-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 22 - 5 - الإثنين 9/9/2024

 


قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني والعشرون

5

تم النشر يوم الإثنين

9/9/2024 



انا قولت بما فيه الكفاية، عن اذنكم بقى؟

- اذنك معاك يا خويا.

غمغم بها رياض بصوت مكتوم ، ليجأر بصوته نحو سائقه:

- روح معاه وصله يا عم علي .


❈-❈-❈


والى مكان اخر، داخل المنزل الصفيحي، ينظر من الشرفة  نحو الكم الهائل من الخرابات،  في تلك المنطقة العشوائية، يستمع الى حديث والدته له عبر الهاتف الجديد، وقد استغني عن الاخر وجعله مغلقًا حتى ينتهي مما هو فيه، فيستفيق للعب مرة اخرى:


- ايوة ياما، زي ما بقولك ابعتي الفلوس على حساب الكاش اللي بقولك عليه........ ياما ما تقلقيش بقولك ، انتي بس راضي المحامي الزفت وهو هيقوم بالواجب.....  نعم نعم،، وجوزك رافض ليه ان شاء الله؟ هي الفلوس دي هيحوشها لمين؟ ما كله هيرجعلي في الاخر ولا هو ناسي...... مليش فيه بقى اتصرفي، انا مطلوب في فلوس على وجه السرعة...... ماشي يا ستي نستنى على ما يرجع من سفريته، مع اني بقيت اتوغوش على فكرة من كتر سفرياته دي،....... طب متزعليش ياما، المهم زي ما قولتلك ما تنسيش الفلوس توصل في اقرب وقت .


انهى المكالمة ليلتف نحو هذا الشاب المدعو عزوز والذي كان متكئا على الجدار يرمقه بعدم رضا قائلا:

- شكلها فيها انتظار تاني، انا بقول تشتغل وتجيب الفلوس من عرقك احسن يا عم هيما،  بدل الشحططة ووجع القلب.


سمع منه لينهره بسخط :

- هو مين ياض اللي يشتغل ولا يهبب؟ ما تصحى لنفسك يا عزوز الكلب، مكانش يومين دول اللي قعدتهم عندك .


زفر الشاب يطوح كفه بعدم اكتراث:

- ماشي يا عمنا انت حر، اخرك بس لبكرة عشان ابقى عملت اللي عليا، لو الفلوس وحق قعدتك هنا مجاتش، يبقى بقى ما تزعلش لما رجالة المعلم يرموك هيلة بيلة او يستفردوا بيك ، المنطقة هنا محمية طبيعية ملك المعلم الكبير ، يعني كل حاجة بامره،  وانا مجرد خادم انفذ وبس، سلام يا بوس


خرج يتمايل في خطواته بكيد فيه،  ليبصق الاخر من فمه مخرجا سبة وقحة :

- ابو شكلكم عالم اوساخ 


❈-❈-❈


والى امنية التي خرجت من المرحاض تمسك بطنها وجبهتها بألم الدوار الذي كانت تسيطر عليه بصعوبة لتحفظ توازنها، او تهرب منه بالنوم معظم اليوم ، وجدته بداخل الشرفة يدخن بشراهة وشرود كالعادة،  تقدمت لتجلس على اقرب مقعد يقترب من الشرفة تخاطبه:


- عصام انت مش خارج النهاردة؟

التف اليها ليقترب منها قائلا :

- لا خارج بعد شوية، بس انتي مالك؟ كذا مرة تدخلي الحمام في ساعة واحدة. 


ردت تمط شفتيها بعدم معرفة او تدعي ذلك :

- باينها باطني بتوجعني، ع العموم انا هروح اريح شوية ع السرير احسن.


شرعت لتنهض فعلق من خلفها بسخرية:

- انتي اليوم كله ع السرير تقريبا، ايه الحكاية؟


ارتفع كتفيها وسقطا سريعًا لتعبر عن استيائها:

- مش عارفة بقى، يومين ويعدوا ان شاء الله. 


تحركت لتذهب نحو غرفتها فخاطبها قائلا:

- طب خلي بالك بقى  عشان طنت مجيدة مصرة تيجي تطمن عليكي، مش بعيد تلاقيها بكرة فوق راسك .


التفت له برأسها:

- تيجي تأنس وتشرف هي محتاجة استئذان اصلا ، عن اذنك بقى، عشان النوم كابس عليا .


❈-❈-❈


بملامح تملأؤها الأسى كانت بجوارها تلمس بيديها على خصلات الشعر الاصفر الحريري ، بعد ذهاب نبوية التي كادت ان تسقط من التعب، لتأخذ هي دورها، وتظل بجوارها، لا تريد تركها،  


هذه المرأة الرقيقة ، تتعجب عما يصيبها؟ لماذا الطيبيون مصيرهم الدائم الجراح، حتى مع امرأة فاتنة مثلها، تملك من النعم ما يجعلها اميرة متوجة ومع ذلك تصاب بالمرض حزنا وكمدا نتيجة الخيانة. 


- بهجة 

جاء صوته بهذه النبرة الضعيفة ليقترب ويجلس على الجانب الآخر  من الفراش ، يقبل رأس والدته الغافية بفعل الحقن المهدئة،  ليسأل عن حالتها :


- عاملة ايه دلوقتي؟

اومأت تجيبه بإشفاق لحالته هو الاخر :

- ان شاء الله تبقى كويسة زي ما قال الدكتور، بس الصبر،  واحنا جنبها بنحبها مش هنسيبها ان شاء الله غير وهي راجعة لطبيعتها.


اومأ بهز رأسه لينهض يجر اقدامه، ليخرج من الغرفة وكأنه يريد الإبتعاد حتى لا ترى المزيد من ضعفه ، ولكنها ابت ان تتركه .


لتنهض من جوار والدته وتلحق به، وقد جلس بوسط الصالة مطرقًا بألم واضح ، اقتربت لتضم رأسه بحضنها ، تغمره بحنانها:


- اطمن يا حبيبي،  كل حاجة هتكون تمام وعال العال ان شاء الله. 

شعرت بدموعه الساخنة على بلوزتها، وهو يشدد  من ضمها اليه،  وكأنه طفل صغير وجد ملجأه:


- انا خايف عليها اوي يا بهجة،  وخايف كمان من اللي جاي ، والدتي جرحها مكانش في بابا ولا الخيانة وبس،  انا كمان كنت ضمن الدايرة،  بس والله ما كان بخاطري.  انا اتحطيت في وضع جبرني اكدب عليها،  والكدبة اتحولت لكارثة بعدها، عشان اتحمل الذنب طول عمري.


- لا انت عملت ايه كمان معاها

عمغمت بتساؤول لم يجيبها عنه، فقد كان منغمسًا في ذكرياته السوداء، يبوح بما يحمله بداخله:


- كان نفسي تسمعني وتفهمني وقتها، لكنها كانت منهارة ومصدومة فيا زيي زيهم ، ضمتني في كفة الخيانة وانا يشهد ربنا ببرائتي، راح عقلها ومستحملتش وانا فضلت في مرار الماضي ، ودايرة مقفولة خنقاني، 


رغم جهلها بكل ما حدث وفضولها في المعرفة الا انها شعرت بواجبها في الا تزيد عليه ، لتعطيه الفرصة يعبر ويخرج المكبوت بداخله وهي تسمع وتهون ، حتى يعترف له بنفسها،  او ربما تعرف الحقيقة من صاحبة الامر نفسه، تسأل الله ان يشفيها عن قريب:


- اهدى يا حبيبي اهدى، ان شاء الله تطمن قريب وتريح قلبك من ناحيتها ، انا واثقة ان قلبها كبير .


- ياريييت يا بهجة يا ريت .

صار يشدد بذراعيه، ولا يريد تركها ابدا، 


❈-❈-❈

في منزل شادي والذي كان واقفا بجوار زوجته التي اصبحت تأن بألم غير محتمل وهي ترفع رأسها عن المغسلة التي حاولت افراغ ما ببطنها بها، ولكن للأسف لم يحدث

- ااااه اااه، بطني بتوجعني جوي يا شادي. 


شدد يمسح بالمنشفة على جبهتها ثم يضمها اليه مهونا:

- معلش يا حبيبتي،  بس انا مش عارف اعملك ايه تاني ، انتي لا البرشام نفع معاكي ولا حتى الحاجة السخنة ، طب اخدك واروح بيكي ع الدكتور احسن .


رفضت بهزة من رأسها:

- لا عايزة اروح لدكتور ولا زفت، هروح انام احسن، يمكن ارتاح .


زفر باستسلام اذعانا لرغبتها ليسحبها حتى الفراش،  يسطحها عليه، ثم يشد عليها الغطاء ليغطيعا بأكملها ، فخلع عنه سترته لينضم معها، وما ان شعرت به يريد ضمها اليه حتى عبرت عن رفضها :


- معلش يا شادي ممكن تبعد حاسة نفسي مش حاملة اي نفس جمبي .


تطلع اليها بصدمة مغمغما:

- حتى نفسي انا يا صبا.

لم ترد عليه، وهو ابتلع الغصة، يتمتم بالاستغفار،  يرجع الحجة لمرضها،  ليتضرع الى الخالق :

- ربنا يشفي عنك يا حبيتي .


طبع قبلة فوق جبهتها ولكن ملامحها التي تغضنت بضيق جعلته، ينهض على الفور من جوارها ، 


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة