-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 11 - 2 - الأربعاء 18/9/2024

 

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الحادي عشر

2

تم النشر الأربعاء

18/9/2024



مرت ساعة علي قيادتهِ للسيارة وسط الطريق الخالي، الليل بدأ يحل عليهم، والداتها أتصلت بها مرتين تستعجلهم، بقيت هي صامتة طوال تلك الساعة تنظر إلي النافذة بجانبها، تتابع الطريق بصمتٍ وشرود...... 


كانَ هو كل مرة ينظر لها يجدها علي وضعها صامتة، تنهد بحزنٍ علي حالتها، كان مترددًا أن يُفاتحها في أمر الزواج، لكنه يخشي أن يجد رد فعل صادم منها بسبب حالتها، أو أن الوقت غير مناسبًا، لكن ليس هناك وقتٍ، يجب أن يتحدث معها وهم بمفردهم......... 


لذا دون تردد تلك المرة، وعلي حينِ غُرةٍ هتف فجأة دون حسب حساب للنتائج المُترتبة: 


_"رضوي تتجوزيني". 


ثانية، تليها الأخري، وهي مُنصدمة عينيها فُتحت علي وسعهم، وبقيت علي وضعيتها، مهلاً هل نامت دون أن تشعر وهي الآن تحلم، أمّ أنها مستيقظة وسمعت صحيحًا، لقد طلبَ منها الزواج، بثانية كانت قد أرتفعت دقات قلبها، مع أرتفاع روحها بسابع سما، لكن بثانية أخري سقطت علي عنقها لسابع أرضْ حينما أستوعبت فعليًا أنه يطلب ذاك الطلب فقط لأنقاذها وحل مشكلتها، صمتها الطويل ذاك جعله يشعر بالقلق من ردة فعلها، لكنه لاحظ توسع عينيها ويُخيل له أنه رأي بريق لامع بعينيها أختفي سريعًا....... 


أوقفَ السيارة علي جانب الطريق الخالي، الليل حولهم لا صوت، فقط هدوء، عزمَ علي أن ينهي الأمر الآن، فقالَ: 


_"رضوي ده مُجرد جواز علي ورق بس، وبعدها بفترة هطلقك، مفيش حل غير كده، وأنا عند وعدي حقك هيرجعلك من إللي آذاكِ تالت ومتلت.... ". 


نظرت له بنظرات ضائعة مُشتتة، هي التي كانت تفكر منذ ساعات بأن تقول له أن لا يهتم لأمرها ولا يشغل باله بها هي ستتصرف بالرغم من أنها تعلم أن لا يوجد بين يديها شيئًا لفعلهِ، هو الآن يعرض عليها الزواج من أجل أنقاذها فقط، يريد أن يضحي من أجلها، هل ستكون أنانية أن قبلت، أمّ ستندم مُستقبلاً  أن رفضت، إن الفُرص تأتي دائماً مُرتدية ثياباً بسيطة، ومتنكرة، وهذهِ فرصة، فرصة جديدة تمنحها لها الحياة........ 


فكرت بمئة فكرة بالثانيه الواحدة، هل هذه فرصة فصالحها، أمّ أختبار لأنانيتها، أن كانت في صالحها فـ هي فرصة رائعة بحثت عنها طوال السنة والنصف الماضية، فرصة واحدة فقط،أي شيئ صغير، يخبرها أن هناك أمل فأجتماعهم معًا، أمل في قربها منهُ، هل هذه هي الفرصة التي بحثت عنها طويلاً، هي الآن بين يديها، هو يطلب منها بنفسه لم تجبره، بعيدًا عن أي شيء مضي، هي ستحصل علي فرصة،تكون أنانية أفضل بكثيرٍ من أن تبكي ندمًا فيما بعد بسبب أنها تركت الفرصة تفلت من بين يديها........ 


_" رضوي ساكتة ليه؟، أنا مش هجبرك علي حاجة لو مُش موافقة أنا هحاول أخترع أي حل تاني بأي شكل، المهم محدش يجبرك علي حاجة ". 


خرجت كلماتها بعد صمت دام كثيرًا، تقول بعد تنهيدة طويلة: 


_" وأنا موافقة". 


❈-❈-❈

#


دخلت إلي شقتهم في تمام الساعة الواحدة بعد مُنتصف الليل، كانت قد فتحت الباب بمُفتاحها الخاص، تقدمت إلي الداخل، ثم وضعت الأكياس الكثيرة المُمتلئة التي كانت بين يديها جانبًا، ثم مالت تنزع حذائها الذي أدمي قدميها حيث ظلت مُرتديه إياه لساعات طويلة........ 


كانت الصالة فارغة، بالتأكيد قد نامت والداتها، وهذا أفضل، تقدمت إلي المرآة الموضوعة بجانب الباب، تتفقد مظهرها الجديد، شعرها القصير باللون الأشقر يتناسب فعلاً مع بشرتها البيضاء الشاحبة، لا لم تعد شاحبة، فبعد ما قامت بهِ اليوم عادت الحيوية إلي وجهها وأصبحَ أكثر نضارة عن السابق، ظلت تعبث بخصلاتها القصيرة كم كانت سعيدة بهم للغاية..... 


_"أنتِ مين؟!.". 


كانت هذهِ كلمات والداتها، التي خرجت عندما شعرت بحركة ما بالخارج، وجدت من تقف تُعطيها ظهرها، لم تعرفها فالبداية حيث أنها متغيرة من حيث شعرها، لكنها تعرفت عليها فور أن لفت لها رأسها،وبرغم أنها كانت قلقة عليها لتواجدها خارج المنزل لهذا الوقت المُتأخر من الليل، لكنها صاحت بها بحِدة: 


_"الساعة كام معاكِ يا هانم، وكنتِ فين لدلوقتي، وأي إللي أنتِ عملاه في نفسك ده، أنتِ قصيتي شعرك...؟ ". 


لم تُبالي لنبرة صوتها العالية والغاضبة، نعم لن تتعصب بعد الآن ستتعامل مع كل شئ ببرود، ولن تترك مجالاً لتعكير مزاجها، فأخذت تلف حول نفسها قائلة بأبتسامة واسعة اثارت غيظ الأخري: 


_"بس أي رأيك شكله يجنن كده صح؟ واللون أي رأيك في اللون؟ ". 


_"أنتِ جرالك أي، جايبة البرود ده منين؟ انا هيجرالي حاجة منك؟ ". 


زفرت الهواء بضيق، قائلة: 


_"في أي بس يا ماما". 


_"في أي بس يا ماما؟ في أنك وكأنك مصدقتي خلعتي، وهتدوري علي حل شعرك بقا، قاعدة بره البيت لنصاص الليالي مش عارفه كنت فين ورجعالي مهببة مش عارفة أي فخلقتك ولا كأنك لسة عيلة صغيرة...". 


قاطعتها: 


_"ما أنا فعلاً صغيرة،هو أنا كبيرة؟ ". 


_"عيب عليكِ، والله عيب عليكِ، إللي يشوفك بالمنظر ده يقول أي عليكِ، رمت أبنها وأطلقت علشان تدور علي حل شعرها براحتها داخلة خارجة محدش ليه حُكم عليها.... ". 


صاحت ببرود أثار أستفزار وحُنق والداتها: 


_"ما إللي يقول يقول، الناس كده كده هتتكلم سواء قعدت اطلقت أتجوزت أنشالله موت، هيتكلموا هيتكلموا، دول بيتكلموا علي الميت في قبره مش هيتكلموا عليا أنا، وبعدين أنا خلاص مبقاش يهمني كلام الناس طظ، طظ في أي حاجة تعكر مزاجي ولا تضايقني ولو دقيقة.... ". 


طالعتها بصدمة ودهشة من جرأتها وتبجحها معها، هتفت بها بصدمة وأستنكار: 


_"أي البجاحة إللي أنتِ فيها دي؟ جايبة البجاحة دي منين، ده مش كلام واحدة لسة مطلقة أمبارح ده ولا كأنك كنت في رحلة ولسة راجعة". 


_"أي يا ماما مطلقة، مطلقة، مطلقة هي وصمة عار عليا ولا أي، هو أنا أول واحدة تطلق يعني؟ ". 


_"لا أول واحدة تبقا بالفرحة والروقان ده وهي لسة مخروب بيتها وأبنها متشرد من يوم بس؟ ". 


قالت بسخرية: 


_" متشرد ليه بقا؟ مش مع أبوه الملاك البرئ اللي بيموت فيه "


بالرغم من أن كلماتها ضايقتها قليلاً، لكنها مازالت علي قرارها لن تسمح لأي شئ بأن يعكر مزاجها، نعم هي أهم من أي شيء، رسمت إبتسامة كبيرة علي شفتيها، وأقتربت من والداتها، تُقبلها عنوة علي خدها قائلة: 


_"تصبحي علي خير يا حبيبة قلبي، أنا جاية تعبانة وهموت وأنام؟.... الصبح نكمل بقا؟ ". 


تركتها مُتصنمة بمكانها، وتقدمت خطوتين، فصاحت بها والداتها قائلة تسألها بحدة وغلظة: 


_"أستني عندك كنتِ فين الأول، أنتِ فكراها وكالة من غير بواب ولا أي؟ تدخلي وتطلعي علي كيفك؟ ". 


ألتفتت إليها، وعلي وجهها نفس الإبتسامة الباردة: 


_"كنت مع إسراء طول اليوم، ها في حاجة تانية بقولك تعبانة ومحتاجة أنام؟ ". 


ضيقت عينيها، تسألها مرة أخري: 


_"إسراء مين؟ ". 


_"إسراء مجدي يا حبيبتي!. ". 


كررت أسمها بدهشة وإستغراب: 


_"أسراء مجدي، أنت رجعتي كلمتيها تاني، أزاي ده أنتو مشفتوش بعض بقالكم أربع سنين؟ ". 


_"ربك بيدبر بقا، وآه أعملي حسابك هي جاية بكره هتتغدي معايا هنا.... وآه نسيت بابا كان عارف إني عندها وطول اليوم كان بيتصل بيا يطمن عليا...... يلا تصبحي على خير!.....وأعملي حسابك هي جاية تتغدي معانا بكره،بابا عزمها  ". 


هرولت إلي الداخل وتركتها من خلفها، تضرب كفًا بكفًا وتكاد تجن من أفعالها، هتفت"أحلام "بعدم أستيعاب: 


_" لا دي مش بنتِ، رانيا بنتِ مش كده، دي أكيد واحدة تانية، دي أتبدلت بين يوم وليلة، أيوه أيوه هي عايزة تجنني..... وماشي، ماشي يا حمدي أن ما وريتك مبقاش أنا أحلام؟ ". 


ما أن دخلت الأخري غرفتها، حتى القت بالأكياس جانبًا لا تقدر علي تفريغهم الآن فَ هي مُتعبة، وأكثر شئ تريده الآن هو الأرتماء علي سريرها والنوم، أرتمت بأرهاق حتى دون أن تغير ملابسها فقط خلعت السترة الطويلة التي كانت ترتديها، وظلت بالقطعة القُطنية التي كانت أسفل السترة..... 


❈-❈-❈


بعدما دار بينهم من حديث قصير، مكون من عدة جُمل، أحتل الصمت طريقهم حتى وصلوا إلي المنزل، فـ هي بنفس الوضعية تتابع الطريق بصمتٍ مُطبق، تبدو من الخارج هادئة وساكنة تمامًا، لكن بالداخل هناك حرب ناشبة طاحنة، لم تقّدر علي السيطرة عليها...... 


هو صبَ جمَ تركيزهِ بالطريق أمامهُ، وكل ما يُفكر بهِ، كيف سيُمهد الأمر لوالدتهُ،ولباقي العائلة خاصة، أن الجميع شبه متيقنين أن" مُراد "لـ" نانسي"و "نانسي" لـ "مُراد"، ووالداته دومًا ما تنتهز أي فرصة لفتح موضوع الزواج معه، ومن أبنة عمهِ خصيصًا، فـ بحُكم أنهما تربيا سويًا عاشوا مراهقتهم وطفولتهم وشبابهم معًا، فَـ هُم أعتبروها زوجة لهُ منذ أن كانت طفلة وأعتبروها أنها كُتبت علي أسمهِ........ 


بالبداية لم يكن لديه أي أعتراض وخاصّة أنه لا يوجد بحياتهِ حُب جاء عنوة رغما عنه، أو أعجبَ بامرأة وأراد الزواج منها، لطالمَا كانت المشاعر والحُب آخر اولوياته، بداية من أن كان شابًا بالثانوية، صب جم أفكاره وتركيزه علي دراسته وتفوقه.... وبالجامعة كذالك، حتى وصل إلي ماهو عليهِ، أول شئ العمل وكيفية العمل علي أرتفاع مكانه الشركة بين أقرانها من الشركات الأخري المُنافسة، وقد أعتبر هو أيضًا أنه بالنهاية سيتزوج من" نانسي"، هي ليست سيئة، هو كما قال سابقًا عقلها يعجبه، ويحب ذكائها وبراعتها وتفانيها في تأدية عملها، وكيف أنها امرأة ناضجة عاقلة..؟.. 


نعم ستكون علاقة رسمية جامدة خالية من المشاعر، لكنه لا يبحث عن المشاعر بالطبع، غايته من الزواج الأستقرار وتكوين أسرة ليس إلا..... لذا هو الآن غير مكترث لأمرها بشكل كبير، هو لم يتذكر أنه وعدها بشيئًا من قبل، أو حتى لمحَ لها..... لطالمَا كان جادًا حازمًا وعملي......وهذا قد يجعل الأمر أقل ضررًا...... 


توقفت السيارة أمام المنزل، وقبل أن يطفئ السيارة حتى، وجدها تنزل مغلقة الباب خلفها بسرعة، وخطت خطوات سريعة إلي الداخل، وأختفت بعد أن فتحت لها الخادمة....... 


كان المنزل كله مازلوا مستيقظين حتى الآن، بالرغم من أن الساعة الآن الثانية بعد مُنتصف الليل، ألاَ أنهم مجتمعين يشاهدون التلفاز علي أحدي مبرايات كرة القدم،أعادة، ومنهم من هو منشغل في هاتفه،  وهنا نقصد الشباب، والنساء يثرثرون بالطبع........ 


دخلت هي بهدوء، ورسمت إبتسامة صغيرة علي وجهها، تُسلم علي الجميع، ووالداتها ضمتها بقوةٍ بأشتياق وكأنها ذهبت لسنة أو أكثر ليسَ أسبوع واحد فقط، والحمدلله لم تلاحظ شحوب وجهها ولا علامات الأجهاد الظاهرين علي وجهها..... 


لم تجلس معهم، فستأذنت تصعد إلي شقتهم، تريد أن تحتمي بغرفتها، وتنام..... تنام بعمقٍ، لا شيء سوي النوم فقط...؟.. 


❈-❈-❈


في اليوم التالي سارت" رانيا "بصُحبة" إسراء "، مُتجهين إلي النادي الرياضي، بعد أن تناولوا وجبة الغداء في منزل" رانيا"، وبعدها هبطوا للذهاب للنادي لمُقابلة باقي أصدقائها القدماء، كانت تسير في التراك بتوتر وقلق، لا تعلم لماذا لكنها متوترة، متوترة من رؤيتهم بعد كل هذه المُدة بالطبع سيسألون أين أختفت؟ وماذا حدث لها هي بالطبع لن تود أن تقول لهم شيئًا،هي لا تود أن تتذكر أي شئ مضي،لقد أغلقت صفحة الماضي تمامًا وبمجرد الحديث من قِبَل أي حد تنزعج وتغضب ....... 


للحظة توقفت بمكانها فجأة، لأنها شعرت برهبة أجتاحتها فجأة هكذا علي حين غرة، فتوقفت "إسراء" هي الأخري تعقد حاجبيها تسألها بقلق: 


_"في أي؟ "


_"أنا خايفة!. ". 


تنهدت قائلة لها بإبتسامة صغيرة، تُطمئنها بأنها ستتولي الأمر: 


_" متخافيش أنا عارفة أنا هقول لهم أي؟ هنقول أنك سافرتِ أي حتة ولسة راجعة.... يلا متخافيش بقا، تعالي هتتبسطي معانا أوي، ده أحنا شلة مرووشة......". 


بادلتها الإبتسامة تلقائيًا، ثم أمسكت بيديها يسيرون إلي المكان المُخصص لتقابلهم، والذين يتقابلون بهِ دائمًا...... ظلت تدعوا بداخلها أن تمر تلك المقابلة علي خيرٍ. 


❈-❈-❈


أقترب "إسراء" بمُفردها أولاً، وجدتهم جميعًا جالسون يتسامرون في أمور عدة، وما أن رأؤها رحبوا بها، فأبتسمت بإتساع قائلة: 


_"عاملة لكم مفجأة؟ ". 


أنتباهم الفضول، فهتف "مازن" صديقهم، من نفس سن "إسراء"، وقد كان فتي طويل القامة وبملامح وسيمة شقراء: 


_" أي نويتي تحلقي شعر الخرفان ده!؟ "


طالعته بنظرات نارية، ثم هتفت بغيظ: 


_"تعرف تسكت أنتَ دلوقتي....... بقولكم مفجأة مفجأة؟. 


سألتها" سلمي"بفضول: 


_"أيوه أي هي قولي". 


لفت خلفها قائلة: 


_"تعالي يا رانيا!. ". 


تقدمت منه "رانيا" بملامح متوترة قليلاً، وكل ثانية تُحكم أغلاق معطفها علي جسدها الضئيل وكأنها هكذا تستمد القوة، رسمت إبتسامة قلقة بعض الشئ، وتقدمت منهم، فتحت  "سلمي" عينيها  علي وسعها بصدمة، هل هذهِ حقًا صديقتهم "رانيا"، لكنها تغيرت كثيرًا كثيرًا، أنتفضت الفتاة تهرول إليها بعدم تصديق تحتضنها وتُرحب بها، صاحت" سلمي"قائلة بصدمة: 


_"رانيا حمدي؟ أي الغيبة دي؟ يلهوي أتغيرتِ جدًا بقيتِ مزة يا بت.... ". 


غمزت بطرف عينيها بشقاوة في نهاية حديثها، أحمرت وجنتي الأخري بخجل، من حديثها وخصوصًا أن هناك رجال لا تعرفهم يجلسون معهم، فبللت شفتيها السفلية بطرف لسانها، من ثم أبتسمت لها بإحراج، ظلوا ينهالون عليها بكثيرًا من الأسئلة، أين كنتِ؟ وماذا فعلتي؟ وكيف جئتي؟ وأسئلة من هذا القبيل........ 


نقذتها "إسراء" عندما لاحظت توترها الواضح،من كثرة هذه الأسئلة، فتدخلت قائلة بلُطف: 


_"بعد أذنكم ياختي ، براحة علي البت دي لسة جاية من سفر بقالها يومين بس، كانت مسافرة دُبي ولسة راجعة..... تعالي يا رانيا لما أعرفك علي باقي الشلة....". 


سحبتها من يديها، من وسطهم، ثم أقتربت من "طارق" و"مازن" الذين يتابعون ما يحدث بفضول، وبنفس الوقت مُستغربين من هذهِ، هتفت "إسراء"، تُعرفهم عليها وهي تُشير بيديها إلي كل واحد علي حدي: 


_" أقدم لك طارق أبن خالة مازن،أكبر ما فينا بس معانا فالشلة الفاسدة دي، وده مازن راضي معانا برضو في الشلة.... ودي رانيا حمدي صحبتنا من أيام ثانوي، بس هي سافرت بعد الثانوية.....". 


نهض الأثنين يسلمون عليها، مد" طارق "يدهُ أولاً وصافحها بهدوء، مع إبتسامة هادئة ودودة، بينما "مازن" صافحها وظل مُمسكا بيديها وهو يتحدث يقدم نفسه علي طريقتهِ الخاصة: 


_"مازن راضي... 22سنة لسة هتخرج من كلية الآداب السنة دي، و..... سنجل لسة!. ". 


قال كلماتهِ الأخيرة بنبرة ذات مغذي، فسحبت هي يدها من يده بتوتر، حمحمت قائلة: 


_"أهلاً..... "


بينما لاحظت نظرات "سلمي" النارية الموجهة ناحية "مازن" والتي كادت تحرقه بنظراتها، لكنه طالعها ببرود وبلا مبالاة، وكأن نظراتها لا تُعني له شيئًا ولا يكترث بها... 


بعد ساعتين قضوها معهم، ها هم خرجوا من النادي مُتجهين إلي حيث ركنت "إسراء" سيارتها، أغلقت باب السيارة بعد دخولها، قائلة تسأل الأخري الجالسة علي المقعد المجاور لها: 


"_مالك، أي متبسطيش؟ "


_"لا بالعكس دول لُطاف أوي، بس... بس إللي أسمه مازن ده مش مرتاحة له!. "


قهقهت قائلة: 


_"لا لا، هو مازن كده علي طول، يا بنتي ده أصلا مُرتبط بـ سلمي؟ "


عقدت حاجبها بدهشة تسألها: 


_"أي ده، أومال بيقول ليه أنه سنجل! ". 


_"لا ده هو بيحب يغيظ سلمي شوية تلاقيهم متخانقين علي حاجات تافهة كالعادة بتاعتهم؟يلا تعالي هوصلك... ". 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة