-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 5 - 2 - الخميس 17/10/2024

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس

2

تم النشر الخميس

17/10/2024


شهق بصدمة واتسعت عينه مرددا بعدم إستيعاب وتسأل:

- الله الله وأنتي عرفتي بقي منين أنها زفرة بت أنتي أنا شاكك فيكي .


صمت قليلاً وتسأل بحيرة:

-بت أنتي أشتغلتي هنا أزاي ؟ عارفة أنا لو وزير الصحة أشغلك مشرحة زينهم ده أخرك الصراحة لكن مستشفى زي دي أشك.


أشارت إلي نفسها بتعالي وقالت:

-مهاراتي ومؤهلاتي هي إلي خلتني أوصل لهنا بوجودي.


إبتسم ساخراً وعقب:

-كوسة ؟


قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:

-كوسة أيه مش بأكلها أنا.


حرك رأسه بيأس وضرب كف بكف:

-مش قصدي تأكليها قصدي بتشتغلي بيها.


تسألت بغباء:

-أشتغل بالكوسة مش فاهمة هعمل محشي مثلاً.


قلب عينيه بملل وتدراك مستفهماً:

-سؤال بس أنا عايز أعرف أنتِ عديتي الابتدائية أزاي؟ أنا واثق انك واحدة تانية.


صمت قليلاً مفكراً وأضاف:

-هو أنتِ كان ليكي أخت توأم مثلاً ؟


حركت رأسها نافية وردت بحيرة:

-لأ حضرتك بتسأل ليه؟


استطرد بإيضاح:

-يعني مثلاً لو افترضنا أن كان ليكي توأم هي اتولدت ذكية إنما أنتِ اخدتي نصيب الأسد من الغباء.


أشارت إلى نفسها بعدم إستيعاب وتسألت:

-أنا غبية أنت بتهزر صح؟


حرك رأسه نافياً وعقب:

-هكمل كلامي بس هي بقي اتعلمت وأنتِ من كتر الغباء إلي عندك أهلك رفضوا يعلموكي بيتكسفوا منك بمعني أصح أختك بقي دخلت كلية الطب وعملت حادثة وماتت قوم أيه بقي إلي حصل ؟ أقولك أنا ياستي أهلك قرروا تكوني أنتي مكانها ودخلتي كلية الطب الدكاترة من كتر غباءك نجحوكي عشان يخلصوا منك بس كده.


هتفت نور بإعجاب:

-تحفة القصة دي الصراحة أنت مؤلف صح؟ طيب ما تكسب ثواب فيا وتاخدني أمثل أيه رأيك.


رمقها شذراً وقال:

-ربنا موجود ياخدك ويريحنا كلنا .



ردت مازحة:

-أنا وأنت يا أبو الصحاب.


ضغط علي أسنانه بغيظ وغادر من أمامها قبل أن يصاب بسكتة قلبية الأن من كتلة الغباء التي أمامه.

❈-❈-❈

في الداخل خرج من المرحاض مستنداً علي والده وفور أن دلف أمير إقترب منهم سريعاً يسانده من الجهة الأخري.


تسأل أحمد بحذر:

-خلصت الإجراءات يا أمير ؟


اومأ بإيجاب وقال:

-أيوة وخرجت عربيتي من الجراچ لقدام المستشفى.


اقتربت منهم إحدي الممرضات وبيدها مقعد متحرك نظر أحمد إلي أمير بحيرة فمن المؤكد لن يمرر ياسين هذا الأمر مرور الكرام.


قطب جبينه بعدم فهم وتسأل:

-وقفتوا ليه ؟


تحدث أحمد بتريث:

-الممرضة جابت ليك كرسي متحرك تنزل به لتحت يا حبيبي.

                      

ظن أنه يتوهم ما يقوله والده فتسأل بعدم إستيعاب:

-كرسي متحرك لمين ؟


إبتلع أحمد ريقه بتوجس وهتف بحزن:

-كرسي متحرك ليك أنت تنزل بيه يا حبيبي.


ترك يد والده وأمير وتراجع إلي الخلف عدة خطوات وسط زعرهم وخوفهم عليه حرك رأسه بعدم إستيعاب وكاد أن يسقط لكن أمير أمسكه سريعاً بلهفة وقال:

-أنت بخير يا ياسين ؟


حاول ترك يده وتحدث بخشونة:

-أنا بخير ومش عاجز أبعد عني هقدر أمشي لوحدي.


اقترب أحمد منه وهتف بحزن:

-يا حبيبي مفيش حد قال إنك عاجز ولا حد يجرأ يقول عليك كده يا حبيبي أنت جروحك لسه مخفتش الكرسي أفضل بيك.


أعتدل في وقفته وتحدث بنبرة حادة:

-أنا كويس وهمشي علي رجلي كفاية أني سامح ليكم تسندوني.


تطلع أحمد إلي أمير بيأس وعقب:

-ماشي يا حبيبي زي ما انت عايز يلا بينا .


أشار لزوجته أن تتحرك أمامها وبالفعل تحركت أمامهم وهما خلفها كل منهم يقوم بإسناده من جهة.

❈-❈-❈

في الأسفل.


فتح لهم الحارس الباب الخلفي سريعاً فور رؤيتهم ساعده أمير في أن يجلس في المقعد الخلفي بحذر شديد وأغلق الباب وألتف إلي أحمد وسلوي متسائلاً:

-هسبقكم بعربيتي تمام ؟


هز أحمد رأسه نافياً وعقب:

-لأ سلوي هتركب معاك وهرجع أنا للدكتور وبعدين أحصلكم.


أومأ أمير بإيجاب وقام بفتح الباب الأمامي لها وساعدها في الركوب واتجه إلي مقعد القيادة وجلس وبدأ بتشغيل محرك القيادة.


حتي أوقفه ياسين وتحدث بلهجة أمرة غير قابلة للنقاش:

-أطلع علي بيت صفوت بيه.


اتسعت عيناه وألتف إلي خالته التي إمتعض وجهها وحاول التحدث متهربا:

-بعدين أنت لسه تعبان أرتاح الآول يا ياسين و….


قاطعه بحسم:

-هتوديني ولا أنزل من العربية وأتصرف أنا وأروح بمعرفتي؟


تنهد بقلة حيلة وقال:

-حاضر يا ياسين زي ما أنت حابب.


تطلع إلي خالته بأسف وبدأ بالقيادة وهوغ علي يقين أن ما سيحدث بعد قليلاً لن يكون من السهل تجاوزه.


بينما في الخلف أسئلة كثيرة تدور داخل رأسه يشعر أنها ستنفجر من كثرة التفكير لا يشعر بآلم جسده ، ولا يوثر عنه فقدان بصره بقدر ما يؤثر به تخلي زوجته عنه وهو في مثل هذا الوضع يكفيه أن تكون جواره الأن وبها يكتفي هل تخلت عنه بآول محنة يمر بها ؟ كان ولازال الحامي المانع لها دائما ما كان يقف في وقف والدته لأجلها ولأجل نصرتها لكن ما يبدوا أن كثرة العطاء تؤدي إلي تبلد الإحساس.

❈-❈-❈

لأ تدرى لما آلامها قلبها وهى تقف فى أمام النافذة الزجاجية تشاهده بحزن شديد كيف لزوجته أن تتركه ؟ ما العيب الذى به ؟ من أجل ماذا تترك رجلاً أحبها بصدق فى زمن لا يوجد بها رجال تعترف بالحب من الأساس، ليته كان زوجها هى لكانت أسفل قدماه الأن فى خدمته وشغلها الشاغل الدعاء له كى يعود لسابق عهده ولكن ليس هو الأعمى إنما زوجته الشمطاء فالأعمى هو أعمى القلب الذى يتغاضى عن كل هذا الحب رغم ما فعله بها لازال يأسر قلبها:

-أه منك يا ياسين خطفت قلبي وكسرته في نفس الوقت بس أنا مش زعلانة منك ومسمحاك مقدرة وضعك يمكن لو في ظرف غير ده كنت هتحبني زي ما حبيتك يا ياسين.

❈-❈-❈

بعد قليل كانت تقف أمام رئيسها مطأطأة الرأس تعلم أنها أخطأت ما كان لها أن تتحدث مع المريض بهذه الطريقة أو تتدخل من الأساس.


تطلع لها بأسف وتسأل:

-أنتي يا صفا تعملي كده أنتي دكتورة نفسية يا ماما يعني أكتر واحدة بتبقي عارفة أن في حالة المريض إلي زيه محتاج راحة نفسية تقومي عاملة كده ؟


ردت بدفاع:

-ما حبتش طريقة كلامه مع والدته نهائي وبعدين مراته دي خاينة ولازم يعرف حقيقتها .


حرك رأسه بيأس ضارباً كف بكف:

-يا دكتورة دي مش شغالتنا أحنا ولا مشكلتنا من الأساس والده ووالدته هما كانوا يقوموا بالمهمة دي.


قطع حديثهم طرق علي باب الغرفة ودخول أحمد الغرفة ، نهض الطبيب سريعاً بإحترام:

-أهلا يا باشا أتفضل .


ألتفت أحمد بنظراته إلي صفا فتحدث الطبيب علي الفور:

-أطمئن يا باشا دكتورة صفا عرفت غلطها وبتعتذر عنه مفيش داعي للرفد هي ما كنتش تقصد.


أتسعت عيناها بصدمة من حديث رئيسها ودت أن تتحدث لكن أخرسها بإشارة من عينه.


جلس أحمد واضعاً ساق فوق ساق بثقة وقال:

-تمام خليني في المهم لو سمحت أيه إلي المفروض يحصل مع ياسين الفترة الجاية ؟


جلس الطبيب وعاد بظهره إلي الخلف وتحدث بعملية:

-أنا هبعت التقارير بتاعته بره زي ما بلغت حضرتك هو المفروض كان يفضل هنا معانا شوية بس واضح أنه مش متقبل ده ومع الأسف كمان واضح أنه مش متقبل حالته هو محتاج ممرضة معاه في البيت تعتني بيه ومحتاج دكتور نفسي كمان يقعد معاه كل فترة هو محتاج دكتور نفسي يتكلم معاه ويأهله للعملية.


أومأ بتفهم:

-تمام شوف أكفأ ممرضة عندك أه وتبقي مقيمة معانا لوقت ما يقوم بالسلامة.


ابتسم الطبيب بعملية وقال:

-تمام يا باشا في ظرف ساعة هتكون عند حصرتك في البيت.


نهض أحمد مغلقا أزرار چاكيت بدلته وتحدث بنبرة ذات معني:

-ياريت تبقي ممرضة هادية وصبورة ياسين عصبي ومش هيتقبل حد بسهولة يلا بعد إذنك.


غادر أحمد وسط نظرات صفا المستاءة استدارت إلي رئيسها وأشارت إلي نفسها وتسألت:

-أنا هترفد ؟


إبتسم الطبيب وعقب:

-أيوة بعد إلي قولتيه ده ياسين باشا قال تترفد بس والدته رفضت وأتخانقت معاه عشانك.


رفعت حاجب متهكمة:

-والله ؟ يعني لو الباشا قال أترفد يبقي أترفد ؟ بجد؟


تنهد بقلة حيلة وقال:

-صفا يا بنتي الناس دول كبار وحيتان فاهمة وكمان من أكبر المسهمين هنا يعني كلامهم أوامر يا بنتي خليكي جنب الحيط وهما أصحاب المستشفي بإشارة منهم مع السلامة يا بنتي فهمتي.


إبتسمت بثقة وشموخ وقالت:

-الأرزاق مش بإيد حد يا دكتور أنا وصلت لمكاني هنا بكفأتي ولو اترفدت من هنا بردوا هلاقي مكان افضل من هنا كمان بكفأتي بعد إذن حضرتك أشوف شغلي مع المرضي أفضل.


غادرت من أمامه رافعة رأسها بشموخ وعزة نفس لكن هذا ليس مع هولاء الناس فهم من يمتلكوا المال وبالتالي هم من يملكون العالم إنما هم بمثابة عبيد لديهم ليس إلا.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة