رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - اقتباس - الأثنين 16/9/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
تم النشر يوم الأثنين
16/9/2024
اختنقت عبراتها لكنها امتصتها سريعا وهي تغلق جفنيها سريعا لكن سرعان ما فتحتهما عندما تفاجات بتلك عامله النظافه تقترب منها لتسالها باهتمام
= انتٍ قاعده مستنيه حد يا بنتي؟ كذا قطر عدي وانتٍ سرحانه، هو انتٍ قاطعه تذكره ايه
ليكون فاتك القطر
هزت رأسها بالايجاب دون رد، انتظرت رحيل تلك السيده لكنها مازالت واقفه لتخبرها بنصيحه وهي تقول متشدقه بتهكم
= طب ركزي حواليكي القعده هنا وحشه واحنا بالليل، والناس هتبتدي تمشي! ودخلي شعرك ده جوه الطرحه شويه احسن كله باين ولا اقلعي الطرحه و ريحي نفسك طالما مش طايقاها أوي كده.. هو ده اسمه حجاب؟!.
لم تعطيها اهتمام وصارت تتوجه بحقيقتها نحو المرحاض، وقفت أمام مراه المرحاض قليلاً قبل ان تخرج هاتفها وتتحدث مرددة بلهجه غريبه عنها.
= ازيك يا استاذ أيمن مستغرب ان انا بتصل بيك طبعا، بس انا عايزه اقول لك ان انت كنت صح العالم ده عشان اعيش معاه لازم ابيع نفسي وما فكرش الا في مصلحتي واستغل اي فرصه تجيلي، ايا كانت الطريقه بقى مش فارقه.. بس خلاص اديني خسرت زي ما انت برده قلت عاوزة منك خدمه عارفه اني ضيعت فرصتي.. بس في طلب أو حاجه محتاجاها أوي، عاوزه اتنقل لفرع تاني وتكون محافظه بعيده عن هنا المهم اني ابعد و خلاص.. تقدر تعملي الخدمه دي ولا لا؟.
بعد فتره اغلقت الهاتف وظلت تنظر الى نفسها عده دقائق مطولاً قبل أن تجذب حجابها من اعلى رأسها وتضعه في حقيبتها، وبدأت تبعثر خصلات شعرها الثأر...
وعندما خرجت بلا حجاب قابلت نفس تلك السيده التي كانت تنصحها قبل قليل اذا كانت لا تعرف كيف ترتدي الحجاب الشرعي فتزيله افضل، لكنها همست بلهجة باترة بتلقائيا
= يا نهار ابيض هو انتٍ قلعتي الطرحه خالص مش كنتي محجبه من شويه!!.
هزت رأسها بسخرية مريرة وهي لا تفهم طبيعه ذلك المجتمع حقا؟ أليس كان عكس حديثها قبل قليل والان فقط اعترفت بانها كانت محجبه، لكنها لم تهتم لحديثها ورحلت فبذلك الحديث كأنها أكدت لها وجهه نظرها وأنها في الإختيار الصحيح هذه المره.
❈-❈-❈
وقفت أمينة بالخارج وسط العملاء ثم أشعلت سيجار وبدأت تنفخ الدخان وهي تشعر بالاستمتاع من نظرات الجميع حولها، لكنها لاحظت بانه المديرة الخاصه بها تنظر إليها مطولاً بامتعاض، زفرت أمينة نفسا ضائقا وهي تسألها ببرود
= في حاجه يا استاذه منال تاخدي نفس! اصل ملاحظه عينك في السيجاره.. لو عايزه تجربي ما تتكسفيش ؟!.
شهقت بصدمة كبيرة من وقاحتها وسرعان ما أردفت بصرامة حاده
=اجرب ايه لا طبعا الحمد لله انا ست محترمه انا مش عاجبني منظرك ده أصلا خفي شويه اللبس الضيق والمكياج اللي بتحطيه في وشك ومش اول مره احذرك، ونفسي السيجاره دي تفارق ايدك شويه يا ستي حتى طالما مش قادره تستغني عنها اشربيها في مكان متداري مش لازم قدام الناس.
عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسألها ببراءة مستفزة
= ومال السيجاره ومال الاحترام طب لما هم اللي بيشربوا سجائر قليله الادب ليه بتوظفوا موظفين بيشربوا سجاير؟ ولا آه عشان هم رجاله فعادي انما البنت تؤ تؤ ما يصحش!
نفخت مستاءًه منها الأخري وهي تردد بحزم
=لا يا ام لسان طويل الاثنين غلط عشان بتدمر الصحه و ربنا يتوب عليكم منها بس طول عمرنا عارفين ان البنت عيب تعمل كده! مش هتيجي انتٍ على اخر الزمن تغيري المجتمع وعدتنا.. وبعدين تشربي ما تشربيش انتٍ حره انا بقول لك بلاش قدام الناس مش شايفه عمالين يبصلك ازاي ومستغربين جرأتك دي هتخليهم ياخدوا عنك فكره غلط وانك واحده مش محترمه .
ضحكت أمينة ضحكة عجيبة وهي تجيب بصوت أجش ساخر
=يااه كل ده عشان بشرب سيجاره قدام الناس عادي، والله انتم مجتمع غريب وما ليكوا كتالوج ولا حد عارف بتفكروا ازاي.. يعني افهم من كلامك ان عادي البنت تعمل حاجه غلط زي الولد بس في الدري عشان يتقال عليها محترمه انما لما تعملها قدام الناس عيب وست مش محترمه ولا كويسه.. والله انتوا ناس غريبه وبتضحكوا أوي.
توترت منال قليلاً ثم أجابت بجدية
= انا ما قلتش كده بس مش عاوزه حد ياخد عنك فكره غلط و بكره هتندمي على اللي انتٍ بتعمليه ده، انا بنصحك يا امينه عشان انتٍ قد ابني..ويا ريت كمان الخروجات اللي بتخرجيها مع الولاد والديسكوهات تخفيها هي كمان اظن مش محتاجه اقول لك دي ولا تتعمل في الخفي ولا في الظاهر عيب وغلط .
مطت شفتاها للإمام بملل ثم أردفت بتهكم
=قلتلي من شويه ان عندك ابن قدي صح؟ على كده هو بيشرب سجاير ويخرج اماكن زي كده ولا انتٍ مش فارق معاكي عشان هو ولد.. استاذه منال ركزي معاه احسن السن ده خطر وانا اكثر واحده عارفه.. وشكرا على النصيحه اللي اوعدك مش هعمل بيها
ضغطت على شفتيها بضيق شديد ويأس منها وقبل ان ترحل وجدت شخص ما كان يقف يراقبهم من الواضح، فسألته منال باستغراب
= انت مين و واقف هنا كده ليه؟ انا ملاحظه وجودك من الاول وعماله اقول شويه و هتمشي ولا مستني حد ولا ايه وقفتك هنا دي ليه .
ظهر بسواد حدقتيه طيف خيبة أمل وهو يقترب منهما، ولم يعرف كيف تمكن من الابتسام الباهت المرير وهو يعقب بنبرة خافتة
= مساء الخير حضرتك استاذه منال انا كنت بدور عليك عشان انا اللي اتنقلت مع الموظفين الجدد .
التفتت أمينة له بعدم مبالاة لكن سرعان ما اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول ببطء
= مصطفى هو انت اتنقلت هنا .
أظلمت ملامحه وهو يتابع مظهرها الجديد حتى صارت عيناه أكثر عمقًا وألمًا لا نهاية له.. ثم تحدث أخيراً بصوتٍ فاتر أجوف
=من ساعه ما شفتك عمال اشبه عليكي شكلك اتغير أوي.. ازيك يا أمينه عامله ايه
❈-❈-❈
بعد ساعات جاءت أميرة إلي منزل جدتها و كانت تقف أمامها فازدردت ريقها وبدت من هيئتها كطفلة مذنبة.. اقتربت زاهية منها وهي توبخها بازدراء
= أهلا يا هانم لسه فاكره ترجعي انا مش قلتلك ما تلعبيش غير فوق السطوح وبس وما تنزليش تحت عشان ما اقعدش ادور عليكي لما اعوزك، اتفضلي اقعدي جنب اختك وما تتعبهاش عشان هي تعبانه
حدقت فيها بحسرة وهي تضيف بعتاب حاد
=اه يا ناري منك كان نفسي اعمل لكم انتم الاثنين واخلص! بس حظك الست خلاص مش هتيجي تاني ومش هطمن لوحدي غيرها حبكه اللعب دلوقتي.
حدقتها أميرة بذنب ثم ذهبت لتطمئن علي أختها فوجدتها تغفو و علامات التعب بادية علي ملامحها وضعت يدها تلامس خدها بحنان وتساءلت بحذر
= أمينة.. حاسه بوجع!
أغمضت عينيها بتعب بمعني نعم، بينما صعدت جانبها باستغراب وتساءلت بزعل عليها
=ليه ما قلتلهاش على مكاني؟ كنت قلتلها على مكاني وطلعتي جريتي كانت هتمسكني انا.
رفعت أمينة رأسها عن الوسادة لتقول بملامح باكية يملؤها الشجن
= عشان ما تتعوريش انتٍ كمان زيي.. وبعدين انا فاهمه الست دي بتعمل ايه علا قالتلي كل حاجه بتعملها وقالتلي حاولي تهربي منها عشان هتيجي لكم انتم كمان! بس انا ما كنتش مصدقاها..
عقدت الصغيرة ما بين حاجبيها و نظرت إليها بحب صادق، أطلقت أمينة زفرة بعدما رأت تلك النظرة في عينين توأمها وبدأت تمسد علي خصلاتها الناعمة وتابعت أمينة حديثها
= تيته كانت لازم تعمل لواحده فينا ومش مهم أهي اخذتني انا عشان انتٍ ما تعمليش.. الست مش هتيجي تاني وانا سمعتها وهي بتقول لها كده.. كان لازم واحده فينا تضحي! انا مش بحب أشوفك وانتٍ بتتوجعي
عانقتها أميرة و قلبها يعتصر ألماً، لتربت عليها و تمسد ظهرها مرددة بحب
= انا بحبك أوي يا أمينة.. وما تخافيش انا كمان لما تجيلي فرصه هنقذك وهضحي بدل منك، عشان انا كمان مش بحب اشوفك بتتوجعي.
قامت بتقبيل وجنتيها وعانقتها هي الأخري بحب فقالت أمينه
=وانا كمان بحبك يا اميرة.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية