رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 20 - السبت 5/10/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل العشرون
تم النشر يوم السبت
5/10/2024
❈-❈-❈
عقاب ٥٦
فض قصير التجمهر ثم نظر لرجوه شرزاً وأشار لآدم وأخذه وابتعد، وحين اصبحا بعيدين المسافة الكافية قال له:
- ياعقاب انا ماعارف ايش اقول، ادري انك انحطيت بموقف صعب بس هي رجوه وهي تصرفاتها، واتمني ماتطول مدة الأدب ولو اني أشك انك تقدر تسوي بأمرها شي، رجوه وحده الكل غاسل يده منها ومامنها نفع.
- صار خير ياعمي، مو هي البدت ونهت علي وحطتني بألامر الواقع تتحمل، هي كل ظنها اني متل سالم والكان يجرى عليه يجرى علي، بس وربي لأدفعها الطاق طاقين.
اما عند رجوه..
عوالي:
-يارجوه تعال لخيمتي اريدك
-ابشري ياعمه امشي وانا معاك.
وصلا الخيمة ودخلت رجوه وهي تشعر بالأمان، وما إن خلعت عوالي نعليها ووشاحها حتي هجمت على رجوه قيدتها وقالت لمايزه:
-مايزه أمشي هاتيلي ماعون جمر وحطي به سكين؛ اليوم الا لأكويها الفانص بلسانها واخليها ماتعرف تحكي للعام القادم.
رجوه:
-ليش ياعمه انا ايش سويت؟
-وتسألين ياعديمة الحيا يالمامرت عليك المستحى، تقفين بنص القبيلة وتنهي على شب ولجل مي وجه ابوك تخليني أكذب؟
ولك انا بهالعمر اللي أجمع به الحسنه فوق الحسنه لجل اقابل ربي بيهن تخسريني حسناتي وتحمليني ذنوب؟ انا اقف وسط رجال بشناب يحط عليها الصقر وأكذب عليهم؟ اليوم ماتحوشني عنك ولا المعجزات يارجوه.. امشي يامايزه ماتتلكأي وإلا كويتك معها.
مايزه :
-تم تم ياشيخه،الحين بروح.
غادرت مايزه وظلت عوالي مقيدة لرجوه، ورجوه صامتة تماماً، سارحة ومبتسمة وكأن عوالي كانت تتحدث مع غيرها!
وسرعان ماعادت مايزه، وأجلستا رجوه، والغريب أنها لم تجد منها أية مقاومة!
ثم كشفت فخذها وأمسكت السكين وقربته منها فلم تجدها إلا مستسلمة وعلى نفس إبتسامتها وبلادتها! فألصقت عوالي السكين بفخذها، فلا صرخت ولا هللت، بل اغمضت عينيها مبتسمة، فهدرت بها عوالي:
-إيش فيك تتبسمين ماعدتي تشعري بالألم؟ ماعاد عندك إحساس، مات كل شي فيك متل مامات حيائك؟
ردت عليها رجوه بهدوء:
-لا مامات، وحسيت بالكي وشاغت روحي بعد، بس قولت لحالي هالكي ثمن زواجي من عقاب وماابخثه من ثمن.
زيدي الكي وحمي السكين أكثر والله لاجله الجحيم اتحمل مو بس كي.
همت عوالي ان تعيد الكرة فأمسكت مايزه يدها وقالت:
-كافي ياشيخه البنت جسمها تشوه وماعاد فيه شوفه، غدوه وقت تكشفه لزوجها إيش يشوف منها غير الندوب؟
-هي التجيب الوجيج لروحها، لو تقعد راحه مايجرا عليها شي.
رجوه:
-اتركيها يامايزه، اتركيها تزيد وتعيد وتكوي وتشوه، إذا روحي شوهوها مايشوهون جسدي؟
زيدي ياعمتي وحمي سكينك زين واغرزيها بلحمي وشمي ريحة لحمي المحروق وتكيفي.. لا وتقولين مااريد ذنوب واجمع الحسنات!
باي دين شفتي التعذيب بالنار حلال حتى تطبقيه على الناس، اي مله حللت لك هاي القسوة وايش أوحالك إن ماعليها حساب من رب العالمين؟ مامر عليك إن مايعذب بالنار إلا رب النار؟
رمت عوالي السكينه من يدها وأمسكت رجوه من ذراعها وجذبتها نحو باب الخيمة ورمتها خارجها وهي تقول لها:
-اغربي عن وجهي ياشجرة الحنظل يابلوة هي القبيلة وبلوة حياتي بعد، لا تخليني اشوف وجهك ولو صدفه يارجوه والله اني كرهتك بعد ماكنت انحبك ونشفق عليك.
رجوه:
-هاد الطبيعي، انا ماحد يحبني وهيك احسن لي حتى مااعمل حساب لمحبة حد، ولا اقف عنده واقول لجل فلان مااسوي هيك. اكرهوني لجل تقووني اكثر وماانكسر بمحبتكم.
قالتها وإنطلقت مبتعدة وهي تقاوم البكاء من ألم الكي الذي شعرت به كله الآن، وخاصة كلما تحرك ثوبها فوقه ولامسه تشعر بألم أكبر، وصلت خيمتها وظنت بأن لحظة إطلاق الآهات والإستسلام لألم حانت، ولكنها توقفت على صوته خلفها يقول:
-إمبارك عليك عقاب يارجوه، والله عشقتي ونولتي يابختك.
إستدارت ونظرت إليه وتطلعت بوجهه قليلاً ثم قالت بصوت مختنق:
-أنت العلمتني ياسالم، انت العلمتني آخد من الدنيا اللي اريده بذراعي، مو انت الكنت تقول لي ماتنتظري من حد شي والتريديه مدي يدك وخذيه، مدي يدك عالاحلام وحققيها مدي يدك على السعادة واقنصيها ومدي يدك بجيبي وقت تعوزي قروش وخذي ماتسأليني.
مو انت الخليت يدي طويله تطول اي شي، مو انت العلمتني القنص ياسالم، ليش جاي اليوم تلوم علي؟
-لا يارجوه ماجيتك لايم، انا جيت ابارك لك وابارك لروحي قبلك لاني اشوف نتيجة علامي فيك، وكيف صرتي قناصة مافي منك، واول التصويب صوبتي على قلبي، ومن بعدها جبتي احلامك تحت رجليك كل حلم بسهم واحد.
-الدنيا ماتنعاش غير هيك، ماتنعاش غير بأنانيه وطمع، هاد درس اريدك تتعلمه مني متل ماتعلمت منك وااجد دروس.
- ومنك نستفيد يابت عمي.
صمتت وصمت هو وعيناهم تتحدث، فقاطع الصمت سالم وقال لها:
- اشوف بعيونك واجد حكي وانا عهدي بك ماتكتمين، ومو معقول الطبع يتغير.
- لا ماتغير، بس ادري كلامي لك ماراح تفهمه ولا تعترف به.
-جربي ماخسرانه شي.
- اقول ياسالم.. تعال وتخيل معي إذا انت مو بحياتي من البداية، إذا ماخذتني وعلمتني كل شي ومادللتني ولا عشقتني ونهيت علي، إيش كان راح يصير؟
-ماادري.
-انا انقولك ياسالم.. ماكنت عرفت التمرد ولا إقتربت من عقاب ولا رحت الحضر وشفت عيشة اهله ولا كنت حبيته.. كنت تكيفت مع حياتي وصار علي اليصير على كل بنيات القبيلة،
كنت عشت حياة طبيعية عادية وماكانت روحي اتملت حروق متل ماجسدي انملا كي.. انا كل ألم شفته ياسالم انت سببه، ولو وازينا بين الألم الشفته بسببك والدلال الشفته منك اشوف الالم يزيد اضعاف.
- اي يارجوه انا سبب كل شي.
اصلاً مافي فايده، انا السيئ بكل رواياتك، وانا الظالم وانا الجلاد، وانا سبب دمارك، اصلاً على من بترمي إن ماانرمى على سالم؟
بس تعرفي.. والله يستحق سويلم.. يستحق وايش ماسويتي به قليل عليه.. روحي يارجوه وعيشي حياتك ولآخر العمر ضلي ارمي اللوم علي،
كل ماتعثرتي بحجر وطحتي قولي سالم السبب، كل ما حدا آذاك قولي هاد الأذى من سالم.
-وليش تزعل من الحق؟
- لا ماازعل من الحق ولا من اللي تظن انها تقول الحق، انا زعلي من نفسي اكثر شي، زعلان مني لأني عطيت وما حسبت العطا يعود علي بالوجع.
-اهوووو كل مافتحت فمك تقول عطيت وعطيت، ياخ سئمت من مذلتك الماتنتهي، جزعت روحي من معروفك التحسب روحك لافه حول رقبتي وكنت تريد تجرني به خلفك متل البهيمة،
اي جبتلي حلا وجبتلي ملابس وجبت لي واااجد اشيا، بس مو معناها اني اصير لك جاريه ياسالم.
- انا مااقصد بالعطى شي من كل الذكرتيه يارجوه، انا اقصد شي وانت فهمتي شي، وماراح اتعب روحي معك بالتفسير، إذا مانفهمت لحالها وانحست مابتوصل.
كادت ان ترد عليه ولكن قاطعه صوت آدم من خلفه يقول:
-اقول ايش واقف تسوي مع شجرة الحنظل حقي ياسالم؟
-.ولا شي ياخوي جيت اباركلها واتمنالها ايام حلوة تشوفها معك.
-والله ماأظن راح تشوف معي إلا أيام بلون الغرابيب السود.. وأول الشوف انا اشتريت الحين قطيع هوايش ١٠٠ راس وماحد راح يرعاهم غير مرتي المستقبلية.
من الحين كل يوم تاخذيهم وتطلعي للوادي ماتردي إلا وقت الغروب، وإذا شردت منك نعجه تحسبين روحك بدالها واذبحك واحطك بالسيخ واشويك وآكلك، وبنهاية اليوم تحلبيهن كلهن وألبانهم تبيعيها وتشيلي لي قروشهم معك، اريد وقت ارد من الحضر اشوف إيش سويتي بالأمانه الحملتهالك.
رجوه:
-هاد تأديب ولا تعذيب ولا إيش ياعقاب؟
-هاد تحسبيه متل ماتحسبيه يابلوه.
سالم:
-ياعقاب شوي شوي مو هيك، كيف ترعى ١٠٠ راس غنم وتحلبهن لحالها؟
-ايش ياسالم تقصد بقولك، تريد مرتي تقول عليك بك حِن عليها اكثر مني ولا ايش؟ اسمع انت مالك علاقة بأي شي واظن انا نبهتك ولا نسيت؟
وهنا أكملت رجوه:
-اي ياسالم انت ماتتدخل واليقوله زوجي سيف على هالرقبه وتنفيذه واجب علي، ومو بس لو اشقى، لو اموت انفذه.
نظر عقاب لسالم وقال له بحزم:
-تريد بعد ياسالم ولا اكتفيت؟
سالم:
-لا ياخوي اكتفيت، سوي بيها اليرضيك وانا لو شفتك حاططها بين شقين رحى وتطحن بعظامها والله مااطلبلها الرحمة.. من رخصتك ياخوي
-مرخوص ياقلب اخوك.. الله معك.
غادر سالم وابتعد، فإستدار آدم ونظر لها وقد تلونت عيناه بلون الدم وبكل غضبه رفع كف يده وهوى بها فوق وجهها أسقطها أرضاً، ثم أمال بجزعه عليها وهمس لها وهو يصك على اسنانه:
-هي مباركتي لك بعد السويتيه وتقدير قليل مني لجهودك المبذوله.. أنا تنهين علي وسط القبيلة كلها وتحطيني قدام الأمر الواقع؟
وربي وما أعبد يارجوه من الحين لأكرهك الساعة الفكرتي فيها بي زوج لك وراعي بيت،
واريد اقولك شي تحطيه حلق بأذانك، انا مو سالم.. عهد سالم ولى وبدأ عهد عقاب اللي راح يسلب راحتك يافانص يالماتعرفي عن الحيا شي.
غدوه من غبشة الصبح تروحي لبرقي وتستلمي منه ١٠٠ راس غنم وتطلعي بهم للوادي وماتردي بهم إلا وبطونهم معبايه.
انهى كلماته وتحرك من امامها مبتعداً فجلست معتدلة وهي لا تعلم مم تتألم أكثر، من كي النار أم من ضربته التي كادت تكسر فكها، أم من قسوته عليها، أم من قلبها المتمسك به رغم كل هذا؟
قامت ودخلت الخيمة وتسطحت فوق فراشها واغمضت عينيها وتبسمت، فبرغم كل الألم الا انها سعيدة وتشعر بنشوى عارمة!
أما آدم فذهب لرابح وجلس بجواره واخذ يتأفف، فما رأى من رابح سوى الصمت، فصرخ به قائلاً:
-ياخ سل ايش بي، فتشني واعرف ايش حارقني ويخليني اتأفف حدك!
- ليش هو انا مااعرف إيش بك يعني، الله يكون بعونك والله.
- بس هيك؟
-لكن إيش اسويلك انا وايش بيدي عليك؟
- يعني هي الفانص تحكم علي وتلبسني ربطة راس متل نساء القبيلة وتنهي علي وتريدني اسكت؟
- لا تسكت.. اذبحها وماحد راح يلوم عليك، وعمك قصير مو بعيده يعطيك نصف امواله جايزه.
-تمزح انت صح.. وقت مزح هاد يعني يارابح؟
-وربي ماامزح، بس رجوه ماعاد ينفع معها إلا الطم تحت التراب، انت حكيت انك تقدر تغيرها وهي فرصتك واخذتها وهي بروحها عطتهالك، الساحة قدامك والعدو فيها، هيا انزل ونازل.
- اي بس الطريقة يارابح وااجد صعبه ومامتقبلها.
-زيد عليها بالعقاب وكتر من التاديب وكل شي بحسابه.
-مامحتاج وصايا، انا من غلبي راح اتفنن بتأديبها.
- بس شوي شوي على سالم، انا وانت ندري انك وقت تعذبها تلتين العذاب ينزل على سالم قبلها.
- لا ماينزل سالم كرهها.
-. والله سالم مايكره رجوه ولو شافها تسل خنجر وتضربه بنص قلبه.
-زين يتحمل.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية