش مجنون وبعدين يا متعلم يا بتاع المدارس اللغات من أمتي الدكاترة النفسيين بتوع مجانين؟ كل الحكاية إنك مريت بظروف صعبة وعشان تقدر تتخطي المرحلة دي فهمتني؟

تنهد بهدوء وعقب:

-حاضر يا تقي حاضر هحاول أفكر في الموضوع ده. 

تنهدت بإرتياح:

-ريحت قلبي أنا جعانة أوي.

انتبه إلي شئ وضرب جبينه بخفة:

-الفطار.

قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:

-فطار ايه؟

أجاب بإيضاح:

-كنت جايب سندوتشات للفطار.

نهض بحذر وبسط ذراعيه كي يعطيها الصغيرة بحنان:

-خدي لولو هنزل أجيب الفطار وأجي.

خرج بالفعل وعاد بعد دقائق حاملا كيس كبير وطبق، جلس في مواجهتها ووضع الطبق في المنتصف وبدأ في إخراج الطعام:

-هي بردت بس تقي بالغرض. 

ابتسمت بفرح وقالت:

-أنت منستش بجد وجبتها؟

رمقها بعتاب:

-وأنا أقدر أنسي حاجة تطلبيها؟

تبسمت بحب وردت ممتنة:

-ربنا يخليك ليا يا حبيبي. 

تبسم بحب وقال:

-ويخليكي ليا يا قلب حبيبك.

❈-❈-❈

بعد ساعة من القلق والتوتر إستمعوا إلي صرخة الصغير معلنا عن وصوله الي الحياة، أتسعت ابتسامة أدهم بفرحة وضمته والدته مربتة علي ظهره بحنان :

-مبارك يا حبيبي يتربي في عزك. 

قبل كلتا يدها بحب ورد ممتنا:

-في حياتك يا أمي. 

وكذلك فعل المثل مع والده، ونهض بحماس ووقف أمام غرفة العمليات في إنتظار خروج طفله.

بعد دقائق خرجت الممرضة وهي تحمل الرضيع وعلي وجهها إبتسامة عذبة:

-أتفضل ولد زي القمر. 

اتسعت ابتسامة أدهم وبسط ذراعيه بحذر متلقفاً منها الرضيع وتسأل بقلق :

-تمارا كويسة؟

ردت مبتسمة :

-كويس وزي الفل أطمن عشر دقائق بالظبط وتتنقل أوضة عادية. 

حاولت كبت ضحكاتها قبل أن تقول:

-أحم والصراحة واضح أنها بتحب حضرتك أوي. 

شحب وجهه وتحدث ساخراً :

-ما هو واضح علي وش حضرتك فعلا ما شاء الله أنا من رأى أستخبي قبل باقي الاستف ما يخرج  وأبقي حفلة تسالي النهاردة. 

ردت بهدوء:

-ﻻ لا مفيش داعي أطمئن زوجة حضرتك مش أول ولا أخر واحدة تعمل كده وهي مش بتبقي في وعيها أصلا. 

تنهد براحة :

-ربنا يطمنك. 

استأذنت الممرضة وغادرت بينما أقترب والديه منه وهم يتأملوا الصغير بحب، نبهه سراج:

-كبر في ودنه يلا. 

أومأ بإيجاب:

-وكبر في أذن الصغير اليمني وناوبها بالإقامة في أذنه اليسري. 

وبعدها أعطاه الي والدته التي تلقفته بحب:

-تبارك الرحمن شكلك بالظبط يا أدهم شكل تمارا بتحبك أوي عمر شبهك وده كمان شبهك صحيح هتسميه أيه؟

نظر الي والدته وتحدث بحب:

-سراج .

تعجب سراج وصاح برفض قاطع :

-سراج أيه لا طبعاً سميه أي أسم تاني سراج إسم قديم. 

أجاب أدهم بإصرار:

-بس أنا حابب أسميه سراج يا بابا. 

تجاهل الاخر إصراره وتحدث بأمر:

-ﻻ يعني لا أيه هتعصي كلامي ولا ايه؟

رفع يده بإستسلام وقال:

-خلاص يا حاج طيب حابب نسميه أيه؟

رد بتعقل :

-سميه أنت ووالدته براحتكم. 

بعد فترة. 

كانت تتمدد تمارا علي الفراش وأدهم ووالديه ملتفين حولها. 

هتف أدهم بحنان :

-حمد الله علي السلامة. 

ردت بوهن:

-الله يسلمك يا حبيبي. 

تسأل أدهم بحيرة :

-بابا رافض نسمي سراج حابة نسميه أيه؟

نظرت الي والد زوجها بعتاب:

-ليه كده بس يا عمو. 

تحدث بإصرار:

-كده يا بنتي سموه إسم جديد أحسن. 

ردت بإصرار مماثل:

-طالما حضرتك مصر أوي كده يبقي حضرتك سميه. 

أيدها أدهم:

-أيوة حضرتك سميه. 

نظر الي زوجته وقال:

-شايفة عيالك يا عليا. 

تبسمت بهدوء وأجابت :

-أيوة عندهم حق سميه أنت بقي .

نظر سراج الي الصغير وقال :

-يونس. 


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة