-->

4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 24 - 3 - الأربعاء 18/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الرابع والعشرون

3

تم النشر يوم الأربعاء

18/9/2024 




دلفت اليه بخطوات متلهفة، تلقي التحية وتسترسل بكلماتها السريعة:

- سلام عليكم يا مولانا، انا بقالي يجي اسبوعين دلوقتي اجي وامشي من تاني من غير ما اشوفك، كل مرة مبروكة تنيمني بحجة .


التف اليها بملامح منزعجة، يشير اليها لتجلس على الكرسي المقابل له، كي تتوقف وتذعن لأمره ، فانصاعت على الفور لتصبح امامه ، تلهث بتوتر ووجل اعاد اليه الثقة،  ليخاطبها بهدوء:


- براحة يا سامية،  مش كل حاجة تيجي افش، اكيد يعني انتي عارفة من الاول اني عتدي زباين كتير غيرك، 


خففت من لهفتها تبرر:

- بس انا كدة ممكن المصلحة تطير مني يا سيدنا، عايزة اللحق اربطه بيا بقى، قبل ما يشوف واحدة  غيري واتحسر انا بقية عمري 


رد يقارعها بمكر:

- ما انتي اللي غرتك ثقتك بنفسك يا سامية ومجتيش على طول نكمل اللي بدأناه، انا قولتلك من الاول، ان رباط المحبة يكمل الشغل اللي فات، بس انتي بقى اتأخرتي،  اعملك ايه انا؟


ابتلعت ريقها بتوتر لتبرر بأسف:

- سامحيني يا مولانا،  بس انا برضو مقعدتش كتير ولا طولت عن شهر، لكن مبروكة زودت بتأجيل دخولي عندك،  الأكلة استوت وفاضل بس اللمسة الاخيرة،  وانت هتساعدني مش كدة .


قالتها برجاء جعله يخرج عن طوره المتماسك، لتصدر منه نظرة غير بريئة ولكن بغبائها لم تنتبه لها ، فما يشغل عقلها الاَن، يلهيها عن اي شيء..


زفر بخفة يعود لوقاره وطمأنتها:

- خلاص يا سامية، مفيش داعي تقلقي نفسك، كل حاجة تحت السيطرة،  واللي انتي عايزاه هيتم .


- صحيح يا شيخ؟ يعني هفوز بيه عن قريب؟

تساءلت بها بأمل اشرق بملامحها، ليردف لها بثقة:

- اكيد يا سامية، تخرجي من هنا تستني مبروكة والورقة اللي هتهدالك، تنفذي كل المطلوب اللي فيها، وتيجني يوم الجمعة اعملك الرباط اللي يمكنك تطولي اللي انتي عايزاه 


تبسمت باتساع وقد اسعدها بوعوده، ليعيد اليها الاحلام الوردية مرة اخرى ولكنها تذكرت شيئا:

- بس انا اعرف ان يوم الجمعة اجازة


صحح لها على الفور:

- مش في كل الاحيان يا سامية، انا قاصد كدة عشان اخفف من الزحمة في اليوم المبارك ده، فهمتي بقى؟


اومأت بتهز رأسها بطاعة تامة:

- تمام يا مولانا.


❈-❈-❈

 

داخل المحل الذي كان صاخبًا بالحركة، وقد بدا من  معظم اعمار رواده الصغيرة، سبب مجيئهم اليوم الافتتاحي، شباب وشابات اصدقاء جنات في الجامعة ، وشباب كثُر اصدقاء شقيقها ايهاب، والذين توزعوا ما بين الخدمة معه ومساعدته،  وما بين الجلوس على الطاولات،  اما عائشة فحدث ولا حرج،  فقد كانت مثل الفراشة بين اقرانها،  تعطي الاوامر في بعض الأحيان ، وباقي الوقت ترقص وتلعب او تأخذ الصورة التذكارية. 


راكبالي عربية دلع بنات


ماشية فى الاميرية دلع بنات


عملالي اجنبية دلع بنات


كله دلع بنات دلع بنات



يا شاويش امسكها يا بوليس احبسها


يا ناس يا هوه شوفوا دلع البنات


يا حضرة العمدة الحقني يا شيخ الغفر حوش عني


يا ناس الحقوني من دلع البنات


دلفت الى المطبخ على كلمات الاغنية التي تدوي في الخارج، تحمل على يدها علية كبيرة مغلفة ، لتلقي التحية بمزاحها:


- ايه اللي عاملينه برا دا مجانين،  دا مسموش كافيه، احنا نسميه حاجة تانية بقى نايت كلاب مثلا .


التف اليها ايهاب يفاجأها بيونيفرم العمل الرسمي،  والذي تم تصميمه في وقت قياسي للعاملين بالكافيه، وقد طبع على مقدمة الصدر في الاعلى الاسم الذي كانت تظن انه تم الاستقرار عليه ( بالعائلة)


لتفاجأ الاَن بشيء مختلف تماما، فتعبر عن دهشتها:

- ايه ده يا مجانين؟ انتو لحقتو امتى تغيروا الاسم....... ولا انتوا اساسًا عاملينها كدة من الاول وبتفاجأنو يا ولا ال.......


- هااا اوعي احنا من نفس الاب لو تفتكري يعني،.

تمتمت بها جنات قبل ان تُلقي بنفسها داخل احضانها ، تقبلها وتخبرها بفرحة:


- دي اقل حاجة تتعملك، ان المحل يبقى على اسمك يا بهجة. 

اقترب ايهاب هو الاخر يأخذ مكانه بضمها اليه قائلا :

- حتى يبقى وشه حلو علينا زيك كدة .


لكزته بقبضتها بخفة توبخه:

- انت اقعد ساكت يا مصيبة،  ما هو كل حاجة من ترتيبك، وانا اقول اليافطة متعلقتش لحد دلوقتي ليه، وكنت جاية احاسبك، احتفال ايه ده اللي يبقى من غير يافطة؟


ضحك يسحبها من كفها، يتحرك بها للخارج متمتمًا:

- ما هو كل كان في انتظارك يا جميل، تعالي كدة وشوفي بنفسك. 


وصل بها الى الخارج ، ليلوح لها الى الأعلى نحو اصدقائه الذين يظبطون اليافطة ذات الشكل المميز بالاسم المحبب ( بهجة ) 

غامت عيناها بالدموع وهي لا تجد من الكلمات ما يسعفها في الرد عليهم ، لتردد بما اختلج به صدرها:

- لو كنتوا قولتلولي من قبلها، كنت هرفض واشوفها  افورة من غير داعي،  لكن دلوقتي وانا شايفة اليافطة......  مش عارفة اعبرلكم باللي حاسة بيه.......


- يا ستي من غير ما تعبري واصلنا 

قالها ايهاب وهو يضمها من كتفيها ، ليراقبا الانتهاء من تعليق اليافطة، لتضمها جنات من الناحية الأخرى،  فتبقى عائشة التي لم  تنتظر الدعوة لتأخذ مكانها ملتصقة بشقيقتها وقد لفت ذراعيها حول خصرها تتابع معهم اللحظة الهامة، فتتدخل بعفويتها التي جعلتهم يضحكون لقولها كالعادة:


- الكافيه الجاي هنسميه عائشة 


❈-❈-❈


عاد من عمله بحالة من التشتت، شيء ما يجعله شاعرًا بالذنب او التقصير لا يعلمه، او ربما يحاول اخماده، مراعاة لظروف السرية التي صار عليها العهد، بأي صفة يحق له مشاركتها اول خطوات النجاح لها؟


يعلم انه لا يصح، نعم لا يصح 

- رياض 


جاء صوتها الحاد ينتشله من أفكاره ليلتف اليها فيجدها بكامل اناقتها ليخرج منه السؤال على الفور:

- ماما انتي لابسة ورايحة على فين؟


ردت ببساطة رافعة رأسها للأعلى:

- رايحة لبهحة. 

- نعم !

- بقول رايحة لبهجة، دعتني احضر معاها الافتتاح، ياللا  اديني مفتاح عربيتي مش عايزة اعطلك. 


قالتها ببساطة كادت ان تصيبه بأزمة قلبية:

- تسوقي فين؟ انتي عايزة تسوقي عربية يا ماما؟ انتي بتتكلمي ازاي؟


رفعت ذقنها للأمام،  تضع النظارة على عينيها تذهله بحسمها:

- خلاص اوقف اي عربية أجرة توصلني ، عن اذنك .


تحركت على الفور دون انتظار ليصرخ في اثرها بعدم استيعاب، راكضًا خلفها:


- يا نهار اسود، انتي رابحة فين تعالي هنا.


❈-❈-❈


اما بداخل المحل الذي ازداد صخبًا وازحامًا بالمهنئين، والرواد الذين أتو من اجل الاحتفال أيضآ،  صوت السماعات يدوي بأصوات المهرجانات،  والعمل رغم قلة الخبرة في التنظيم الا انه كان يسير على اروع ما يكون،  


اكتمل عدد الحضور من الأصدقاء ولم يتبقى سوى اقرب المحبين، وذلك ما حدث بحضور شادي رغم الحزن الذي يتخلل روحه، إلا انه لبى الدعوة ليأتي بصحبة شقيقته يشارك ابناء خالهم الفرحة، والتي ازدادت اضعاف بمجيئهم ، وذلك ما ظهر في استقبال الاربعة لهم .


- مبروك يا بهجة، ربنا يجعلها فاتحة خير يا بنت خالي .

- ربنا يبارك فيك يا شادي، والله نورتيني بحضورك انت ورحومة،  مجاتش صبا ليه معاكم؟.


سألته بسجيتها لترى تأثير السؤال عليه بملامح وجمت وابتسامة باهتة، اظهرت مزيدا من الحزن لتتكفل رحمة بالرد :


- مراته تعبانة يا بهجة، مرض غريب مسك معدتها ما حدش منا عارفله حل، ادعيلها ربنا يشفي عنها. 


- امين يارب،  بس دي زي القمر، امتى مسك فيها المرض،  دا انتو يدوب متجوزين ملحقتوش .


خرج صوته بصعوبة ممتنا لها:

- متشغليش نفسك انتي يا بهجة، خليكي في احتفالك،  قادر ربنا يشفي عنها .


عقبت بفضول:

- طب ما تحكولي طيب هي ايه الاعراض اللي عندها طيب، مرض ماسك المعدة وبس ، مفيش دكتور باطنة يفهمها؟


اسئلتها البريئة تزيد من ثقل ما يشعر به، ليغير دفة الحديث حتى لا يفسد عليها فرحتها:


- بعدين يا بهجة هبقى احكيلك، المهم خلينا في احتفالنا.

تدخلت عائشة بمرحها:

- حظك حلو يا عم شادي، هتحضر معانا تقسيم التورتة .


- تورتة ايه؟

لم يكد ينهي سؤاله حتى تفاجأ بجنات تخرج اليهم بكعكة كبيرة مزينة بقطع الفاكهة والشوكولاته، تهتف بصخب وخلفها صديقاتها بالاطباق، لتضعها على طاولة في الوسط :


- تورتة الاحتفال يا شباب ، مين هيحضر عشان يتصور معانا .

تجمع عدد الأصدقاء على الفور،  وسحبت بهجة بيد ابن عمتها وشقيقته ليتجعلهما في المقدمة بجوار عائلتها،  وما همت ببدء الاحتفال،  حتى ظهرت امامهم  تلك الجميلة من مدخل المحل بابتسامتها الخلابة ، لتصرخ عليها عائشة:


- نوجة حبيبتي



الصفحة التالية