رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 7 - 2 - الأحد 20/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السابع
2
تم النشر الأحد
20/10/2024
تجاهلت حديثه وقالت:
-لأ يا استاذ أمير مش محتاج حاجه أطمئن أنا هنا معاه مع السلامة أنت .
تطلع لها بتردد وغادر أتسعت عين الآخر وهو يصيح بجنون:
-هو أنتي أيه يا شيخة جنس ملتك أيه أمشي من هنا.
جلست علي المقعد بثقة واضعة ساق فوق ساق وتحدثت بثقة:
-أنا قولتلك أنا فهماك عصبيتك جزء من شخصيتك لكن مع حالتك وعجزك لتستخدم عصبيتك دي في إنك تظهر نفسك خايف إلي حواليك يهملوك أو يبطلوا يحترموك وده فعلاً هيحصل لأنك بتهنهم وتقلل منهم ده هيكرهم فيك وبدل ما هيكونوا بيتمنوا ترجع لطبيعتك هيتمنوا تفضل طول عمرك عاجز أنا سهل جداً أقوم أمشي فوراً وبكره ممرضة غيري تيجي وبعدين أنت تمشيها طيب وايه الحل هتفضل كده ؟ مش هيحصل تحسن في حالتك ؟ ولا هتقدر تعمل العملية ألي أهم عامل فيها أن حالتك النفسية تتحسن علي فكرة أنا أو غيري هنا عشان نساعدك مش عشان نأذيك عارفة إنك ما بينك وما بين نفسك بتقارن ازاي احنا بنساعدك وأقرب حد ليك أتخلي عنك صح كلامي ، إمتعض وجهه أكثر فأكملت حديثها بثقة كلامي صح بس هي لو بتحبك فعلاً كانت فضلت جنبك إلي بيحب حد بيفضل جنبه ويتقبله بعيوبه وسلبياته قبل إيجابياته كمان .
إبتسم ساخراً والتف لها وتسأل:
-بجد ؟ علي أساس إنك تعرفيني وبتحبيني ؟ أنتي هنا عشان تقضي وظيفتك وتاخدي فلوس وبس وعلي فكرة أنتي زيك زيها تقبلي تتجوزي واحد زي اعمي وتكملي حياتك معاه.
-أقبل جداً هو أنت ليه بتقلل من نفسك ؟
نطقها بجراءة أعجبته وأرجعت ثقته بنفسه من جديد.
آخذت نفس عميق ملئت به رئتيها واسترسلت بإيضاح:
-أنت أفضل من غيرك كتير وكمان وضعك غيرك خليك واثق في نفس ومتقللش منها لأن زي ما انت شايف نفسك هتخلي الناس تشوفك ممكن أفهم حابس نفسك هنا ليه ؟ خايف الناس تشوفك كده وتشفق عليك بالعكس أنت غلطان وجودك هنا إلي بيخليهم يشفقوا عليك قوم أنزل تحت أقعد البلكونه أتمشي شوية أنزل الشركة بتاعتك أقعد وسط الموظفين أسمع وقول رايك إلي انت فيه ده هروب ويأس وأن دل علي شئ فهيدل إنك ضعيف وبتحاول تهرب من قدرك بدل ما توجهه أنا هسيبك وأنزل تحت فكر براحتك اه صحيح هحضر ليك الغداء علي ذوقي بلا شربة خضار وسوتيه بتاعك دول أكل عيانين يجيب المرض يلا سلام .
غادرت من أمامه لكن أوقفها بسؤاله:
-أنتي قولتيلي إسمك أيه ؟
إستدارت له وتحدثت مبتسمة وقالت:
-صفا أسمي صفا.
تحركت من أمامه وغادرت بعد أن اغلقت الباب خلفها بينما هو نطق إسمها بتلذذ:
-صفا…
غادرت صفا بينما حدث هو نفسه بشرود:
-وأيه حكايتك أنتِ كمان يا ست صفا ؟. شكلك مختلفة فعلاً عن كل الممرضات أو كل الستات إلي أعرفها جريئة وعندية بس مش هتبقي أعند مني ويومين بالكتير هتمشي زي الي قبلك.
❈-❈-❈
ذهب إلي المطعم الذي سيقابل به العميل جلس على الطاولة وطلب فنجان من القهوة يتناوله ريثما يأتي العميل وهو يتطلع في المكان حوله وسرعان ما اتسعت عينيه وهو يراها ماكثة أمامه علي إحدي الطاولات تتناول الطعام بشراهة كما عاهدها.
نهض من مقعده وتوجه إلي الطاولة التي تجلس عليها وأشرف عليها بطوله الفارهه.
تركت ما بيدها وتطلعت له بإنتباه:
-أنت تاني ؟ خير لأكون بأكل كبدك أنت كمان ؟
ضحك بخفة وعقب:
-لأ يا ستي بس شوفتك وقولت أجي أقعد معاكي ينفع ؟
أومأت بخجل:
-أتفضل.
جلس أمامها وتحدث معرفا بحاله:
-أنا أمير الحسيني رجل أعمال.
ردت مبتسمة:
-دكتور نور جراحة أنا حابة أوضح ليك حاجة أقل عملية بدخلها بفضل واقفة علي رجلي شغل ٤ ساعات ده أقل حاجة طبيعي آول ما اخرج لازم أكل وأشرب فهمني مش مفجوعة وحاليا هخلص أكل وعندي عملية ٦ ساعات.
أشفق عليها وتحدث معتذراً:
-أسف بجدها وقتها كان حالة ياسين وأنتي منظرك كان حكاية الصراحة.
ابتسمت بخفة وعقبت:
-في دي عندك حق.
غمز بخفة وعقب:
-يعني صافيه لبن ؟
إبتسمت برفق:
-حليب يا قشطة.
نظرت إلي ساعتها وتحدثت معتذرة:
-لازم أمشي عشان شغلي سعيدة جداً أني شوفتك.
تحدث بابتسامة:
-أنا أسعد.
غادرت تاركة إياه ينظر في اثرها وعلي شفتيه إبتسامة عذبة كأن الحب سيطرق بابه هو الآخر.
❈-❈-❈
تقف في المطبخ تطلب منهم ما تحتاجه برقة شديد وسلوي تجلس تتأملها ألتفت لها مبتسمة وتسألت:
-حضرتك لسه قاعدة تتفرجي عليا؟
ابتسمت سلوي بخفة وعقبت:
-يعني الفطار وقولت سهلة كمان هتجهزي ليه الغداء ؟
جلست على الطاولة أمامها وتحدثت مبتسمة:
-أولا أنا بحب الطبخ جدا وسوري يعني حياة إبنك مملة أوي لازم يتعود علي الأكل بتاع المصريين ده أنا حاساه بسكوتة رغم العضلات دي كلها.
صمتت قليلاً وتسألت بفضول:
-هو حضرتك كمان بتأكلي الأكل الصحي ده ؟
قهقهت سلوي بسعادة وقالت:
-أيوة لأني عندي الكولسترول عالي شوية وياسين كان بياكل الأكل العادي وبيحب المحاشي بس من أربع سنين من وقت ما اتجوز عايش علي الأكل ده .
اتسعت عيناها بصدمة وعقبت:
-نعم عايش أربع سنين علي الأكل ده أنا لو مأكلتش كل أسبوع محشي احس أن فيه حاجة نقصاني بس ما يضرش أنا همشيه علي نظامي كده خليه يبقي راجل مصري أصيل.
ابتسمت سلوي بخفة وقالت:
-أتمني بس يكون نفسك طويل وما تمشيش .
صمتت قليلاً وتسألت بفضول:
-صحيح أنتي مفطرتيش وكمان رافضة تشربي حاجة ليه ؟
ردت ببساطة:
-لأني هنا في شغل يعني مش جاية أكل ولا أشرب.
رمقتها معاتبة وقالت:
-بس ده واجب علينا يعني كمان هتعملي الغداء عشان ياسين ومش هتأكلي منه هتفضلي جعانة لغاية ما تروحي ما يصحش يا بنتي.
ضحكت بخفة وعقبت:
-أنا ده طبعي مش بحب أكل بره البيت يلا هقوم أحضر أكل إبنك هعمله طاجن مكرونة بالبشاميل وفراخ بانية.
حركت رأسها بيأس وقالت:
-أنا عندي شك أنه يرضي يأكل الاكل ده بس جربي.
غمزت لها بخفة وعقبت:
-يا ست الكل أنا شربت إبنك اللبن مش هعرف أخليه يأكل العظمة دي بعد إذنك ابدأ بقي.
نهضت بالفعل وهي تتحرك بخفة أسفل نظرات سلوي الحانية اقتربت منها إحدي الخادمات وتحدثت بهمس:
-والله بت زي العسل مش زي العقربة إلي كان متجوزها.
رمقتها مبتسمة:
-فعلا عندك حق صفا وهي صفا بنت نقية أوي ما شاء الله.
أومأت الخادمة بإحترام:
-فعلاً أنا انصدمت أصلا أنها جت تجهز الفطار بنفسها والأعجب نوعية الفطار أنا كنت حاطة أيدي علي قلبي من ياسين باشا.
تسألت بفضول:
-ليه يعني ؟
أجابت بتوضيح:
-قصدي علي الفطار بس العجيب أنه فطر من الآكل والأجب بقي أن كمان حضرت الغداء ليه بإيدها بس علي الأقل حتي ترتاح وتشرب كوباية عصير أبداً حتي كوباية المياه مشربتهاش.
أومأت سلوي بتفهم:
-عندك حق والله خدي بالك منها دايما وطلبتها أوامر.
حركت رأسها بإيجاب وأشارت إلي عيونها:
-من عيوني يا ست الكل هروح أشوف شغلي محتاج حاجة يا هانم ؟
حركت رأسها نافية:
-لأ سلامتك.
غادرت الخادمة بينما تطلعت سلوي قليلاً في آثر صفا تفكر بها وبالفعل عادت بعينيها مرة أخري تفكر في صفا وهي تفكر ماذا لو كانت زوجة ولدها واحدة مثل صفا مؤكداً كانت حياته ستتغير للأفضل.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية