-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 23 جـ1 - 3 - الخميس 12/9/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والعشرون

الجزء الأول

3

تم النشر يوم الخميس

12/9/2024 




ما بلاش يا خالتي

قالتها امنيه ببعض الخوف لتحثها مجيدة بحزم:

- امسكي يا بت متخافيش على الاقل تدربي نفسك .

تلقفتها منها بإيدي مرتعشة وقلب يخفق برهبة لحمل هذه القطعة الصغيرة، ذات العيون الفيروزية كوالدتها ، 

والتي رغم صغرها لا تكف عن تذمرها والرفص بأقدامها وذراعيها، لتجبرها على الضحك مرددة بانشداه امام زوجها المنبهر هو ايضا: 


- بسم الله ما شاء الله، تبارك الرحمن على جمالها وحلاوتها، بس هي فعلا اثبتت انها بنت لينا .

تبسم عصام باتساع لفعل صديقه، الذي عبر يصطنع اليأس وقلة الحيلة:


- انا ربنا يكون في عوني. 


بعد قليل 

كان المنزل امتلاء لأخره، أصدقاء وصديقات، جيران  احباب ، حتى كانت المفاجأة بقدوم رئيس لينا في العمل مع شريكه 


-  جاسر الريان معقول

كان هذا رد فعل شهد التي تعرف الرجل بمشروعاته الهائلة،  وقد تقدمت صديقتها تستقبله وترحب به مع زوجها ووالدتها وقد قدم بصحبة طارق صديق العائلة 

ورئيسها في العمل. 


عقبت امنية تشاركها الحديث الهامس في زاوية تجمعها مع شقيقتيها الاثنتان.


- دا مش جاي لوحده كمان، دا معاه مراته زهرة محروس اللي كانت ساكنة في الشارع اللي ورانا ، والحلوة التانية اسمها كاميليا يا حلاوتهم 


ضحكت شهد لتتدخل بينهم رؤى معلقة هي الأخرى :

- اني مبلمة بتبص عليهم يا عيني بانبهار، تلاقيها افتكرتهم تبع نجوم السيما اللي بياجو في التليفزيون. 


ضحكتا الشقيقتان على مزحتها، حتى اتى حسن ليشاكسهم :

- بتتدودو مع بعض تقطعوا فروة مين؟ وانتوا واخدين جمب لوحدكم.

ردت شهد ببرائة:

- احنا يا حسن، تعرف عننا برضوا الكلام ده؟

- يا شيخة ، دا انتي ام الكلام ده.

تمتم بها في رد لها قبل ان يسحبها من يدها مردفا:

- تعالي بقى سلمي ع الناس بتسأل عليكي يا ام ريان. 

قال الاخيرة بغمزة غمرت قلبها بالبهجة، لتبادله اللقب الجديد:

- ماشي يا ابو ريان، صحيح هو فين؟

شهق يوبخها بدراما:

- اخص ، بقى دا سؤال تسأله ام في يوم سبوع طفلها، ايه الاهمال ده؟

ضحكت حتى اصبحت تميل بسيرها، لتجاريه مزحته:

- ما انا اصبحت زوجة افسدها الدلال بقى، تعمل ايه؟


تأوه ضاغطًا على شفته:

- اااه يعني انا اللي جيبته نفسي، يبقى اتحمل. 

اومأت بهز رأسها، ليضمها اليه من كتفيها مرددًا:

- على قلبي زي العسل يا قلب حسن ، ع العموم انا غيرتله وحطيته في سريره يريح شوية بعد هز الغربال وعمايل الست مجيدة،  دا هيشوف على ايديها ايام عنب 


تضرعت شهد تدعو من قلبها:

- ربنا يخليهالو يارب. 


❈-❈-❈


بوجه مكفهر وملامح ممتقعة كان جالسًا خارج غرفة الفحص مع الطبيب الملعون بعدما اجبرته والدته للخروج وعدم التحدث عن حالتها في حضوره، وبإصرار عجيب فرضت رأيها بمرافقة بهجة، لينسحب هو على مضض امام شماتة هذا الاحمق به


ويظل محترقًا بأعصابه في الانتظار وقد تعدى الوقت النصف ساعة، حتى بدى بوضوح على تصرفاته الغريبة في اهتزاز قدميه، والجلوس والوقوف بصورة تثير الانزعاج، ثم يفرك  بكف يده على ذقنه النابتة بشكل متكرر ، جعل التوجس يتسلل الى قلب الممرضة التي اصبحت تتابعه بقلق،  ليزيد بلطمة قوية على ذراع المقعد الذي يجلس عليه فتتنقض المسكينة وهو يهدر بها:


- وبعدين بقى؟ هي الجلسة الزفت دي بتستمر لحد امتى؟ دي هتكمل الساعة دلوقتي،  هما بيعملوا ايه جوا؟ 


دافعت الفتاة بخوف:

- يا فندم دي جلسة نفسية يعني ملهاش وقت محدد،  ان كان اقل من نص ساعة ولا ساعة...


- ساعة....

صرخ بها مقاطعا ليقف بطوله امامها يردف بأعين تلونت بالاحمرار:

- انا على اخري ومعنديش وقت ، الزفت اللي جوا دا ميعرفش ينهي ويخلصنا في ام الليلة دي، هو ناوي يقعدنا لحد كام بالظبط عشان افهم، ولا هي العيادة دي مفيهاش وزباين غيرنا 


- لا فيها يا فندم والله، بس احنا مواعيدنا الاصلية انتهت من زمان والدكتور هشام مرضاش يكسف مريضته رغم انه هلكان شغل من الصبح، من المستشفى للعيادة 


- لا يا ختي كان كسفها، ع الاقل ساعتها كنت اشوف اغيره بدل القرف ده.

هتف بالكلمات ردا لها ، ليتركها بعد ذلك، ويعود للسير بعصبية امام باب غرفة الفحص،  وكأنه ينتظر الفرصة للهجوم عليها 


فتتعلق ابصار الفتاة به فاغرة فاهها بذهول ، لا تصدق الاسلوب الحاد الذي يتحدث به عن الطبيب ووصفه بالزفت ، متخليًا عن وقاره المعروف، واناقة التحدث باتزان ، انه يبدو على وشك الانفجار،  


دفع باب الغرفة فجأة لتطل والدته عليه ترمقه بنظرات يشلمها الاستهجان وقد بدى واضحًا صورته الغريبة امامها،  فيتجاهل هو عن عمد وينتقل بأبصاره نحو بهجة التي تحدثت بريبة تأثرا  لهيئته:


- ااا الدكتور غير لها معظم الأدوية،  وخفف لها يدوب على نوعين تلتزم بيهم .

هدر باندفاع رد لها:

- انا بقالي ساعة مستني، كل دا كان بيكشف عليها. 


همت بهجة ان ترد ولكن الطبيب كان الاسبق والذي كان خارجًا بالصدفة، بابتسامة متسعة ينظر في الساعة :


- ياه دا احنا فعلا اتأخرنا  والوقت خدنا،  انا اسف طبعًا يا رياض باشا، الوقت مع مدام نجوان بيمر هوا


قال الاخيرة وابصاره منصبة على بهجة ليزيد من استفزاز الأخر، والذي ردد من خلفه بغيظ شديد :


- مدام نجوان برضو....

زفر انفاس خشنة خرج صوتها بوضوح،  ليغمغم بتوعد:

- شكلي كدة هخزقلك عينك يا دكتور الغبرة،  


- مش نمشي بقى

توجه بها نحو بهجة ووالدته التي كانت واقفة باتزان عجيب تتابعه، وكأنها تستمتع باحتراقه، ليعود اليها ضاغطًا على اسنانه:

- نجوان هانم، مش ناوية تتحرك بقى ولا انتي عجبك القعدة هنا .


ابتسامة خفيفة لاحت بزاوية ثغرها الصغير، لتهم بالتحرك وتسبقه فجاء صوت الطبيب من خلفها:

- نجوان هانم متنسيش تتابعي ع التليفون معايا تطمنيني على حالتك، ولا تخلي بهجة احسن تبلغني ع الوتس ، انتي عارفة رقمي طبعا يا سيادة المحامية المستقبلية..


الى هنا ولم يقوى على الصمت ليزمجر مندفعا نحوه، وقد كان على وشك الفتك به، لولا تصدر نجوان التي أتت من العدم تطالعه بتحدي حتى يفعل، ليستمر هذا الحديث القصير بالنظرات بينهم، قبل ان تقطعه هي بنفسها:.


- ياللا بهجة العم علي مستنينا .

قالتها وتحركت الاخيرة لتلحق بها ، فيمسح هو بكفه على صفحة وجهه، يناجي نفسه التحلي بالصبر ، ثم تحركت قدميه بخطوات سريعة، ليلحق بزوجته، التي كانت على وشك الخروج من المركز العلاجي للطبيب ، فيوقفها بجذبها من ذراعها:


- استني عندك هنا، انا عايزة اعرف دلوقتي، الزفت ده عرف بموضوع الجامعة وسايبانك ليها ازاي؟ انتي بتاخدي وتدي معاه يا بهجة. 


اجفلت لطريقته الحادة في الحديث معها ، لتنفي على الفور:

- لا باخد ولا بدي والله، دا كان سؤال عابر منه عشان يعرفني ع الأدوية المستوردة اللي كانت بتاخدها نجوان هانم في البداية، وطريقة التعامل بها ، انا برد على قد السؤال وبس .


شعر بفظاظته في توجيه السؤال لها، ليتراجع ملطفًا:

- انا مش قصدي اجيب اللوم عليكي، انا بس بتخنق من بروده وطريقته الواضحة اوي في الكلام، البني ادم ده لازم اغيره.، هي قالتله ايه بالظبط ولا كانت بتتكلم عن ايه؟ 


مطت شفتيها تصدمه بردها

- مقدرش اتكلم ولا اقول حاجة، مدام نجوان تزعل مني،  عن اذنك بقى.


قالتها وتحركت من امامه ذاهبة، فتتسمر اقدامه بعدم تصديق مرددًا:

- يعني الاسرار بقيت عليا انا بس! هو ايه اللي بيحصل بالظبط؟


...يتبع بالجزء الثاني من الفصل


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة