-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 15 - 2 - الأحد 22/9/2024

 

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الخامس عشر

2

تم النشر الأحد

22/9/2024



بخطوات هادئة تقدمت إلي داخل الشقة نزعت حذائها بجانب الباب أولاً، من ثم دلفت تتمايل في مشيتها، بينما كانت تُدندن بكلمات أحدي الأغاني الشبابية الشعبية، بإندماج وأستمتاع، مزاجها رائق الآن، أيمكن لمحادثة صغيرة أن تجعلها تُحلق هكذا فالسماء، مجرد محادثة لم تتعدي مدتها النصف ساعة حولت مزاجها إلي الأعلي، تشعر الآن بدغدغة لذيذة في معدتها.؟.... 


تشعر بأنها سعيدة الآن، كل دقيقة تفكر في تلك المحادثة بينهم، كم كان لطيفًا و ودودًا، يتحدث معها بسلاسة وإبتسامتهُ الجذابة لم تفارق شفتيهِ، شعرت براحة كبيرة هكذا أثناء جلستها معه، لا تدري لِمَ كانت تتحشاه تلك الفترة أنه لطيفًا، ذو جاذبية خاصة، أن سبب أبتعادها الغريب أنها شعرت بالرهبة والخوف منذ أول مرة، حين ألقي عليها"مازن"كلماتهِ المُلاوعة، شعرت بالخوف منه خصوصًا أنه ظل يحاول الأحتكاك بها بأي شكل وبطريقتهِ المرعبة تلك، وهي قد ترجمت أن "طارق" مثلهُ مع أنه لم يسبق وحاول مُضياقتها بل بالعكس كان يحترم أنها لا تود الأختلاط بهم لسببٍ ما....... لكنها ظنت ذالك لكونهُ أبن خالتهُ وصديقهُ، حقًا كانت مخطئة 


لكنها لا تدري لِمَ خافت منهم هما الأثنين، علي كلٍ هي باتت تخشي الرجال أجمع، باتت تخافُ منهم بشدة، وتخاف من طريقتهم المتلوية في خداع النساء، علي الأقل "مازن" أظهرَ مُنذ البداية أنه شخصية ملاوعة ومُتلوية وزيّر نساء وأكدت لها "إسراء" هذهِ المعلومة وأنه متعدد العلاقات مع الفتايات كل يوم يواعد فتاة شكل، حتى ختمها بـ"سلمي"والتي تعلم أنه يتلاعب بها لكنها مُصّرة علي التكملة فعلاقة تعلم نهايتها قبل أن تبدأ من الأساس..... 


علي عكس "طارق" فـ هو أظهر منذ البداية والتعارف الأول أنه ذو شخصية هادئة وناضجة، وجديّة ومرح في بعض الأحيان أن تطلبَ الأمر، وقد أظهر أيضًا كم هو شخصًا مُثقف، ويتعامل مع الجنس الآخر بإحترام وتقدير وهذا ما رأتهُ بعينيها، وهي باتت تخاف من هذا النوع خصيصًا لأنها قد جربت من قبل تلك الشخصية التي تظهر متكاملة أمامهم، ثم فالخفاء يكون لها شخصية أخري تمامًا، علي كُلٍ لا يهم أنها بالطبع لن تنخرط معهُ أو تتمادي أكثر من ذالك، لتجنب حدوث العواقب الوخيمة، علي الأقل من ناحيتها هي يكفي إلي هنا......


❈-❈-❈


ظلت تُدندن بعدة أغاني، وهي مُنسجمة معاها، حتى وصلت إلي غُرفة السُفرة، وجدتها مفتوحة ووالدايها يجلسان يتناولون وجبة الغداء، دخلت بهدوء، من ثم أبتسمت قائلة: 


_"مساء الخير!. "


أستقبلها أبيها بإبتسامة ودودة، علي عكس والداتها التي كانت تُطالعها بنظرات غير راضية بالمرة علي ما يحدث: 


_"مساء النور يا قلب أبوكِ، تعالي يلا أقعدي كُلي.... "


أقتربت منه مُقبلة وجنتيهِ قائلة: 


_"ألف هنا، أنا أكلت مع البنات بره...". 


لوت "أحلام" ثُغرها بتهكم، قائلة تسمُ بدنها بكلماتها اللأذعة: 


_"هو كل يوم..... ده أنتِ بقيتي ضيفة في البيت بقينا نشوفك صدفة، مش كفاية سرمحة لحد كده بقا؟!. "


_"سرمحة أي يا ماما؟ أنا بخرج مع صُحابي،وبعدين أنتِ كل ما تشوفيني مبسوطة لازم تعكنني عليا!؟ "


قالت كلماتها بضيق، فأجابتها بغيظ منها: 


_"والله ما لاقية كلام أقولهولك، أنا خلصت الكلام كله ومش نافع معاكِ، أنتِ عايزة تعملي أي فهمني بس كده ناوية علي أي؟ "


_"ناوية أعيش حياتي لنفسي وبس وأتبسط وبس..". 


نهضت من مكانها بعصبية كبيرة، تصرخ بها: 


_"تعيشي حياتك، لي هو أنتِ كنتِ ميتة قبل كده، ده أنتِ كنتِ عايشة عيشة ألف واحدة تتمني نصها، لو العيشة أنك تتسرمحي كل يوم طالعة نازلة ولا هامك حد، لما خليتِ إلا يسوى وإلا ميسواش يلسن عليكِ بالكلام، ده سكان العمارة كلوا وشي بسببك وبسبب أفعالك، يبقي موتك أحسن؟؟ "


أجابتها بلا مبالاة: 


_"أعملهم أي يعني ما يقولوا إللي يقوله دي حياتي أنا وأنا حرة فيها أنا مش بتدخل في حيات حد علشان أسمح لحد يتدخل في حياتي....". 


دمعت عينيها وهي من عاهدت نفسها أن لا تبكي مرة أخري، لكن كلماتها كانت جارحة جدًا، ونبرتها التي كانت آلة حادة تبتر كل جزء منها، ماذا فعلت لتقابل منها كل هذهِ القسوة، من المُفترض أنها والداتها التي تحتويها وتتحدث إليها، رفعت رأسها إلي الأعلي بضعف تمنع نزول دموعها...... 


بينما زفر "حمدي" بغضب من أفعال زوجتهِ، ونهض يقف بجانب أبنتهِ، صاح بـ زوجتهِ بأنفعال: 


_"أنتِ مش هتبطلي بقا إللي بتعمليه ده، قولت لك سبيها في حالها تعمل إللي هي عايزاه، أرحميها بقا... "


_"لا حوش يا راجل خوفتني حوش؟ لعلمك بقا أنا بس ساكتة علي أفعالك أنتَ دي وأنك ماشي تطبل وراها وفرحان بخراب بيتها وقعدتها جمبك، ساكتة علشان مش وقتك...... "


وكانت كلمتها كالفتيلة التي أشعلت النار أمام عيناي"حمدي"، فصاح في غضب عارم: 


_"هتعملي أي يعني يا أحلام، لعلمك أنتِ أنا إللي ساكت علشانها هي لولاها كان ليا كلام تاني بس مش معاكِ أنتِ مع أخواتك،أنتِ أصلا السبب في إللي هي وصلت لي دمرتيها بأفعالك وكلامك إللي زي السم.... "


أشارت لنفسها في صدمة: 


_"أنا.... أنا إللي دمرتها؟ أنا يا حمدي! لي عملت أي؟ كل ده علشان كنت عايزاها تحافظ علي بيتها وأبنها، تبقا ست ناصحة وتعرف تصون جوزها وبيتها.... "


_"أيوه أنتِ، كلامك إللي كل شوية تسمي بدنها بيه لما خلاص كانت قربت يجرالها حاجة بسبب أنها كاتمة في نفسها وساكته، دي كانت بتجيلك مضروبة ومطلع عنيها، وأنتِ تخبي عني ومتقوليش أنها جاية زعلانة، لا وكمان تنبهي عليها أنها متجبليش سيرة؟ "


دافعت عن ذاتها بكل تبجح: 


_"عادي فيها أي يعني؟ هي أول ست ولا آخر ست تزعل وتشد شوية هي وجوزها ويمد أيده عليها؟ "


_"يمد إيده عليها، يضربها وأبوها عايش علي وش الدنيا، حقه، آه ولله حقه ماهو بيلاقي إللي تديها كلمتين في عضمها وترجعهاله تاني وتقوله كمل براحتك!؟لي تقبلي علي بنتك الضرب والأهانة، طيب أنا عمري مديت إيدي عليك يا أحلام متجوزك بقالي ستة وعشرين سنة عمري إيدي أترفعت عليكِ ولا أهانتك بكلمة علشان تقبلي كده علي بنتك...... "


أنهم سردو معانتها طوال السنوات الماضية، خانتها دموعها وهبطت رُغمًا عنها، ثم هرولت من وسطهم إلي غرفتها لا تريد سماع أي شيء آخر، يكفي هكذا!!. 


❈-❈-❈


وقفت "رضوي" بمُنتصف المطبخ، وبجوارها والداتها التي تقف أمام المقود، تُقلب الحساء في القّدر، والأخري تركز مع كل حركة تفعلها والداتها، أغلقت "سهام" النار، ثم ألتفتت إلي أبنتها تقول: 


_"وكده يكّون أستوي خلاص، ها قوليلي أي رأيك في حاجة صعبة؟ ". 


أجابتها بحماسٍ:. 


_" لا ده سهل خالص، طلع الطبيخ سهل ولذيذ، وأنا اللي كنت فكراه مُمل ومعقد!". 


ردت عليها"مديحة ": 


_"ده سهل جدًا، أنتِ بس أستمري، أنتِ خلاص داخلة علي جواز، كلها كام يوم بس وهتبقي أنتِ المسؤلة عن أي لقمة تُدخل بُق جوزك". 


أبتسمت بحالميّة، تتخيل نفسها في مطبخها الخاصّ، تُعد له أشهي أنواع الأطعمة بكل حُب، أجابتها بحماس وفرحة: 


_"طبعًا طبعًا، أنا هتعلم كل حاجة من الأبرة للصاروخ كله كله..... ". 


أنه اليوم الثالث لها في كورس الطبخ التي خصصته والداتها كي تعلمها أمور الطبخ بما أنها ستتزوج عما قريب، كانت هي مندمجة تحفظ كل شئ وتدونه، وتركز تركيزًا شديدًا مع كل معلومة تقولها والداتها.......مرت ساعتين وهما مازلوا بالمطبخ كاليوم الماضيين مكثوا لساعة متأخرة من الليل 


❈-❈-❈


سمعت صوت طرقات علي باب الغرفة المُوصدة، فمسحت دموعها سريعًا تسمح للطارق بالدخول، والذي لم يكن غير والدها، أقترب منها من ثم جلس علي السرير جوارها، قائلاً بحنو: 


_" بتعيطي لي؟!. "


مسحت دموعها بأكمام ملابسها، وحاولت أن تبدو طبيعية، لكن مظهرها يقول عكس ذالك تمامًا، هتفت بصوت مُنخفض: 


_"لا مش بعيط!!". 


ضحك بخفة يُربت علي كتفها بحنان قائلاً: 


_"أنا عارف أن كلام أحلام ضايقك، حقك عليا أنا أوعدك مش هتتكلم معاكِ في أي حاجة تاني، بس أنتِ متزعليش!. "


_"عادي بقا يا بابا أنا أتعودت خلاص!.. "


_"طيب قوليلي بقا كنت راجعة مبسوطة النهاردة، حصل حاجة بسطتك أكيد؟ "


لا تعلم لِمَ أنفرجت شفتيها بإبتسامة غير أرادية، وبدأت معدتها تُدغدغها ما أن تذكرت لقائها بهِ اليوم، هل هي الآن في مرحلة مراهقة مُتأخرة، ما هي عليهِ الآن وأنجذابها السريع هذا كأنها لأول مرة ترى رجلاً، لا يُترجم سوى بأنها تمر بمرحلة مراهقة متأخرة، تلك المراهقة التي تندلع الحرب بداخلها بمجرد أن هناك عابرًا أبتسم لها أو أخر نظر لها نظرة أعجاب....... 


لا لا، بالطبع ليست هكذا، نعم إنها بالفعل مُتعطشة إلي تلك المشاعر الجميلة، لكن هي بالفعل شعرت بإنجذاب ناحية"طارق"فقط لأنها شعرت أنه مُختلف لا تعلم لماذا لكنها شعرت هكذا، تبًا لها بماذا تفكر هي.؟... 


_"أي ضحكتِ وسكتِ يعني، مقولتليش أي إللي خلاك مبسوطة كده!؟. "


إذدادت إبتسامتها قائلة: 


_"عادي يا بابا مش حاجة مميزة يعني، خرجنا أنا والبنات وأتبسطنا الحمدلله بالخروجة....." 


_"ده كويس جدًا أكيد، أنا كنت متأكد أنك هتبقي مبسوطة مع صحابك، علشان كده أنا سايبك براحتك معاهم يا حبيبتي، الصُحاب وجودهم في حياتنا نعمة والله..... "


_"عندك حق، بس أنتَ الكل في الكل برضو يا حجوج "


قالتها بنبرة أكثر مرحًا، فقهقهَ هو قائلاً: 


_"يبكاشة علي العموم مقبولة منك، يلا أسيبك ترتاحي بقا، وأوعي تزعلي تاني متشليش هم حاجة كل حاجة هتتصلح وهتبقي زي ما أنتِ عايزة يا حبيبة أبوكِ..... 

"

_"ربنا يخليك ليا يا حبيبي!. "


تركها مُغادرًا الغرفة وأغلق الباب من خلفهِ، رجعت هي برأسها إلي الخلف، من ثم التقطت الهاتف، و أجرت أتصالاً بـ "إسراء"، تود التحدث إليها الآن، تشعر أنها تحتاجها بجانبها الآن....... 


❈-❈-❈


مر أسبوعً آخر ، عاشتهُ هي هادئة البال نوعًا ما، خصوصًا مُنذ تلك المشاجرة التي قامت بين أبيها وأمها بسببها، و والداتها أبتعدت عنها قليلاً وهكذا أفضل، أصبحت لا تتحدث إليها في موضوع طلاقها هذا، إلا قليلاً ترمي ببعض الكلمات اللأذعة في وسط حديثٍ ما، وأما بالنسبة لأبيها فكان عونًا لها يدعمها دائمًا، ويُطمئنها بأنها تسير في الطريق الصحيح طالمَا مستمتعة وتشعر بالسعادة...... 


أستيقظت اليوم مُباكرًا، لأن اليوم ستُقام حفلة تخرج كُلاً من" إسراء"و"سلمي"و "مازن" حيثُ أنهم جميعًا في دفعة واحدة، وبنفس الجامعة كُلية الآداب، اليوم أستيقظت بنشاط كبير علي غير العادة وبالرغم من أنها نامت مُتأخرة ليلة أمس،لأنها ذهبت مع "إسراء"من بداية اليوم يتسوقون ويشترون ملابس"إسراء"التي سترتديها في الحفلة،وأبتاعت هي لنفسها فستانًا رقيق من اللون الزيتوني لتلك المُناسبة....


نهضت سريعًا تستحم وتبدل ملابسها، تود أن تكون جوار"إسراء "في هذا اليوم من بدايته أنه بمثابة يوم الزفاف بالنسبة لـ" إسراء"، وبالنسبة لها هي الآخري لكن هذا كان سابقًا، من المفترض أن تكون هي الأخري تتخرج اليوم وتُحقق حلمها، لكن ما باليد حيلة............. 


أنتهت من تبديل ملابسها،لكنها لم ترتدي الفستان بالطبع،أرتدت ملابسها العادية، وهبطت سريعًا كي تذهب لها، وهي في طريقها، أتاها أتصالاً منها، فردت سريعًا قائلة بسعادة تظهر جليًا في نبرة صوتها: 


_"عروسة الليلة إللي خلاص هتتخرج..... صباح الفُل" 


_"صباح النور يا عيوني، ها أنتِ فين أوعي تقولي لسة صاحية أموتك، ده اليوم طويل ولازم تبقي معايا من أوله يا رانيا.... "


_"لا ولله أنا في الشارع، ومستنية تاكسي وخلاص جايّة.... "


هتفت تقول بتحذير: 


_"أوعى تتأخري يا رانيا هحسبهالك بالدقيقة أنتِ حرة!. "


ضحكت علي الطرف الآخر قائلة تُنهي المكالمة: 


_"خلاص بقا يا إسراء جاية يا حبيبتي أقفلي بقا.... "


أنهت معها المكالمة، من ثم أخذت تبحث عن تاكسي كي ينقلها إلي منزل "إسراء"بدلاً من المواصلات العامة لأن هذا سيأخذ وقتًا وهي تود أن تصل بسرعة، وإلا فرَقت" إسراء" رأسها عن جسدها..... 


❈-❈-❈


يوم طويل مليئ بالتفاصيل الجميلة والمُميزة بالنسبة لهم، كانت هي بجانبها طيلة الوقت وكأنها عروس تُحضر لليلة زفافها، كانت تَبذلُ كل مجهودها في مُتابعة الترتيبات والإشراف عليها بنفسها، لأنها تود أن يسير اليوم وفقًا لِمَ تُحب وتُريد"إسراء"لأنه وببساطة يوم مميز جدًا جدًا، كانت تساعدها بكل حب وسعادة وكأنها هي من تتخرج وليس صديقتها،تشعر بالسعادة من قلبها لأجلها...... 


جلست علي مقعدها في الحفلة، كانت جميلة بثوبها الناعم هذا، لم تُفضل أن تضع مستحضرات تجميل كثيرة، فأكتفت بعدة أشياء بسيطة ليس إلا، أمّا عن عروس الليلة فقد لمعت في فُستانها ذو اللون الوردي، والذي كان ضيقًا علي جسدها وينتهي بإتساع من بعد رُكبتيها، كانت كالفراشة بهِ مع مكياجها الذي طغي عليهِ لون فستانها،اللون الوردي لكن داكنًا قليلاً عن لون الفستان، كانت تري السعادة واضحة جدًا علي وجهها، فقد أصبح شكلها أجمل لأنها سعيدة هكذا، فأنعكست سعادتها علي وجهها........كانت باقي الفتايات بجانهم أيضًا متألقين فـ" سلمي "أرتدت ثوب من اللون الأحمر الداكن يليقُ ببشرتها البيضاء ..... 


دقائق وأرتفع صوت العميد يُنادي بإسم "إسراء مجدي"، ثواني وهرولت الأخري من مكانها لتصعد إلي المنصة وقلبها يتراقصُ فرحًا، لتسلم شهادتها ودرع التكريم، كانت هي بالأسفل تُتابعها بعيون تلمع من الفرحة، كم كانت سعيدة لها جدًا، في مثل هذا اليوم كانت ستتخرج هي أيضًا! وتبدأ حياتها بعد هذه اللحظة، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن، تنهدت تنهيدة طويلة من ثم جلست بمكانها، طرأ علي رأسها فجأة غياب" طارق"، نعم أنها لم ترآه مُنذ أن جائت، هل لم يأتي من الأساس؟ لكنها حفلة تخرج أصدقائه أيعقل أن لا يأتي؟!، لفت رأسها تتفقد وجوه الجميع من حولها تبحث عنهُ بينهم، لكنه غير موجود، لا تعلم لِمَ شعرت بالحزن لأنه لم يحضر، للحظة أرادت أن تنهض، من مكانها وتبحث عنه بالخارج لكن أوقفها "إسراء" التي هرولت إليها تحتضنها..؟.


بادلتها الحُضن بسعادة، من ثم توترت قليلاً قبل أن تسألها: 


_"إسراء؟ "


_"أي؟ "


_"هو طارق مجاش لي.... "


ضيقت الأخري عينيها تنظر لها من طرف عينيها بخُبث: 


_"وأنتِ بتسألي لي؟ ها؟ "


حمحمت بتوتر، وأخذت تشيحُ ببصرها عنها، لأنها حتمًا ستعلم ما برأسها من نظرات عينيها، فقالت: 


_"عادي يعني، بسأل! أصل مشفتوش من ساعة ما جينا!." 


_"آه ما هو أصلا عنده شغل النهاردة مقدرش ييجي!. "


_"آه، ماشي!. "


ظلت الأخري تتابعها بنظرات خبيثة، هل شكت بشئٍ، لا لا! بالتأكيد لا؟، هي لم تفعل شئ سوى أنها سألت عليه فقط، من باب الواجب؟..... لكن فات الآون فـ المُحقق كونان القابع بداخل"أسراء" قد شمَ رائحة غريبة، هناك شيء يحدث من حلف ظهرها، عزمت علي معرفته، أذًا بعد أن تنتهي من الحفلة، ستستجوب تلك الفتاة المسكينة، وتجعلها تقّر وتعترف بما تخفيهِ عنها....... تمردت "رانيا" وأصبحت تتحرك من رأسها دون العودة لها ضيقت عينيها وشفايها ذمتهم بحركة درامية تهتف: 


_"ماشي با ست رانيا يا أنا يا أنتِ، وهعرف أي إللي مخبياه عليا وساعتها هأكل دراعك الحلوة ده بسناني فاهمه ". 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة