-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 13 - 2 - السبت 21/9/2024

 

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الثالث عشر

2

تم النشر السبت

21/9/2024




مر أسبوعين كاملين علي هذا النهج، كل يوم تخرج إلي النادي الرياضي ولا تأتي إلا مساءًا، أحيانًا تتواجد بصُحبة الشلة التي توطدت العلاقة بينهم قليلاً وأصبحت تألفهم لكثرة تواجدها معهم الفترة الماضية،لكن لازال هناك رهبة طفيفة، وأحيانًا تذهب بمُفردها للعب الرياضة أو المشي بما أنها أصبحت معتادة علي التدوال هنا بالنادي، وكل يوم تتناول وجبة الغداء هنا، عاشت أسبوعين خالييّن من أي ضغط نفسي أو تعب، عادا والداتها بالطبع لكنها لم تكن تهتم لكلماتها أو تأخذها بـ عين الأعتبار لأنها تعلم أنها تقول هذا فقط لأنها حزينة علي تركها لطفلها وتخريب بيتها كما تقول، أي أم كانت ستفكر هكذا في هذا الموقف..... 


لكنها قد وعدت نفسها بأن تُكرس حياتها من أجلها فقط، من أجل سعادة "رانيا"،" رانيا"التي لم ترا يومًا جيدًا مُنذ اليوم الذي ظهرت فيهِ نتيجة الثانوية العامة، عندما رفضت والداتها أن تجعلها تُكمل دراستها الجامعية بالرغم من دراجاتها المتفوقة، قائلة أنّ الفتاة ليس لها إلا بيتها وزوجها وأسرتها، وبضغط عمها علي أبيها بجانب زنّ والداتها، رضخَ لرأيهم ومنعها من التكملة وكما يقولون الزن علي الأذن أخطر من السحر، وبعدها بشهر واحد فقط تمت خُطبتها علي "محمود" ذالك الشاب الذي تقدم لها من طرف عمها، ولم تجلس معه سوى مرات تُعد علي الأصبع، وتم زواجهم بشكل سريع، وكأنها عالة عليهم ويودون أزاحتها......عالة علي والداتها وعمها علي وجه الخصوص. 


لتنتهي حياتها في بيت أبيها، وتبدأ حياتها الزوجية التي لم ترا السعادة فيها يومًا، فقد تغير"محمود "تغيرًا جذريًا من حيثُ كل شئ، كانت تسمع أن الرجال بالفعل يتغيرون بعد الزواج عن فترة الخطبة، لكن ليس لهذهِ الدرجة، لقد تغير كُليًا بالمعني الحرفي، أوقات كانت تشعر أنه تبدل، وأن هذا الذي معها ليس" محمود "الخَلوق والمُحترم أبن الحسب والنسب، الذي كان معاها في فترات الخطوبة التي دامت لستة أشهر فقط، كانت مُنجذبة له بالبداية كطبيعة أي فتاة عذراء في تلك المشاعر والعاطفيات.... 


وهو لم يكن يبخل عنها، كان يُغدقها بكلماتهِ المعسولة والذي بحكم خبرتهِ يعلم مدي تأثيرها علي فتاة هو أول راجل بحياتها بعد والداها وشقيقها، كانت تصدقه، وتعلقت به بفترة وجيزة جدًا، وقد برعَ هو بجعلها تتعلق بهِ، لم يبذل معها جهدًا كبيرًا هي بالفعل لا تعلم أي شيء عن تلك المشاعر ويعتبر كانت فترة مراهقتها وهو عرفَ كيف يستغل هذا في صالحهِ...... 


كانت ترسم حياتها الوردية معهُ مُعتقدة أنه يذوب بها حُبًا، وكأي فتاة بمثل عمرها، كانت تتوقع أنه سيأخذها من نعيم أبيها إلي نعيم أكبر، وأن حياتهم ستكون مُمتلئة بالرومانسية، لكنها وقعت علي جذور عُنقها وأخذت الصدمة الكبيرة بعد الزواج، ورأت تحوله إلي أسوء إنسان رأتهُ بحياتها أذاقها المرار ألوان، أهانة وضرب وخيانة، وكانت هي صامتة، صامتة لأنها لا يصح أن تتحدث أو تبوح بأسرار منزلها، وأن الزوجة الجيدة عليها التحمل والصبر...... ونعم صبرت، صبرت إلي حين كادت تفارق الحياة من شدة حزنها وقهرها علي نفسها...وعلي شبابها 


❈-❈-❈


بعد أن ظلت لساعة تمارس رياضة الركد حول التراك، شعرت بالتعب فأكتفت بهذهِ الساعة وعادت إلي حيثُ طاولتها مرة أخري، أخرجت زجاجة المياه خاصتها، ترتشفُ منها، من ثم ذهبت أولاً لتبديل ملابس الرياضة المُلتصقة علي جسدها بفعل تعرقها، ومن بعدها عادت إلي طاولتها...... 


كانت قد فكت عُقدة شعرها، وتركتهُ بحرية منسدل يصل طولهِ إلي ما بعد رقبتها، يكاد يلمس كتفيها، وأرتدت ملابسها التي أتت بها، المكونة من بنطال أزرق اللون ومن فوقهِ سُترة بيضاء رقيقة...... 


ظلت بمكانها تُتابع المارة من حولها، كان اليوم مُشمس قليلاً، لم يكن الطقس حارًا، لذا بقيت لوقتٍ أطول، هي بالفعل كانت تحتاج إلي تلك الجلسة مع نفسها، خصوصًا أن الشلة هُم الآن بفترة أمتحانات، أمتحانتهم علي وشك الأنتهاء، عادا "طارق" لقد كان هو الوحيد الأكبر بينهم فكان يبلغ من العمر الخامسة والعشرون  نعم هي أيضًا صُدمت عندما أخبرتها "إسراء" بـ سنهِ، كانت تظن أنه أدني شئ سيكون أكبر، لم يظهر عليهِ أبدًا أنه صغير مظهرهِ لا يُوحي بهذا ، نعم يملك روح مرحة، يحب الضحك جدًا، ولكن يعلم متى يكون جادًا، أنه يُعتمد عليهِ ذو شخصية قوية ومُستقلة هذا بجانب شخصيتهِ المرحة طبعاً،عاقل لأبعد حد رزين يعرف متي يتحدث ومتي يصمت،أوقات تشعر أنه شخصية غامضة،وقور هادئ في تصرفاتهُ وفي حديثهِ،ليس بمثلهم مندفع،بحكم أنهم بعمر الشباب والطيش..... 


ضحكت بداخلها علي نفسها، تبًا لها كيف لها أن تنتبه لكل هذهِ الصفات، أنها قامت بتحليلهِ وتحليل شخصيتهِ وكأنهو تعيشُ معهُ لفترة طويلة، لكنها بالفعل قد عرفت كل هذا بمحضِ الصدفة فقط ليس إلا.....نعم أنها فقط صدفة، مجرد صدفة، أذًا لماذا ستنتبه له من الأساس.... 


_"قاعدة لوحدك ليه؟ ". 


صرخت فجأة بفزع وهلع وقد وقع قلبها بين قدميها من شدة خضتها، ما أن رأتهُ هكذا ظهر أمامها من العدم ودون مقدمات، وضعت يديها علي موضع قلبها الذي بدأ يدق بعنف أثر فزعها، وأيضا أنفاسها أضطربت، أستغرب هو كثيرًا ماذا قال لها لكل هذا، أنها غريبة بالفعل منذ أن رأها وهو يشعر أنها غريبة تتعامل معهم بحذر شديد وكأنهم بهم مرض معدي، وهنا يتحدث عنه هو وعن "مازن"شكله أخطأ عندما قرر التحدث إليها،لاعنًا فضوله اللذي دفعهُ لمعرفة مكنونات تلك الغامضة الصامتة....... 


شعرت بالخجل الشديد منه جراء رد فعلها المُفزع هذا، لكن ماذا تفعل أنها كانت تفكر به منذ ما لا يقلُ عن دقيقة، وهكذا تراه يظهر أمامها من العدم، حمحمت بخجل قائلة: 


_" أنا آسفة.... آسفة جدًا!. "


طالعها بإستغراب قائلاً بهدوء بتبرتهِ الرخيمة الرجولية: 


_"لا علي أي؟ أنا إللي آسف شكلي خضيتّك فجأة كده!. "


_"كنت سرحانة شوية فعلاً، أتفضل واقف ليه؟!" 


سحبَ كُرسيًا، من ثم جلس بمُقابلتها قائلاً بهدوء مع أبتسامة لطيفة: 


_"شكلي تطفلت عليكِ، أنا بس لقيتك قاعدة لوحدك يعني، أومال باقي العيال فين؟" 


بادلتهُ الإبتسامة لكن بأخري مضطربة ومتوترة قليلاً: 


_" لا ولا تطفلت ولا حاجة عادي،همّا بيشوفوا تجهيزات حفلة التخرج! "


_"آه صح، كُنت ناسي"


دام الصمت بينهم لعدة دقائق حتي قطعهُ هو حينما سألها بفضول خفي: 


_" كُنتِ بتشتغلي بقا في دُبي وكده، أصل أنا ليا صُحاب هناك رجال أعمال!!." 


توترت للغاية وشعرت للحظة أن معدتها تتقلص، وأن هناك ألم طفيف،وكانت هذه ردة فعل تلقائية لمعدتها عندما تتوتر، او تقلق، لم تجد ما تقوله، فأخذت تعبث بخصلات شعرها القصيرة بأضطراب، من ثم جمعت شجاعتها وتحدثت بعد صمت دام لثواني: 


_" لا، أنا مكنتش بشتغل أنا كنت مع أسرتي وبس مشتغلتش..."


هز رأسهِ مُتفهمًا: 


_" أنتِ بقالك كتير هناك ولا أي!؟ أصل ملاحظ أنك بتتعاملي مع الكل بحدود أوي، ودي غريبة شوية!؟ "


_"أي الغريب في كده؟ طبيعي أتعامل بحدود مع ناس يعني مكنش ليا معرفة سابقة بيهم، يعني علي الأقل لحد منتعود علي بعض وكده!.... ". 


أبتسم بهدوء كم بدت هادئة وبسيطة، وخجولة جدًا، و..... وغامضة، غامضة بشدة يشعر دائمًا طوال تلك المرات القليلة  التي جلست بها معهم أنها لا تتحدث كثيرًا لا يعلم هل هذه طبيعتها قليلة الكلام أمّ أنها فقط تخجل منهم لأنها لم تعتاد عليهم بعد، لكن لا! أنها تتعامل مع الفتايات بطريقة عادية، أذًا تلك المُعاملة الثانية له هو و"مازن"فقط...... 


جيد أنها لديها حدود خاصًة في التعامل مع الرجال الغُرباء وهذا شيئًا جيد غير متواجد في باقي فتايات هذا الجيل إلا من رحمَ ربي، لكن هناك شئ خفي بها يجذبهُ ناحيتها كالمغنطيس بطريقة لا إرادية، هكذا رُغمًا عنه يجد نفسه يراقبها دائمًا وهناك طاقة خفية تدفعه للتعرف عليها أكثر وكشف أسرارها،يود أن يعرف ما وراء غموضها هذا، هذا الغموض الذي يجذبه بطريقةٍما لذيذة، ليس من طبيعتهِ أنه سريع الأنجذاب لأي امرأة، لكنها علي ما يبدو أنها بها شيئًا مختلف، مختلف جدًا، لكي يدفع" طارق الجيّار" بالرغبة في التعرف عليها أكثر.... أنه شئ يوثق في قائمة الأشياء النوادر الحدوث..... 


أعتدلَ في جلستهُ وقد مد جزعهِ الأعلى تجاهها ونفس القوة الداخلية تدفعه للتقرب من أكثر بغير أرادتهُ، قائلاً بثقة: 


_"طيب ما تتعرفي علينا أي المشكلة؟. "


❈-❈-❈


فاليوم التالي أتفقوا علي الخروج إلي إحدي المطاعم، ووقع الأختيار علي مطعم قد تم فتحه مُنذ مُدة قليلة، كـ تجربة جديدة،وكان هذا المطعم من أختيار "طارق"، حيث أقترح عليهم أنّ يقضون السهرة بهِ،لهدوء الجو بهِ،وأيضًا موقعهِ المتواجد أمام البحر مباشرةً،والأمواج تتلاطم تُعطي راحة لذيذة تنبعث بالنفس من جمال المنظر، وقد كان أختيارهِ موفق فـ في تمام التاسعة مساءًا، كانوا قد أجتمعوا جميعًا وتقابلوا أمام المطعم، كان يكمن بمكان هادئ نوعًا ما، وبمنطقة هادئة خالية من الضجيج، وبالداخل كان مُنظمًا وشكلهِ راقي وجيد، وقد أعجبهم جميعًا......... 


التفوا حول طاولتين، قد تم ضمهم سويًا، لكي يُناسبان عددهم،وبعد قليل جاء النادل يأخذ طلباتهم أقترح عليهم" طارق"قائلاً: 


_"المطعم هنا بيقدم طبق مُميز، أي رايكم تجربوا؟ "


وافقوا، فطلب من النادل، أن يُحضر لهم جميعًا طبق المطعم المُميز، وبعد عدة دقائق قضوها في الثرثرة في اللاشيء، حول رأيهم بالمكان، وأشياء أخري، بينما كانت"رانيا"تجلس صامتة طوال الجلسة، لم تقول شيئًا، فقط تومأ لهم أيمائات بسيطة برأسها، تُتابعهم بنظراتها الصامتة فقط لا غير، لازالت تشعر أنها غريبة بينهم، وتخشي التعامل معهم، تشعر بالرهبة تجاههم، وهم أيضًا يشعرون بغرابتها وأنطوائها علي نفسها، وقد لاحظوا أنها تتجنب الأحتكاك بهم، ولم يضغطوا عليها، فتركوها تنخرط معهم علي راحتها ووقتما تشاء........ 


بعد قليل جاء النّادل، ووضع أمامهم الطعام، فشرعوا في تناوله بتلذذ، بينما هي بدأت تعبث بالشوكة في طبقها بتوتر، دون أن تأكل، نظرات "مازن" المُصوبة عليها طوال الجلسة تُربكها وتُشعرها بالخوف والتوتر، كان ينظر لها بنظرا خبيثة غريبة..... ومُرعبة، ما هذا بحق،كُلما تلاقت أعينهم بدون قصدها، ينظر لها بنظرات تأكلها كليًا، وبوقاحة متفحصًا إياها دون خجل من تواجد الجميع حولهم 


وبحركة تلقائية، وجدت نفسها تنكمش علي نفسها في مقعدها، ومدت يديها تُغلق سترتها البيضاء المُغلقة فعليًا، لكنها شعرت أنها عارية أمامه، بفعل نظراتهِ التي تجردها من ملابسها دون حياء، تمنت لو تنتبه"سلمي"له وترحمها من هذا التوتر والرعب الذي يبثهم بداخلها كلما نظر لها.......... 


رفعت عينيها، تنظر إلي الساعة الكبيرة، المعلقة علي الحائط تتمني لو ينقضي الوقت سريعًا وترحل من هنا..... 


_"مالك يا رانيا، مش بتاكلي ليه؟من وقت ما جيتي متكلمتيش خالص!؟ ". 


كانت هذهِ كلمات "طارق"، اللذي لاحظ منذ وقتٍ أنها متوترة ومشدودة الاعصاب، ويظهر عليها أنها خائفة لا يعلم لماذا؟، انتبهت لحديثهِ، فحمحمت بتوتر وإحراج، خرجت كلماتها بصوتٍ مُنخفض قائلة بنبرة مُتعلثمة: 


_" لا أصل... أصل حاسة إني نعست شوية..... "


نظرت لها" إسراء"بقلق وخوف عليها، من ثُم مالت عليها بجزعها تسألها أنّ كانت تشعر بشئ أو حدث شيئًا ما ضياقها  


_"أنتِ كويسة؟ "


هزت رأسها أيجابيًا، قائلة تُطمئنها : 


_"آه، مفيش حاجة..... أنا كويسه "


حاولت ضبط توترها والسيطرة علي نوبة الهلع تلك، لكن جائت كلمات ذالك الوقح، تمحي بداخلها معالهم الطمأنينة، حينما تحدث بكل بجاحة وصلف: 


_"لا لا نعس أي بس يا مُز، ده لسة السهرة طويلة.... ". 


أمتعضت ملامحها، كيف تجرأ وقال لها هذا اللفظ، تبًا له تود لو تصفعهُ بحقيبتها لوقاحتهِ هذهِ، بلعت ما بجوفها بضيق، ولم تُجيبه، وتولي هذهِ المهمة "طارق" حيث تضايق هو الأخر من أسلوب "مازن" المُبتذل معها، هو يعرف صديقه جيدًا زيّر نساء وله طريقة وقحة متلويه في جذبهم وإيقاعهم في شباكهِ بطريقتهِ ومكرهِ، لذا هتف بهِ بضيق قائلاً يوبخهُ: 


_"مازن خليك ساكت من فضلك"


_"هو أنا قولت أي بس؟ ". 


قاطعتهُ "سلمي" قائلة بعصبية ونفاذ صبر منهُ ومن خيانتهِ وغبائة،ينظر لغيرها بكل وقاحة وفي حضرتها،دون أن يحسب حساب لتواجدها بينهم، هل يظن أنها مغفلة غبية لا تعي له ولأفعاله الخبيثة، هل يظن أنها لا تُلاحظ نظراتهِ نحو تلك الدخيلة "رانيا" كما تُلقبها هي، مُنذ أن رأها أول مرة وهو دائمًا يركز معها ويُتابعها وكانها هي ليست موجودة، خيّال غير مرئي: 


_"أي يا حبيبي أنتَ مش بتأكل لي؟ الكلام بعد الأكل،كُل، كُل يا حبيبي.... "


ضغطت بقوة علي أخر كلماتها، بينما تزجره بنظرات نارية حادة، أبتسم لها بسماجة، ثم لم يتحدث بعدها، بدأو في تناول طعامهم مرة أخري.....، دقائق وأستأذن "مازن" للذهاب للمرحاض، تبعته"سلمي"بعدها بعدة ثواني فقط..... لم يمر سوى خمسة دقائق بالعدد، وأنتفضوا جميعًا علي صوت شجار حاد، وأصوات تكسير تأتي من جهة المرحاض، وصوت"مازن"المُرتفع يملئ المكان، أنتفض "طارق" مُهرولاً إلي الداخل، كذالك عُمال المكان وحتي الأناس المُتواجدين، وما هي إلا ثواني حتي وجدو "مازن" يخرج من الداخل مُمسكًا في خناق شابً لا يعرفوه، وأخذ يصدد له اللكمات المُتتالية بشراسة وغضب


صارخًا بهِ بقوة وعروقهِ أصبحت بارذة من شدة غضبهِ الذي كاد يعميه ولا يعلمون لماذا: 


_"أي يا روح أمك ما تنشف كده،أي مش كنت من شوية عاملي فيها أبن أبوك وبتعاكسها قدامي يا روح أمك، أي فاكرني سوسن يا حيلتها؟!.... "


تبعه بضربات عديدة في جميع أنحاء جسده، وكان الشاب يكاد يفقد وعيه جراء ضرب الأخر له، فكان الشاب هذيل ذو جسد نحيل، وهذا يتناقض تمامًا مع جسد وبنية"مازن"الرياضية والمُتكدثة بالعضلات........ تدخل"طارق"يحاول أنتزاع الفتي من أسفله قبل أن يفقد وعيه، فكان "مازن" في حالة لا يُرثي لها من الغضب الذي عماه الآن، ومن خلفهم "سلمي" تبكي، ومُنهارة....... 


صاحت به تترجاه أن يتركه خوفًا عليهِ من أن يُصاب بأذي بسببها: 


_"مازن أبوس أيدك كفاية، خلاص كفايه علشان خاطري كفاية بقا..... "


انهارت تبكي بحُرقة، بينما الأخر حاول بكل قوته الفصل بينهم، فصاح بهِ"مازن"يُبعده عنه: 


_"سيبني يا طارق... ده أنا هشرب من دمه فاكرني سوسن وهسكت له، ده أنا هطلع روحك في أيدي يا حيوان، وهوريك أزاي تفتح عينك وتعاكس كويس "


_"مازن بقولك سيبه خلاص سيبه، كفاية اللي عملته... "


وكأنه لم يستمع لأي شئ، وظل مُمسكًا بهِ، نهض الشاب بعد أن أستجمع قواه أخيرًا، وأنقض علي"مازن"ولكمه لكمة قوية في وجههِ علي حين غرة، مُستغلاً إنشغالة، حينما حاول "طارق" أبعاده عنه وتهدئته، كانت ضربتهِ قوية جعلت الدماء تسيل من أنف وفم"مازن"هرولت إليه "سلمي" وكادت تموت رعبًا، بينما حاول هو ضربه مرة ثانية إلا أن الأمن جاءو أخيرًا وفصلوا بينهم........... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة