رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 6 - 2 - السبت 18/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السادس
2
تم النشر السبت
19/10/2024
مر شهرين كاملين الوضع كما هو حالة ياسين لم تتحسن بل تزداد سوءاً كل يوم عن زي قبل يومياً يقوم بطرد ممرضة لتأتي غيرها ويكون مصيرها كسابقتها ، كما إزادادت حالته النفسية سوءاً ولا يحدث أحد كل شئ عصبية وصراخ لا غير وما زاده جنوناً عندما أخبره الطبيب أنه يجب أن يذهب إلي طبيب نفسه وكانت هذه بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير ومن وقتها تحول تنين مجنح كل من يقترب منه يحرقه بنيرانه وغضبه بما فيهم والديه ورفيقه لا يرغب بزيارة أحد نهائياً لا يريد أن يراه أحد عاجزا ، أصبحت غرفته هي سجنه الأبدي لا يتحرك منها يجلس فوق فراشه باستمرار يذهب إلي المرحاض ويظل جالساً علي فراشه وعقله بعالم أخر حتي الشرفة والنوافذ الخاصة بالغرفة لا تفتح بناءً علي أوامره ورغباته.
في أحد الأيام تفحص الطبيب ياسين وسط مقته وغضبه وفور أن إنتهي تحدث بإستياء:
-كده مش هينفع يا ياسين بيه كل لما أجي لحضرتك الحالة بتزداد سوء غير الممرضات إلي كل يوم تطردهم من هنا خلاص مبقاش في ممرضة راضية تيجي ؟ حتي الدكتور النفسي رافض تروح ليه او هو يجي ليك مع أن ده هيحسن من نفسيتك كتير ووضعك عشان تقدر تعمل العملية.
-عنهم ما جم ما حدش طلب منك تجبلي ممرضة وأنت نفسك مش عايز أشوف وشك هنا تاني .
نطقها ياسين ببرود.
إبتلع الطبيب الإهانة وقال:
-ياسين باشا أنا في سن والدك وأنا مقدر حالتك عشان كده مش هرد علي حضرتك ولا هاخده محمل الجد .
إبتسم ساخراً وعقب:
-بجد لا خده محمل الجد ووريني هتعمل أيه ؟
صاح أحمد بنفاذ صبر:
-ياسين إهدي شوية ميصحش كده.
التفت إلي الطبيب وقال:
-أتفضل معايا يا دكتور نتكلم في المكتب.
أومأ الطبيب بعملية وقال:
-تمام.
غادر برفقة الطبيب بينما ألقت والدته نظرة معاتبة عليه وغادرت خلفهم.
❈-❈-❈
في مكتب أحمد .
يجلس أحمد خلف مكتبه واضعاً ساق فوق ساق وهي يستمع إلي حديث الطبيب.
تدخلت سلوي إلي الحديث متسائلة:
-طيب حضرتك شايف هو رافض الممرضات أزاي هيبقل بدكتورة نفسية؟
صمت قليلاً وتحدث بحذر:
-طيب عندي إقتراح.
تطلع أحمد إلي زوجته بحيرة وبعدها نظر إلي الطبيب وتسأل:
-إقتراح أيه ؟
تحدث الطبيب بحذر:
-حضرتك فاكر دكتورة صفا ؟
ردت سلوي علي الفور:
-أه أنا فكرها مالها ؟
أسترسل الطبيب بإيضاح:
-ممكن تيجي هنا علي أنها ممرضة وتقوم بوظيفتها دكتورة نفسية من غير ما هو يعرف ودي أكتر شخص تقدر تتفاهم معاه .
صمت احمد قليلاً مفكراً ورد:
-تمام موافق .
تحدث الطبيب بحذر:
-أنا لسه هعرض عليها وأعرف رأيها بس لو وافقت هي مش هينفع تبقي مقيمة هنا أكيد هترفض.
رد احمد بتكبر:
-هتاخد الفلوس إلي هي عايزاها .
رمقه الدكتور بضيق وقال:
-أولاً لو هي جت هنا هيبقي عشان واجبها المهني مش عشان الفلوس أما موضوع إقامتها هنا فده عشان والدتها متقدرش تسيبها لوحدها .
تدخلت سلوي في الحديث:
-طيب أنا ممكن أروح ليها وأقنعها.
اتسعت عيناه بصدمة وتسأل:
-نعم هتروحي فين ؟ تقنعي مين ؟ لا طبعاً مش هيحصل.
رمقتت بضيق وقالت:
-أنا هتكلم معاها المهم عندي أبني .
تنهد أحمد بضيق وألتف إلي الطبيب وقال:
-أتصرف يا دكتور وطلباتها كلها مجابة وبكره الصبح تكون هنا.
زفر الطبيب بنفاذ صبر وعقب:
-تمام هتكلم معاها لما أرجع المستشفى وهبلغ حضرتك بعد إذنكم.
نهض الطبيب وغادر ونظرت إلى زوجها بعصبية شديدة:
-بطل الكبر والغرور بتوعك دول وأركنهم علي جنب ابننا هيضيع مننا.
تنهد بضيق وقال:
-ابنك قوي وواثق أنه هيرجع لطبيعته في أقرب وقت كمان.
ابتسمت ساخرة وعقبت:
-تفتكر ياسين مبقاش ياسين بتاع زمان ولو فضل علي الحالة دي هنخسره فعلاً.
مسح أحمد علي وجهه بنفاذ صبر وقال:
-وأنا كان بإيدي حاجة أعملها عشان أنقذ ابننا ومعملتهاش ؟
رمقته بضيق وغادرت دون أن تجيب عليه بينما هو أستند علي مكتبه وأغمض عينه بشرود تام.
❈-❈-❈
في المشفي وتحديداً في مكتب مدير المشفي، تجلس صفا أمامه تستمع الي حديثه بصدمة حتي أنتهي من سرده.
-حضرتك بتقول أيه يا دكتور أنا أشتغل ممرضة في بيت ؟ أنا مش فاهمة حاجة ؟
تسألت صفا بحيرة بعد أن أخبرها الطبيب بأنها ستذهب إلي العمل كممرضة ومرافقة لإحدي المرضي.
ابتسم بهدوء ورد:
-أسمعيني يا بنتي مش هتبقي ممرضة بالمعني هفهمك فاكرة المريض إلي كان هنا ياسين المحمدي ؟
إمتعض وجهها وكيف تتنساه فهو بات من يشغل قلبها وعقلها ليلاً ونهاراً لا تسطيع إخراجه من عقلها .
إنتبهت علي سؤاله:
-ردي يا صفا سرحانة في أيه ؟
ألتفت له وردت:
-أيوة مع حضرتك فاكراه ده حتي حديث المستشفى الفترة دي في طرد الممرضات .
ضحك بخفة وعقب:
-أنتي متابعة كل حاجة أهو بصي يا ستي هو غير أنه محتاج ممرضة هو محتاج دكتور نفسي ومفيش حد قادر يتعامل معاه أو يستحمله من الأساس فأنا أخترتك انتي وعارف طبعاً إن صعب تبقي مقيمة عندهم انتي هتبقي موجودة من الصبح لبليل وطبعاً عارف إنك مش بتبصي للفلوس لكن أي رقم هتطلبيه هتاخديه أيه رأيك يا صفا ؟
صمتت قليلاً مفكرة طول الشهرين الماضيين كان تحاول نسيانه وإخراجه من عقلها وها هو القدر يضعه بطريقها مرة آخري آخذت نفس عميق ملئت به رئتيه وتحدثت بثقة:
-موافقة يا دكتور بس عندي شرط.
إنتبه لها وتسأل:
-شرط أيه ؟
ابتسمت بشر وقالت:
-يعني من إلي شوفته وسمعته عنه شكله شخص عنيد وأكيد هيحاول يطفشني أنا بقي هحاول أروده و أتعامل معاه بطريقتي إلي أكيد مش هتعجب اهله ياريت حضرتك تعرفهم يسبوني أتعامل بطريقتي .
أومأ بتفهم وقال:
-تمام يا دكتورة صفا ميعادك بكره هناك الساعة ٨ الصبح أنا هكلم احمد بيه وابعت ليكي كل التفاصيل.
ردت بإيجاب:
-تمام يا دكتور بعد إذن حضرتك .
غابت من أمامه وهو يتحدث بشرود:
-ربنا يخيب ظني وميطلعش إلي في دماغي صح أنتي مش قدهم يا صفا يا بنتي.
❈-❈-❈
في منزل صفا تتناول الطعام برفقة والدتها، تلعب في طبقها تارة وتطلع إلي والدتها تارة آخري مما آثار إنتباه الآخري وتسألت مبتسمة:
-بطلي لعب في الطبق بتاعك وقولي عايزة أيه .
عضت علي شفتيها بخجل وقالت:
-هو أنا مكشوفة للدرجة دي ؟
قهقت والدتها بقوة وهتفت بمرح:
-إلي ربي خير من إلي أشتري يا قلب أمك قولي قولي.
تطلعت إلي والدتها بتردد وسردت لها طلب دكتور عاصم منها دون التطرق إلي تفاصيل .
ردت والدتها بتعقل:
-طالما ده شغلك وانتي حابة كده تمام أهم حاجة تخلي بالك من نفسك أنا اعتراضي إنك هتكوني في بيت ناس أغراب بس أنا واثقة في بنتي وتربيتي.
إبتسمت صفا ونهضت مقبلة أعلي رأسها بحب وتحدثت بصدق:
-أطمني يا أمي هكون دايما عند حسن ظنك.
❈-❈-❈
في الثامنة صباحاً وصلت إلي الفيلا التي يقطن بها هذا المغرور هبطت من السيارة الأجرة وألقت نظرة سريعة علي المكان حولها الثراء الفاحش هو عنوانهم لكن رغم ذلك ينقصه شئ واحد مهم للغاية ينقصه الدفئ والأمان.
أستقبلتها سلوي بحفاوة وقادتها إلي غرفة هذا المغرور لكن رفضت صفا أن تدلف معها أرادت أن يكون آول لقاء بينهم بمفردهم.
فتحت باب الغرفة وجدت الظلام يحيطها من كل اتجاه بحثت عن زر الإضاءة وقام بالضغط عليه أنار الغرفة ألقت نظرة سريعة على الغرفة وهي تشعر بضيق وكأبة رغم أن الغرفة تتميز بالذوق والعالي والرقي لكن ينقصها الحياة.
تركت باب الغرفة مفتوح وتحركت بحذئها ذو الكعب العالي الذي يقرع علي الأرض مصدراً سمفونية موسيقي جعلت هذا الغافي يتملل في نومته .
إتجهت إلي النوافذ وقامت بفتحها بالكامل وإتجهت إلي الشرفة وفتحتها هي الآخري وتقاجأت بكمية الأتربة الموجودة بها.
إشمئز وجهها وقررت بدأ آول خطواتها تحركت تجاهه بخطوات متزنة وقرعت بصوت بكعب حذاءها أرضاً بقوة مما جعله يفتح عينه بضجر وهو يصيح بعصبية وهو يشعر بأشعة الشمس مسلطة علي وجهه:
-مين هنا مين فتح الشباك إنطقوا يا بهايم.
لاحت ابتسامه متسعة علي فمها وهي تستمع إلي صياحه تحدثت بصوت حازم:
-أنا الممرضة الجديدة صفا أتفضل قوم يلا عشان تفطر وتاخد علاجك وتنزل نتمشي في الجنينة تغير جو.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية