-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 30 - 4 - الخميس 31/10/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثلاثون

4

تم النشر يوم الخميس

31/10/2024 

امسك كف يدها يقبل ظهرها يردد بسعادة غامرة:

- اوي اوي يا صفصف، شعور ان اصحى افتح التلاجة الاقيها متعبية بخيرات الله معرفتش قيمته غير هنا،  


وبسبابته أصبح يشير على اطباق الطعام مردفًا:

- الجبنة دي من اول امبارح، ولا طبق الفول والمربي والفاكهة،  كل دول بقالهم يومين زي ما هما مجرالهمش حاجة، يدوب بينقصو لقمتي ولقمتك وانا وانتي اكلنا عصافيري 


وأكمل بضحكة مرحة بادلته إياها على مضض لتعقب:

- عشان تعرف ان شرياك ويهمني راحتك، مش زيك تغيب وتقول عدولي. 


زام بفمه:

- اممم ما خلاص بقى يا صفاء، هفضل اصالح فيكي لحد امتى؟ انا من هنا ورايح هتلاقيني راشق عندك كل يومين، انت بس استمري كدة 


ضحكت بسخرية :

- استمر في ايه؟ قصدك يعني اسرب عيالي كل مرة عند  اختي، يبقي شخشخ انت جيبك يا حبيبي وانا اسربهم يوماتي كمان 


- اشخشخ تاني يا صفاء؟ 

هتف بها، يتوقف عن مضغ الطعام بإجفال فواصلت هي:

- ايوة امال ايه؟ ولا انت فاكر بيت اختي مفتوح سبيل لعيالي، ياكلو ويشربوا عندها بلوشي ، ليه ؟ دا حتى المسكينة ملاقياش اللي توكل نفسها .


- امال بقالهم يومين عندها بياكلو طوب، في ايه يا صفاء؟

ردت تبسط الأمر امامه:

- لأ يا حبببي ما انا اديتها كل الفلوس اللي كانت باقية معايا من قبض الشهر ده من معاش امي ونفقة طليقي، يعني انا دلوقتي على فيض الكريم، وانت يا غالي هتعوضني. 


ابتلع رمقه بارتياب:

- اعوضك عن ايه بالظبط يا صفاء؟

ردت بانفعال:

- يعني تديني اللي اكمل بيه الشهر يا خميس جرالك ايه؟ بقولك قبضي كله خلص عشان اهيئلك الجو الهادي اللي انت عايزه، ولا انت زي القطط تاكل وتنكر.


- انا برضو يا صفاء اللي باكل وانكر 

زفر بقلة حيلة امام تسلطها وقد رأى بعينيها نظرة غير مريحة على الإطلاق،  ليردف باستسلام :

- قصره.... عايزة كام يا صفاء 


فردت كفيها الاثنان امام عينيه تلوح بهم، ليخمن بعدم تصديق :

- عشر الاف يا صفاء.

صاحت مصححة:

- عشر الاف دا ايه في الدنيا الغلا دي؟ عشرين الف يا غالي .

انتفض كالملسوع ناهضًا من امامها:

- ايه؟ عشرين ، ليه هتأكلي قبيلة، دول كلهم ست عيال وامك وعمامك اللي بيطبو في اوقات غير مناسبة 


تنهدت بضجر رافعة حاجبها بشر:

- الله اكبر في عينك يا خميس وبلاش تنبر على العيال،  انا مش جايباك وسطيهم عشان تحسدهم، صلي في قلبك كدة يا حبيبي واسمعني كويس ، انت جوزي،  يعني من واجبك تصرف عليا ، وانا من واجبي اصرف على عيالي واعوضهم، واخد بالك منها دي، ولا يكونش فاكرني كمان هرميهم  عشان جمال طلتك... اهو دا اللي ناقص.


صدرت كلماتها الاخيرة بشيء من الازدراء لم يعجبه، ولكن التلميح الصريح وصل اليه، ليفهم منها جيدا غرض زواجها به، هي امرأة صريحة ولن تحتمل زوج مثله دون مقابل ابدًا، اذن فعليه الدفع.


- ماشي يا صفاء،  هديكي فلوسك، بس استني عليا لما اجيلك المرة الجاية، النهاردة مسافر لكتب كتاب بنتي بكرة ، والفلوس اللي طالباها مش معايا نصهم حتى  


- اتصل بأي حد يبعتلك على رقم الكاش،  مش صعبة هي

- هو انت عرفتي كمان رقم الكاش يا صفاء. 

مصمصمت بشفتيها تقارعه:

- لا انت فاكرني جاهلة، لا يا حبيبى دا انا واصلة لحد خامسة ابتدائي. 


❈-❈-❈


يأكل بتأني وتلذذ، عينيه لا تفارقها،  مستمعًا بارتباكها، وهي تأتي وتذهب ، تهزهز قدميها بعصبية، في انتظار انتهائه، حتى انفجرت به:

- وبعدين بقى، الوقت بيعدي يا رياض واخواتي ممكن كدة يقلقو عليا، امتى هروحلهم بالغدا؟

وضع إحدى القطع بفمه وكأنه لم يسمع منها:

- الله يا بهجة، طعم المحشي من ايدك يجنن، في حياتي ما دوقت زيه لا من ايد الشغالين ولا في اي مطعم روحته، بتعمليه ازاي ؟


رددت خلفه بعدم اسنيعاب:

- يا نهار اسود ، بقولك اتأخرت على اخواتي، تقولي طعم المحشي .

اللقى بنظره نحو الساعة التي يرتديها على رسغه قائلًا:

- بس الساعة لسة مجاتش تلاتة، يعني لسة الغدا 


يكاد ان يجلطها ببروده، لترد بغيظ:

- ما هو يدوبك على ما اجهز يا رياض، عايز استحمى واغير هدومي، امتى هلحق أعملهم دول؟


وضع قطعة صغيرة من لحم الدجاج داخل فمه، ليرد بمكر وهو يلوكها ببطء:

- طيب وما تجهزي وتغيري هدومك ولا تستحمي حتى، انا قاعد مستنيكي،  هو انا غريب عنك.


هذه المرة فاض بها لتصرخ به:

- والمصحف يا رياض ان ما قومت دلوقتي وروحت......

قطعت مجبرة حينما حطت كفه على فمها ليمنعها عن المواصلة يهمس بتحذير:

- صوتك يا قلبي لو طلع، ممكن حد يسمعك في الشارع،  عايز الناس تقول ايه؟


كان وجهه قريبًا، قريبًا جدًا ، وذراعيه، واحدة تلتف حول كتفيها والأخرى تكمم فمها او على الأصح، على شفتيها بقصد واضح في عينيه الخبيث اللئيم 


لتنفضه عنها سريعًا تصيح بتشنج ولكن بصوت اخف حدة:

- اطلع برا يا رياض، لا هصوت والم عليك الناس اللي في الشارع،  واللي يحصل يحصل بعد كدة .


رفع كفيه امامها باستسلام حتى تخفف من انفعالها؛

- حاضر والله حاضر،  بس متتنرفزيش...... همشي....


قالها ولم يتحرك، لتظل على وضعها يكتنفها الارتياب ، حتى اجبرته على الابتسام يشاكسها وهو يتناول إحدى القطع من الطبق الذي اكل نصفه:


- طب سؤال بس قبل ما امشي، هو انتي ليه عمرك ما عملتيلي الصنف ده، رغم انك طبختيلي كذا مرة، وانا برضو كنت باستطعمهم، بس بصراحة دا يتفوق على الجميع.


كالعادة يستدرجها كي ترد بعفويتها:

- انا كنت بحاول اجاري الاصناف اللي انت متعود عليها، انما دا محشي كرمب، يعني  اكله شعبية بامتياز،  اش عرفني ساعتها كان هيعجبك ولا لأ.


تناول واحدة أخيرة ليمسح كفيه ببعضهما مرددًا:

- دا مش عاجبني وبس، دا انا بقيت بعشق حاجة اسمها البلدي......


توقف لبرهة بعدما شعر بارتخاء تعابيرها؛

- كنت وحشاني اوي يا بهجة ، فوق ما تتصوري، على العموم انا ماشي مش هزعجك اكتر من كدة. 

تحرك بأقدام ثقيلة ليلقي اخر كلماته:

- هصبر عليكي عشان مقدرش على زعلك يا بهجة،  لكن مش هسيبك أبدا 


❈-❈-❈


اخيرا توقفت السيارة، لترفع رأسها بترقب، ترهف السمع مع اهتزازاها بترجل احدهم منها، ثم صوت الاقدام التي تدعس على الارض الحجرية، حتى توقف ، ليفتح غطاء الصندق الخلفي للأعلى،  فيطل عليها هذا الوجه المألوف، متبسمًا بشر:


- اممم ايه رأيك بقى؟ مفاجأ صح؟

جحظت عينيها بذهول، حتى اذا نزع الاصقة من فوق شفتينا بعنف جعلها تصرخ من الألم قبل ان توجه السباب نحوه:


- انت شكلك مجنون يا بني ادم انت، قبل ما تخطفني محدش قالك انا مين؟


- امال يعني، جايبك عمياني يا حلوة؟

قالها ثم دنى فجأة يرفعها بين ذراعيه حتى عدلها على كتفه يحملها عليه، فيصبح رأسها للأسفل، متبسمًا بسخرية:

- دا انا جايبك لقضاكي، عشان تفكري بس تعلبي تاني مع  حد زيي، 

صرخت تحاول المقاومة:

- العب مع مين يا حيوان انت؟ وايه المكان اللي انت جايبني فيه ده؟ والله شكلك بتلعب في عداد عمرك .


ضحك غير ابهًا ليسقطها فجأة على الارض ، غير مكترثًا لألمها، يخرج مفتاح كبير، ويدخله في مغلق الباب الضخم،  ليوضح لها:، عشان تعرفي بس اني مش هامنني اي تهديد منك، بصي واحفظي الاماكن، اول حاجة سجلي اسم اليافطة، مخزن المعلم خميس الراوي،  ومحسوبك يبقى ابنه


- سامر الراوي. 



يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة