-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 1 - 2 - الأحد 8/9/2024


قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الأول

2

تم النشر الأحد

8/9/2024


أقترب وقت الظهيرة، وخُطبة الجُمعة ها قد بدأت، للتو وأرتفع أصوات الخُطباء فالمساجد فالحي بأكملهِ، جلست هي في رُكن بعيد عن الضجيج، مُمسكة بهاتفها المحمول بين يديها تعبث بهِ، وعلي وجهها إبتسامة مُشرقة تشقُ وجهها، ظلت تُمعن النظر إلي صورتهِ بداخل الهاتف تبتلعُ بأعينها كل أنشٍ بهِ، وتحفظ ملامحهِ عن ظهر قلب، وقد طَبعتهم سابقًا بداخل قلبها، ظلت تُقلبُ عبر حسابهِ الشخصي علي،منصة" فيس بوك"، ذالك الحساب التي حفظت كل حرف به عن ظهر قلب، كل ليلة تتفقدهُ دون كلل أو ملل، تجلس لساعات طويلة تتأملهُ دون حتى أن تنتبه لعقارب الساعة أو لمرور الوقت....... 


تتلهف لرؤيتهِ واقعيًا،خمسة أيام مرو عليها لم تراهُ فيهم، نعم تحسبهم بالدقيقة والثانية، رفعت عينيها من علي صورتهِ التي تملئ شاشة هاتفها ببذلتهِ الرسمية وبملامحهِ الرجولية، تنظر إلي الساعة، لماذا لم ينزل إلي الآن؟، معقول أنه مازالَ نائمًا إلي الآن، فالساعة الآن الواحدة ظهرًا حسب التوقيت الصيفي، عادةً ما ينزل باكرًا، تبًا هل من المُمكن أن يكون قد خرج قبل نزولها هي، لا أنه  لا يخرج لأجل العمل فأيام أجازتهِ، فـ هو طوال الأسبوع فالشركة، متوليًا زمام أمور الشركة كلها علي عاتقيهِ...... 


تمهلي يا "رضوي" أنتظرتِ لمدة خمسة أيام، هل ستأتي علي خمسة دقائق، هكذا حدثت نفسها تُصبر نفسها، وتُصبر قلبها المُشتاق لرؤية محبوبهُ، 


كتبت لهُ رسالة قصيرة، من عدة كلمات خرجت من صميم قلبها، عبر حسابها الوهمي، بأسم مُستعار تخط بحروفها العاشقة والغارقة حد النُخاع 


"لم أكن أنوي أن أقع بكَ يومًا، لكنه حدث كما تحدث لنا الأسماء, وكما تصير لنا الأوطان، فكيفَ لقلبي الصغير أنّ يرفض أن يجعلكَ وطنهُ الذي ينتمي إليهِ" 


ضغط علي زر الأرسال بعد تردد دام لدقيقة، ووجها أحمرَ خجلاً وكأنه سيعلم أنها هي من تبعث لهُ كل ليلة الرسائل السريّة دون الأفصاح عن هويتها، فور أن تبعث الرسالة تقوم بحظرهِ حتى لا يمكنه الرد عليها، منذ فترة وهي علي هذا النحو، وكأن تلك الرسائل هي مُنقذها للبواح بما يكمن بقلبها أفضل من كتمانهِ، نعم فالسر دون أن يعرف هويتها، لكن هكذا أفضل......

❈-❈-❈


صرخت بخضة ما أن شعرت بظل أحدهم فوق رأسها مُباشرةً، وقد كانت مُنشغلة بتفقد هاتفها، رفعت رأسها بخضة وذعر وجدته "نادر" يقف صوبَ رأسها يُطالعها بنظرات فضولية خبيثة، مُستغربًا الذعر المرسوم علي ملامح وجهها، وتلقائيًا أغلقت هاتفها بسرعة، تحاول أن تُخفي توترها الظاهر بوضوح..... 


صاحت به بعصبية مُبالغ فيها، لكنها فعلت هذا تود أن تُقلل من حدة توترها قائلة: 


_"أي في أي خضتنّي يا نادر، مش تتكلم يا أخي، عاجبك كده؟ ". 


ظل يُناظرها بنفس النظرة المستغربة، وبرفعة حاجب، إلي الآن يري أن ردة فعلها مُبالغ فيها جدا، خاصةً أنه دومًا ما يُرخم عليها كلما سنحت لهُ الفُرصة في ذالك أستغلها فورًا مُستمتعًا بملامحها المُمتعضة وعينيها الخضراء الواسعة التي تتحول إلي لون داكن لذيذ عندما تغضب، وهو يتلذذ أيضًا بذالك، وكأن شغلتهِ فالحياة أثارة غضبها..... 


هتف قائلاً برفعة حاجب: 


_" أي في أي أتخضيتي لي كده، شوفتي عفريت؟ ". 


_" أنيل". 


قالتها تلقائيًا دون تفكير، فأرتسمت علي وجههِ إبتسامة سمجة فظة، وكأنها قامت بألقاء كلمات الغرام عليه للتو، أو قامت بمدحهِ، كادت تنهض تضربه علي وجههِ لتُخفي تلك الإبتسامة التي تُثير إشمئزازها.... 


كانت قد عادت أنفاسها للأنتظام مرة أخري، وهدئت قليلاً، كونهِ بالفعل لم يستطع رؤية ما كانت تفعله فالهاتف، فهتفت مُربعة يديها أسفل صدرها فأرتفت كنزتها قليلاً إلي الأعلي وكشفت عن بطنها قليلاً: 


_"عايز أي يا نادر علي الصُبح!؟ ". 


طالعَ الجزء المكشوف من بطنها بنظرة خبيثة، ففورًا ما أن لاحظت أين أنحدرت عينيهِ، فكت تربيعة يديها، تفرطُ من كنزتها تغطي بها بطنها، فـ أبتسم هو لها يسألها: 


_" كُنتِ بتعملي أي فالتلفون، وأول ما جيت أتخضيتي وقفلتيه؟! ". 


_" وأنتَ مالك أنتَ". 


قالتها سريعًا بنبرة عدائية، أحدكم يسحبهُ من أمامها، ستقتله حتمًا أن ظل أمامها لدقائق أخري، لكن قبل أن يُجيب عليها، أرتفع صوت والدهِ الذي نزل من الأعلي للتو يُنادي بإسمهِ، فأنحني عليها سريعًا قبل أن يرحل، هامسًا لها بكلماتهِ الخبيثة: 


_"راجعلك يا بطة.... ". 


ما أن أختفي من أمامها بصّقت علي الأرض بإستياء كم تكرهه وتكره المنزل بسببهِ، لقد عكر صفو مزاجها بعدما كان رائقًا قبل دقائق فقط، عطره الذي ملئ المكان كاد يخنقها، فنهضت من مكانها بعصبية تقصد الصعود إلي الأعلي لحين، يأتي موعد الغداء...... 


فتحت هاتفها تخرج من الصفحة، وتعيد كل شئ كما هو، تزامنًا مع هبوط" مُراد"من الأعلي وبين يديهِ هاتفهُ أيضًا يعبث بهِ وعلي وجههِ إرتسمت أبتسامة سعيدة، دون أن تنتبه بسبب أنشغالها بالهاتف الذي علقَ قليلاً، أصتدمت بشيئًا صلبً كادت تسقطُ أرضًا، لكن يد قوية ألتفت حول خصرها تجذبها إلي حضنهِ، ثانية ثانيتين، ثلاث، لتستوعب أنها بين أحضانه، جحظت عينيها بصدمة، ورائحة عطرهِ الذي يُسكر حواسها يتغلغل إلي أنفها يُداعب جيوبها الأنفية، وجههِ كان قريبًا منها تفصلهم بعض الإنشات الصغيرة..... 


حمحمَ هو يرفعها لتعتدل، أبتعدت عنه تعبث بأظافرها بتوتر وضربات قلبها تدق بعنف في جدار قفصها الصدري لقُربهِ المُهلك منها، منحها إبتسامة صغيرة قائلاً: 


_"صباح الخير يا روبانزل، أي مشغولة بأي فالتلفون مش تاخدي بالك". 


بادلتهُ الإبتسامة بأخري واسعة، وعينيها تتسع  وتلمع بسعادة بالغة جاهدت في أخفائها،ككل مرة ترآه بها أنّ لمعة العينِ تلك اللمعة المميزة عند رؤيةِ من تُحب، هي الأبجديةُ التي لا تُترجمُ بتاتًا...... 


أجابته بنبرة خافتة خرجت هكذا رُغمًا عنها: 


_"صباح النور يا.... ". 


وهُنا بلعت غُصة مريرة تشكلت في حلقها عقب تذكرها لتلك الكلمة التي تمقطها أكثر من أي شئ، حتى أكثر، من" نادر "نفسهُ، وتود لو تشطبها من أبجدية الكلمات نهائيًا، لكن بالنهاية قالتها مغصوبة، وكأنها تخرج علقم من حلقها وليس مجرد كلمة: 


_" صباح النور يا عمو مُراد..... أبدًا كنت بعمل حاجه ومخدتش بالي؟ ". 


نظر إلي ساعة هاتفهُ، من ثم خطي درجة إلي الأسفل، يقرصها من وجنتها بشقاوة وكأنها أحدي الأطفال فالمنزل وليست شابة بالتسعة عشر من عمرها، قائلاً بمشاكسة: 


_" طيب يلا يا بيضة عديني الخُطبة قربت تخلص، ومتنسيش تصلي أنتِ كمان". 


غادرَ سريعًا يخطو المُتبقي من الدرج بخطواتهِ السريعة، حتى قبل أن يستمع إلي أجابتها، بينما هي تمتمت بالإجابة بين نفسها: 


_"حاضر يا حبيبي ". 


ظلت تُتابعه من الخلف، تنظر إلي ظهرهِ العريض، والذي، ظهر عُرضهِ أكثر في تلك الجلبية بيضاء اللون المُخصصة لصلاة الجُمعة، أنه فكل حالاتهِ يُبهرها للغاية، عندما يكون رجل أعمال ببذلتهِ الرسمية التي تُزيدهُ وسامة فوق وسماتهِ يخطف قلبها، وعندما يكون رجلاً ينتمي لتلك الحارة الشعبية ويرتدي الملابس المُتعارف عليها هنا يخطف قلبها أكثر وأكثر، خاصةً بذالك الجِلباب الذي يجعله وسيمًا بشكلاً خطير علي قلبها الصغير....... 


❈-❈-❈


عقب الأنتهاء من صلاة الجمعة مُباشرةً، أجتمع الجميع حول المائدة الطويلة في نهاية الصالة الكبيرة، المفروشة بأكملها بالأثاث العتيق، جلست بجانبها والداتها وشقيقتيها الصغار بجانبها، وبالجانب الآخر منها جلست" ليلي" ومن جوارها" طارق"، وفي النهاية والدة "ليلي"، بينما بالجهة المُقابلة جلس السيد" حاتم"زوج والداتها، وبجانبهِ شقيقهُ "عمران " وبجانبهم جلس "نادر" مقابل "رضوي"، وكان يتعمد ذالك ليغتنم أي فرصة لكي يُضايقها ويُثير حُنقها متلذذًا بذالكَ،سَمج حقًا ، بينما جلس" مُراد" فالكُرسي المتواجد علي رأس الطاولة، وعلي يمينهِ جلست والداتهُ........ 


شرعَ الجميع في تناول الطعام بهدوء كُلٌ مُنشغل في الطبق الذي أمامه يأكل بهدوء، بينما هي كانت تسترق النظر إليهِ من حين لآخر بسرعة وتُعاود تمثيل الأنشغال بتناول طعامها وكأن شيئًا لم يكن...... 


تُتابعهُ بنظراتها الثاقبة، تتأمل كيف يأكل كيف يجلس، حركات أصباعهِ الطويلة، كيف يمضغ الطعام، أشياء بسيطة تافهة لكن بالنسبة لها متعة، كمتعة أحصاء النجوم في ليلة صحراوية مثلاً....... يقولون عند رؤية من تحب فإن بؤبؤ العين يتسع  فرحًا، أما هي تكاد تشهق أكسجين الأرض كُله حينما تقع عينيها عليهِ فقط..... 


ظلت تختلسُ النظر  لهُ سرقةً، لكن تلك المرة تصنمت بمكانها تُتابعهُ بشغف وقلبها يدق في أضلغها يود الخروج ليُخبره أنه ملكًا لهُ وحده، تصنمت حينما رأته يضحك بضحكتهِ الرجولية وتُفاحة آدم في رقبتهِ تتحرك بطريقه تُغريها أن تنهض و تُقبلها الآن، علي ما يبدو أن "ليلي" قد قالت لهُ شيئًا أضحكهُ ولم تكن هي مُنتبهة..... 


بينما هي مُنشغلة بالنظر إليه بدون حساب هكذا رُغمًا عنها، وجدت جوزً من العيون ينطلقون نحوها كأنهم أسهم نارية، وبالطبع دون تخمين "نادر" عينيهِ كادت تخترقها كُليًا، توترت ثم مثلت أنشغالها بالطعام اللذي لم تأكل منه سوي لُقيمات صغيرة جدا حتي الآن  خشيةً من أن يكون قد لاحظ أنها أطالت النظر إلي "مُراد" بطريقة تُثير الشّك نحوها...... 


بعد عدة دقائق أرتفع رنين جرس المنزل، فتقدمت الخادمة سريعًا تفتح الباب، ثواني وظهر، من خلف الباب، أكثر وجه لاتودُ رؤيتُه علي الأطلاق،ليسَ وقتها البتّة،قائمتها المُخصصة لكتابة ضحياها تلوح أمام عينيها الآن،لقد جائت بأقدامها للهلام....... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة