رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 23 جـ2 - 3 - السبت 14/9/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثالث والعشرون
الجزء الثاني
3
تم النشر يوم السبت
14/9/2024
مصمصمت زبيدة بشفتيها في اثرها، بأسى يسحق روحها على حال صغيرتها، تتضرع الى الخالق بدعوات الشفاء لها ولما اصابها
وفي الخارج كان نفس الامر من زوجها، الذي كان يتطلع اليها وهي خارجة من غرفتها تجر اقدامها، بملامح ناعسة، بشرة شاحبة،خالية تماما من الدماء والحمرة الطبيعية للون الخمري الذي تميزها،
لقد تبدلت لامراة اخرى لا يعرفها، ليست تلك زوجته، وما هذا المرض الذي لا يعرف له اسما حتى الاَن ليجعلها بهذه الهيئة.
- صباح الخير
- صباح النور .
هم ان يقبلها على وجنتها في رد التحية، ولكنها ابتعدت سريغًا بصورة اظهرت عدم رغبتها، تماما كما كان يحدث في الايام الماضية، ليكتم غضبه من الداخل، يتمتم بالاستغفار ومناجاة الخالق الصبر، ثم خطا ليجلس مقابلا لها، يبادرها الحديث بالسؤال عن حالها:
- عاملة ايه النهاردة يا صبا؟ علاج الدكتور الاخير جاب نتيجة معاكي؟
نفت بهز رأسها :
- ولا أي نتيجة، اهو جاعد يتحط جمب اخواته، كلهم مفيش فايدة منهم، ووجع البطن مازال على حاله.
تنهد بأسف، مقلبًا عينيه بسأم لهذا الفشل المستمر في ايجاد حل يوقف الالم الدائم معها، ليعود اليها مهونا:
- معلش يا حبيبتي، اكيد هتلاقي الدكتور اللي يفهم لحالتك، انتي بس متحطيش في نفسك وتزعلي كدة، فوقي يا صبا، وارجعي لحبيبك.
ردت تصدمه بكلماتها:
- ارجع فين يا شادي؟ ما تزعلش مني بس انا الأوضة دي مش هدخلها تأتي.
هتف بها بنفاذ صبر:
- تاني يا صبا، ما تستهدي بالله يا بنت الناس، انا مطول بالي عليكي، لكن متخلنيش اطلع عن شعوري بقى.
وكأنه ضغط على زر الانفجار، لتصيح به بعدم احتمال:.
- لا متصبرش يا شادي، عشان انا جولتها الف مرة وانت مش مصدجني، جلبي بيتجبض، بحلم بكوابيس تشيب الراس، الم البطن بيزيد اضعاف، انت مش مصدجني يبجى انت حر
أتت على صراخها زبيدة لتحتضنها وتحاول التلطيف معه:
- معلش يا ولدي، هي بس عشان تعبانة، ادعيلها بالشفا وبكرة ترجع وردة مفتحة ان شاء الله، وتنسوا الايام الغبرة دي
صوت شهقاتها في البكاء كان يقطع نياط قلبه، منذ متى كانت بهذا الضعف؟ ما يعلمه جيدا هو ان زوجته قوية، مهما حدث معها .
- عين وصابتكم يا بتي، ربنا يبعد ولاد الحرام والنفوس الخبيثة عنيكم.
❈-❈-❈
انتهت من اطعام طفلها، بعدما ابدلت ملابسه لأخرى، غير تلك التي كان يرتديها، لتلف طرحتها حول رأسها، فتتناوله بهدوء حتى لا يستيقظ من غفوته السريعة، فيرهقها بالصراخ كالعادة،
استلت حقيبتها الكبيرة لتضعها على كتفها ثم تخرج الى زوجها المنتظر في خارج الغرفة، ليرتدي حذائه فور رؤيتها استعدادًا للذهاب إلى وجهتهم، تحدثت تخبره بقلقها:
- مش عايزين نتأخر النهاردة، الواد المرة اللي فاتت تعب اوي ومكنش قادر حتى يحرك جسمه.
رد بصوت مختنق، فكل شيء تتفوه به عن طفله يضيف على ظهره المزيد من العجز وقلة الحيلة:
- معلش ربنا يسترها معانا ان شاء الله، انا هعمل المستحيل عشان نروح ونرجع بسرعة، مدي رجلك عشان نلحق.
نهض يضع محفظة النقود والهاتف بيده ليتحرك بعمليه يسبقها، وهي من خلفه تدور العديد من الاسئلة داخلها، ولكن يكتنفها الحرج عن النطق بها ، تعلم بقرارة نفسها ان سبب رجوعه اليها هو الطفل المريض، لكن يا ترى هل مازال متمسكا بحلمه القديم، بابنة عمه والارتباط بها؟ ام نسيها؟ ام ينتظر الفرصة في شفاء طفله حتى يعود إلى محاولاته للتقرب اليها، اللعنة فليحدث ما يحدث، حتى لو تزوجها عليها ، لن تعترض ف الاهم هو شفاء ابنها، ليته يتعامل معها بنفس المنطق.
❈-❈-❈
انهت مناوبة عملها ، لتنضم الى سيارة العم علي يقلها الى مسكنها الزوجي، تلك اللحظات من السعادة التي يختطفانها من الزمن، لم تعد تضع إطارًا لها، فالتقضي اوقاتها الجميلة معه، حتى اذا ابتعدت، احتفظت بعقلها بشريط من الذكريات تعيش عليها.....
استقبلتها العاملة الايطالية تخبرها عن تجهيز كل ما أمرتها به عبر الهاتف، فتتولى هي سريعًا اعداد وجبه الغذاء التي سوف تجمعها معه، حتى اذا انتهت في اقل من نصف ساعة ، لتصعد سريعًا وتزين نفسها بارتداء قطعة جميلة تزيد من اظهار جمالها الخلاب، تصفف شعرها المتماوج والذي لا يحتاج لمصفف شعر نظرا لطببيعته المميزة ،
تنثر عطرها ، وتضيف فقط بعض الرتوش من مساحيق التجميل، حتى اذا انتهت وشعرت بالرضا عن نفسها، اتاها صوت السيارة من الخارج، لتنزل الدرج سريعًا فتكن في شرف استقباله على مدخل المنزل بهيئتها تلك وابتسامة تذيب البقية الباقية من توازنه
فلا يدري بنفسه إلا وهو حاملها من خصرها يحتضنها امام العاملة الايطالية التي اصبحت تعتاد الامر ، لا يُخفي فرحته امامها ، وجنيته بين يديه تضحك بابتهاج لفعلته، ورغم خجلها من المرأة، إلا انها لا تنكر سعادتها بالأمر .
- بس بس كفاية لحد كدة نزلي ، الست تقول علينا ايه بس؟
- ما تقول اللي تقوله، دي حاجات عادية عندهم، حتى ده....
قال الاخيرة يقتطف قبلة سريعة من ثغرها، شهقت على اثرها لتُحاول دفعه عنها مرددة:
- طب بس بس خلاص كفاية، انا كدة أتأكدت انها هتقول علينا مجانين .
- يا محلى الجنان، انا عندي استعداد اثبتلها اكتر. حتى شوفي .
قال الاخيرة يحاول معها مرة اخرى، وهي تحرك رأسها على الجانبين بالرفض وشعرها يتناغم مع حركتها في عدة لحظات من المرح ، وجوليا تتبسم لفعلهم،
حتى تمكنت من الفكاك منه، لتسحبه من يده، وتعرض عليه الاصناف التي قامت بإعدادها سريعًا بفضل مساعدة جوليا التي جهزت كل شيء ، ليثني على فلعها بالتغزل في الطعام وصانعة الطعام، وجمالها الذي ابهج قلبه المظلم، ليتناوله معها بشهية افتقدها منذ سنين، وهي ايضا لا تقل عنه، وقد اعطت لرأسها هدنة من التفكير المُزعج، كي تعيش لحظاتها الرائعة معه..
غافلين عمن تجمدت داخل سيارتها، منذ ان رأت بأم عينيه استقبالهما الحافل على مدخل المنزل ، من مسافة بعيدة في الخارج، بعد أيام من المراقبة الدائمة كي تصل الى النتيجة المحققة من شكوكها طوال الفترة الماضية
لتصل وتتأكد من استنتاجها، فتصعقها الصدمة لمدة لا تعلمها من الوقت حتى تمالكت اخيرا زمام امرها، تحدث نفسها بقهر :
- يا بنت الجزمة، لحقتي تعمليها ازاي في كام شهر قليلين؟ وانا اللي قدامه بقالي سنين مطولتش حتى النظرة، والله ما طلعتيش ساهلة يا بهجة
❈-❈-❈
والى شادي الذي عاد من عمله بوجه مكفهر غاب عنه المرح والسعادة التي ذاقها في قرب حبيبته ، ليعود الى البؤس والحزن الذي يكسو ملامحه ، ما بين القلق عليها ، وما بين العتب والغضب الذي يشعر بها كلما لمس منها الجفاء وعدم الرغبة في العودة اليه .
اكتنفه الاستغراب فور ان حطت قدميه داخل المنزل ، وقد وصل الى انفه رائحة الطعام الشهي، ظن في البداية ان شقيقته من هي بداخل المطبخ ، ليخطو متوجها نحوها، ولكن خاب امله حينما رأى ابنة خاله تخرج احد الاصناف من الفرن ، والتي ما ان انتبهت اليه حتى استقبلته بلهفة.
- حمد الله ع السلامة انت جيت يا شادي، كويس اوي، انا سخنت صنية المعكرونة بالبشاميل، تعالي اتغدى معانا بقى انا وعمتي .
بملامح منزعجة، جاهد الا يثور بها او يعنفها حتى تكف عن أفعالها وزيارتها الدائمة بحجج الاطمئنان على والدته قليلة الحيلة عن صدها ايضا، فهو ليس بغبي عن افعالها.
- متشكر يا سامية انا مليش نفس اساسًا.
قالها ليستدير ذاهبًا نحو غرفة نومه، خرجت من المطبخ تلحق:
- طب حتى كُل معانا عشان تفتح نفسها ، دي يا حبة عيني تعبانة وحالتها لا تسر عدو ولا حبيب.
- ويعني الاكل هو اللي هيخففها، كُلي انتي معاها، انا هخش اصلي العصر وبعدين ادخلها قبل ما اخرج، البيت بقى غير محتمل القعدة فيه.
قالها بفظاظة صدمتها، لتتاملك بعض الشيء ثم تحدث نفسها:
- لاا دا انا كدة ممكن تروح مني الفرصة لو ملحقتش ، لازم من بكرة اروح للشيخ زي ما قالي، يكمل بقى جميلة معايا عشان انول المراد بالقرب، بركاتك يا شيخ
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..