-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 26 - الأحد 13/10/2024

  

قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل السادس والعشرون

تم النشر يوم الأحد

 13/10/2024



عقاب ٦٢


عوالى بغضب:

--إيش هي النبرة التتكلمين بها ياخوله؟ من متى وبين أهل القبيلة هالشي، من متى ونحن نفرق، ليش ترمين الناس بالباطل بدون دليل؟ 


-ماارمي حد بالباطل، انظري لروحك إذا نزلتي الحضر تجيبين الأساور الحلوة والملابس الغاليات ودهن الوجه اليخلي الوجه مرايه بنور والعطور الفواحه بس لمعزوزه وحريم قياتي، وإذا حد سألك منها تقولين جبتها بالطلب، وكأن مو من حق حد غيرهم يصير متلهم. 

- ماكنت اعرفك غيوره حقوده ياخوله؟! ليش ماكنتي تطلبين، جربتي يوم وطلبتي شي وأنا ماجبته لك؟ 

-مو حقوده بس أي غيوره وكنت أتمنى ألبس مثلهم واتزين بنفس زينتهم بس إنت ماترضين بالزين إلا لهم لجل يكونوا مختلفين عن الكل والكل يشوفهم أحسن وأجمل. 


- كله بقروشهم انا ماجبت شي لحد من عندي، هما الكانوا يقولولي إيش يريدون ويعطوني قروشه وانا اجيب. 

- والمايعرف إيش ينجاب مايحظى بشي؟ معنا قروش وكنا راح نعطي بس أنت الما تسألين. 

صمتت عوالي قليلاً وهى ترى خوله بهذه الثورة، وتسائلت..

 كيف لها ان تغفل عن مثل هذا الشيء، كيف لها ان تتجاهل غيرة النساء من بعضهن وتأتي بالنفيس للبعض في حين أخريات يتمنين ولا يطلن؟ 

فأخذت نفساً عميقاً وردت على خوله بهدوء:

- معك كل الحق ياخوله،هي المره الثانيه التنبهيني لشي كبير كنت غافله عنه، روحي ياخوله وموعد عرسك ماراح يتأجل، الحين ادز على سعود واتفق معه على كل شي وارسل معاه الشباب للحضر يشترون له كل اللازم؛ لأن سعود مايعرف لحاله، 

وأنت بعد لكِ عندي أشيا واجد جميله متل اليستعملنها حريم قياتي وبناتهن. 

-ممنونتك ياشيخة بتثبيت موعد العرس، بس من رخصتج انا ماانريد شي ولا راح نآخذ شي، اليجي بعد طلب إسمه إستجداء وانا مانستجدي، 

رجوه علمتني إن الما لي مانطلبه ولا حتى بالعشم لأنه مايجى إلا ووراه مذله.. وأنا شبعت مذله من الكل. 

أنهت كلماتها وغادرت خيمة عوالي وتوجهت لخيمة سعود.. نادت فخرج هو، 

وبمجرد إن رأها إرتبك ولم يعلم ماذا يفعل أو ماذا يقول، فوقف صامتاً فاردفت هي:

- ياسعود الشيخه عوالي الحين راح تدز عليك وترسل معك شباب للحضر لحتى تشتري اغراض الخيمة، ماتقول إلا تم وتروح من خشم مصكر، لا تهتم لكلام حد وان القبيلة مشغولة بغياب عقاب، الغايب بكره يرد والمارد ماتوقف دنيتنا لجله، إذا أنت الغايب كان عقاب دفنك ورجع على عرسه ماحزن طرفة عين. 

-إيش تقولين ياخوله، بس هاد اسمو عدم تقدير وعدم إحساس. 

- إي انا ماأحس ولا أقدر، وأنت متلي أريدك، بلا إحساس لأن اليحس مايجني من ورا إحساسه غير الخيبات..

 وياإبن الحلال نحن الحين على البر ومانزلنا المي، وأنا اريد أقولك كلمتين إذا عجبوك كمل ماعجبوك تراجع لأن هاد راح يكون تعاملي مع الجميع وأنت أولهم:

(العين بالعين والسن بالسن والحِن بالحِن والبادي بالقسوة يتحمل القسوة.) 

-هبااا هباااا ياخوله هدي شوي، إيش جرا لكل هالشي؟ 

- ماجرا شي، أنا قولت العندي وانت مخير، وحط قبال عينك مو خوله التاخدها وتعذبها بثقل أو تقصير، ولا خوله التروح تتزوج عليها وهي تسكت وترضى، خوله تذبح وتطم وماتعرِف الدبان الأزرق طريق ذبيحتها. 

أنهت كلماتها وإبتعدت بخطوات واسعة ووقف سعود يراقبها ثم تبسم وأردف معقباً:

-يبه ذيبه والله وتعرفين تجيبين حقك بلسانك قبل يدك، لا والله لآخذك وأنا وأنت والأيام طوال ياخوله. 

هم ان يعود للخيمة ولكن أوقفه إحدي صغار القبيلة وهو يقول له:

-عم سعود ياعم سعود، الشيخه عوالي تريدك بخيمتها الحين. 

توجه سعود لخيمة عوالي وإستأذن ودخل، كانت جالسة وأمامها صندوق عاجي تقلب فيه، وبعد برهة أخرجت منه بعض الحُلي ومدتهم لسعود قائلة:

-هاك ياسعود خذ مني، هادول هديتك لخوله تعطيهم لها بيوم العرس مو قبل. وبخيمتك تلبسهملها بيدك؛ حتى تطوق رقبتها ويديها بجودك وماتشوفك قليل. 

والحين تمشي للشيخ قصير هو عنده علم وبيعطيك قروش ويأمر الواعي من الشباب يروح معك تشتري اغراض عرسك، لا تسترخص شي وتتناصح وتوفر خوله ماترضى بالقليل وتبلعك متل حيه جوعانه شافت فار. 

أومأ لها سعود بالموافقة وهم بالرحيل، فأوقفته قائلة:

-اقول ياسعود، بالحضر أسمع أن به حمامات عرس للرجال أو ماادري ايش، يدخلونها شي ويطلعون منها شي ثاني، خلي الشباب ياخذونك لواحد منهم وسلم روحك لأصحابه يشيلون من عليك وصخ الاغنام وتراب الصحاري ويجلون رجليك،


 وماتنسى تجيبلك زوزين نعال جداد وكم قطعة ملابس داخليه وخارجيه وزجاجة مسك او عود أو أي عطر يغير ريحتك وخلي الشباب يساعدونك بالاختيار. 

أومأ لها مرة أخرى وهو يتبسم حتى ظهرت نواجزه، وغادر الخيمة مسرعاً، وكم أخذها العجب حين لم يعقب على شيء، أو حتى يذكر عقاب بكلمة تحفظ ماء وجهه أمامها وتُشعرها بأنه يهتم لأمره! 

ولكن يبدو أنه مثل خوله تماماً لا يهتم إلا لنفسه، أو ربما هذه قناعة خوله ونقلتها له، فعوالي فهمت أن خوله نوعها ممن لا يسمح لأحد بمعارضة مصالحها أيًا كان. 


أما في النيابه.. 

- دلوقتي ياياسين إنت متهم بخطف المدعوه حياة مبارك عبد العزيز وفيه كاميرات صورتك وشهود عيان على الوقعه إيه أقوالك؟ 

- اقوالي إني مخطفتش حد، انا صحيح ارغمتها تركب العربيه بتاعتي بس مكنش غرضي الخطف، كنت عايز اتكلم معاها فموضوع وهي رافضه ومكنش قدامي غير كده، ودا كل اللي حصل ومش هتكلم ولا اقول حاجه تانيه إلا في حضور المحامي بتاعي. 

انهى ياسين جملته وطُرق الباب، ودخل منه الصول، وبعد ان ادى التحية أخبر وكيل النيابه بأن محامي المدعو ياسين قد حضر، فأمر الضابط بإدخاله، وعاود إستجواب المتهم في حضور المحامي، وبعد التحقيق أمر الضابط بحبس ياسين يومين على ذمة التحقيق، 

وبعدها تلقى وكيل النيابة مهاتفة تخبره بأن هناك جديد في قضية ياسين، وأن شرطة الميناء ضبطت كمية من الأسلحة لا بأس بها مخبأة فى شحنته القادمة من قبرص، وأن الشحنة بكاملها قد صُودرت وتم التحفظ عليها وهذه قضية أخرى. 


أما فى مكان آخر... 


يلا يبني إركب بسرعه معايا فركة أفغاني هتظبط دماغك لشهرين قدام، ومعاها قزازة نبيت أبيض من اللي وصى عليها لقمان. 

- ياعم انت حرام عليك هو لقمان وصى بالنبيت برضو؟ 

أجابه الآخر الجالس بجانب السائق في مقدمة السيارة:

- ياعم اركب بس ومتمسكش في الكلمة.. 

ركب الشاب السيارة مع صديقيه وتحرك بها سائقها وتوقف في مكان بعيد ونائي وبه مبنى واحد ضخم من هيئته يبدوا أنه مصنع مهجور، فنزل ثلاثتهم ودلفوا للداخل، وبمجرد دخولهم شموا رائحة كريهة جعلتهم يعودون للخلف وصاح احدهم:

-اووع إيه الريحه دي، إيه ياعم المكان المعفن اللي جايبنا فيه ده؟ 

-يابني تلاقيه حيوان مات جوا المصنع ولا حاجه، إحنا هندخل ونطلع نقعد على السطح نطفح اللي معانا وننزل، وكمان محضرلكم مفاجإة، هكلم البت اياها صوت وصوره ومش خساره فيكم اللي هتشوفوه معايا، انا دافعلها متقلقوش وهننبسط. 


نظر الأثنين لبعضهم، وسبقهم صاحب السيارة للداخل وتبعاه، وجدوا السلم وصعد اثنين والاخير أخذ يتلفت حوله ويتفقد المكان وهو يسد أنفه، وصرخ وتراجع للخلف وهو ينظر فى إحدى الزوايا.. 

كان حوض مليئ بأشياء كثيرة وقديمه، وقد ظهرت من إحدى زواياه أصابع بشرية ، إصبعها البنصر به خاتم أنثوي، فأشار لأصحابه نحوها قبل أن يهرب للخارج، فتبعوه جرياً وقد عرفوا أن مصدر الرائحة إنسان وليس حيوان، 

غادروا المكان سريعاً وقد ارعبهم ما رأوا، وقرر أحدهم الإبلاغ من إحدى الكبائن الموجودة بالشارع.. وماهى إلا ساعة وكان المصنع يعج بالشرطة وتم نقل الجثة للمشرحة لتشريحها ومعرفة هويتها.


اما عند سالم وآدم.. 

سالم:

- تقدر تمشي ياعقاب ولا نبقى بالمشفي اليوم لحين نطمئن عليك وتصير أحسن؟ 

رد عليه وهو يحاول أن يرتدي سترته، فأسرع سالم يساعده:

-لا مااريد ابقى مااحب ارقد بالمشافي، وبعدين انا صرت تمام، هي باروده ماتأثر، والوجع شبينا عليه وأصبح شي عادي. 

- زين.. الحين تروح عالقبيلة ولا راح تضل هين ولا إيش؟ 

-لا ماراح اروح عالقبيلة قبل مااصفى كل شي هين، الشركة والاصول وكل شي ماأبقى إلا القصر. 

- خلص انا معك لحين تفض كل شي. 

- لا إنت توصلني لأي فندق ويكون صغير ومامعروف، أو تأجرلي شقة لمدة شهر ببطاقتك واسمك وترد للقبيلة وتاخذ من الشباب اذكاهم وتروح توضبلي طابق من طوابق المبني الشتريته من عمك قياتي وتخليه ينفع مقر شركة، وتجهزه على أعلى مستوى، وانا بس تعطيني التمام بنقل كل موظفين الشركة، اليرضى منهم يعنى، ونبدأ على بركة الله. 

- الله ييسر الأمور، بس انا ماراح أنأمن عليك تقعد لحالك ياعقاب، لزوم يكون معاك حد يدير باله عليك ويحرسك. 

- لا ياسالم، الحراسه وكثرة الناس تلفت الأنظار.. وأنا مااريد حد ينتبه لي،انا مع حالي انخلص كل شي، بس أول شغله تروح القصر تجيبلي اللابتوب وكم غرض وبعدها تروح عالقسم تخلي رجالنا يخلصولي السيارة وتاخذها ترد بها للقبيلة وتخليها هناك. 

-وانت بيش تتحرك؟ 

- انا بتصرف لا تشيل همي، هيا تحرك الوقت يمر وأنا مااريد اضيع وقت.. اقول ماحد من رجالنا كلمك وقالك شي بخصوص ياسين؟ 

-لا ماحد كلمني. 

-غريبه مع إن رقمك عندهم وقلتلهم لو مارديت كلموا سالم، ومو معقول للحين ماتم شي! 

- إنتهى من جملته فكان هاتف سالم يصدح معلناً عن إتصال، ولما نظر للرقم تبسم وقال:

- أبشر الخبر وصل. 

رد على الهاتف وزادت إبتسامته ونظر لآدم وردد:

- يعني ياسين لبس تهمة السلاح، بالمبارك عليه. 

أنهى المكالمة ونظر لآدم الذي قال له:

-زين، خلي يستمتع بالسجن شوي لبين مااشوفله شغله تخليه يتختخ بالحبوس ويتمني يشوف البراح مايطوله. 

- اقول إنخلص عليه ونرتاح ياخوي. 

- لا ياسالم الموت راحه وانا قلتلك قبل مااريد ياسين يرتاح. 


أنهى كلماته وعاد هاتف سالم يصدح بإتصال جديد، وهذه المرة كان محمود، فأعطى سالم الهاتف لآدم كي يرد عليه:

- اي يبه إيش اخبارك الحين واخبار أمي؟

-إحنا بخير طول ماانت بخير يابني. 


صمت قليلاً فعلم آدم أن هناك مايريد قوله فشجعه قائلاً:

-هات العندك يابوي والف مره قولتلك لا تتردد وقت تريد تقولي اي شي. 

- والله ياآدم يبني انا ماعارف اقولك إيه، بس انا غصب عني، أنا واخد عهد على روحي وبتعذب بيه. 

أنا عرفت اللي حصل لياسين وطالب منك تبعت حد ياخد باله من عمك وتسأل على بنت عمك ومتسيبهاش لكلاب السكك تنهش فيها.. دي مهما كان لحمنا ياحبيبي، ولو قدرت تجيبها تعيش معانا هنا هاتها، كارمن لسه صغيره ومتعرفش تحمي نفسها ومتستاهلش تضيع، وملهاش ذنب فحاجه. 


تنهد آدم ورد عليه:

-. والله قلبك الرجيج هاد الضيعنا أول وتالي وما أدري إذا  من حسن حظي ولا من سوئه إني ورثته منك،


 انا بالأساس كنت ناوي أبعث سالم لكارمن قبل مايرد للقبيلة، وفكرت إنه ياخذها معه بالفعل، بس صراحةً مافكرت بعمي ولا جه ببالي. 


- معلش يبني، دول قدرنا ولازم نتحمله للنهاية. 

-أبشر ياابو آدم، مايصير إلا البخاطرك والتريده، لجل عين تكرم  مدينه. 

انهي المكالمة وغادر المشفى مع سالم، وأوصاه بكل ماطلبه منه أبيه، ونزل في فندق صغير حتى يُكمل كل ماخطط له.


وبعد ثلاثة ايام... 

سالم:

-هاه ياعقاب خلصت كل شي ولا لسه فاضل شي بعد؟ 

-مو فاضل كثير ياسالم، أروح الشهر العقاري غدوه مع المشترين ونوثق العقود واستلم آخر دفعة من القروش وبأول سيارة تلاقيني بالقبيلة عندكم.. يعني شغلة يومين ثلاثه. 


- يصير خير. 

- قولي ماعرفوا رجالنا شي عن كارمن؟ 

-أخر شي يقولون كانت عند صديقتها وأخذها ياسين ومن بعدها ماردت لا عند صديقتها ولا لسكنها. 

- أنا حاسس إن فيه شي مو مظبوط بخصوص مسألة إختفائها، وقلبي وعقلي يقولون إن ياسين سوى فيها شي. 

- مو بعيده عليه، يمكن شافها عقبة بطريقه او خاف تورث شي من الماعنده وحب أنه يريح أموره كلها، أصلاً واحد تربى على إن الأخ يقتل أخوه إيش تنتظر  منه؟ 

-خلاص الحين نوجه البحث لطريق ثاني، ندور بالمشافي وبين الأموات المالهم هوية. 

-يارب نلاقوها من ضمنهم وينقطع السلسال والنسل كِله. 

- ياااخ حرام عليك إيش سوتلك هي المسكينه؟ 

- لا بعدها ماسوت شي، تسمك او تعطيك باروده بنص قلبك وقتها بس تقول سوت مو هيك؟ 

اطلع اطلع فوت قدامي وصكر فمك ماتفتحه ولا تنطق واتركنى ادعى باليريحني. 

- سكتنا. 


أما في القبيلة في هذه الأثناء:

- ياناس حد يبرد نار قليبي والله حرام، حرام يالمتخافون الله، احس انكم مرتاحين واجد بس ليش ماتريحوني معكم، حتى ابوه وأمه ياكلون ويعبوا بطونهم وماهاممهم شي..لا والله الكل يعرف الما أعرفه وإذا كنت من ضمنهم يامعزوزه يكون آخر البيني وبينك.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة