رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 28 - الأربعاء 16/10/2024
قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثامن والعشرون
تم النشر يوم الأربعاء
16/10/2024
٦٤عقاب
عادت العنود لمبنى آدم وهي تشعر بإنتصار ظنته مستحيل، فهي الآن فقط خطت أولى خطواتها داخل سراديب عقل رجوه وقريباً ستكتشف كل المخارج كما نجحت في العثور على المداخل.
جلست ترتب أفكارها ومن أين ستبدأ، ففكرت فى التقرب لرجوه بطريقة مختلفة وقررت أن تعد لها نوعاً جديداً من الطعام تستلذ به وتشعر بأنها أصبحت ذات أهمية لدى العنود لدرجة انها صنعت لها طعاماً مخصوصاً بيديها، فالمعدة اقرب طريق لكل القلوب والطعام اللذيذ عربون محبة سواء لرجل أو إمرأة.
أما نوف فكانت جالسة تتصفح هاتفها وتتابع كل جديد يحدث في العالم من حولها، وأمهم منشغلة تراسل أبيهم من هاتفها، أما عفراء فكانت في عالم آخر، أمامها كومة صوف وبيدها مغزل وتغزل الصوف تماماً كما تعلمت من فتيات ونساء القبيلة، تنظر للمغزل والصوف المغزول وكأنه عمل بطولي قامت به وإنجاز عظيم،
تتسابق مع نفسها لغزل أكبر كمية ممكنة، ولا تستجيب لأمها التي تطالبها بأن ترأف بأصابعها وتكف عن الغزل، فلا هم بحاجة مال، ولا الغزل مفروض عليها!
ولكنها سعيدة ولهذا لم تُعر إهتماماً لأي شيء، سواء تعب أو كلام.
في اليوم التالي إستيقظت العنود عند آذان الفجر، صلت وحزمت متاعها وخرجت من الخيمة بعد أن بلغت امها بما ستفعله، وإنتظرت رجوه عند البئر، وماهي إلا دقائق ولاحت رجوه وهي خلف قطيع الأغنام تهشهم، ولما بلغت العنود تبسمت لها وقالت:
-نهارك باهي، ها جاهزه وتقدري تمشين مسافات طِويله ولا ركوب السيارات مخلي رجولك رجيجه وماتقدري تكملي وتبليني فيك؟
- لا لا، انا احب المشي ومشتركه بنادي والف التراك كل يوم مرتين ثلاثه؛ يعني متعوده لا تخافين.
-انا مااعرف ايش القولتيه وتلفين بيه، بس إذا متعودة عالمشي مايهمني وين تعلمتي المشي او كيف، انا اليهمني إنك ماتنامين لي بوسط الرمال وانا اضطر احملك فوق ظهري،ولا اقول.. انا راح ناخذلك حصان معي ووقت تتعبين من المشي تركبيه وتردي للديار.
- لا لا مافي داعي، قولت لك بتحمل ايش فيك، هيا يارجوه ماتعطلينا زيادة انا وااجد متحمسه.
- هيا يالمتحمسه.
وصلتا الوادي، وأخيراااًا، وجلست رجوه وجلست معها العنود وهي تتفحص المكان من حولها، ثم إنتبهت على صوت رجوه وهي تقول:
-أشوف الحماس راح من التعب ولا إيش؟
-لا ماراح، اعرفك تريدين تعرفين السر الدفين، وإن الفضول عندك وصل آخره، الحين انا راح انقول لك سري، اسمعي ياطويلة العمر.. انا من وأنا صغيرة وانا عندي واحد جيرانا مغرومه فيه، وكل مانكبر يكبر حبي له، بس هو مايدري، ولا بيوم شافني ولفتت أنظاره،
أدري إنه مو من مجاويزنا، وادرى إن البدويه ماتتزوج إلا بدوي، بس غصب عني القلب وماحب وهوى، والقلوب ماعليها سلطان وانت اكثر العارفين،
في حين أن فيه شاب إبن واحد من أهل القبيلة يشتغل مع ابي، أبوه وابوي تقدري تقولين إخوة مو أصدقاء، تربينا سوا وكانوا يجولنا ونروح ليهم، وهاد الشب من يومه إعتبر حاله اخونا ومسئولين منه، بس هو كان يهتم بي انا زايد عن الكل،
مع الوقت تاكدت إنه يحبني، وأنا قلبي كان معمي بحب الغريب فما عطيته اي أمل، بالعكس قطعت معه كل حبال الموده وبعدته عني، من بعد ماكان لي اخ وصديق وحارث وملبي لكل رغباتي وطلباتي ويعرف إيش أريد من قبل ماأطلبه اشوفه جايبه وجاي لي ويفاجئني به.
ماأكذب عليك حسيت من بعده بفراغ شديد،
اصبح مكانه خالي وإنحرمت من إهتمامه ورعايته لي، ورحت بوحت للثاني بحبي له،
قام صدني وقال إن قلبه ميال لبت عمه وإني مالي فرصه معه، اقولك الصراحة حاولت معه مره واثنين وعشره، بس هو قافل إني ماأصلح له ولا هو يصلح لي، فبعدت عنه، ورضيت بمقسومي، والحين قبلت بنهوة حد ثالث غير الاثنين.
رجوه:
- وإبن صاحب ابوك مارد لك، ماحاول يرجعك له؟
-للأسف يارجوه بالوقت الأنا كنت اجري فيه ورا السراب هو نفضني من قلبه وراح تزوج وأسس حياة وأشوفه سعيد ومبسوط.
ردت عليها رجوه بتلقائية:
-الله لا يوفقك ضيعتي من يدك الحبيب لجل وهم.. خسرتي والله وخسارتك وااجد كبيره.
تبسمت العنود وردت عليها بهدوء:
- راعي المشكلة مايشوف الحلول اليشوفها غيره يارجوه، ومع الاسف هاد كان كلام الكل لي، إمي وإخواتي وصديقاتي، بس انا ماكنت اسمع إلا كلام قلبي.
- الله يلعنه قلبك الغبي المايعرف شي، وعقلك بعد أغبى.
تنهدت رجوه ونظرت بعيداً وشرد ذهنها،
فعلمت العنود بأنها أشعلت بداخلها فتيل الإدراك، نعم فهي تقصدت إختلاق هذه القصة وقلب الأدوار حتى تستطيع رجوه إصدار الحكم المناسب بنفسها،
وإدارك حجم الخطأ حين وقع فيه غيرها، وبالتالي ستطبق الحكم عليها وتوصم قلبها وعقلها بالغباء، والعنود متاكدة بإن هذا مايحدث الآن، وخاصة حين بدأت رجوه تلقائياً في سرد مغامراتها مع سالم في هذا الوادي بالتحديد،
وكم ضحكت العنود حين قصت عليها رجوه حدث التين الشوكي، وحزنت حين عوقبت بعده بالختان، وإكتشفت العنود أن ما من موقف جميل يحدث مع رجوه إلا وتُعنف بعده من أحد أفراد أسرتها أو من الشيخة عوالي بالطريقة التي تُفسد فرحتها.
وكم إستغربت العنود على قوتها وتحملها الغريب لكل هذا! وبرغم مامرت به لازالت متماسكة وقوية وتدافع عن قضاياها بإستماته، فأقرت بأن رجوه أقوى من قابلت من النساء حتى الآن، وبأنها ستصبح ذات شأن عظيم، فقط إن توجهت التوجيه الصحيح ووجدت من يحتضن قلبها المشوه من كثرت الطعنات.
عادتا للقبيلة في آخر اليوم، لقد كان يوم جميل لكلتاهما، فرجوه منذ زمن بعيد لم تحظى برفقة وبشخص تقاسمه الأسرار، والعنود كانت مستمتعة لأقصى درجة مع رجوه، فرحة بنجاحها في إختراق عقلها والولوج لذكرياتها والتنقيب عن مشاعرها الصحيحة، اكلتا ولعبتا وعلمتها رجوه إصطياد بعض الثعابين السامة، وعادتا بجعبة مليئة بالثعابين، وأخرى مليئة بالمشاعر الجديدة..ووعد من العنود لرجوه بانها تستطيع مساعدتها فى أمرها إن إحتاجت أي نوع من انواع المساعدة.
إستراحت رجوه في خيمتها قليلاً ثم تذكرت أنه موعد حلب الأغنام، فقامت لعملها الشاق، وهي في طريقها سمعت صوت ضحكات منبعثة من خيمة الشيخة عوالي، ويال الغرابة فقد كان صوت أم آدم، تضحك هي ومايزه وتعقبهم ضحكة من عوالي، وكانهم في مجلس سمر، فقالت لنفسها:
-هي أم وليدها غايب و ماتدري عنه شي؟ لا والله لو جابولي ألف عقل فوق عقلي مااصدق.
انهت عملها وذهبت بالحليب للرجل الذي يشتريه منها كل يوم وباعته له، وقررت أن تضع جميع النقاط فوق الحروف الليلة، فأنتظرت أم آدم حتي غادرت خيمة عوالي وقطعت رجوه طريقها ووقفت أمامها قائلة:
- ياخاله انت تعرفين إن اليحب قلبه يصير رجيج على شويقه ومايتحمل عليه شي مو هيك.
أنت أم وانا اقولك إن قلب الحبيب يصير متل قلب أم والحبيب وليدها التخاف عليه اكثر من روحها.. الحين أنت تدرين إن عقاب راهني إي ولا لأ؟
-أيوه يابنتي اعرف.
-طيب ياخالتي أنا طالباكي بشهادة حق، يصير الكل يعرف إن عقاب بخير وانا بس من وسط كل الناس اللي يدس عنها؟ يرضيك يلوعني وهو يدري إن الروح متعلقه بروحه وغلاه من غلاها؟
- لا يابنتي ميرضينيش، وآدم إبني غلطان فى إنه خبى عنك إنه كويس وبخير، بس اكيد له أسبابه، ومتنسيش إنه لسه فيه خطر عليه ويمكن عشان كده خاف تفضفضي لحد قريب منك.
تبسمت رجوه بالتزامن مع دمعة نزلت من عينها وغصت وقد تأكدت من أنه بخير،
ورغم ذلك شعور مقيت إجتاح قلبها وحال دون فرحتها، وهو إنها تأكدت بالفعل لا تعنى له شيء ولا يثق بها، والثقة أساس كل شيء،
وتذكرت سالم وأسراره التي لم يكن يأتمن سواها عليهم جميعاً، تذكرت أحاديثه معها وإخبارها بأدق أدق تفاصيل يومه وما حدث له وهو بعيد عنها،
ماذا أكل وماذا شرب، وكم تمنى لو شاركته فيه وفي أقرب فرصة ياتي لها بمثله ويقدمه لها بمحبة وهو يقول:
-اللقمة التنزل جوف سالم من دون مارجوه تشاركه فيها ماتنهضم إلا وتنزل متلها ببطن رجوه، كلي حتى احس بطعم اللقمة الاكلتها بدونك.
إقتربت منها عايده حتى تحتضنها وقد رأفت بحالها، فإبتعدت عنها رجوه للخلف وغادرت المكان على الفور وذهبت بعيداً عند الوادي، جلست مع نفسها واخذت قرارها، ثم ذهبت للعنود مسرعة ودقت بابها، وحين خرجت لها العنود قالت لها بصوت يرتجف وأنفاس عالية:
- عنود اريد اطلع عقاب من قلبي ماعدت أريده، إذا تعرفين تخلينى أنساه وما أفكر فيه الحين سوويها، الحييين.. أنا ماأريده مادامه مايريدني، يكفيني قلة كرامة وقلة قيمة ودعس على قلبي.
- الأمر بسيط يارجوه وأنت مامحتاجه أي مساعده، لا مني ولا من أي حد؛ لأن آدم مو بقلبك من الأساس، كانت غمامه وانزاحت ويوم يومين ماراح يكون اثر له لا بقلبك ولا بعقلك،
بس الخوف يارجوه من الخطوه البعدها، او خليني اقول الشعور اللي راح تختبرينه بعد إدراك الحقيقة، مااخفي عليك، راح يكون وااااجد صعب وماينحمل.
-أي شعور هاد التتكلمين عنه؟
-شعور الندم يارجوه، الندم يحرق كل شي بالإنسان وماتتحمله الجبال.
-مريت بالأصعب والأسواء، وتحملت الماتتحمله الجبال، ومو جديد علي الوجيج يابنت عمي، ربك موجود وهو العالم قديش الواحد بيتحمل ويبعتله الوجيج بقدر قوته.
مر يومين آخرين، سالم يغادر القبيلة مع بعض الشباب ولا يعود إلا بآخر النهار،وكذلك رابح، ولكن كُل لوجهة مختلفة، فرابح كان يُنهى إجراءات سفره وأخيراً حصل على جوازه وتأشيرته وكل شيء، وسالم كان يفعل شيء هام ولكن لا أحد يعلم ما هو؟!
أما رجوه فطوال الوقت جالسة بمفردها، بعيدة عن الكل، فقط بعض الوقت تقضيه مع صغير أختها وتتركه وتغادر، قلقت معزوزه كثيراً من سكوتها وسالت رابح إن كان أحد تعرض لها بسوء، ابيها او هلال، ولكنه نفى ذلك، فأسندت السبب لغياب عقاب وقلقها عليه، وبدأت تحاول أن تبث لقلبها الطمأنينة وتخبرها بأنه بخير وسيعود، لم تكن تعلم أن رجوه علمت بذلك منذ أيام، أن هناك سبب آخر وراء حالتها.
أما من كانت تعرف جيداً ما الذي يحدث مع رجوه فهي العنود، تعلم إنها تمر الآن بوقت عصيب، صراع مابين قلبها وعقلها،
تحاول أن تقتنع بأن ركضها وراء آدم ماهو إلا إنبهار.. إفتتان بعالمه الذي ظنت بأنه بوابتها لحياة أفضل، حياة بلا قيود أو عادات وتقاليد، سيسكنها قلعته وستحظى فيها بكل الحرية التي لطالما تمنتها، والأهم من هذا كله أن تُثبت للجميع بأنها الأفضل ولذلك حصلت عل الأفضل،
فنبذ أمها لها منذ طفولتها ولد بداخلها شعور بالنقص لم يستطيع أحد أن يمحيه ويُشعرها بالإكتمال، لا معزوزه التى إحتضنتها كأم ولا حتى سالم الذي أعطاها اكثر مما ينبغي،، فأصبحت على ماهي عليه الآن.. تريد كل شيء عند غيرها لتشعر بالكمال، وهذا لن يحدث إلا وهي ترى كل العيون تنظر لما في يدها وتتمناه، ولما أصبح الأمر إعتيادي مع سالم ومسلم به من الجميع نسجت شباكها حول غيره وقررت أخذه بأي طريقة ممكنة، لتستمر حالة الإنبهار بما تمتلكه رجوه وما وصلت له دون غيرها، تماماً كمن تركض في سباق مستمر لتفوز بالمركز الأول دائما ولا ترضى بأقل منه،
وفي ظل هذا كله نست قلبها.. وعقلها جعل الأمر يختلط عليه فتاهت مشاعر قلبها الحقيقية وسط المشاعر المزيفة التي أصبح عقلها يقنعها بها.
وصحوتها أصبحت وشيكة جداً، أصبحت قاب موقف واحد فقط وسيتغير كل شيء.
أما في القاهرة..
-إيش تقول، كارمن بنت عمي، من سوا فيها هيك، عرفوا الجاني ولا بعدهم؟ مو معقوول، يلا انا جاى استلمها وادفنها.
خرج من مخبأه بعد أن تأكد بأن ياسين أصبح هالك لامحالة، وأنه ليس بحاجة لتدبير أي شيء له، فالله قد دبر ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
ذهب لمقر النيابه وأطلع على كل شيء،
تقرير الطب الشرعي الذي يقول بأن كارمن كانت تحمل في احشائها طفل، وسبب الوفاة والعينه التي أخذت من تحت أظافرها وعادت لياسين بعد إجراء الفحص، والرادار الذي رصد سيارته بالقرب من موقع الجريمة، وشهادة صديقتها بأن رجال أخيها هم من أخذوها، وكل هذا جعله المتهم الأول في قضية القتل.
أما فريال فسقطت مغشياً عليها فور سماعها للخبر، وحين عادت لوعيها اخذت تصرخ بلا إنقطاع، فالآن أولادها جميعهم أموات، وكما أذاقت القلوب لوعة الفراق شرب قلبها من نفس الكأس حتى إرتوى.
أما في خيمة خوله..
- ياخوله، أنا تميت السبعه وأنا بالخيمة، هالقدر كافي ومن غدوة انا طالع بالهوايش.
- لا ماتطلع ولا راح تطلع ياسعود، ومافي رعي اغنام من بعد اليوم.
نظر إليها سعود بغرابة وسالها:
-إيش تقولين ياخوله؟ واغنامنا من يوكلهم ويراعاهم؟
- يوكلهم اليشتريهم.
- ايييش، كيف اليشتريهم يعني، انا مانبيع اغنامي ولا نفرط بهم، وبعد مانبيعهم نصرفوا قروشهم ونمدوا يدنا نستجدوا ولا إيش؟
- لا ياسعود، ماراح نستجدي، ادينا راح تنملي بكل خيرات الله وتصير أنت تعطي ماتاخذ بس طاوعني فالأقوله لك.
- قولي ياهمي الكبير وانا سامعك.
- إسمع ياسعودي، الحين كل شي يخص النساء تجيبه من الحضر الشيخة عوالي ومعها مايزه، تعرف انهم ختيروا واذواقهم بلت ونساء القبيلة يرضون باليجيبوه ومايعرفون إن فيه اشيا أجمل واحلى، يعني مع الشيخة مافي حرية الإختيار، كل اليتجاب مرضي به..إيش نسوي احنا الحيين؟
-ايش نسوي؟
-نبيعوا الغنمات ودهباتي، والقروش المعي والمعك والمع امك، وننزلوا الحضر، نشتروا من كل شي تشتهييه النساء من طيب لزينه لثياب ولخفاف، كحل حمره فراشي تمشيط زيوت شعر كل شي كل شي.. ونجيبهم للقبيلة وانا أبصم لك بيديني ورجولي إن النساء راح ينهبلن ويشترون كل الأشيا.
-وانا اصير بياع خفاف ياخوله! جنيتي إنت؟
-من بين كل القولته ما ضل براسك غير الخفوف ياسعود، لا لا تصير بياع خفوف، اترك البيع والشرا لي انا، انت بس تاخذني الحضر وتردني.
-لا أنا ماموافق، أنا مااعرف غير رعي الأغنام مهنتي من وانا صغير، هي مهنة الرسول وانا افتخر بها ومااتركها واروح اشتري اشيا للنساء وأصير مضحكة القبيلة كلها.
- سعود اسألك سؤال.
-ماراح نخلص اليوم.
- اقول ياسعود، وقت الكان رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام يرعى الأغنام، إيش سوا بعد تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها، مو ترك رعي الاغنام واشتغل بالتجارة باموال السيدة خديجه؟
- أ اي مظبوط.
- طيب قولي انت احسن من رسول الله يعني؟ إذا تقتدي به اقتدي بكل شي مو تاخذ شي وتترك شي.
- عليه الصلاة والسلام.
والحين انا راح ابيع غنماتي واسوي القلت لك عليه، انت حابب تكون معي ياهلا، مو حابب غنماتك عندك اشبع بيهم.
- ياخوله انت ماليك اغنام، انا تزوجتك لجل اغنامك والشيخة قالت انهم كلهم لي.
- رجعت بكلامي وبعد زواجي منك شفت انك ماتستاهل كل الاغنام، تستاهل بس راس واحد واذا تريده هو لك.. اقول ياسعود وين امك تدس قروشها؟
- ليش، إيش دخلك بقروش امي؟
- ماتسال بس قولي وين انا باخذهم واشتري وبعدها اقولها اني خذتهم.
- ماادري، وأمي مامعها قروش.
-زين، بس اشتري أغراض وامك تمد يدها عليهم اقطعها لها أمامك واريدك تنطق بحرف واحد ياسعود، ومن اليوم أغنامك وفرشتك وطبختك ونومتك وغسل ثيابك كلهن لحالك.. وإنت العايب.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية