رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 16 - 2 - الخميس 31/10/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل السادس عشر
2
تم النشر يوم الخميس
31/10/2024
سحب لها المقعد بلياقة لتجلس عليه ثم استدار ليجلس مقابلها.
ران الصمت بينهما قليلا حتى قطعه هو: ممكن افهم بقى ايه الطريقة اللي كلمتيني بيها دي؟
عقدت ساعديها أمام صـ درها ثم أجابت بحدة: والله انا حرة مش عايزة اتكلم مع حضرتك فيها حاجة دي!
مال بجزعه للأمام ثم هتف وهو يضغط على أسنانه بقوة: والله. صوتك يوطى وانت بتتكلمي معاي ده أولا ثانيا ما فيش حاجة اسمها انا حرة انت الاول كنت بتتكلمي معايا كويس جدا وفجأة لقيت طريقتك اتغيرت ومش بس اتغيرت دي بقت في قمة قلة الزوق.
رفعت كلا حاجبيها المنمقين بدهشة مغمغمة: قلة زوق.
أومأ لها بالموافقة
فتابعت: طب ولما انا قليلة الزوق عايز تتكلم معايا ليه؟
اسمعني يا سيادة اللوا انا مش واحدة من الشارع انت عارف كويس اوي انا مين وبنت مين عشان كده بلاش الطريقة دي معايا وزي ما قلت لك انا حرة اتعامل مع مين وما اتعاملش مع مين ويا ريت رقمي تنساه عشان ما اضطرش اني اغيره واخر مرة هسمح لك تتعامل معايا بالطريقة دي.
اه ويا ريت ما تورينيش طلتك البهية دي تاني oky.
ألقت كلماتها في وجهه ثم هبت واقفة وذهبت بخيلاء متجهة إلى نهال ورانيا اللتان كانتا تتابعان الموقف بفضول شديد.
لكن بالطبع لن يصل الصوت إليهما
جلست بقوة على المقعد فسألتها رانيا مباشرة: عايز ايه منك يا عمتو؟
اجابتها وهي تصطنع قراءة قائمة المشروبات: سيبك منه ده باين عليه راجل مجنون ها تحبوا تشربوا ايه؟
❈-❈-❈
في أحد المطاعم الراقية جلس قبالتها يتأملها في صمت.
مما جعلها تبتسم بحرج وللمرة التي لا يعرف عددها تصيبه تلك الصغيرة بدهشة كبيرة فتلك الفتاة القابعة أمامه لا تمت لإبنة همه بصلة خجلها المستمر منه ونظراتها المرتبكة كلما تطلعت إليه كيف لهذه الفتاة أن تكون سيلا!
كاد أن يصاب بالجنون خاصة عندما هتفت وهي تشيح بعينيها بعيدا عنه: رائف ممكن ما تبصليش كده عشان بتحرجني.
يا الله! كيف هذا الفتاة حقا غريبة. غريبة الأطوار
حتى لو تغيرت كيف لها أن تتبدل هكذا وكأنها فتاة أخرى!
استفاق من شروده على حديثها الهادئ: انا عارفة ايه اللي بيدور في دماغك يا رائف.
تطلع إليها بفضول؟
فتابعت: عارفة ان اللي قاعدة قدامك دي مختلفة عني اقصد يعني عن سيلا اللي قبل كده بس صدقني الواحد لما بيشوف المـ وت بعينه وان خلاص حياته انتهت وقتها بيحس بالندم على كل حاجة وحشة عملها
لكن لما ربنا بيديله فرصة تانية بيقرر انه يبقى افضل من الاول وبيحاول يغير كل زنوبه اللي عملها لحسنات.
مهلا مهلا تلك الفتاة تتحدث عن الله! منذ متى وهي كانت حتى لا تذكر اسم الله إلا باللغة الانجليزية عندما تكون سعيدة او مندهشة.
لاحظت ليلى نظراته الزائغة فتجرأت ووضعت يدها على يده التي كانت فوق الطاولة ونظرت إلى عينيه هاتفة بصدق: انسى كل اللي فات يا رائف خليك مع سيلا الجديدة لأن سيلا القديمة خلاص مـ اتت.
اتسعت ابتسامتها ثم هتفت بمرح: اقفل بقك ده عشان الدبان ولسه ده انا هبهرك ومش بس هتبقى مستغرب زي دلوقتي ده انت كمان هت…
قاطعها بهدوء: هتعملي ايه تاني يا سيلا؟
هبهرك يا رائف بس بشرط تخرجني على طول اصل بصراحة يعني.
بترت باقي حديثها عندما شعرت بأنها ستتفوه بالكثير وهي لا تريد ذلك الآن
أما عن رائف فشعر بسعادة في داخله فهي كانت ستعترف اعتراف خطير بالنسبة له لكن خجلها الجديد منعها من ذلك.
تطلع إليها بافتتان ثم سألها بصوته الرجولي: تحبي تاكلي ايه يا سيلا؟
اجابته بابتسامة خشية من أن تطلب شيئا لم تكن تحبه سيلا: اطلب لي على ذوقك.
❈-❈-❈
أغلق الهاتف وهو في حيرة من أمره فسأله شقيقه باهتمام: مالك يا حسن وعايز ايه الزفت وليد؟
اجابه بشرود: عايز يزورنا في البيت النهاردة هو وعمه.
يزورنا في البيت ليه؟
اجابه حسن: مش عارف بس يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش المهم ايه اخبار الصفقة الجديدة؟
اجابه ماجد بعملية: ما تقلقش رائف ورحيم شغالين عليها وان شاء الله المناقصة هترسي علينا كالعادة ويلا قوم خلينا نروح نتغدى انت ايه ما جوعتش وبعدين بطل تبات برة كتير ولادك بيسألوا ليفتكروك بتلعب بديلك ولا حاجة.
قهقه حسن بمرح ثم هب واقفا وهو يرتدي سترته: هو انا حتى فاضي اتنفس والله انتم مفتريين يا عيلة نصار.
فضحك ماجد بقوة ثم احتـ ضن كتف شقيقه وسارا للخارج وهما يتحدثان في امور شتى.
❈-❈-❈
حول مائدة الطعام يلتفون يتناولون غداءهم في صمت ونظرات ندى منصبة على سالم فلكزتها والدتها هامسة بحدة: لمي نفسك ابوكي واخوكي قاعدين في ايه يا بت ما تتقلي شوية.
اجابتها ندى بخفوت مماثل: والله ما حد هيفـ ضحني غيرك يا حاجة واسكتي بقى عشان قرب يخلص المحشي اللي قدامه هتحطي له ولا احط له انا؟
رمقتها بتحذير ثم شرعت في وضع أصابع المحشي في طبقه وهي تهتف بسعادة: منورنا يا سالم يا حبيبي.
بنورك يا ماما تسلمي الاكل يجنن تسلم ايديك.
اتسعت ابتسامتها ثم غمغمت بلهفة: مش انا اللي عاملة الاكل لوحدي ندى كمان ساعدتني.
قطع فضل ذلك الحديث بسؤاله: ألا قولوا لي حد يعرف المعلم حسين النجار؟
هتف والده بعد أن ابتلع ما في فمه: ايوة طبعا يا ابني مين ما يعرفش حسين النجار.
اردف سالم: هو انت ليه يا فضل محسسنا انك مش ساكن معانا في الحارة يعني!
شعر فضل بالحرج فهو لم يرد السؤال عن ذلك الرجل الذي يعرفه عن ظهر قلب بل كان يتساءل عن ابنته التي لم يرها إلا منذ سويعات قليلة لكنه فضل سؤال والدته بعد تناول الغداء.
فهتف والده باهتمام: ما قلتلناش ماله الحاج حسين النجار؟
اجابه فضل باختصار: اصله كان عايزني ضروري النهاردة.
عايزك في ايه يا فضل؟
مش عارف والله يا امي عموما هروح وهبقى اشوف واقول لكم يلا الحمد لله هقوم اغسل ايدي واعلق ع الشاي.
تابعه الحاج ربيع ثم هب واقفا وهو يهتف بهدوء: انت مش غريب يا سالم يا ابني كمل اكلك وتعال لي عشان عايزك في موضوع مهم.
استناني انا كمان شبعت يا حاج.
هتفت الحاجة فاطمة بلهفة: يا ابني كمل اكلك هم يعني عشان شبعو طب ما انا والمفجوعة ندى لسه بناكل اهو.
لا والله يا حاجة انا فعلا شبعت تسلم ايديكم.
اومأت له بالموافقة
فهتفت ندى بعد أن اختفى عن مرمى بصرها: هو لسه بابا مصر يتكلم معه في موضوع مامته يا امي؟
اجابتها والدتها وهي تلملم الأطباق: ايوة طبعا لازم ابوك يحط معاه النقط على الحروف ويفهم منه امه عايزة ايه بالظبط.
عاونتها ندى في لملمة الطاولة وهي تغمغم بصوت لم يصل إلى مسامع والدتها: ربنا يستر.
❈-❈-❈
حل المساء الذي يحمل في طياته الكثير رحب كل من حسن وماجد بوليد وعمه ثم جلسوا سويا يتجاذبن أطراف الحديث بعد أن طلب القهوة وبداخل كل من الشقيقان فضول لمعرفة سبب تلك الزيارة.
وعلى الجانب الآخر ترجل رائف من سيارته ثم فتح الباب لسيلا وعاونها في النزول وامسك بيدها مما جعل القشعريرة تسري في سائر أنحاء جـ سدها.
رسم ابتسامة ثم غمغم بخفوت: احلى يوم قضيته في حياتي يا سيلا.
منحته ابتسامة جميلة زادتها بهاء واشراقا: وانا كمان يا رائف اتبسطت اوي.
همس بخفوت: ايه رأيك نكررها كل يوم؟
ضحكت بهدوء: كل يوم فاضي انت بقى ده انا سمعت انك شايل الشغل كله.
قطب حاجبيه بدهشة عندما تفوهت بتلك الكلمات فهي تعلم جيدا بأنه يحمل أغلب أعباء العمل على كتفيه إذا لماذا تقول سمعت!
شعرت بحماقة حديثها فهتفت مغيرة دفة الحديث: انا نفسي اروح معاك سينما تكون من 9 ل 12.
قهقه بقوة: من 9 ل 12 يا منحـ رفة وبتقولي لي عايزة تتغيري.
ضحكت هي بنعومة مغمغمة بصوتها ذو البحة المميزة: لأ بتكلم جد والله اصل عمري ما…
بترت باقي حديثها فمن الواضح أنها كلما تحدثت لفتت الأنظار لها.
ثواني وانفتح الباب الداخلي لتتجمد أطراف كل من رائف وسيلا بعدما هتف وليد بقنبلته الموقوتة: انا جاي النهاردة اطلب ايد سيلا.
همس رائف بغضب: هو انت كنتي عارفة انه جاي؟
هزت رأسها نفيا ومغمغمت: اقسم بالله ما كنت اعرفها ابوس ايدك يا رائف اوعى تخليهم يوافقوا مش عايزه اتجوزه.
ليه مش ده حبيب القلب؟
تمسكت سيلا بيده وراحت تنظر إليه بتوسل
مما جعله يزفر بقوه فتقدم منهم بخطوات واثقه ملقيا تحيه المساء واضعا إحدى يديه في جيب بنطاله هاتفا بشموخ يليق به: تخطب مين يا سيد وليد مش عيب تيجي تخطب واحدة مخطوبة…
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية