-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية الجزء الثاني لريناد يوسف - الفصل 31 - السبت 19/10/2024

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الواحد والثلاثون

تم النشر يوم السبت

 19/10/2024



عقاب ٦٧

مرت الأيام سريعاً ، وخرج رابح من المشفى، ومنذ ذلك اليوم ورجوه أصبحت تراقب مزيونه وسالم كالهرة الجائعة التي تراقب عصفور داخل قفص، جالسة أمامه تلتفت لأي حركة منه.. وبدأت في إفتعال المشكلات مع مزيونه، وإن جمعتهم طريق واحد لا تمر منه مزيونه إلا بعد أن تسمعها رجوه مالا تطيق.. 

مزيونه:

-زيحي يارجوه أريد أملا ماعوني. 

-جايه بالأخير ماتمشين إلا الإخيرة. 

- أنا ماقادره اقف واجد يارجوه راسي لافه وأريد أرد قبل لا يعاود سالم. 

- قوليله رجوه العطلتني ماراح يحكي معك شي. 

-اتركيها يارجوه تعبي وتمشي، البنيه حبله وماقادره توقف زايد. 

-تجلس. 

-انا اريد أعرف ليش تتعنديني يارجوه، وإيش موازيك علي؟ 


-وانا ليش اتوازي عليك منو أنت لحتى احطك ببالي من الأساس؟ 

-انا ستك وتاج راسك، انا مزيونه مرت سالم زينة رجال القبيلة. 


مزيونه نطقت إسم سالم وماظل في رأس رجوه عقل، فهجمت عليها وبالكاد إستطاعت النساء تخليصها من يديها قبل أن تقتلها خنقاً، فإبتعدت مزيونه تصرخ وتستنجد بسالم حتى أتى لها مسرعاً من مجلس الشباب، وصدم من منظرها، ولما أخبرته بان رجوه ضربتها جن جنونه وذهب نحو رجوه مسرعاً، سحبها من ذراعها من وسط النساء وابعدها قليلاً وهدر بها:

-رجوه اريد أعرف لييش هالتصرفات مع مزيونه وليش حطيتيها بمخك وتجاكريها وتضربينها، إيش سوتلك ولا انكلبتي انت ولا إيش؟ 

-تحبها؟

-وليش مااحبها، هي وحده مايلوقلها إلا المحبه.

- وانا ياسالم، وين محبتك لي؟

-انت إيش يارجوه، بيش جايه تطالبي الحين، محبة سالم لكي من عدمها أصبحت شي ذات قيمة اليوم؟ أمرك عجيب والله. 

-سألتك سؤال، وأنا وين راحت محبتي البقلبك ياسالم؟ 

-اعرف سر هالحالة الانت فيها، وأدري أنك جايه تسألي على محبتك وتطمني على وجودها من بعد ماشفتيني مع مزيونه، وأكيد حسيتي إني مرتاح ومبسوط فقلتي انغص عليه حياته واخربها وأرجع اذكره بمحبته لي، أنا الحين فهمتك يارجوه، أنت ماتحبي تشوفي سالم مرتاح، 

ماتكوني هانيه إلا وعيونك شايفاه متعذب وتريديه يجري وراك ويشحت وصالك ومحبتك وانت تصدي وترفضي وتتغلى.

-لا ياسالم مو هيك، انا كنت غالطه وماادري شي وقلبي معمي والحين...


- والحين شفتي إن مصلحتك مو مع عقاب وإن اللي توقعتيه منه ماراح تتحصلي عليه، فقولتي تيجي للتيس سالم وتضحكي عليه مره ثانيه، وتتحججي بإن شوفتك لي ولمرتي صحت غيرتك.. 

غيرتك الماصحيت وقت الكنت اتزف عليها ولا جابتك حتى لعرسي تشوفين إيش بي، غيرتك الكانت مطموره كل هالفترة والحين طافت عليك.

ليش يعني كل هالوقت مفكره إني بخيمه وحده مع مزيونه وحبلت مني من دون مايجرا الشفتيه بعيونك؟

- ماكنت افكر بهالشي وماتوقعت إني بس اشوفها معك انوجع كل هالوجيج.

تبسم سالم وهز راسه بيأس وهمس لها:

- شوفي كيف حتى جملتك مغلوطه، أشوفها معك هيك، يعني بالنهاية شفتيها هي مو أنا، استكثرتيني عليها مو غرتي علي ولا أي شي من كل الخرابيط التحكينها.


-ياسالم إسمعني.. 

- رجوه انت التسمعين.. أنا صدق دللتك ومااتحمل فيك شي، وصدق ماأحب ازعلك، بس يوصل الامر لمزيونه وإبني والله أحطك تحت اقدامي وادعسك دعس وامشي وماالتفت عليك.

-ياسالم لا تسوي هيك فيا، لا تسمعني الكلام اليذوب القلب أنا انحبك، انا ماكنت ادري إني أنحبك بهاد القدر، انا انحس إن قلبي كان متغمي وماشي بالظلام ومضيع دروبه. 

- وانا الحين مااريد محبه منك يارجوه، ماأريد محبه إنعرضت على غيري وما اخذها، أنا ماآخذ البواقي ولا ادور محبه رخيصه، وإذا ظنك إني راح اعوف مزيونه وارد اركض وراك بكلمة منك، فآسف يارجوه، إنت ماعندك شي ماقدمتهولي مرتي، ولا عندك شي مو عندها، 

خلي قلبك يكمل بالدروب المشى بيها ومايدور على غير دروب لأن دروبنا سكرناها وماعاد بدنا حدا يمشي فيها إلا العبروها بمحبة وقت الكنا مالاقيين حبايب. 

- سالم.. كلامك... غصت قبل أن تكمل فاكمل هو:

- واااجد موجع، أدري، بس الحقايق دوم توجع.. والحين يارجوه روحي شوفي إيش راح تسوي بحياتك ومستقبلك.

- مالي حياة ولا مستقبل إلا معك.


-وأنا انقولك آسف للمرة الثانيه، انا ماعدت اريدك يارجوه، ولو إنطبقت السما عالأرض ماراح تدخليلي خيمه عروس.

- وأنا ياسالم ماراح اتزوج ولا ادخل خيمة عروس إلا وأنت راعيها.


-معناها ماراح تتزوجين، وبالنهاية هي حياتك وانت حرة التصرف فيها، انا يابنت الحلال كل اللي اقدر عليه إني أوعدك ماراح اتركك لأي ظلم يقع عليك إلا وأكون أول اليمد يده لك ويرفعه عنك، وإذا بيوم احتجتي أي شي سالم سداد، بس هاد بحق العشرة وهاديك الأيام، وماتعتبرينها محبة يارجوه، هاد عطف 

- لا ياسالم محبه، وانت ماراح تتركني لأنك تحبني مو لأنك تعطف علي، أنت تحبني سوا أنكرت أو قريت، قلتها أو ماقولتها انت تحبني، وإذا تكذب على كل العالم وحتي علي روحك بحكيك الخايب هاد وتقول إن ماعاد لي محبه بقلبك ماتقدر تكذب على رجوه.. رجوه تعرف زين إيش هي بقلب سالم، وأدري إني أجري بك مجرى الدم بعروقك، 

ومو مزيونه ولا ألف مزيونه التنسيك رجوه ومحبتها، ومن اليوم ياسالم انا بحياتك وحولك، على يمينك وعلى يسارك وماأفارقك إلا تحن وتردلي، إنت حق انا ضيعته وأنا اللي راح ارجعه ولو فنيت عمري محاولات.


- راح تتعبين بدون فايده، أنا مشفق عليك.

- لا ماتشفق وانا راضيه بكل تعب الدنيا إذا بالنهاية الأجر أنت.


غادرت بعد أن اعطته تلك النظره التى زلزلت قلبه، لا يصدق أنه سمع هذا منها، لقد إعترفت له للتو بمحبتها وعبراتها اكبر دليل، كم تمنى أن يسمعها منها، كم حلم بها، ولكن الأحلام إن تأخر تحقيقها تفقد لذتها، 

وهذا الحلم بالذات كان حلم عمره، ولكنه مضطر الآن للتخلي عنه من أجل كرامته، ومن أجل كل ماناله على يد رجوه من ألم ووجع، وليس من العدل أن يتوجه بفوزها فى معركتها مع قلبه الذي انهكته من كثرة النزال.

ومن هذا اليوم بدأت رجوه تتقرب من سالم بكل طريقة ممكنه، تعترض طريقه وتلحقه للوادي وعادت ترافقه في رحلات الصيد وحين تخرج لرعي قطيع اغنامها تطلب منه أن يلحقها بالطعام، وهو مرة يلبي وعشرات يتجاهل، وهذا كله تحت أنظار مزيونه التي تكاد تموت قهراً وهي ترى محاولات تقرب رجوه من سالم التى حتمًا ستأتي بثمارها، فهذه رجوه وهي تعلم جيدًا من رجوه بالنسبة لسالم. 

أصبحت منطوية على نفسها كثيراً، تشعر بالضياع وبأنها في طريقها لخسارة كنزها الثمين، ولكنها صامتة لا تشكوا، 


 دلف للخيمة فظلت على جلستها في زاوية الخيمة، لم ترحب به ترحيبها المعتاد وهو ملاحظ بأن إبتسامتها تلاشت وحل مكانها عبوث غريب، والأغرب انها ممسكة بالمغزل طوال الوقت وتغزل الصوف، تغزل وكانها تنتقم وحين تفرغ من كمية تذهب للصواف وتُحضر غيرها حتى غزلت تل من الخيوط.. فعرف أنها الآن تحاول التغلب على شعور لا تستطيع تحمله..فهي اخبرته قبل سابق أنها تهرب بمغزلها مما لا تتحمله، يعرف أنها تشعر بالغيرة، ولكنه لا يستطيع السيطرة على نفسه حين تمر من أمامه تلك الشيطانة.. نعم هو ضعيف أمامها ولا يستطيع إخفاء ضعفه ومحبته حتى وإن جاهد، وهذه المسكينة ليس لها ذنب، يعلم أنها لا تستحق هذا الشعور،

 ولكن قدرها أن قلبه متعلق بغيرها، تماماً كقدره الذي علق قلب رجوه بغيره، هم يشربان من نفس الكأس وكأن حظهم واحد وقُسم بينهم بالعدل! 

إقترب منها وأمسك بيدها التي تغزل وأخذ منها المغزل ووضعه جانباً ثم قبل يدها وقال هامساً:

-ايش بيك يامزيونه مو بعادتك تبعدين عني وتتهربي من مجالستي؟ مو بعادتك إذا انا بالخيمة تنشغلين بشي غيري، إذا زعلتك بشي ومامنتبه نبهيني، بس لا تاخذي مني موقف بدون توضيح. 

ردت عليه وهي تهرب منه بعينيها في ارجاء الخيمة:

- لا ياسالم انت مازعلتني بشي ولا جيت صوبي بغلط، أنا لحالي احس روحي اختنق وانفاسي ضايقه، يجوز من الحبل لا تشغل بالك، كل النساء بس تحبل مزاجها يتعكر بدون سبب وترد تصفى لحالها. 

-ماعدتي شاطرة بالكذب لأني الحين اقدر اكشفك بكل سهوله، قاريك يامزيونه واقدر أحس بأنفاسك إذا تغيرت..وأحب اطمنك بأن اللي تفكرين به ومعكر صفوك ماراح يصير، أنا ورجوه صرنا متل شريطين القطار مانلتقي، نمشي حد بعضنا أي، بس انو نلتقي بنقطة هاد مستحيل، من البداية انت تعرفين إن رجوه راح تضل بحياتي بشكل أو بآخر وماكان الموضوع هامك، ليش الحين شلتي الهم واخذك التفكير؟ 

- خايفه ياسالم، خايفه تعوفني وتحن، خايفه ترد لشويقك واليطول شويقه ينسى الدنيا ومافيها ومن عليها، وتطير مزيونه من حياتك متل حبات الرمل اليطيرهم الهوا. 


إقترب منها وأخذها بين أحضانه وهمس لها وهو يأخذ كفها ويضعه فوق قلبه:

-مزيونه صارت مزروعه هين، بهي الأرض الصلبة وصارت شجره هيك كبرها، لا ريح تقدر تحركها ولا يد تقدر تخلعها. 

- توعدني ياسالم إنك ماتتركنى ولا تهمل في بيوم من ليام؟

نظر لعينيها الذابلتين وتمعن فيهما قليلاً ثم بدأ يدندن بصوت عذب حنون:


أوقعلك عقد للموت أضل وياك صوره وصوت

لحد ما يشيلني التابوت أظل يمك اظل يماااك

احبك ابقى بالمضبوط وحط براحتك لشروط

بقلبك اظل محطوط واظل يمك

هو انت اليحبك هم يعوفك؟ 

ابد ما عنده عين المايشوفك

واذا تبعد علي احضن طيوفك

واظل يمك .. واظل يمك


بالدم اني ابصملك احبك ابقى ما امِلك

تظل خلي واظل خلك ولا اعوفك

كلمتي واحده من أوعد،، ما عوفك ولا ابعد

نار الحب فلا تبرد ولا اعوفك

دنيا بليا حبك شلي بيها؟ 

ما تسوى ابد ما اشتريها

ومهما روحي دار الوقت بيها

اظل يمك .. واظل يمك


اعوف الدنيا والبيها ولجلك ناسي الغيها

والك هالروح اهديها واظل يمك اظللل يمممك. 


إنتهي من الدندنة ونظر إليها فوجدها قد أسندت رأسها على كتفه واغمضت عينيها مبتسمة ويداها طوقته، أمال عليها يشم رأئحة الجنة من جدائلها، فيال هدوئها المريح وصفاء قلبها وطبعها الهين اللين الذي يجعلها تنسى كل أوجاعها بمجرد كلمة وتتفتح في عينيها الورود، ويكاد يقسم لو ان النساء درجات لكانت مزيونه سيدة كل نساء الأرض. 

ولكن ماذا يفعل فى شجرة اللبلاب تلك التي إلتفت على قلبه منذ الصغر فإقتحمت خلاياه، فلا هو القادر علي بترها ولا القادر على إعتياد وجودها بهذا القرب دون أن يمد يده ويلمسها وهي التى اصبحت أدنى له الآن من وقت مضى، كالنجمة التي سقطت في حجره بعد أن كانت فى كبد السماء بعيدة. 


أما في القاهرة... 

عرف يحيي بما حدث لإبنه حين سأل عنه طبيبه واخبره احد الممرضين بأنه لن يأتي له بسبب سجنه، تمنى الموت ولكنه لم يناله، خرج من المشفى اخيراً علي كرسي متحرك برفقة أحد الرجال وأخذه على شقته، والذي ارسله له اخيه محمود ليهتم به، وتولى هو أمر مرتبه الشهري وكل مايلزم يحيي من علاج وطعام وشراب، وهذا إكراماً للعهد الذي قطعه على نفسه لأبيه. 

أما عايده وفاطمه فحكم عليهم المفتى بالإعدام شنقاً ونُفذ الحكم، ومن بعدهم ياسين حكم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة نظراً لأن المحامي وجد ثغرة في قضية قتله لأخته وحولها لقضية دفاع عن الشرف.. وغادرت حياة وإخواتها البلاد على كندا وللأسف لم يستطيعوا المغادرة قبل تنفيذ حكم الإعدام على أمهم، بل نُفذ بوجودهم ودفنوها هي وخالتهم أخذوا من أغراضهم أهمها، ومن ذكرياتهم أجملها وفروا بلا رجعة. 


أما آدم فكان هناك لحظة إقلاع الطائرة وراقبها وهي تطير بسعادته مبتعدة عنه، محلقة فى الفضاء لتفصلهم المسافات حتى لا يكون للعودة أي مجال.. ثم عاد للقصر وقضى الليلة التي تلت سفرها وحيداً في القصر يسترجع ذكرياته معها، يقلب في صورها على هاتفه ويتأسف لطيفها على خذلانه لها الذي لم يكن له يد فيه..ثم عاد للقبيلة وبدأ في مباشرة عمله وصب كل تركيزه عليه حتى يهرب به من الدنيا وما فيها.. 

وفي إحدى الصباحات أثناء وجوده في مكتبه، دخل عليه الساعي بكوب قهوته الصباحيه ووقف أمامه برهة، فسأله آدم :

-إيش بك ياعم خالد تريد شي؟ 

-أيوه والله يابني، كنت عايز أستأذنك النهارده اروح أحضر حفل التخرج بتاع بنتي، مفيش حد معاها غيري لا أم ولا أخ ولا أخت، ومش عايز اسيبها في اليوم ده. 

تبسم آدم ورد عليه بنبرة ودوده:

-ماشالله إمبارك لها ومنها للاعلى، روح ياعمي مرخوص وخذ سيارة الشركة توديك أنا بعطي أمر للسائق ياخدك ويردك، وإذا حابب تاخذ اليوم كله اجازه مافي مانع، إفرح مع بنيتك وفرحها، وهاك إمسك مني هادول القروش وجيبلها هديه زينه واعطيها لها. 

-ملوش لزوم يبني خيرك  وخير والدك سابق والله.

-خذ يارجال ماتكسف مدة يدي، اقول ياعم خالد إيش مجال دراسة بتك؟ 

-كلية تجارة يبني وناجحة بتفوق وتقدير عالي الحمد لله. 

- زين، وظيفتها عندي.. خلها تجهز أوراقها وجيبها وتعال. 

-الله يبارك فيك ويرزقك ويعليك ياحبيبي، والله كنت ناوي اطلب منك وظيفه ليها بس مكونتش عارف افاتحك ازاي وخصوصاً انها لسه متخرجه. 

-ولا يهمك، هي شركتك ومرحب ببنيتك فيها، هيا روح لا تتاخر عليها. 


غادر الساعي وهو يدعوا له، وعاد هو لإستكمال عمله ودفن رأسه بين أوراقه، ولا يعلم أن القدر بدأ ينسج له درباً جديداً ليسلكه، فترى إلى أين سيأخذه هذا الدرب؟ 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة