رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 18 - الأربعاء 2/10/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثامن عشر
تم النشر يوم الأربعاء
2/10/2024
❈-❈-❈
عقاب ٥٤
غادرت العنود الخيمة باحثة عن رسالتها التي تطوف بين الخيام، وهي التي كانت تبحث عنها في المدينة في وسط الزحام وتظن أنها ستجدها هناك، حيث الضجيج وتحجر المشاعر وتغير العادات والتقاليد، وممارسة البشر لألاعيب البقاء، أما هنا أرض الفطرة والنقاء فوجود حالة كحالة رجوه لم تتخيله ابداً!
وجدتها جالسة بجوار الموقد تعد الأعشاب لأختها، إقتربت منها فوجدتها سابحة في تأمل ألسنة اللهب وهي تتمايل أمامها يميناً ويساراً، ومن الواضح من ملامحها انها ليست على إستعداد لأي حديث الآن،ولكن العنود وضعت كفها علي كتف رجوه بهدوء متجاهلة حالتها وردة فعلها، ولم تراها في هذه اللحظة إلا فرصتها الذهبية ولن تضيعها بأي ثمن.
إلتفتت رجوه وقطبت حاجبيها بإستهجان حين وجدتها العنود! وسألتها بحده وهي تزيح يدها من فوق كتفها:
- إيش تريدين مني، إيش جابك هين، ردي، ردي لهلك ولخيمتك.
-رجوه اسمعيني زين، انا ماني عدوتك ولا بيني وبينك شين، انا صديقة وجيتلك مدالك يدي، اعطيني فرصة وصدقيني ماراح تندمي.
- ايد ايش ورجل ايش اللي تمدينها علي؟ ديري بالك تفكري ترفسي متل اختك، والله احط راسك تحت القوري وأولع فيك ومايطفونك إلا بالرمال.
واغوربي عن وجهي الحين انا ماطايقه الملابس اللي علي، واريد اشقهم واقوا وااااك باخذك ذريعه واتحجج بيك.
- يابنت الحلال هدي حالك شوي، انا اريد احكي معك كلمتين وإذا ماعجبوك سوي اللي تريديه، انا صديقة يارجوه مو عدوة.. انا اريد اخدمك وبالمقابل اريد منك معروف.
- معروف ايش ومطشوش ايش.. اي اي الحين فهمت عليكِ..اعرف رجوه مايقربلها إلا العدو، رجوه مابحياتها غير الكارهين، وإذا كنت راسمه على شي ملكي احذرك من الحين، إلا هو يابت قياتي، إلا اللي شفت الويل لجل اطوله ويبقى لي.
- هو من يارجوه التقصدينه؟ تقصدين آدم؟
- اسمو عقاب.
- مو مهم الاسماء، المهم الحين اني ماأفكر باللي ببالك ولا خطر لي، انا يارجوه عشره طالبين رهني وعقابك مو منهم، واليفصلني عن الارتباط إني اوازي بينهم واشوف الأنسب وبس اقول تم تصير خطبتي، غير هيك اوهام بعقلك.. انا جيت اريد أسمع منك وتفتحيلي قلبك ونصير خيه واختها، ولا ماتريديني اخت لك؟
- لا مااريد خوة ولا اريد حد بحياتي، روحي وازي وانخطبي وبعدها نحكي كيف ماتريدي، أما الحين ماعندي اي حكي، ومن رخصتج لعشاب فارت واريد امشي بيها لخيتي.. خيتي الي مالي غيرها ولا راح يكون لي، ومو كل وحده تجي تقول انا اختك تصير اختي وافتحلها قلبي.
غادرت رجوه ووقفت العنود تتأملها بعيون تلمع، عنيدة هي وثائرة وصعبة المراث، وهذا بالضبط ماتريده، فالأشياء السهلة لا تستهويها أبداً وكم تعشق التحديات.
دلفت رجوه لخيمة اختها وأعطتها الأعشاب وجلست بجوارها مهمومة، ولما سألتها معزوزه عما عكر صفوها اخبرتها بما سمعته وفتت نابضها، فصمتت معزوزه واخذت تشرب الأعشاب بهدوء، فقد سئمت من أحوال اختها وحظها العاثر، فهي الوحيدة دوناً عن فتيات القبيلة التي تواجه كل تلك الصعوبات.
جلست رجوه قليلاً بجوار معزوزه إلى أن انهت شرابها، ثم اخذت الكوب الفارغ وخرجت به من الخيمة واخذت تطوف حول الخيام بغير هدى.. كتائهة لا تعلم وجهتها ولا يعرف قلبها لأي بيت ينتمي.
جلست على مسافة من الخيام وأخذت تتأمل السماء وصفائها والطيور التي تحوم فيها، وتمنت لو أنها طير يحلق في الفضاء بحرية ولا يستطيع أحد الإمساك به إو تقييده بعادات أو تقاليد..
تبسمت حالمة وإذ بها تعود من عالم الأحلام علي صوت بغيض يقول:
- اقول ليش الحلو جالس لحاله مساك الله بالخير ياوجه الخير.
كان صياح، وظنت أنه اتي بمفرده متطفلاً، فردت عليه:
-الله لا يمسيك.. ولما ادارت راسها وجدته هو وابيها وعمها قياتي معهم اكملت سريعاً.. إلا بالخير.
تحدث ابيها إليها متسائلاً:
- ايش تسووين هين وايش مبعدك عن لخيام؟
- شردت وماعرفت ارد.
زفر بضيق فتبسم قياتي وهو يهدئه:
- والله ياقصير بنيتك خفيفة الظل واجد وتنحب، وانا اقول صياح ليش طاح على بوزه.
فردت عليه رجوه:
- طيحه بلا قومه انشالله.
نظر إليها صياح وهو يجز على انيابه فأمسكت بيدها حجراً دون أن يراها أبيها وكأنها تهدده إن تكلم سيلقي حتفه، فتنهد ونظر لقياتي وأردف:
- اقول ياعمي انا واقف على بابك طالب منك شي واتمني ماتردني خايب.
-تمون على الرقبه إذا الطلب باليد ماتلاقي إلا الجود.
- انا اريد ارهن بتك عفرا ياعمي، أدري ماحد جا صوبها والكل يخاف منها، بس انا مااخاف.
قصير:
-الله يطيح حظك ياصياح.. ترهن على بتي؟
- مثني وثلاث ورباع ياعمي وهاد شرع الله.
- اي بس تزوج بتي وبعدها شوف روحك إذا بتقدر على مثني وثلاث ورباع، مو تثني وتثلث بالرهن؟
وهنا ثارت رجوه وكأنها تغرق واحدهم رمي لها طوق النجاه:
-والله يازين مااخترت ياصوييح، عفرا بت عمك والنعم منها، بس انا اعتذر من الكل ماراح اتزوج على ضره، انا عالبر ماتزوجت وإذا حبابب ترهن حل رهنك علي.
انهت كلماتها ليرد عليها قصير:
- انت تصكرين فمك وحرف ماتنطقين.
وهنا رد قياتي:
- ليش ياقصير ليش، هاد زواج وإذا البنيه ماتريده مايجوز تجبرها،حقها تعترض.. هو حل نهوته عليها يروح يشوف حاله وهي تتزوج اللي يعبي عيونها.
قصير:
-قياتي اسكت انت ماتفهم شي، هي ماتعبي عيونها رمال الصحاري كلها.. هي فانص والفوانص ماليهم حقوق.
وهنا هدرت به رجوه:
-لا يابوي.. انا بس اللي دون عن كل البشر المالي حقوق، سقطت كل حقوقي وقت ربي اراد اني اكون بتك وبت مكاسب وتحرموني الحِن وترموني متل كلب أجرب يشحذ الحنان.
تحدث صياح غير آبه بها:
-هااا ياعمي ايش قولت بشرني.
رد عليه قياتي بعد أن نظر لعينا رجوه:
- اقول ياصياح انا بنيتي ماتقبل تنرهن فوق رهن بنيه غيرها، ومو لجل انها ماانرهنت راح ترضى بحيالله شخص، عفراء ماترضى إلا باليدخل راسها ويعبي عيونها.
- وانا مو قليل ياعمي، اعرض عليها الأمر وشاورلها علي وهي بتوافق انا واثق.. وإذا نهوتي على رجوه سبب.. انا الحين ياعمي قصير اريد افك نهوتي على بتك، انا مااتزوج اللي تدجني بالاحجار.. انا ماعايز بتك انا باخد بت عمي قياتي العفرا.
رد عليه قصير:
- لا مافي فك رهن وبتتزوجها من ورا خشمك ياصياح.
-وانا ماعايز بتك ياعمي خلاص انا خدت العفرا.
قصير:
-الله ياخذك اخذ عزيز مقتدر، ليش نهيت إذا مارايد.
-لقيت الافضل، والحق اقول، بتك مافي حد يريد يتزوجها بس انا حبيت اسوي معك جميل واخدمك، وادري تصون الجميل وتكافئ اصحابو.
قياتي:
- ولد ياصياح انت ماتخجل أو تستحي؟ ايش هاد التقوله لشيخك، ايش الخرابيط التطلع من فمك؟
- انا اقول الحق ياعم قياتي، انا رجوه مارايدها والشغله مو بالغصب.
ليرد عليه قصير بغضب:
- وانت من غصبك ولا جبرك ياكلب البوادي يافار الجحور، الله بسماه من اليوم مالك عندي رهينه وتحلم تدخل بتي خيمتك عروس، اغرب عن وجهي ياغراب البين.
صياح:
- لا مارايح مكان، انا واقف مع عمي قياتي لحين آخذ موافقته.
- اوافق على ايش ياصياح؟
- اني اخذ بتك عفرا.
- والله ياصياح اعذرني عفرا ماراح ارهنها الحين، وهي بعد ماتريد اي ارتباطات، تقول بس اخلص دراسه ارتبط
- متي تريد يعني؟
- والله بس تنهي دراستها.
- بس انت عرضتها للرهن مع خواتها ولا ماكنت متذكر وقتهاانها تدرس والحين انتبهت!
-ياصياح اشوف انك سليط اللسان وماتحترم الكبير وهاد عيب، ولا ماحد علمك العيب انت؟
وهنا ردت عليه رجوه:
- ياعم قياتي هو ماحد علمه اي شي، وهاد لا تخاف على زعله، دجها بنص وجهه وقوله انا مااعطيك، قوله بتي غاليه ومانباح الياخدها من بين كل الناس.
صياح:
- وليش صياح ماياخدها، وايش تشوفين صياح انت، والله الاعرفه إننا كلنا من فخذ واحد ومافي حد اعلي من حد يابت عمي.
- إي فخذ واحد بس فيه قطعت لحم من الفخذ تطيح عالارض وتشرب من الرمال، وقتها ماتنحط بجوار باقي اللحم، صح هي مازالت من الفخذ بس ماعادت تساويه ولا تصلح للاكل إلا بعد نضافه ومجهود كبير، ومايقربها غير المالاقي.
- كلامك يهد الجبال يارجوه راعى اني وليد عمك مهما جرى. والحين ياعم قياتي اريد كلمه تعطيني لو لا؟
قياتي:
-آسف ياصياح بتي ماتوالمك.
صياح:
- زين انا رجعت نهوتي على رجوه ياعم قصير.
وهنا هجم عليه قصير بعصاه، وقامت رجوه وهي تلتقط حجراَ كبيراً، فهرول صياح من أمامهم ولحقته رجوه، وهذه هي المرة الأولي التي لم يعترض اباها على همجيتها ووقف يشجعها قائلاً:
- بنص راسه دجيه بالحجر يارجوه وسيحي دمه ماترحميه.
قياتي:
-. غريب هالولد والله!
قصير:
-. هاد طامع، يلهس ورا القروش، والمايشوف غير لقروش ينسى حتى الأصول والاخلاق.
- لكن كيف كنت راهن بتك له ياقصير وانت تدري هاد طبعه؟
تنهد قصير وهو يرد عليه:
-هيييه وايش اقول ياقياتي، هي البنت حانيه ظهري وواجعه قلبي، كانت مالكه الكون وقت كان راهنها سالم، كان يراعيها بمي عينه بس هي تبطرت عليه وقلبها رف للغريب اللي مو من مجاويزنا.
- عقاب تقصد؟ بس انت تحب عقاب والشيخ منصور رحمة الله عليه ماكان يحب حد مثله، اقول ليش ما...
وقبل ان يُكمل قاطعه قصير بإشارة من يده وهدرة قوية:
-إذا تميتها مااقول إلا عليه العوض فيك.. يعني انت جاي وجايب بناتك لجل لايختلط دمنا بالغريب وتريدني أسويها انا؟
أهون علي أطمها تحت الرمال ولا اسويها واكون الشيخ الي خالف الاعراف وطغى عالعادات.
- هدي حالك ياقصير الكلام اخذ وعطا وانا بس كنت أريد القالك حل، تريد الصدق انا لبنيه مأثره بي، لأني اعرف العشق مو باليد ياخوي.
- قياتي اقول انت لزوم تترك القبيلة وترد ليبيا بأقرب وقت، انت خطر عالقبيلة وصرت عار يمشي على رجول، هيا اغروب عن وجهي الحضر قلب موازين مخك وسواك مايع وتحكي بالعشق والشويق!
ضحك قياتي ووقف ينظر لقصير الذي تحرك مبتعداً عنه، ثم عاد لخيمته يجلس مع زوجته قليلاً قبل أن يرتب لسفره.
اما في مكان آخر:
- نوف يانوف.. نوف انتظري.
-ايش تريد؟
- أ انا هلال ولد الشيخ قصير ماعرفتيني؟
- اعرفك كيف مااعرفك.
- ودريتي اني رهنتك ولا بعده عمي قياتي ماقال لك؟
- دريت.
- وايش رأيك؟
- رايي بيش، ليش انتوا تتركون مجال للبنت تقول رأيها؟ ولا البنت لها رأي من الأساس بقوانين الغابه التتزوجون وتعيشون بيها؟
-قوانين غابة ايش، نوف الله يهديك انا ماأفهم الحكي الوعر واريدك تفهميني شوي شوي.. أنا الحين شايفك مزعوجه مني وماطايقه تحكي معي، واريد اعرف السبب، أنت ماتريديني يعني؟
- تفرق؟
-اكيد تفرق.
-تفرق بيش.
- تفرق باني أسوي مجهود زياده لترضين وتكوني هانيه وفرحانه وترضين بي وعني.. انت تعرفين اننا مانقول حلو الكلام بس نفعل أفعال، وانا من اليوم أعاهدك ماتشوفين مني إلا اليسرك، بس اريد اعرف انت ايش تحبين وايش تكرهين، إيش يفرحك وأيش يزعلك.
- اكتر شي اكرهه بالدنيا عيشة القبايل واعرافها وناسها وتفكيرهم، وأموت ولا أسكنها.
- لكن إذا تزوجنا وين تسكنين؟
-ماادري، انا انتظر معجزه من ربي، واذا كان زواجنا محتوم إنسى إني أسكن خيمة وافيق الصبح احلب غنم واطبخ على هاد الشو يسمونه واملا المي من البير.
- اسويلك بنايه متل بناية عقاب وما انقص عليكي شي.
- ووين راح تبني البنايه، انا مو هليت كلامي بأني اكره القبايل وعيشتها؟
- حيرتيني معك يانوف، يعني إيش تريدين الحين؟
- اريدك تفك نهوتك عني ياهلال.. أقول ليش ماتاخد عفراء؛ هي تحب حياة القبايل وتشوف متعه في العيشه هين، خدها وتصير الشيخ وهي الشيخه، والله عفراء تفرح فرحة عمرها وتشيلك انت والقبيلة كلها فوق راسها.
- بس العين وماهوت يابنت العم، وانا عفراء ماشفتها لي حرمه، أنا من اول ماطاحت عيني عليك شفتك راعية خيمتي وأم وليداتي.
- اهووو يقولي راعية خيمتي..
ياااخ اكره لخيام ماتجيب طاريها، اقولك روح ياهلال شوف وين كنت رايح وكمل طريقك.
- ماكنت رايح مكان، انا كنت ادور عليك وجاي لك مخصوص حتى احكي معك.
- وحكيت.. وانا بعد حكيت العندي.
- طيب اقول تعي معي للوادي نقنصوا ، راح اعلمك القنص واليوم تاكلي من صيد يدك لحم طازج.
نظرت له عفراء بإشمئزاز وردت وهي تواجه شعور شديد بالغثيان:
- ويزعل وقت أقول قوانين الغابه! انت ليش ما تخاف الله، إيش تحس وانت تقنص أرنب كل ذنبه انه طلع من جحره يدور طعام فيصير هو طعام، ماسألت حالك الارنب القتلته مات جوعان ولا عطشان، كان يدور شربة مي مثلاً ونهيت عمره قبل مايشربها، مايصعب عليك غزال صغير شرد من أمه يدور العشب وقبل لا ياكل ولا يشبع فاضت روحه بسببك،
والعشيه تلتفون حول هالمساكين تشوون وتاكلون لحمهم، إيش تفرقون عن الضباع والوحوش قول لي.. عرفت انا من ايش اكره القبايل وأسلوب حياة اهلها.
صمت هلال قليلاً لا يستطيع إستيعاب كل هذه التهم التي قذفته بها، فرد عليها بتيه:
- بس الصيد والقنص حلال يانوف، ليش انت تشوفينها جريمة؟!
- بس مو كل الحلال محبوب ياهلال.
ربك احل اشياء كثيره بس مايسويها إلا المضطر، حللها لتكون سبب بنجاة إنسان أذا ضاقت بوجهه كل السُبل.
-اقول كلامك وعر وماافهم عليك تزيدين الغاز؟ يعني تقصدين تطلعيني ماافهم الحكي.
- وهاد ثاني اكبر شي ياهلال، أنت مو متعلم وانا متعلمه وعقولنا ماتوالم بعضها وماراح تفهم علي.
- من قال إني مو متعلم.. انا متعلم واعرف اقرأ واكتب وأحسب، بس مو هاداك العلام التاخذونه بالكتب وتحفظونه،
انا بوي قدملي بمدرسة الحضر بس ماداومت، جابلي مدرس هين بالقبيلة علمنا انا وباقي الوليدات القرايه والكتابه والحساب وبطلت امشي للمدرسه، بس ماتحسبيني على الجاهلين.
-لا ياهلال هاد مايناسبني، الدارسه ماتاخذ إلا دارس، وانت إذا كنت مشيت المدارس كان عرفت انا ايش أقصد.. ياابن الحلال انا وانت مشروع زواج فاشل.
- لا مو فاشل، انا بسوي كل شي يطلع بيدي لجل ينجح المشروع، وغدوه لتشوفين ايش راح يسوي هلال.. والحين اتركينا من القنص والصيد طلعنا ماعندنا قلب ولا رحمة إذا صدنا، تعال نتمشى بالخيل للوادي واوريك جمال الطبيعة والبراح الماشفتينه بعمرك.
- مااريد وما احب البراح.
- يابنت ايش تقولين انت! فيه حد مايحب البراح؟ لتكوني طير من اليحبسونه بالاقفاص وصار مايعرف الحريه!
- اي انا طير اقفاص،وانت طير براح، وكل واحد على حسب ماتربى، يلا طير انت وأشقي بروحك واتركني بقفصي انا هيك مرتاحه.
انهت كلماتها ثم انطلقت مبتعدة عنه ووقف هو يراقبها ويهتف لنفسه:
- عنيده يابت عمي وراسك يابس، بس ورب الحلا اللي شايلتيه لأكون كسار هالراس واخليك تحلفين بحياة هلال وماتطيقي تتنفسي الهوا إلا لو قاسمك فيه.
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية