رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 3 - 2 - الإثنين 9/9/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثالث
2
تم النشر الإثنين
9/9/2024
❈-❈-❈
. "بعد مرور أسبوع".
كالمُعتاد، أخطبوطًا تائهًا فالمُحيط، أنها وضعية نوم سيدة كسولة، من المفترض أن يُطلق" مُراد"عليها لَقب الأميرة النائمة مناسب لها جدًا، وليس" روبانزل"، هنا قد ظلمَ "روبانزل "حقًا، فهي شخصية نشيطة جدًا، يكفي أنها كانت تقوم بالأعمال المنزلية كل صباح دون ملل......
الإضائة مُغلقة، لأن ولأول مرة الستائر مُغلقة بأحكام، وهذا يدل علي أنها لم تستيقظ لساعات طويلة ليلة أمس فالقراءة، وفور أن أنتهت جلستها مع "ليلي"، أمس، نامت فورًا، أيعقل لأنهُ يومًا مُميز، لذا لا تود تضيعتهُ فالنوم اللعين، إلي أين سيذهب النوم، هل سيختفي، لا، إذًا فالتتركهُ جانبًا الآن......
أنفتحَ باب الغُرفة بِبُطٍ، تبعهُ أقدام تتسلل إلي الداخل كاللص، مُقتربة من رُقعة السرير، ثانية ثانيتين، وأرتفعَ صوت مِزمار قوي يرنُ في أرجاء الغُرفة نظرًا لأنها هادئة، تبعهُ صراخ النائمة المسكينة، والتي أنتفضت من مكانها، تعوم فالسرير ومازال يتلبسها أثر النوم...
أرتفعت ضحكات" ليلي"، بعد أن أضائت أنوار الغُرفة، لتظهر لها بوضوح، "رضوي"، التي كادت تبكي من الخضّة لقد ظنت أن هناك حملة فرنسية علي المنزل ولا تسألون لماذا الحملة الفرنسية خصيصًا هي تُحب الفرنسيون، لكنها أستوعبت أنه مقلب من مقالب" ليلي"السخيفة، هل قالت يومًا أن "ليلي"، لا تتشابه أبدًا مع شقيقها" نادر"، أضربوها قلمًا نظرًا لكذبها، وأسحبوا كلماتها، أدركت الآن أنها نسخة من سماجة شقيقها، لكنها فقط كانت تنتظر الفرصة لتُظهر شخصيتها المُستكلبة.....
_"كل سنة وأنتي طيبة يا ريري".
قالت ذالكَ بحماس بالغ، تنثرُ عليها القصاصات الصغيرة الملونة، بينما الآخري، زفرت بإختناق، تُبعد تلك القصاصات عن وجهها بغيظ، قائلة:
_"هو أنا مش بصعب عليكم بجد، مش بصعب عليكم خالص، لي كده، أنتي ناوية تموتني صح، لا وجاية في اليوم اللي أتولدت فيه علشان أبقي مميزة مُت فاليوم اللي أتولدت فيه، لا كتر خيرك والله ".
أجابتها من بين ضحكاتها:
_" أي يا ريري، يوم مميز بقا وكده، نبدأه بحاجة ساسبنس كده ولا أي؟ ".
ولم تدري سوى بالوسادة الكبيرة، تلتصُقُ بوجهها من حيثُ لا تدري ولا تحتسب، ودون تخمين" رضوي " من القتها:
_"هستني أي منك، ماهو أخوكِ مين؟، مش نادر، يا باردة، فزعتيني منك لله رُكبي سابت ".
_" معلش معلش، يلا قومي اجهزي عايزين ننزل نشتري فساتين الحفلة بدري، الليلة ليلتك يا عم ".
_" ولله اليوم هيخرب بسبب قَركْ ده أولاً، وبسبب إني أصطبحت بوشك ثانيًا، أمشي من قدامي، وأنا نص ساعه ونازلة "
❈-❈-❈
سُترة سوداء، بأكمام قصيرة تغطي بطنها كاملة، أسفلها، سروال رياضي كعادة ملابسها، باللون الأسود، مع حذاء رياضي باللون الأبيض، أرتدتهم هي بعد أن أنتهت من حمامها الصباحي، وها هي تقفُ أمام المرآه ، تتأكد من هيئتها للمرة الأخيرة قبل أن تغادر، قبل أن تأتي العاصفة المُسماه بـ "ليلي"، لتستعجلها،أو تسحبها من قدميها!.
أليسَ اليوم يومها كما تقول، أذًا تتأخر كيفما تشأء، أخيرًا ألتقطت حقيبتها الصغيرة باللون الوردي، ونظراتها الشمسية، مُغلقة الغرفة خلفها ، وقد كانت الشقة خالية من البشر، لانهم كالعادة بالأسفل يتناول الأفطار، كم هو لذيذ ذالك الترابط الأسري،الذي لا تتذكر أنها شاركت بهِ أكثر من ثلاث مرات بالكثير ..........
أخذت تنزل علي السُلم، وكأنها فتاة فالعاشرة من عمرها، كانت تنزل سلِمتين سويًا بطريقة طفولية بحتة، أو سِلمّة، وأخري تتخطاها، أليست بمفردها ولا أحد يراها، لا بأس بقليلٍ من الطفولية، حياة الكِبار هذهِ مزعجة......
وما أن وصلت للطابق الثاني، أعتدلت في سيرها، خوفًا من أن تُصادف" مُراد"في طريقها، خاصةً أن اليوم، هو يوم السبت وهو أجازتهُ بالفعل، وبالرغم من أنه يملك عملاً خاصًا وليسَ حكوميًا كي تكون أيام عطلتهُ ممثالة لعُطلات المؤسسات الحكومية، لكنها حقًا لا تعرف السبب حيال أختياره لهذه الأيام علي وجهِ الخصوص، كان بأمكانه أن يتخذ يوم الأحد مثلا، مثل الدول الأجنبية، عادةً سيكون الأمر خارج الصندوق......
مرت بهدوء، أمام شقتهُ فالدور الثاني، كانت تتمني أن تراه يخرج من الشقة تزامنًا مع مرورها، لكن مرت دقيقة ولم يخرج أحد، لذا أكملت سيرها إلي الأسفل، وقبل أن تنتهي من عبور الردهة الطويلة الفارقة بين السُلم والشقة، وجدتهُ يصعد تجاه شقتهِ،يقولون أنّ الرجفّة التي تشعرُ بها عندما ترى شخصًا تُحبه ،طبيعية ،هي من أعراض عودة الحياة لجسدك، جُملة صادفة قرآتها سابقًا علي أحدي، مواقع التواصل ولكنها علقت بذهنها قليلاً، والآن أستشعرت معناها تمامًا، فلا يوجد أعمق من تلك الجملة ما يعبر عن حالتها الآن، لم ترآه مُنذ أسبوع حيث أنها كانت مُتعمدة أن لا تنزل أو تجتمع معهم، لا تود رؤية "نانسي" تقترب منه او هو يقترب منها بأي حركة حتى لو بالحديث فقط.....
لذَا أعتكفت في شقتهم لا تخرج، ولم يكن الأمر غريبًا عليهم فـ هم مُعتادون علي إنعزالها وقتمًا تشاء، ولنكن صادقين أكثر، هي لا تود أن تُقابل "نادر"، أو تلمح وجههِ
خاصةً بعد أخر مُشاجرة حدثت بينهم قبل ثلاثة أيام، وكلماتهُ التي ترن بعقلها حتى الآن......
لذا أول ما رأتهُ الآن وكأن الحياة عادت لجسدها الآن، وأنّ الأسبوع الذي مضي لم ترآهُ فيه غير مُحتسب من عمرها، وسيكون ذالكَ ظُلمًا أن تم أحتسابهِ......
قابلها بإبتسامتهِ العذبة المُعتادة منه دومًا، أبتسامة دافئة هادئة كـ هدوئهِ، منحتهُ أبتسامة مُماثلة تُزين شفتيها المطلية بمرطب شفاه طبي لامع ذو لون وردي خفيف.....
_" صباح النور، كُل سنة وأنتِ طيبة، مشاء الله صاحية منورة علشان النهارده عيد ميلادها، البت متحمسة للهدايا اللي هتخدها النهاردة، آه منك".
قالَ آخر كلماتهِ مُضيقًا عينيهِ بخُبث، أرتفعت ضحكاتها، بينما أحمّرت خديها خجلاً، وتصبغت باللون الأحمر، فقط لأنه مدحها للتو، حتى وأن كان مدحًا تلقئيًا، لكن فالنهاية مدح، هو يرآها مُضيئة الآن، حسنًا ماسك الجرجير والشاي الأخضّر يبدو أنهُ أتي بنتيجة، تجاهلوا أسّم الماسك، أنه ماسك من الأساس من أختراع "ليلي"، الخرقاء كشقيقها......
_" شكرًا، أنا فعلاً متحمسة للهدايا، خصوصًا أن ماما وعدتني أنها هتجيبلي لاب توب بديل للبوظته ".
_" رأسمة علي كبير أنتِ، عمومًا هديتك جاهزة يا ست البنات، ومفأجأة مش هتتخيلها".
لَمعت عينيها بحماس تسألهُ سريعًا:
_"لا قولي أي، أنا تحمست جدًا".
_"تؤتؤ، باليل هتعرفي.... يلا علشان شكلك خارجة".
_"آه نازلين نشتري شويّة حاجات أنا وليلي".
_"ماشي خلي بالكم من نفسكم كويس ".
_" حاضر"
انتهت تلك المحادثة الصغيرة جدًا بمغادرتهِ ودخوله لشقتهِ، بينما هي أكملت طريقها للأسفل، ومزاجها أصبح أفصل بكثير، أيمكن لمحادثة صغيرة منه أن تحدث كل هذهِ الربكة بداخلها، من عمق إنبهارها به، تشعر بأن الكلمات العادية منه تُقال لأول مرة، تمر علي مسامعها بطريقة مميزة.........
سؤال هنا يطرح نفسهِ، لماذا مُقبالتهم دومًا ما تصدف علي السُلم، أمر مميز، لكن غريب، وهي تُحبه لا يهم المكان، المُهم أن ترآه فقط ليسَ إلاَ.....
وقبل أن تصل إلي الطابق الأرضي وقفت قليلاً، وأخرجت هاتفها، من ثم فتحت ذالك الحساب الوهمي، لتَكتب بأناملها الصغيره كلمات ودت أن تقولها له في وجههِ
"أخبر عيناكَ الجميلةَ أنّ تكُفَعبثاً بِقلبي ".
يتبع...