رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 2 - 1 - الأثنين 7/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني
1
تم النشر يوم الأثنين
7/10/2024
استقام من فوق السرير وهو يلهث والعرق يتصبب من جسده بجنون لم يكن ذلك بسبب حبه لها، بل كان يحاول إخراج غضبه وحنقه مما يمر به ولكن عندما انتهت تلك الرغبة، عاد إليه شعور الندم والإحساس بالذنب وكأنه أدرك أخيراً أن هذا الفعل لم يخن زوجته فقط، بل خان ربه أيضاً
عندما استسلم لتلك الفتاة، نهض من جانبها بسرعة مرتدياً ملابسه، بينما استيقظت هي على حركته وبدأت تتطلع إليه بقلق، فقد بدت حالته غريبة وليس كما كانت ليلة أمس، وهو من طلب منها ذلك، هزت رأسها بعدم مبالاة وتحركت خلفه وهي تتحدث بدلال
= حبيبي انت صحيت لحظه واحده اعمل لك الفطار ونروح مع بعض الشغل
زفر مصعب بإنهاك قبل أن يمسك ذراعيها بيديه بقوة ضاغطا عليها مما صدمها وهدر بها بصوتٍ قاسي ثابت
=ابعدي عني يا نرمين انتٍ هتصاحبيني اخذتي اللي انتٍ عاوزاه وانا كمان وخلصنا، يا ريت من هنا ورايح ما تورينيش وشك تاني ولا تحاولي معايا مره ثانيه.. انا ولا اتبسطت ولا ارتحت! لما عملت كده زي ما كنت فاكر.. بالعكس قرفت من نفسي جدا ومنك .
توحشت عينا نرمين بعنف لا يخرج منها إلا بعد ضغط شديد وهي تهتف باستنكار ونفاذ صبر
= لا بقول لك ايه ما تبطل جو المثاليه اللي انت بتعملها دي وعايش الدور أوي هو انت لو مش واخد بالك احنا عملنا ايه امبارح فااحب افكرك أن انت عملت معايا علاقه زي المتجوزين بالظبط واكتر وكان بمزاجك؟ ولا لما خلاص طلع النهار واخذت اللي انت عاوزه هتقلب على الوش الثاني لا يا حبيبي خلاص بقيت دلوقتي زيي زيك ما فرقناش عن بعض حاجه مقرفين وخاينين زي بعض
أخذ يصرخ بنيران الغضب والحنق تمتلئ داخله بسبب هذا الشعور بالذنب والاستحقار
= صح انا مقرف وخاين اني طاوعتك كانت لحظه ضعف ويا ريتني ما سمعت كلامك ولا انتقمت زي ما كنت فاكر إلا من نفسي، الاحسن ليكي حتى لو انا جيتلك ترفضيني ده لو عندك دم فعلا ولسه في شويه احترام لنفسك .
ضغطت على شفتيها بغيظ شديد وهتفت بنبرة حادة
= كده ماشي يا مصعب هدفعك تمن اللي بتعمله ده غالي أوي.. وهوريك مين فينا إللي هيفقد احترامه.
لم يهتم اليها كثيراً و واصل رحيله... بينما راقبت إياه بأعين متواعده له بالشر ثم عندما تاكدت من رحيله ذهبت لتحضر الهاتف الذي كانت تخفيه ليسجل ما حدث بينهما! وسرعان ما ابتسمت ابتسامه إنتصار وهي تردد بصوت مغلول
= فاكرني هبله زيك ما كنتش عامله حساب حاجه زي كده، وريني رده فعلك لما تشوف الفيديو ده.. ولا ليه لسه هبعته وهدده الاحسن ابعته على طول لمراته وامه و يبقي يوريني مين فين المحترم بقى لما يواجههم.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين، تفاجأ مصعب بوالدته تتصل به منذ الصباح الباكر أجاب بصوت مخنوق
= خير يا ماما عماله تتصلي بيا كتير في ايه عندي شغل كتير ومش فايق ودماغي مصدعه وبعدين عارف هتكلميني في ايه؟ ومش وقت خناق اهي عندك وتبقي عملتي فيا جميل لو عرفتي تقنعيها تسافر ليا
جاء صوتها وهي تقول بنبرة حازمه غير قابله للنقاش
=من غير كلام كثير ولا اعذار تنزل ليا حالا مصر ومش عاوزه اسمع اي اعتراض فاهمني!.
اعتدل بسرعه من فوق الأريكة بمنزله وهو يقول بقلق
=ليه حد من الولاد جرى لي حاجه ماما انتٍ قلقتيني في ايه بالظبط؟!.
❈-❈-❈
في منزل مديحة، بكت ندى كثيرة دون أن تقدر على كبت المزيد من الدموع المريرة وهي ترفع يديها بحالة الدفاع عن نفسها وهتفت مستنكرة
= هو ده ابنك المحترم اللي يوم ما هيعملها هيعملها بالحلال؟ اهو عملها زي ما كلكم توقعتوا وكنتم بتنصحوا فيا وانا زي الهبله واثقه فيه وأرجع اقول هو في كل العبر إلا الخيانه.. اتاري البيه مقضيها هناك ومش فارقه معاه اصلا.
حبس مصعب الصدمة داخله لثوانٍ، و لوهلة شعر بجنون الموقف، فهو لا يصدق أن نرمين قد فضحته أمام زوجته وأمه، مما وضعه في موقف محرج للغاية لا يحسد عليه، حيث كان يخجل من نفسه وهو يخفض رأسه
لم يكن ليخون دينه أو عائلته أو نفسه، لكنه في النهاية قام بذلك انتقامًا من عناد زوجته، ليجد نفسه في النهاية ينتقم من حالة وكان أكثر شخص لا يرغب في مواجهته هو والدته، لأنها الوحيدة التي كانت تثق به بشدة، فكيف يمكنه الدفاع عن نفسه أمامها الآن؟
أطلقت أمه مجدية أنفاسها المهتزة وذهولها يبلغ قمته لتستوعب بمنتهى الجنون ما يحدث الآن.. وسارعت تهمس له نافية بغير تصديق وهي تراه يقف مشرفا عليها بطوله لكنه يخفض رأسه من شعور المهانه والانكسار
= ادعي عليك بايه بس يا مصعب مش مخليني عارفه ادافع عنك ولا الاقيلك عذر ليه يا ابني تعمل كده؟ مين البنت المقرفه دي اللي كنت معاها في الفيديو تقربلك ايه ولا علاقتك بيها إيه ومن امتى؟ دي شكلها واحده بجحه ومش محترمه عشان تبعتلنا فيديو زي كده وما يفرقش معاها نفسها وفضيحتها اتعرفت عليها من اني داهيه .
وتاهت الكلمات على لسانها لتسأل مجدداً ذاهلة بصوتٍ مكتوم وعتاب شديدة
=عارف لو قلتلي متجوزها ان شاء الله عرفي صدقني هقطعك فيها طول العمر عشان مش على آخر زمن هتيجي تضيع سمعه العيله و تخلي واحده زي دي تشيل اسمك.. ما تنطق وترد علينا ساكت ليه
حاولت ندى الأخرى السيطرة على أعصابها، فهي التي تحملت المسؤولية بصمت رغم كل الصعوبات، لتتفاجأ به في الخارج يتسلى مع الآخرين بكل بساطة لم تكن تستحق منه ذلك، فقد طعنها بالفعل.. لكنها لم تتمالك نفسها وانفجرت بالبكاء وهي تعبر عن غضبها وسخريتها قائلة
=هيرد يقول ايه؟ ما هي خلاص اتفهمت لو كانت مراته زي ما انتٍ فاكره ما كانتش هتبعت فيديو زي ده او اخرها شويه صور! وتقول اوقع بينهم عشان يطلقها لكن دي عاوزاني انا وانتٍ نتبرى منه عشان يفضلها الجو معاه و يعكوا مع بعض..اللي بعتاه واحده شبهه يستاهلها بجد لان انت يا مصعب عاوز كده اللي ما تصونش شرفك مش بقيلك ست سنين رميني هنا وانا اللي عماله اشيل واربي واجري هنا وهناك وانت خلاص بقى التعامل بينا ذي البنك تبعتلنا الفلوس و كده الإسم بتشيل مسؤوليه.. انا تخوني بعد كل ده؟ طب ليه؟
اتسعت حدقتيه مستنكراً ما تفعله ورده فعلها كما لو كانت انها تحبه أو تهتم لامره رغم انها السبب في ذلك...
اقترب ليجذبها من ذراعيها ليجعلها تصمت فضغط بيديه الممسكتان بها أكثر ليؤلمها مِمَّا جعل مقاومتها تحتد بل وتحاول ضربه بيديها بكل قوتها وهي تبكي بجنون.. إلا أنه لم تهزه قيد أنملة واحتدت خفقاته عندما صرخ بها وهو يرمقها بنظره غاضبه
= انتٍ بالذات تخرسي خالص وكمان بتسالي ليه؟ عشان تعبت عاوز احس ان انا جنبي حد وراجل وليا حقوق وانتٍ البعيده ولا فاهمه و حتي يوم ما بنزل أجازه وأكون مفكرك هتعوضيني بتنكدي على أم اللي جابوني.. متوقعه مني ايه وزعلانه ليه اصلا ده انا ولا كنت فارق معاكي حتى المكالمات بطلتي تعبريني بيها وطول الوقت أمك ومشغوله والمسؤوليه اللي شايلاها لوحدك، ما انا قلتلك تعالي معايا بره عاوزة اعمل لك اكتر من كده إيه .